يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال قصص واقعية عن تقوى الله ، و قصص الصحابة عن التقوى ، و كيف نحقق التقوى ، و ثمار التقوى و أهمية التقوى وفضلها ، إنّ التّقوى أمرٌ مهمّ في حياة الإنسان، ولقد أوصى الله -تعالى- عباده بتقواه، وبيّن ذلك في عددٍ من الآيات الكريمة، في القرآن الكريم، حيث قال: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ)، وحثّ النبي صلّى الله عليه وسلّم أيضاً على التزام التّقوى، وكذلك الأنبياء والرسل عليهم السلام، دعوا أقوامهم إليها، ومنهم: هود، ونوحٌ، وشعيب، وصالحٌ. فيمايلي قصص واقعية عن تقوى الله.

قصص واقعية عن تقوى الله

قصص واقعية عن تقوى الله
قصص واقعية عن تقوى الله

أخبرنا رسولنا -صلى الله عليه وسلم- عن قصة ثلاثة ممن كانوا قبلنا، كانوا في سفر، فأمطرتهم السماء، فأووا إلى غار، فجرف السيل صخرةً، فاطبقت على فم الغار، فأصبحوا كالمقبورين وهم أحياء، وعلموا أنه لا منجى من الله إلا إليه، فتقربوا بأفضل ما عملوه لله، فانفرجت الصخرة، وخرجوا يمشون، فقد جعل الله لهم من ضيقهم فرجًا، ومن بلائهم يسرًا. جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «خرج ثلاثة نفر يمشون، فأصابهم المطر، فدخلوا في غار في جبل، فانحطّت عليهم صخرة، قال: فقال بعضهم لبعض: ادعوا الله بأفضل عمل عملتموه. فقال أحدهم: اللهم إني كان لي أبوان شيخان كبيران، فكنت أخرج فأرعى، ثم أجيء فأحلب فأجيء بالحلالب، فآتي به أبويّ فيشربان، ثم أسقي الصبية وأهلي وامرأتي، فاحتبست ليلة، فجئت فإذا هما نائمان، قال: فكرهت أن أوقظهما، والصبية يتضاغون عند رجليّ، فلم يزل ذلك دأبي ودأبهما، حتى طلع الفجر، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فافرج عنا فرجة نرى منها السماء، قال: ففرج عنهم. وقال الآخر: اللهم إن كنت تعلم أني كنت أحب امرأة من بنات عمي كأشد ما يحب الرجل النساء، فقالت لا تنال ذلك منها حتى تعطيها مائة دينار، فسعيت فيها حتى جمعتها، فلما قعدت بين رجليها قالت: اتق الله ولا تفضَّ الخاتم إلا بحقه، فقمت تركتها، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا فرجة، قال ففرج عنهم الثلثين. وقال الآخر: اللهم إنك كنت تعلم أني استأجرت أجيرًا بفرق من ذرة فأعطيته، وأبى ذاك أن يأخذ، فعمدت إلى ذلك الفرق فزرعته، حتى شريت منه بقرًا وراعيها، ثم جاء فقال: يا عبدالله أعطني حقي، فقلت: انطلق إلى تلك البقر وراعيها فإنها لك، فقال: أتستهزئ بي؟ قال: فقلت: ما استهزئ بك، ولكنها لك، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا، فكشف عنهم».

قصص الصحابة عن التقوى

سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه

فى يوم من الايام ذهب سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه الى المقابر فاخذ يبكى حتى ابتلت لحيته . فتعجب اصحابه وسالوه “نذكر لك الجنه والنار فلا تبكى ونذكر لك القبر فتبكى ” فرد عليهم سيدنا عثمان بمقوله جميله “لأن القبر هو أول منازل الآخرة، وإن خفف عن العبد فكان بعده أهون وإن لم يخفف عنه فهو ليس بهين ما بعده”

