يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال قصص واقعية عن حسن الظن بالله ، و قصص الأنبياء عن حسن الظن بالله ، و نماذج من حسن الظن بالله ، و قصص حسن الظن بالله ، و ثمرات حسن الظن بالله ، إن الإنسان دائمًا يبحث عن الأنس والأمان فهما أساسا الراحة و الحياة الهادئة ، و لا يتحقق هذان الاثنان إلا بالثقة في الله الواحد الأحد ، و حسن الظن بالله تعالى هو السبيل الوحيد للراحة و الطمأنينة و السكينة ، فإن الإنسان عندما يثق في أقدار الخالق سبحانه و تعالى و يوكله أمور حياته كبيرها و صغيرها يستطيع أن يحيا مرتاح البال ، فإنه يعلم أن ربه قادر على تدبير أموره وحل مشكلاته ، و قد كان دائمًا حسن الظن بالله أحد أعظم العبادات القلبية ، التي ترفع صاحبها درجات و درجات في القرب من الله سبحانه وتعالى.

قصص واقعية عن حسن الظن بالله

قصص واقعية عن حسن الظن بالله
قصص واقعية عن حسن الظن بالله

روى النبي -صلى الله عليه وسلم- قصة عن حسن الظن بالله وبيانها ما يأتي:

  • (ثَلَاثَةٌ خرجواْ يَمْشُونَ فَأَصَابَهُمُ الْمَطَرُ، فَدَخَلُوا فِي غَارٍ فِي جَبَلٍ، فَانْحَطَّتْ عَلَيْهِمْ صَخْرَةٌ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: ادْعُوا اللهَ بِأَفْضَلِ عَمَلٍ عَمِلْتُمُوهُ).
  • فَقَالَ الأول: (اللَّهُمَّ إِنِّي كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ، فَكُنْتُ أَخْرُجُ فَأَرْعَى، ثُمَّ أَجِي لهما بالحليب فَيَشْرَبَانِ، ثُمَّ أَسْقِي الصِّبْيَةَ وَأَهْلِي وَامْرَأَتِي، فتأخر ذات يومٍ عنهما حتى ناما وكره أن يوقظهما، وأطفاله يبكون ولم يشرهم حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ، ثم قال: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَافْرُجْ عَنَّا فُرْجَةً نَرَى مِنْهَا السَّمَاءَ، قَالَ: فَفَرَجَ عَنْهُمْ).
  • يحدِّث الْثاني: (عن ابنة عم له يحبها كما يُحِبُّ الرَّجُلُ النِّسَاءَ، فراودها عن نفسها فَلَمَّا قَعَد بَيْنَ رِجْلَيْهَا قَالَتِ له: اتَّقِ اللهَ ‌وَلَا ‌تَفُضَّ ‌الْخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ، فَقام وَتَرَكْها، ثم قال: اللهمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَافْرُجْ عَنَّا فُرْجَةً، قَالَ: فَفَرَجَ عَنْهُمُ الثُّلُثَيْنِ).
  • يحدَّث الثالث: (عن أجير استأجره وبقي له مال، ثم جاءه بعد فترة وقاله له: أَعْطِنِي حَقِّي، فَأخذه إلى بَقَرٍ عنده وقال له: هذه لَكَ، فَقَالَ: أَتَسْتَهْزِئُ بِي؟ قَالَ: فَقُلْتُ: مَا أَسْتَهْزِئُ بِكَ وَلَكِنَّهَا لَكَ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا، فَكَشَفَ عَنْهُمْ).

قصص الأنبياء عن حسن الظن بالله

القصة الأولى

حسن ظن سيدنا موسى بالله عز وجل: فعندما تواجه مؤيدي سيدنا موسى من المؤمنين مع أنصار فرعون وجنوده قد خشوا من هذه المواجهة فنهاهم موسى عن ذلك وقد نجا الله موسى وقومه بحسن ظنه بالله، قال تعالى في سورة الشعراء: (( فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ، قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ، فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ، وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ، وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ، ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)).

القصة الثانية

(جاءَ إِبْرَاهِيمُ -عليه السلام- بِزوجته وَابنِه إِسْمَاعِيلَ وَهِي تُرْضِعُهُ ووَضَعَهَما عِنْدَ الْبَيْتِ الحرام وَلَيْسَ فيها يَؤْمئذٍ أَحَدٌ وَلَيْسَ بِهَا مَاءٌ، وَوضَع عِنْدَهُمَا تَمرٌ ومَاءٌ. ثُمَّ قَفى انطلق فتَبِعتْهُ زوجته فَقَالَتْ: يَا إِبْراهِيمُ أَيْنَ تَذْهَبُ وتَتْرُكُنَا بهَذا الْوادِي الَّذِي ليْسَ فِيهِ أَنيسٌ ولاَ شَيءٌ؟ وَجَعَلَ لاَ يلْتَفِتُ إِلَيْهَا، قَالَتْ لَه: آللَّهُ أَمركَ بِهذَا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَت: إِذًا لاَ يُضَيِّعُنا، ثُمَّ رجعتْ).

