يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال قصة قصيرة عن الجاحظ ، و قصة من كتاب البخلاء ، قصة الكندي من كتاب البخلاء ، و قصص من كتاب البخلاء للجاحظ ، و قصة من كتاب البخلاء للجاحظ ، و تلخيص قصة الجاحظ ، يعد كتاب البخلاء للأديب الكبير الجاحظ موسوعة أدبية علمية كبيرة بحق ، فبالرغم من أن الجاحظ تناول فيه قصص البخلاء وعاداتهم الغريبة ، إلا أنه أحاط بطرق عيشهم الاقتصادية والاجتماعية.. بل والنفسية ، كما تناول أيضا مسائل طبية وروحية ، كذكر الأكل وأصنافه المفيدة والمضرة بصحة الإنسان ، وذلك بأسلوب دقيق شامل لا يقدر عليه إلا شيخ الأدباء الجاحظ.

قصة قصيرة عن الجاحظ

البخلاء هو موسوعة أدبية كبيرة كتبها الأديب عمرو بن بحر الجاحظ (أبو عثمان)، حيث تناول خلاله قصصاً إخبارية عن البُخلاء وطِباعهم، وعاداتهم الاجتماعية والاقتصادية الغريبة بطريقة طريفة وساخرة، وغيرها من القصص الأخرى، وممّا ورد في كتاب “البخلاء” للجاحظ هذه القصص الطريفة ما سيعرضه هذا المقال.

قصة قصيرة عن الجاحظ
قصة قصيرة عن الجاحظ

طرف أهل خراسان

خصص الجاحظ جزءاً كبيراً من كتابه “البخلاء” لذكر طرائف وقصص عن بخل أهل خراسان، وخاصةً أهل “مرو” وهي مدينة من مدن خراسان، وفيما يلي أطرف هذه القصص:

قصة أهل خراسان والزائر

يقول المروزي للضيف إذا زاره وطال جلوسه: “تغدّيت اليوم؟” فإن قال “نعم”، قال له: “لولا أنك تغدّيت لغدّيتك بغداء طيب”، وإن قال “لا”، قال له: “لو كنت تغديت، لسقيتك خمسة أقداح”، فلا يُطعمه في كلتا الحالتين لشدة بخله.

قصة أهل خراسان والمصباح

يروي الجاحظ أنّ جماعة من أهل خراسان ترافقوا في منزل وصبروا على الظلمة (الاستغناء عن الإنارة) ما أمكنهم الصبر، حتى اتفقوا على أن يدفع كل واحد منهم مقداراً من المال للإنارة بعد أن نفد صبرهم، إلّا أنّ واحد منهم أبى أن يشاركهم ويعينهم على ذلك، فكانوا إذا جاء المصباح شدّوا عينيه بمنديل لكي لا يستفيد من النور، وعندما يناموا ويطفئوا المصباح يطلقون عينيه.

قصة أهل خراسان والدِيَكة

يقول ثمامة وهو (ابن أشرس النمري، أحد زعماء المعتزلة): “لم أرَ الديك في بلدة قطّ إلا وهو لاقط يأخذ الحبة بمنقاره، ثم يلفظها قدام الدجاجة، إلا ديكة مرو، فإني رأيت ديكة مرو تسلب الدجاج ما في مناقيرها من الحب”، قال: “فعلمت إن بخلهم شي‏ء في طبع البلاد”.

قصة من كتاب البخلاء

قصة أبي محمد الخزامي

كان أبو محمد الخزامي أبخل من برّأ الله، فقد ذكر الجاحظ قصص عديدة له في البخل، وفيما يلي بعضها:

  • كان أبو محمد الخزامي يقع إلى عياله كل سنة مرة بالكوفة، فيشتري لهم من الحب مقدار طبيخهم وقوت سنتهم فقط، فكان ينظر إلى حب هذا وإلى حبّ هذا ويقيّم سعره، ويكتال من كل واحد منهم كيلة بالميزان؛ ليشتري أثقلها وزناً وأرخصها ثمناً.
  • كان أبو محمد الخزامي إذا لبس قميصاً نظيفاً وجديد، وأُتي بكل بخور في الأرض، لم يتبخّر، وذلك مخافة أن يُسوِّد دخان العود بياض قميصه، وكان يقول: “حبّذا الشتاء، فإنه يحفظ عليك رائحة البخور، ولا يحمض فيه النبيذ، إن ترك مفتوحاً، ولا يفسد فيه مرق إن بقي أياماً”.

قديهمك:

قصة الكندي من كتاب البخلاء

حدثني عمرو بن نهيوي، قال:

كان الكندي لا يزال يقول للساكن، وربما قال للجار: إن في الدار إمرأة بها حمل، والوحمى «1» ربما أسقطت من ريح الطيّبة. فإذا طبختم، فردّوا شهوتها، ولو بغرفة أو لعقة، فان النفس يردّها اليسير. فإن لم تفعل ذلك، بعد إعلامي إياك، فكفارتك «2» أن أسقطت غرّة: عبد أو أمة «3» ، ألزمت ذلك نفسك أم أبيت» . قال: فكان ربما يوافي الى منزله من قصاع السكان «4» والجيران ما يكفيه الأيام، وكان أكثرهم يفطن ويتغافل.

وكان الكندي يقول لعياله: أنتم أحسن حالا من أرباب هذه الضياع.

إنما لكل بيت منهم لون واحد، وعندكم ألوان.