سيدنا ابو بكر الصديق رضي الله عنه

ذات يوم كان يمشي سيدنا ابو بكر الصديق رضي الله عنه فوجد طيرا على شجره فجلس على ركبتيه واخذ يبكى ويقول “يا ليتني كهذا الطير يطير علي الشجر ويأكل الثمر ولا يحاسب يوم القيامة” مع ان سيدنا ابو بكر كان من العشره المبشرين بالجنه لكن تقوى الله كانت تملا قلبه رغم كل شئ 

سيدنا عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه

فى يوم من الايام كان يمشي سيدنا عمر بن عبدالعزيز مع الخليفه سليمان بن عبد الملك وكان سيدنا عمر هو الوالى فى ذلك الوقت . كانت السماء تمطر فسال سيدنا عمر سليمان اخفت؟ فرد سليمان نعم فقال له كيف لك يوم القيامه وهذا يدل على مدى الخوف والتقوى من الله وسؤاله فاين نحن من هؤلاء .

قديهمك:

كيف نحقق التقوى

كيف نحقق التقوى
كيف نحقق التقوى
  • فعل الواجبات التي أمر بها الله ورسوله الكريم.
  • اجتناب الشبهات، وترك المحرمات، والابتعاد عنها.
  • فعل السنن، وتجنب الانهماك في المباحات، لأنها تزيد فرصة وقوع الإنسان في الشبهات.
  • الاجتهاد في طاعة الله، ومحاولة التفكّر في أمور الدنيا والآخرة، إذ يتوجّب على المسلم الحق أن يكون على استعداد دائم للقاء ربه، لأنه لا يعلم متى يأتيه الموت، ولأنه يعلم أن الإنسان مسؤول عن كل ما منحه الله، وأن الله سيحاسبه على ما فعله في دنياه.
  • تحقيق الموازنة بين حاجات النفس والجسد، وبين ما أمر به الله، علماً أنّ الله لا يأمر الإنسان بإهمال نفسه، والانغماس في الطاعات، والابتعاد عن مخالطة الناس، بل يطلب منه أن يؤدي حقوق جسده عليه، دون أن يتعدى على حقوق الله، وذلك يؤكّد أن الدين الإسلامي دين اعتدال ورحمة.
  • الإخلاص في العمل، وعدم ابتغاء السمعة، والشهرة بين الناس، وخشية الله في كل الأماكن، وبكل الأقوال، واستشعار مراقبته له سواء أكان ذلك سرّاً أم علناً، وتحرّي الألفاظ التي لا تغضب الله، حيث قال تعالى: (وما أمروا إلا ليعبدوا اللَّه مخلصين له الدين) [سورة البيّنة: 5].
  • عبادة الله في كل الأمور خوفاً منه، وطمعاً في رضاه، وأجره، وثوابه، ورحمته. جهاد النفس، والمحافظة على وصايا الله، والاستقامة، والصبر على الأذى.
  • الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.

ثمار التقوى

قال طارق بن حبيب في التقوى: (التقوى أن تعمل بطاعة الله على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله، تخاف عقاب الله)، وقال الحسن البصري: (ما زالت التقوى بالمتقين، حتى تركوا كثيرًا من الحلال مخافة الوقوع في الحرام)، وتجدر الإشارة إلى أنّ الله تعالى ذكر التقوى في القرآن الكريم في أكثر من مئتين وخمسين موضعٍ منه، وما ذلك إلا دلالة على أهمية التقوى، وبياناً لمكانتها العظيمة، وكذلك للثمار العديدة المترتبة على الالتزام بها والحرص عليها، وفيما يأتي بيان بعض الثمار المترتبة على التقوى:

