يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال قصص واقعية عن سوء الخاتمة ، و قصص عن سوء الخاتمة ، و نماذج سوء الخاتمة ، و أسباب سوء الخاتمة ، و كيفيّة تجنب سوء الخاتمة ، و خطبة عن سوء الخاتمة ، سوء الخاتمة كما قال العلماء على رتبتين‏؛ الأولى أن يغلب على قلب الإنسان عند ظهور علامات الموت وسكراته الشّك، أو الجحود، فتُقبَض روحه على حالة الشّك، أو غلبة الجحود، ممّا يجعل حجاباً بين قلبه والله تعالى، وهذه الرتبة تقتضي العذاب المُخلّد للإنسان في الآخرة، وهي أعظم وأشدُّ خطراً من الرتبة الثانية، أمّا الرتبة الثانية فهي أن يغلب على قلب الإنسان عند موته حُبّ أمرٍ من الأمور الدنيويّة، أو شهوة من شهواتها، فيتمثّل هذا الأمر في قلبه حتّى لا يكون هناك متّسع لغيره، فتُقبَض روحه في حالة يكون قلبه مستغرقاً في أمور الدنيا. فيما يلي قصص واقعية عن سوء الخاتمة.

قصص واقعية عن سوء الخاتمة

قصص واقعية عن سوء الخاتمة
قصص واقعية عن سوء الخاتمة

هلاك وحرق

إحدى الأمهات وهي عجوز كان لها ولد يسافر إلى إحدى بلاد العهر، فينفتحون على معصية الله، وقد نَصحَتْه مراراً فما قبل النصح، وفي آخر مرة وعظتْه فلم يزدجر وسافر إلى هناك. واستأجر مع صاحبه في فندق، والتقيا ببعض الشباب من هنا، فأنسا بهم وقررا السكن معهم في فتدق واحد ليجتمعوا على الزمر واللهو والزنا والخمر.
فقال هذا الشاب: لا مانع إلا أني لن أذهب معكم الليلة فقد واعدت مومسا وخمري عندي .. ولكن في الغد آتيكم.
انطلق زميله الذي كان معه، وفي الغد جاء بعد أن أفاق من سكره ليأتي به ويدله على المكان.. ولما قرب من الفندق وإذا به محاط بأعوان الشرطة. يسأل: ما الذي حدث؟ أهناك لصوص أو عصابات؟ قالوا: لا ، إن الفندق قد احترق بكامله، فوقف شعر رأسه متأملاً: أين صاحبي، جئنا لنمرح قالوا له: ألك معرفة هنا؟ قال: نعم .. نعم .. أخذوا يَجْرِدُون وإذا بصاحبه يأخذه كالفحم محترقاً ويسأل، فقالوا: قد مات ومعه امرأة في نفس الليلة.

في سبيل التراب

قصص واقعية عن سوء الخاتمة ، لما نزل بأحدهم الموت واشتد عليه الكرب اجتمع حوله أبناؤه يودّعونه ويقولون له: قل: لا إله إلا الله، فأخذ يشهق ويصيح، فأعادوها عليه، فصاح بهم وقال: الدار الفلانية أصلحوا فيها كذا، والبستان الفلاني ازرعوا فيه كذا، والدكان الفلاني اقبضوا منه كذا، ثم لم يزل يردد ذلك حتى مات.

لفي سكرتهم يعمهون

احتضر رجل ممن كان يجالس شرب الخمور، فلما حضره نزع روحه أقبل عليه رجل ممن حوله وقال: قل: لا إله إلا الله، فتغير وجهه وتلبد لونه وثقل لسانه، فردد عليه صاحبه: يا فلان قل: لا إله إلا الله، فالتفت إليه وصاح: لا.. اشرب أنت ثم اسقني، ثم ما زال يرددها حتى فاضت روحه.

ثقيل كالجبل

جيء برجل في الخمسين من عمره إلى الإسعاف وهو في حالة احتضار وكان ولده يلقنه الشهادة، والأب لا يجيب، حاول الابن أن يلقن والده الشهادة ولكن الأب لا يجيب، وبعد عدة محاولات قال الأب: يا ولدي أنا أعرف الكلمة التي تقولها، لكنني أحس أنها أثقل من الجبال على لساني، ثم مات الأب.