قديهمك:

نماذج من حسن الظن بالله

النبي وصاحبه في رحلة الهجرة

إنَّ رحلة الهجرة النبوية مليئة بالدروس والعبر، ومن أعظم مواقفها موقف النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما أحسن الظن بربه وكان على يقين بنصره وحفظه، وقد خلدت الآيات الكريمة حسن ظن رسول الله بربه ليكون نموذج نقتدي به، وتفصيل القصة ما يأتي:

  • قال -تعالى-: (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
  • عندما أراد النبي -صلى الله عليه وسلم- الهجرة مع أبو بكر الصديق توجه إلى غار ثور ليمكث فيه وكانا قد أخذا بالأسباب عندما علموا ببحث قريش عنهم، وكانت إرادة الله أن يتوجه ناس من قريش ويقفون أما باب الغار.
  • صرفهم الله عن النبي بقدرته مع أنهم على وشك رؤيته وقتله، ليُعَلِّم الله رسوله أنَّه لا عاصم له إلا الله ولا ملجأ إلا إليه، ويعلم الرسول الكريم أمته درس في حسن الظن، عندما قال لصاحبه: “إنَّ الله معنا”.
  • وصف الصديق -رضي الله عنه- هذا الموقف فقال: (نَظَرْتُ إلى أَقْدَامِ المُشْرِكِينَ علَى رُؤُوسِنَا وَنَحْنُ في الغَارِ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، لو أنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إلى قَدَمَيْهِ أَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ، فَقالَ: يا أَبَا بَكْرٍ ما ظَنُّكَ باثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا)، وما ظنهم إلا أحسن الظن بالله، وقد وجدوا الله عند حسن ظنهم، (قالَ اللَّهُ: أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي).

قصص حسن الظن بالله

  • من أجمل القصص التي يمكن الإستناد إليها في بيان قيمة حسن الظن بالله قصة سيدنا علي بن أبي طالب، عندما طلب منه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما علم أن الكفار يدبرون المكائد لقتله، وطلب من سيدنا علي أن ينام في فراشه بدلًا منه، حتى إذا نظرو إليه من عدسة الباب لم يجدوه وكأنه نائم في مكانه، فوافق سيدنا على دون تردد، ودون التفكير في الأمر، وبالفعل استطاع الرسول من الهرب منهم بفضل فعل علي، وعندما دخل الكفار إلى فراش النبي وجود أن النائم في الفراش هو على وليس الرسول، وحينما دخلوا رد عليهم سيدنا علي بكامل الهدوء قائل ما خطبكم، فنزلت الآية القرآنية الكريمة: {”وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ”}، لوصف ما فعله سيدنا علي بن أبي طالب من أجل الرسول.
  • ونجد من هذه القصة أن سيدنا علي لم يخف من المكوث في مكان النبي بدلًا منه، فقد كان يُحسن الظن بالله، وأنه فعل ذلك من أجل نيل رضاء الله لمساعدة الرسول في الهرب من مكة إلى المدينه لتنفيذ أوامر الله، ونتيجة حسن ظنه كان الجزاء عدم حدوث أي مكروه له بسبب ذلك.

ثمرات حسن الظن بالله

مما لا شك فيه أن المؤمن القوي الذي يلزم حسن الظن بالله يجني العديد من الثمرات لحسن ظنه بالخالق سبحانه وتعالى منها:

  • تقوية الإيمان و التمسك بتعاليم الدين و تأكيد مبدأ الربانية والتوحيد لله تعالى الواحد الأحد.
  • التمسك بأحكام الشريعة فمن أحسن ظنه بالله أيقن أن شريعته وأحكامه هي أحسن الأحكام ولا يمكنه استبدالها بأي قوانين وضعية أخرى.
  • الشعور براحة البال و الطمأنينة و الرضا بالقضاء والقدر و الصبر عند الابتلاء.
  • التطهر من الغل و الحسد و الحقد ذلك لأن الثقة في الله و أقداره تعني الثقة في عدله.
  • التعلق بالله واللجوء إليه والتوكل عليه و كثرة الدعاء له.
  • الاجتهاد في فعل صالح الأعمال لحسن ظنه بالله الذي لابد وان يجزيه عن عمله.
  • الإحساس الدائم بالأمل والتفاؤل والعودة الدائمة إلى الله.
  • إن العبد الذي يحسن الظن بالله يسلم من أذى الأفكار المقلقة والخواطر السلبية.
  • حسن الظن بالله هو عبادة في حد ذاته بل هو من أفضل العبادات وما يؤكد ذلك قول أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله (ص) قال: (إن حسن الظن بالله تعالى من حسن العبادة).