يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال قصة قصيرة عن الدنيا ، و قصص الصالحين مع الدنيا ، و قصص عن الزهد في الدنيا ، و قصص واقعية من الحياة قصيرة ، و قصة قصيرة معبرة عن الغضب ، نحتاج دائما إلى من يقومنا بطريقنا الوعر في رحلة الحياة، نحتاج دائما إلى نصائح أقوام سبقونا مليئة بالكثير من الحكم والعبر، فيمايلي قصة قصيرة عن الدنيا، تابعوا معنا.

قصة قصيرة عن الدنيا

قصة قصيرة عن الدنيا
قصة قصيرة عن الدنيا

القصة الأولى:

بيوم من الأيام مر رجل غريب بقرية تعج بالصيادين المحليين، أعجب بصيدهم كثيرا مما جعله يسألهم عن كيفيته وكم الوقت يستغرق في اصطياده، أجابوه بصوت عالٍ وبنغمة واحدة ليس كثيرا من الوقت، فاستكمل الغريب طرح الكثير من أسئلته عليهم…

  • الغريب: “وكم قدر ما تصطادون منه يوميا؟”
  • الصيادون: “ما يكفينا ويكفي عائلاتنا”.
  • الغريب: “وماذا تفعلون ببقية وقتكم إذا كنتم لا تستغرقون إلا القليل من الوقت في اصطياد السمك؟”
  • الصيادون: “ننام لأوقات متأخرة، نلعب ونلهو مع صغارنا، نقضي وقتا كافيا مع زوجاتنا، نأكل سويا ونعتني بأبنائنا؛ نزور كل ليلة أصدقائنا”.
  • الغريب: “لدي شهادة عالية في إدارة الوقت والأعمال وبإمكاني حقا تدبير وقتكم وأعمالكم”.
  • أنصت الجميع إليه بكل اهتمام، وظهرت في أعينهم نظرات الفضول وحب الاستطلاع مع كثير من التشوق لاستكمال الغريب لحديثه…
  • الغريب: “أولا بإمكانكم الصيد لفترات طويلة وتوفير كمية هائلة من الأسماك لبيع الفائض عن حاجاتكم والحصول على الكثير من الأموال، ومن ثم شراء سفينة كبيرة لصيد المزيد من الأسماك، ومن ثم شراء سفينة ثانية وثالثة وهكذا حتى يصبح لديكم أسطولا من السفن، حينها تتمكنون من عقد صفقات مع المصانع لبيع أسماككم دون وسيط، وربما تتمكنون من بناء مصنع خاص بكم، وبذلك المعدل تصبحون من أصحاب الملايين”.
  • أحد الصيادين: “وكم يأخذ ذلك منا وقت؟”
  • اقرأ أيضا: قصص وعبر في الحياة من أجمل ما يكون فاغتنمها
  • الغريب: “في حدود من عشرين عاما إلى خمسة وعشرين”.
  • أحد الصيادين: “وبعدها ماذا نفعل؟”
  • الغريب: “بعدها فقط يمكنكم التقاعد في سلام بعد جني كل تلك الأموال”.
  • أحد الصيادين: “وماذا بعد ذلك؟”
  • الغريب: “يمكنكم حينها الاستمتاع بأوقاتكم، النوم لوقت متأخر، اللعب واللهو مع أطفالكم، الأكل مع زوجاتكم وهكذا”.
  • الصيادين: “ولكن مع كامل احترامنا لك والتقدير نحن نفعل ذلك في وقتنا الحالي، فلم نضيع من عمرنا كل هذه السنوات للحصول على سعادة بعد ضياع أوانها”.

الحكمة:

كثير من الناس يفني كل عمره من أجل ترف زائل دون التفكير فيما يخسره مقابل هذه السعادة المرادة المزيفة، حتى أنه من الممكن أن يخسر آخرته أيضا لذلك يلزمنا الموازنة في كل أنحاء حياتنا قبل ندم لا يفيد.

القصة الثانية:

بيوم من الأيام كانت هناك أسرة صغيرة مكونة من أب وأم وثلاثة صبيان، كانت سعيدة للغاية إلى أن حلت بها أقدار الله سبحانه وتعالى فتوفيت الأم، ومن بعدها كان حملا ثقيلا على الأب وبالرغم من كل محاولات أقاربه في زواجه من أخرى إلا أنه أبى واستطاع أن يكون لأبنائه الثلاثة أبا وأما في نفس الوقت، فاهتم بتربيتهم وتعليمهم ومن ثم زوجهم هم الثلاثة كل واحد في بيته الخاص، لقد أتم هذا الرجل واجبه تجاه أبنائه على أتم وجه.