  • نيل العبد التقي لمعيّة الله تعالى، والنصر والحفظ والإعانة والمحبة والتوفيق منه، حيث قال الله تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّـهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ).
  • نيل محبة الله، حيث إنّ الله تعالى يحب المتقين من عباده، فقد ورد في القرآن الكريم: (بَلَىٰ مَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ وَاتَّقَىٰ فَإِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ).
  • مغفرة ذنوب العبد التقي، وتمييزه للحق من الباطل، حيث قال الله سبحانه: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِن تَتَّقُوا اللَّـهَ يَجعَل لَكُم فُرقانًا وَيُكَفِّر عَنكُم سَيِّئَاتِكُم وَيَغفِر لَكُم).
  • تفريج الهموم والغموم التي تصيب العبد، ونيله للرزق العظيم من الله تعالى، حيث قال: (وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ).
  • التوفيق للعمل النافع المفيد، والتيسير له، حيث قال الله سبحانه: (وَاتَّقُوا اللَّـهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّـهُ وَاللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).
  • قبول الأعمال الصالحة، حيث إنّ الله تعالى يقبل الأعمال الصالحة من عباده المتقين، فقد قال: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّـهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في ذلك: (وعند أهل السنة والجماعة يتقبل العمل ممّن اتقى الله فيه، فعمله خالصًا لله، موافقًا لأمر الله، فمن اتقاه في عمل تقبله منه، وإن كان عاصياً في غيره، ومن لم يتقه فيه لم يتقبله منه، وإن كان مطيعاً في غيره).
  • نيل الولاية من الله تعالى، فالعبد ينال الولاية إن كان متقياً لله سبحانه، فالتقي لا يخاف ممّا يجري له من الأحداث في الأزمان، ولا يأسف أو يندم على ما مضى، فالله تعالى يعوّضه ويبدله خيراً مما مضى.
  • تيسيير الأمور، فالعبد التقي ييسر الله تعالى له أمورها جميعها، ويسهّل عليه الأمور العسيرة الصعبة. الأمن والوقاية والصون من كيد الأعداء ومكرهم وشرورهم، حيث قال الله عز وجل: (وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّـهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ).
  • الفوز بالجنة في الحياة الآخرة، والنجاة من النار، حيث قال الله تعالى: (وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ).

أهمية التقوى وفضلها

تتجلَّى أهميَّة التَّقوى وفضائلها من خلال الأمور الآتية:

أهمية التقوى وفضلها
أهمية التقوى وفضلها
  • أوَّلاً: إنَّ التَّقوى وصيَّةُ الله -عزَّ وجل- لنا نحن البشر، وقد وردَ هذا في كتابه الكريم في سورة النِّساء، إذ قال -تعالى-: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّـهَ وَإِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّـهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّـهُ غَنِيًّا حَمِيدًا)، وهي وصيَّةُ رسوله -صلى الله عليه وسلم- من بعده، إذ لا زال يوصي المسلمين بالتَّقوى حتَّى مات، فكانَ آخر ما أوصى الناس به في حجَّة الوداع، كما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوصي بها كلَّ سريَّةٍ يُرسلها إلى بُقعةٍ من بِقاعِ الأرض، وقد اتَّبعه الخلفاء الرَّاشدون من بعده، فكانوا يوصون النَّاس بتقوى الله -عزَّ وجل- في خُطَبِهم وعلى منابرهم.
  • ثانياً: ترتبطُ التَّّقوى بأصول الإسلامِ العظيمة، فتتعلَّقُ بالإيمانِ وتتعلَّقُ بالأعمال، إذ نجدُ القرآن الكريم يُلحِق التَّقوى بشتَّى الأفعالِ الإسلاميَّة قلبيَّةً كانت أم حسيَّةً، ومن أمثلة ذلك قول الله -تعالى-: (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)، إذ تضعُ الآية جملةً من أصنافِ البرِّ ثمَّ تنسبهُ إلى المتَّقين.
  • ثالثاً: التَّقوى لِباسٌ يواري سواءات المسلم الدَّاخلية، ويتخلَّصُ به من كِبره، وحقده، وغلِّه، وشكِّه، وأخطائه، وقد وردت هذه الصُّورة في القرآن الكريمِ، إذ قال -تعالى-: (يا بَني آدَمَ قَد أَنزَلنا عَلَيكُم لِباسًا يُواري سَوآتِكُم وَريشًا وَلِباسُ التَّقوى ذلِكَ خَيرٌ ذلِكَ مِن آياتِ اللَّـهِ لَعَلَّهُم يَذَّكَّرونَ).