يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال قصة واقعية عن ثمرة التوكل على الله ، و قصة عن التوكل على الله ، و قصة وردت في القرآن الكريم عن التوكل على الله ، و قصص عن التوكل على الله للاطفال ، و أهمية التوكل على الله ، التوكل على الله يعني مدى قوة تعلق العبد بالله عز وجل، وهو الثقة المطلقة في قدرة الله، وتفويض الأمر كله لله سبحانه وتعالى، إيمانًا بأن الله سيحقق المراد، ويدفع الأذى. فتطمئن القلوب، ويزول الفزع منها، وتطمئن النفس بالتوكل على الله، ويوجد عدة قصص عن التوكل على الله سبحانه وتعالى، سنقدمها من خلال مقال اليوم.

قصة واقعية عن ثمرة التوكل على الله

قصة واقعية عن ثمرة التوكل على الله
قصة واقعية عن ثمرة التوكل على الله

ذات يوم ، أوحى رب العالمين لسيدنا إبراهيم عليه السلام ، وقد أمره سبحانه وتعالى ، أن يذهب مع زوجته هاجر ، وابنهما سيدنا إسماعيل عليه السلام ، وأن يقصدوا مكة ، وكانت تبعد عنهم كثيرًا ، إلى جانب أنها لم تكن قد نبضت فيها الحياة من قبل ، فما كانت إلا واد ، لا بشر فيه ، ولا ماء ، ولا كلأ .

ورغم كل ما سبق ، إلا أن سيدنا إبراهيم ، أصر على تنفيذ أوامر ربه ، فشدوا الرحال من فلسطين إلى مكة ، وابنهما لا زال رضيعًا ، طال الطريق ، وشق عليهم ، إلى أن وصلوا إلى مكان موحش ، في صحراء جرداء ، شمسها حارقة ، فهم سيدنا إبراهيم ليترك زوجته ، ورضيعها ، عليهم جميعًا السلام ، حتى يعود إلى فلسطين مرة أخرى .

هلعت السيدة هاجر ، وأخذت تتوسل إليه ألا يتركهما في ذلك المكان ، الذي لا يوجد به أي أحد ، ولا أي شيء من مظاهر الحياة ، فكيف يتركهما هكذا ، العجيب في الأمر ، أن سيدنا إبراهيم لم يلتفت إليها ، ولم يحرك ساكنًا ، ولم ينطق حرفًا ، وهم في سيره ، أخذت تناديه ، وتترجاه ، ولكن بلا جدوى ، فيئست ، فنادت عليه ، وقالت : ” هل أمرك ربنا بهذا ؟ ” ، رد مجيبًا : ” نعم ” ، فتنهدت ، وقالت : ” لن يضيعنا ربنا ” .

ظلت السيدة هاجر ، تشعر بالخوف ، والرهبة الشديدة ، فالصحراء مليئة بالأخطار ، وما كان منها إلا أن تضم رضيعها إليها ، وتدعو ربها بأن يحفظهما ، وزوجها من كل شر ، وأن يعيده إليهما سالمًا غانمًا ، ولكنها كانت تفكر ، كيف يأكلون ، ويشربون ؟ لا أثر لأي شيء ، مما جعلها تذرف دموعها دون توقف ، فلقد تربت في أبهى القصور ، ولكن انظر إلى ما ألم بها الآن .

رغم لذلك كانت تصبر ، وتحمد الله ، وتتوكل عليه ، وتسلم إليه جل أمورها ، وكانت تتيقن برحمة الله بهم ، كما كان سيدنا إبراهيم يمضي ، والحسرة والحزن الشديد ينغص عليه أوقاته ، ويترعرع في ثنايا قلبه ، ولكنه أمر الله ، فكان يوكل أمره كله له ، ويرضى بقضاءه .