وبيوم من الأيام كان يجلس حزينا شريد البال، فرآه أحد جيرانه وألح عليه في سؤال ما به إلى أن أجابه قائلا: ” تسألني لم أجلس وحيدا هكذا؟!، لدي من الأبناء ثلاثة، أفنيت عمري من أجل تربيتهم وتعليمهم وتزويجهم، بنيت لكل واحد منهم بيتا خاصا به، وهم كل يوم يزورونني ولكن لا أحد يهتم لأمري، لا بطعام ولا شراب ولا حتى بنظافة المنزل”.

اقترح عليه الجار اقتراحا غير حياته تغييرا جذريا، أشار عليه بأن يحضر جرة ويملأها بعملات معدنية زهيدة للغاية، ويضع فوقها الكثير من الإسمنت حتى لا تنفتح بسهولة، ويشغل نفسه كثيرا بها حتى يعتقد أبنائه الثلاثة أنها تحوي الكثير من الأموال والذهب.

وبالفعل نفذ الرجل المسكين خطة جاره الحكيم، فأخذ أبنائه الثلاثة يتقاتلون على أيهم يخدم والده ويوفر له كل ما يحتاج إليه، يتنافسون على راحته؛ فرح الأب كثيرا ولكنه على قدر سعادته على قدر انكساره بأن كل ما يهم أبنائه ماله وليس أبيهم؛ وبيوم من الأيام مرض الأب كثيرا وقربت منيته، التف حوله أبنائه وكل واحد منهم لا ينظر إلى أبيه بل ينظر إلى الجرة المليئة بالذهب، فارق الوالد الحياة حزينا على أبنائه.

وبعد وفاة والدهم تقاتلوا على الجرة وعندما كسرت بينهم وجدوها مليئة بالعملات الزاهدة والتي لا تساوي شيئا، هنا فكر ثلاثتهم في حال أبيهم الراحل الذي دفعه عدم اهتمامهم به ونسيانهم لأمره إلى اللجوء لتلك الحيلة، حينها فقط تعلموا الدرس ولكنه كان بعد فوات الأوان.

قصص الصالحين مع الدنيا

قصص الصالحين مع الدنيا
قصص الصالحين مع الدنيا

“زهدٌ قلّ نظيره”

قال تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} (الحديد 20)

ترشدنا هذه الآية الكريمة إلى حقيقة الدنيا التي لا تساوي عند الله جناح بعوضة، حتى زهد فيها أهل الله وخاصته فقللوا من متاعها ولم يجعلوها غاية مأمولهم وحقيقة الزهد هو الإعراض عن ملذات الدنيا وتركها احتقاراً لها ومخافة حسابها.

روي أن هشام بن عبد الملك حج أيام خلافته، وبينما هو داخل المسجد الحرام،  وجد سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم، فقال له:

يا سالم سلني حاجتك فأقضها لك، فقال سالم: إني والله لأستحي أن أسأل في بيته غيره ثم خرج سالم، فتبعه هشام واستوقفه وقال له: الآن خرجت من بيت الله، فسلني حاجتك، فقال سالم : أمن حوائج الدنيا يا أمير المؤمنين، أم من حوائج الآخرة؟، فقال هشام بتعجب: من حوائج الدنيا طبعاً، فقال سالم: إني ما سألتها ممن يملكها، فكيف أسألها ممن لا يملكها؟

ولقي سفيان الثوري رابعة العدوية وكانت رثة الحال فقال لها: يا أم عمرو أرى حالاً رثة فلو أتيت جارك فلاناً لغير بعض ما أرى، فقالت له: يا سفيان وما ترى من سوء حالي؟ ألست على الإسلام فهو العز الذي لا ذل معه والغني الذي لا فقر معه والأنس الذي لا وحشة معه؛ والله إني لأستحيي أن أسأل الدنيا من يملكها فكيف أسألها من لا يملكها؟، فقام سفيان وهو يقول: ما سمعت مثل هذا الكلام.