قصص عن سوء الخاتمة

ولات حين مناص

كان أحدهم صاحب معاصٍ وتفريط، فلم يلبث أن نزل به الموت ففزع من حوله إليه وانطرحوا بين يديه وأخذوا يذكّرونه بالله ويلقّنونه الشهادة، وهو يدافع عبراته، فلما بدأت روحه تُنزع صاح بأعلى صوته وقال: أقول: لا إله إلا الله ولا تنفعني، لا إله إلا الله وما أعلم أني صليت لله صلاة، ثم مات.

هو كافر بها

قال عبد العزيز بن أبي داوود: حضرت رجلا عند الموت يلقّن لا إله إلا الله، فقال في آخر ما قال: هو كافر بما تقول. ومات على ذلك، قال: وكان مدمن خمر.

قديهمك:

نماذج سوء الخاتمة

دن دن

رجل عرف بحبه للأغاني وترديدها، فلما حضرته الوفاة قيل له: قل لا إله إلا الله، فجعل يهذي بالغناء ويقول: دن دن دندن … حتى قضى، ولم ينطق بالتوحيد.

وحيل بينهم

قيل لأحدهم وهو يحتضر: قل: لا إله إلا الله، فقال: هيهات حيل بيني وبينها، وصدق الله حين يقول: (وحيل بينهم وبين ما يشتهون كم فعل بأشياعهم من قبل إنهم كانوا في شك مريب).

فات الأوان

وقيل لآخر: قل لا إله إلا الله. فقال: ما ينفعني ما تقول ولم أدع معصية إلا ارتكبتها ثم مات ولم يقلها.

أسباب سوء الخاتمة

إنّ لسوء خاتمة الإنسان أسباباً، وفيما يأتي بيان جانبٍ منها:

  • إصرار الإنسان على المعاصي، فالإنسان إذا ألِف أمراً ما طيلة حياته، وداوم على فعله حتى تعلّق به وأحبّه، مات عليه غالباً.
  • الركون إلى شهوات الدنيا، وملذّاتها، وزخارفها، ممّا يؤدي بالإنسان إلى إهمال الآخرة، وعدم الإكتراث والمبالاة بها، وتقديم محبة الدنيا على محبة الآخرة.
  • إصابة قلب الإنسان بالكِبر، والحسد، والحقد، والغل، واحتقار الآخرين من المسلمين، والعُجب بالنفس، والخيانة، والغدر، والمكر، والغش، والخداع، ونحوها.
  • التمسّك بالبدع؛ فالبدع شؤمٌ على صاحبها، وشرٌّ على الدين، وهي من الكبائر عند الله تعالى.
  • عقوق الوالدين، وقطع الأرحام.
  • الوصيّة الظالمة، التي تخالف ما أمر الله سبحانه به في شريعته الحنيفة.

كيفيّة تجنب سوء الخاتمة

حتى يتجنب الإنسان سوء الخاتمة؛ لا بدّ له من الحرص على أسباب حسن الخاتمة، وفيما يأتي بيانها:

  • المداومة على فعل الطاعات، والحرص على التعجيل في التوبة، والاستغفار عن المعاصي باستمرارٍ.
  • التوجّه إلى الله تعالى بالدعاء، والإلحاح عليه بأن يرزق الإنسان حُسن الخاتمة.
  • حسن الظنّ بالله تعالى، والرجاء أن يجعل خاتمة الإنسان حسنةً.
  • الثقة في وعد الله سبحانه للمؤمنين بالتثبيت.

خطبة عن سوء الخاتمة

الخطبة الأولى

لحظة حاسمة في حياتنا يغفُل عنها الكثير، هذه اللحظة قد تقود الإنسان إلى سعادة سرمدية لا شقاء بعدها، أو قد تقوده إلى شقاء ونار تلظى والعياذ بالله.

أتدرون ما هي تلك اللحظة؟ إنها لحظة ختام حياة الإنسان، ولحظة ختام الأعمال.