لم يكن مع السيدة هاجر إلا قليل من الكلأ ، والماء ، ولكنهم سرعان ما نفذوا ، رغم محاولتها الشديدة على أن يمكثوا معها أطول وقت ، ولكن الجو كان شديد الحرارة ، فماذا تصنع ؟ أخذ رضيعها يصرخ ، ويصرخ من العطش ، والجوع الشديد ، وهي حائرة ، فما كان بها إلا أنها تسعى بين الجبلين الذين كانا بصددهما ، وكان إسماعيل يضرب الأرض بقدميه من شدة الصراخ ، وهي تتقطع ، وتتحسر ، فتذهب ، وتجيء ، وتتوسل إلى ربها .

كانت كلما صعدت إلى جبل ، تلاحظ سرابًا من المياه على الجبل الآخر ، فتسرع إليه ، فلا تجد شيئًا ، فخارت قواها من فرط سعيها ، فاستكانت ، وخضعت لأمر ربها ، وقلبه يفيض بالحسرة على صغيرها ، الذي أوشك أن يفارق الحياة ، فأخذت تدعو الله ، وتسلم إليه أمرها ، وفجأة ، انبجست عين من الماء ، تحت أقدام رضيعها ، فحمدت ربها ، وأسرعت ، لتشرب صغيرها ، وشربت حتى ارتوت .

وكانت عين زمزم ، التي يتسابق الناس جميعًا ، لينهلون من ماءها ، ويرتشفون من عبقها ، فكانت حياة جديدة ، للبشر ، والطيور ، وعاد إبراهيم ، وبنى القواعد مع ولده ، وأصبح البيت الحرام ، الذي يفد إليه الناس من كل أرجاء العالم ، فما أعظمك يا الله ! قصة واقعية عن ثمرة التوكل على الله.

قصة عن التوكل على الله

قصة عن التوكل على الله
قصة عن التوكل على الله

قصة توكل عمر بن الخطًاب في معركة اليرموك

جرت معركة اليرموك بين البيزنطيين والمسلمين وذلك في عهد الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان عدد المسلمون في تلك الوقعة يزيد قليلًا عن العشرين ألف مقاتل، وعدد المشركين يزيد عن المئة ألف مقاتل، وكان أمراء الجيش في تلك المعركة أبو عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة ويزيد بن أبي سفيان وعياض بن غنم الفهري وخالد بن الوليد رضي الله عنهم أجمعين، وقد أوصاهم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن إذا حدثت المعركة فإنّ أمير الجيش كله هو أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه.

فلمَّا كانت الوقعة واشتدّ القتال بين المسلمين والنصارى أكثر النصارى من قتل المسلمين، فبعثوا إلى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يطلبون منه المدد والعون فالنصارى أكثر منهم عددًا وعدة، وعلاوة على ذلك فهم يُقاتلون على أرضهم وفي مكانهم بينما جيش ابن الخطاب -رضوان الله عليه- من الجزيرة، فلمَّا قرأ الصحابي الجليل عمر -رضي الله عنه- كتابهم أخبرهم أنَّه لن يبعث لهم برجل واحد يُساندهم في القتال، فعددهم ليس بالقليل فهم آلاف ولكنّهم لم يستعينوا بالله حقّ العون، فإذا وصلهم كتابه فليتذكروا أنّ الله -تعالى- قد نصر نبيه -عليه الصلاة والسلام- في بدر بأقل من ذلك.

وإنَّ النصر من الله وحجده فليستعينوا به ولا يطلبوا المدد إلا منه فلله جنوده وحكمته وهو نعم الوكيل، فلمَّا وصل كتابه إليهم شدّ من أزرهم وذكرهم ببدر وأيَّامها فحملوا على النصارى حملة رجلٍ واحدٍ حتّى أيدهم الله بالنصر وجعل كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى.

قصة توكل النبي هود عليه السلام في دعوته

هود هو واحد من أنبياء الله -تعالى- عليهم الصلاة والسلام، وقد أنزل الله إليه وحيه حتى يدعو عاد إلى عبادة الله -سبحانه- ويذرون الأصنام التي عكفوا أنفسهم عليها، وكان لا يملّ من دعوتهم ليل نهار، وكان في دعوته متكلًا على الله -سبحانه- فهو لا يعوّل على جهده ولا على فصاحة لسانه لأن الأمر له وحده سبحانه، وقد ورد على لسانه في كتاب الله تعالى: {إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ۚ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}.