قال: وكنت أتغدى عنده يوما، إذ دخل عليه جار له. وكان الجار لي صديقا. فلم يعرض عليه الغداء. فاستحييت أنا منه فقلت: لو أصبت معنا مما نأكل. قال: قد، والله، فعلت. قال الكندي: ما بعد الله شيء. قال: فكتفه والله، يا أبا عثمان، كتفا لا يستطيع معه قبضا ولا بسطا، وتركه ولو أكل لشهد عليه بالكفر، ولكان عنده قد جعل مع الله شيئا.

قال عمرو: بينا أنا، ذات يوم، عنده إذ سمع صوت انقلاب جرّة من الدار الأخرى، فصاح: أي قصاف! فقال، مجيبة له: بئر وحياتك! فكانت الجارية في الذكاء، أكثر منه في الإستقصاء.

قصص من كتاب البخلاء للجاحظ

قصص من كتاب البخلاء للجاحظ
قصص من كتاب البخلاء للجاحظ

قصص في بخل موسى بن جناح

ذكر الجاحظ في كتابه “البخلاء” قصص من حياة موسى بن جناح وطباع من بخله الشديد، وفيما يلي بعضها:

  • روى سرّي بن مكرم أن موسى بن جناح ولشدة بخله كان يأمرهم ألّا يأكلوا من الطعام ما دام أحد منهم مشغولاً بشرب الماء أو طلبه، فلما رآهم لا يطاوعونه، وقد أراد شرب الماء، خطّ بإصبعه خطاً في أرزّة كانت بين أيديهم فقال: “هذا نصيبي، لا تعرضوا له، حتى انتفع بشرب الماء”.
  • روى أبو كعب أن موسى بن جناح دعا جماعة من جيرانه ليفطروا عنده في شهر رمضان، وقد كان معهم، فلما صلّوا المغرب، أقبل عليهم ابن جناح ثم قال: لا تعجلوا فإن العجلة من الشيطان، وكيف لا تعجلون وقد قال اللّه جلّ ذكره: {وَكََانَ اَلْإِنْسََانُ عَجُولاً}.

قصة من كتاب البخلاء للجاحظ

قصة ليلى الناعطيّة

ما زالت ليلى الناعطيّة ترقّع قميصاً لها وتلبسه، حتى ذهب القميص الأول، ورفت (أصلحت) كساءها ولبسته، حتى صارت لا تلبس إلا الرفو (المرقّع، المُخاط)، وذهب جميع الكساء، وسمعت قول الشاعر:

البس قميصك ما اهتديت لجيبه فإذا أضلّك جيبه فاستبدل‏

فقالت: “إني إذن لخرقاء أنا -والله- أحوص‏ (أُخيط وأرفو) الفتق، وفتق الفتق، وأرقع الخرق، وخرق الخرق”.

تلخيص قصة الجاحظ

تلخيص قصة الجاحظ
تلخيص قصة الجاحظ

يتناولُ الجاحظ في كتاب البخلاء أحاديثَ وقصصَ البخلاء الذين قابلهم وتعرَّف عليهم ضمن ظروف بيئته الخاصة، خاصَّة من أهل مدينة مرو في خراسان، فقام بتصورير البخلاء بواسطة أسلوبه الفني الأدبيّ تصويرًا حسيًّا ملامِسًا للواقعِ بطريقة فكاهيّة، فوصف تصرّفات أولئك البخلاء وحركاتهم وسكناتهم والنظرات التي يعتريها القلق أو تلك التي تنعم بالطمأنينة، وجسَّد النزوات النفسية التي تنتابهم، كما فضح أسرار البخلاء والخفايا التي تدور في بيوتهم والأحاديث التي تدور فيما بينهم، ومن براعة الجاحظ في كتاب البخلاء أنَّه لا يترك في نفوس القرّاء آثارًا سيئةً حول البخلاء، ولا يحمل القراء على كراهية هذا الصنف من المجتمع.

لذلك، فإنّ كتاب البخلاء يحملُ في طيَّاته قصصًا يرويها الجاحظ كنوادر تصوِّرُ مواقفَ هزليَّة بطريقة تدفعُ إلى التربية ونقد الواقع الاجماعي، ويعدّ كتاب البخلاء أيضًا دراسةً اجتماعيةً نفسيَّة اقتصادية تربويةً، وله أهميَّة علمية كبيرة كمرجع علمي؛ لأنَّه يكشفُ عن طبائع وسلوك ونفوس البشر، بالإضافة إلى أنَه يحتوي على كثير من أسماء المشاهير والأعلام وأسماء المدن والبلدان وصفات أهل تلك البلاد، كما يحتوي على كثير من الشعر والآثار والأحاديث وغيرها، لذلك يمكن أن يعرَّف كتاب البخلاء باختصار أنَّه موسوعة اجتماعية أدبية علمية جغرافية تاريخية تصور تلك الأمور في صدر العصر العباسيّ.

يمكنُ اعتبار كتاب البخلاء للأديب الموسوعيّ الجاحظ بأنَّه من أشهر كتب الأدب الساخر، حيث ظهرت فيه روح الفكاهة التي تطربُ الأرواح وتهزُّ النُّفوس، كما ظهر فيه أسلوب الجاحظ الذي يفيضُ بالبيان المتماسك الرصين وبقدرته على صياغة النوادر والقصص القصيرة الهزلية، حيثُ تميزت كتاباته بوضوح البيان ودقَّة التعبير وبراعة الوصف، وهو الكتاب الوحيد الذي وصف الحياة الاجتماعية في صدر العصر العباسي بهذا الوصف الذي كشف أسرار الحياة في تلك المرحلة.