واسمعوا عباد الله ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم.. اسمعوا جيدا فإن الواحد منا لا يدري متى وكيف تكون خاتمته.. ففي صحيح الجامع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تعجبوا بعملِ عامِلٍ حتى تنظروا بم يُختَمُ له).

فمن وفَّقه الله للعمل الصالح في آخر عمره وفي آخر ساعةٍ من الأجل، فقد كتب الله له حُسن الخاتمة، ومن خذلَه الله فختَمَ ساعة أجله بعمل شرٍّ، وذنب يُغضِبُ الرب، فقد خُتِمَ له بخاتمة سوءٍ والعياذ بالله.

واليوم بإذن الله لنا وقفة مع موضوع سوء الخاتمة.

أولاً، معنى سوء الخاتمة:

سوء الخاتمة وما أدراك ما سوء الخاتمة أعاذنا الله منها، هي الطامة الكبرى والمصيبة العظمى، هي الخسارة الفادحة والشقاء الأبدي.

سوء الخاتمة معناها: أن يموتَ العبد على حالةٍ سيئة لا تُرضِي الله عز وجل، فتُقبَض الروح على تلك الحال، فتكون حجابا بينه وبين الله تعالى أبدا، وبئس الخاتمة تلك التي طالما تخوف منها المتقون، وتضرعوا إلى ربهم سبحانه أن يُجنبهم إياها.

فخطر هذه الخاتمة يكمن في أن العبدَ عند الموت يكون في غاية الضعف فهو يعاني من ألم النزع والخوف من خطر ما هو مُقبِل عليه عند الموت، ومن هجوم إبليس عليه بخَيْله ورَجله، حتى يَفتنه.

فإنها والله لفتنة عظيمة يُثبِّت الله فيها قلوبَ المؤمنين الصادقين الذين استقاموا على دين الله تعالى، وتنتكسُ فيها قلوبُ المنافقين والمفرِّطين والظالمين، قال ربنا: ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴾ [إبراهيم: 27].

وإذا عرفنا معاش العباد معنى سوء الخاتمة، وجب علينا أن نحذر أسبابَها، وأَن نُعِدَّ ما يَصلُحُ لها.

فأسبابها كثيرة:

يأتي في طليعتها فساد المعتقد، فالعقيدة إذا شابها الفساد والانحراف استوجبت ضلال صاحبها وزيغه عن طريق الحقّ، ومن لم يسلك سبيل الحقّ فلن يُكتب له الفلاح أبداً.. فساد المعتقد أصل كلّ بلاء، وأساس كلّ شقاء، به يُحبط العمل، وتكون سوء الخاتمة والهلاك والخسارة عندها.

ومن البلايا العظيمة التي تقف حاجزاً بين العبد وحسن الخاتمة: الإعراض عن الله تعالى وعن دينه، والاستنكاف عما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، قال ربنا: ﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴾ [النساء: 173].. فالمُعرض عن الله تعالى وعن دينه يُعاقب على قلّة اكتراثه بالدين واتِّباعه لهوى نفسه ورغباتها بالشقاء والخذلان، ويُجازى على إعراضه وصدوده بإعراض الله عنه، ومن أعرض الله عنه ساءت خاتمته بلا شك.

ومن أسباب سوء الخاتمة: ترك الفرائض، وارتكاب المُحرَّمات، والإقدام والجرأة والإصرار على المعاصي، فإن الذنوب تغلب على الإنسان وتستولي على قلبه فيألفُها ويحبُّها، فيأتي الموتُ وهو مُصِرٌّ على ذلك، ويستولي عليه الشيطان عند الموت، وهو في حالة ضعفٍ ودهشةٍ وحيرة، حتى إذا أراد أقرباؤه أن يلقنوه الشهادة ليكون آخر كلامه لا إله إلا الله، طغت المعاصي على تفكيره فتكلم ونطق بما ألِفَه وغلَبَ على قلبه ويردده حال الاحتضار، فيُختَمُ له بسوء الخاتمة.