قصة توكل يعقوب عند إرساله بنيامن مع إخوة يوسف

لمَّا خان إخوة يوسف -عليه السلام- عهد أبيهم لهم، وباعوا يوسف ويم يحفظوا أمانة أبيهم مضت السنين وحلّ القحط على أرض كنعان فأرادوا أن يتزودوا الزاد من مصر، فلمّا أخذوا قمجحهم طلب إليهم عزيز مصر -وكان يوسف- أن يأتوا بأخ لهم من أبيهم، رفض بداية يعقوب -عليه السلام- أن يُعطيهم بنيامين وقال لهم هل آمنكم عليه إلا كما آمنتكم قديمًا على يوسف؟ ولكن بعد إلحاح منهم وافق على طلبهم واتّكل على ربّه أولًا قال تعالى على لسان يعقوب عليه السلام: {قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّىٰ تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِّنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَن يُحَاطَ بِكُمْ ۖ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ}.

قديهمك:

قصة وردت في القرآن الكريم عن التوكل على الله

التوكل على الله هو خلق الأنبياء والصالحين، وهو البرهان الصادق على الإيمان الصادق بالله -تعالى-، وفيما يأتي ذكر بعض قصص الأنبياء في التوكل على الله -تعالى-:

قصة وردت في القرآن الكريم عن التوكل على الله
قصة وردت في القرآن الكريم عن التوكل على الله

نبيّ الله محمد وتوكّله على الله

عاش سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- حياته كلها متوكلاً على الله -تعالى-، ومن ذلك: حِينَ توجّه إلى غزوة حمراء الأسد بعد يوم أحد، فوصله الخبر أن أبا سفيان ومَن معه من جحافل المشركين قد جمعوا للنبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه للقضاء عليهم، وحينها قالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل.

فمنّ الله -تعالى- عليهم بالثبات والخير بعد أن توكلوا عليه، وبثّ الرعب في قلوب المشركين، يقول -تعالى-: (إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ).

نبي الله إبراهيم والتوكّل على الله

توكّل سيدنا إبراهيم على الله -تعالى- حق توكله، قال -تعالى-: (فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ* الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ* وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ* وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ* وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ* وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ)، فقد اعتمد على الله -تعالى- في الهداية للإيمان وفي طعامه وشرابه ومرضه، وفي كل حياته ومماته وحسابه يوم القيامة.

ويضرب لنا مثلاً أعظم من ذلك حينما أرادوا به كيداً وألقوه في النار، فحينها توكّل على الله -تعالى- حقّ التوكل، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنه- قال: (حَسْبُنَا اللَّهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ، قالَهَا إبْرَاهِيمُ عليه السَّلَامُ حِينَ أُلْقِيَ في النَّارِ)، فانقلب السّحر على الساحر وتحوّلت نيرانهم إلى بردٍ وسلامٍ على إبراهيم، حيث قلب الله -تعالى- الموازين والحسابات الدنيوية عندما توكل عبده إبراهيم -عليه السلام- عليه ولجأ إليه.

نبي الله موسى والتوكّل على الله

ضرب سيدنا موسى أروع الأمثلة في صدق التوكل على الله -تعالى-، فحينما فرَّ هو ومَن آمن معه من بني إسرائيل، ولحقهم فرعون وجنوده بغياً وعدواً، ووصل إلى طريق مسدود؛ فلم يجد أمامه إلا بحر هائج الأمواج، ولا يمكن بحال خوض هذا البحر من غير المقومات المادية التي تمكّنه من خوض غمار هذا البحر؛ كالسفينة وغيرها من الأسباب المادية.

ووصل هذا الخوف إلى ذروته في قلوب من معه، وتسلّلت الخيبة إلى صدورهم، فقالوا بلغة المستسلم لموسى -عليه السلام-: (إِنَّا لَمُدْرَكُونَ)، فرد عليهم العبد المتوكل على الله حق التوكل بلغة الواثق المستيقن بنصر الله وفرجه: “كلا”، في صورة من أسمى صور التوكل على الله -تعالى-.

وكلّ ذلك مستنبط من قول -تعالى- في وصف هذا المشهد العظيم: (فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ* فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ* قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ* فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ). فهيّأ الله لهم أسباب النجاة بعد صدق التوكل عليه.

قصص عن التوكل على الله للاطفال

حتى نغرس هذه القيمة في قلوب الأطفال لا بدّ للشخص المسؤول -كالأب أو الأم أو المعلّم- من الحديث مع الأطفال عنها، وأفضل الطرق لغرس هذه القيم فيهم يكون بالقدوة وبضرب الأمثلة والقصص، وأفضل القصص ما ثبت منها عن الأنبياء -عليهم السلام-، وفيما يأتي ذكر قصص يُمكن التحدث فيها مع الأطفال لغرس قيمة التوكل على الله في قلوبهم:

قصة هجرة النبي إلى المدينة المنورة

هاجر النبي -عليه الصلاة والسلام- برفقة أبي بكر -رضي الله تعالى عنه-، وكانا مُتوكّلَين على الله -عز وجل- بالرغم من ملاحقة المشركين لهما، إلا أنهما يعلمان أن الله -تعالى هو الحافظ لهما، وهو الذي أمر نبيه -صلى الله عليه وسلم- بالهجرة.

وتتبين عظمة التوكل على الله فيما حدث معهما في غار ثور؛ إذ اقترب المشركون منهم، فخاف أبو بكر -رضي الله عنه-، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)، فجاءه النصر من الله -عز وجل-، وأخبر النبي صاحبه أنّ الله معهما وثالثهما، فرجع المشركون من حيث أتوا.

وعادوا وهم بينهم وبين هدفهم القبض على النبي -صلى الله عليه وسلم- قيد أنملة، وهكذا أنقذ الله رسوله وصاحبه الذي تحمل مع النبي -صلى الله عليه وسلم- مشقة الطريق لنصرة هذا الدين، فنصرهم الله بتوكلهم عليه وبصدق نيّتهم.

قصة أم موسى عليه السلام

عندما قرّر فرعون قتل أطفال المدينة، وأصبح جنوده يفتّشون البيوت والطرقات باحثين عن أطفال يقتلونهم؛ أمر الله -عز وجل- أم موسى أن تُلقي سيدنا موسى (وهو طفل) في النهر، فألقته أم موسى وهي متوكلة على الله، وتعلم أن الله -عز وجل- سيحفظه ويرعاه.

وفعلاً أخذت مياه النهر سيدنا موسى إلى أحد جوانب النهر، فوجدته زوجة فرعون، وطلبت من فرعون أن تعتني به وأن لا يقتله، فوافق على ذلك، وبعد ذلك مرّت أخت سيدنا موسى -عليه السلام-، فقالت لزوجة فرعون إنها تعرف امرأة تستطيع إرضاع موسى -عليه السلام- والعناية به، فأعادته إلى أمه بمشيئة الله، وأراح الله قلب أم موسى برؤية ابنها.

أهمية التوكل على الله

إن توكل العبد على الله يعود عليه بالكثير من الفوائد العظيمة من أهمّها: أن التوكل هو من أعظم الأسباب التي تجلب الرزق له، كما أنه يكفي العبد همومه التي يشعر بها، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ حقيقة التوكل على الله لا يتنافى مع السعي في الأسباب التي قدر الله سبحانه المقدورات بها، وجرت سنته في خلقه بذلك، حيث إن الله تعالى أمر بتعاطي الأسباب مع أمره بالتوكل، فالسعي في الأسباب بالجوارح طاعة له، والتوكل بالقلب عليه إيمان به.