قال ابن كثير: “الذنوب والمعاصي والشهوات تخذُل صاحبها عند الموت مع خذلان الشيطان له، فيجتمع عليه الخذلان مع ضعف الإيمان، فيقع في سوء الخاتمة”.

ومن أسباها: التسويف بالتوبة، وهذا السبب من أنجح حيل إبليس التي يحتال بها على الناس، فيوسوس للعاصي بأن يتمهل في التوبة، فإن أمامه زمناً طويلاً فليُمتع نفسه ولا يشق عليها بالطاعات من الآن. ويوسوس للأعزب حتى يتزوج، وللطالب حتى يتخرج، وللفقير حين يستغني، وللشاب حتى يبلغ الخمسين أو الستين ومن تم يتوب توبة نصوحاً، ويلزم المسجد ويكثر من تلاوة القرآن، أما الآن فإنه في زهرة عمره ومقتبل شبابه، فليمتع نفسه.. وهكذا يوسوس ويحدد لكل واحد موعدًا لتوبته، وهذا من بعض مكائد إبليس في تسويف التوبة وتأجيل الأوبة اغتراراً بطول الأمل، وذلك سبب شقاء وتعاسة كثير من الناس، حتى نسوا الآخرة ولم يتذكروا الموت، وإذا تذكروه يوما تضجروا وتضايقوا منه، لأنه يُنغِّص عليهم لذاتهم، ويكدِّر عليهم صفو عيشهم.

ومن أسباب سوء الخاتمة: الانكباب على الدنيا وطلبها، والحرصُ عليها، والرُّكون إلى شهواتها وزُخرفها، وتقديمُ محبتها على محبة الإقبال على الآخِرة، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [يونس: 7، 8].

ومن الأسباب: أمراض القلوب، وأسوأ الأمراض التي تُفسد القلب وتُمرضه وتُهلكه: الكِبْر والحَسد والحِقد والغِلّ والعُجب والغدر والخيانة والمكر والخِداع والغِش واحتقار الناس وظلمهم، والعدوانُ عليهم في الدم أو المال أو العِرض، فأيٌّ من هذه الأمراض وغيرِها تكون سببا في هلاك صاحبها وخُسرانه فضلا عن سوء خاتمته.

وكذلك عُقوق الوالدَين وقطيعة الأرحام، قال ربنا: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ [محمد: 22، 23].

فهذه بعض أسباب سوء الخاتمة، وإنني لأحذر نفسي وإياكم أن يكون فينا سبب من هذه الأسباب، وإياكم والتسويف فإن العمر قصير والطريقَ طويل والزادَ قليل وهولَ القبر ثقيل فاستعدوا ليوم الرحيل.

الخطبة الثانية

ينبغي أن يكون الخوف من سوء الخاتمة ماثلا أمام أعيننا في كل لحظة، لأن الخوف باعث على العمل، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة).

ومن هنا كان يشتدُّ خوف السلف الصالح من سوء الخاتمة، إذ ليس شيءٌ أخوفَ لقلوبهم وأشدّ إزعاجاً لهم من خاتمة حياتهم، ومعرفةِ الحالة التي سيُختم لهم بها عند الموت، ولأجل هذه القضيّة ذَرَفَت عيونُهم ووَجِلَت قلوبهم.

ولقد بكى سفيان الثوري ليلة إلى الصباح فقيل له: أتبكي على الذنوب؟ فأخذ تِبْنةً من الأرض وقال: الذنوب أهون من هذه، إنما أبكي خوفاً من سوء الخاتمة، وكان يقول: أخافُ أنْ أُسلبَ الإيمانَ عند الموت”.

وما ذلك إلا لأن سوء الخاتمة أمر صعب ينبغي أن يهتمّ له كل إنسان.

فاللهم إنا نسألك أن تعصِمنا من سوء الخاتمة وأن تختِم أعمارنا بالصالحات، وأن تُثَبّت قلوبنا على دينك وتُصرِّفها إلى طاعتك إلى أن نلقاك وأنت راضٍ عنّا يا رب العالمين.

لم تجد ما تبحث عنه؟ ابحث هنا