قديهمك:

قصص عن الزهد في الدنيا

هناك العديد من القصص المذكورة عن الزهد والزاهدين في الحياة الدنيا ؛ حيث ارتفع المؤمنون بأنفسهم درجات عند ربهم نتيجة لزهدهم وقوة إيمانهم ، ومن هذه القصص ما يلي :

قصص عن الزهد في الدنيا
قصص عن الزهد في الدنيا

قصة التاج النفيس

ذُكر أن يزيد ابن الملهب كان قائدًا للمسلمين ، وقد حصد أموالًا كثيرة في أحد فتوحاته ، كما حصل على تاج به جواهر نفيسة ؛ فنظر لمن حوله قائلًا :أتدرون احدًا يزهد في هذا” ؛ فأجابه الحضور بقولهم :”لانعلم” ، فقال لهم :”والله إني لأعلم رجلًا لو عُرض عليه هذا وأمثاله ؛ لزهد فيه” ، وقام فيما بعد بدعوة محمد بن واسع الذي كان موجودًا في الجيش من بين المحاربين ، ثم عرض عليه أن يأخذ ذلك التاج ، ولكنه رفض قائلًا  : “لا حاجة لي فيه” ، ثم عاد بن الملهب ليطلب منه أن يأخذه قائلًا : “أقسمت عليك لتأخذنه” ، ولم يجد محمد بن واسع مفرًا من أن يأخذ التاج.

وبالفعل أخذ التاج وخرج به ، ولكن يزيد بن الملهب أمر أحد الرجال بأن يتبعه ليرى ما سيفعله هذا الرجل بالتاج الذي بين يديه ، وبمراقبته رأى الرجل أنه قد مرّ بسائل في الطريق ، وحينما طلب منه أن يعطيه شيئًا ؛ لم يتردد في منحه التاج النفيس الذي كان معه ، ثم انصرف دون ندم ، وحينما علم يزيد بما حدث ؛ أرسل إلى السائل الكثير من الأموال ، ثم استعاد منه التاج.

قصة ما معك من الدنيا

ذات يوم قدم عمير بن سعد وكان أميرًا لحمص على أمير المؤمنين عمر رضي الله عنهما ؛ فقال له عمر : ما معك من الدنيا؟” ؛ فأجابه عمير : “معي عصاي أتوكأ بها ، وأقتل بها حية إن لقيتها ، ومعي جرابي أحمل فيه طعامي ، ومعي قصعتي آكل فيها وأغسل راسي وثوبي ، ومعي مطهرتي أحمل فيها شرابي وطهوري للصلاة ، فما كان بعد هذا من الدنيا فهو تبع لما معي” ، حينها قال عمر : “صدقت رحمك الله”.

قصة جائزة الفضيل

ورد أن بعض الخلفاء كانوا يرسلون إلى الفقهاء جوائز ؛ فكانوا يقبلونها ، بينما أُرسلت جائزة مقدارها عشرة آلاف إلى الفضيل بن عياض ، ولكنه لم يقبلها ؛ فسأله بنوه :”لقد قبل الفقهاء ؛ بينما ترد أنت على حالتك هذه” ، حينها بكى الفضيل قائلًا : “أتدرون ما مثلي ومثلكم؟!.. كمثل قوم كانت لهم بقرة يحرثون عليها ؛ فلما هرمت ذبحوها لأجل أن ينتفعوا بجلدها ، كذلك أنتم أردتم ذبحي على كبر سني ، موتوا يا أهلي جوعًا خير لكم من أن تذبحوا فُضيلًا”.

قصص واقعية من الحياة قصيرة

قصص واقعية من الحياة قصيرة
قصص واقعية من الحياة قصيرة

كما تدين تُدان

قرر رجل التخلص من أبيه العجوز المسن بوضعه في بيت لرعاية المسنين، بعد أن ضاق ذرعاً من كثرة استياء زوجته منه، وتذمّرها من تلبية حاجاته، وحرجها من المواقف التي يسببها لها أمام صديقاتها بسبب ما يعانيه من نسيان، فأخذ الرجل يُلملم حاجيات أبيه باكياً لما سيؤول إليه حاله، ناسياً ما قدّمه له هذا الأب له من حب وتضحية عندما كان في صحته وقوّته، لكنّ إلحاح الزوجة في كل حين أجبره على ما سيقوم عليه، تناول الرجل بعض الطعام والملابس ودسّها في حقيبة، وحمل معه قطعة كبيرة من الإسفنج لينام عليها والده هناك، وأخذ بيد أبيه متوجهاً إلى بيت الرعاية، إلّا أنّ إصرار ابنه الصغير عليه ليترك جزءاً من قطعة الفراش التي يحملها معه أثار عجبه، ودفعه للتوقف وسؤاله متذمراً: وماذا تريد بهذا الجزء من الفراش أنت؟! فقال له الطفل ببراءة: أريد أن أبقيه لك حتى تجد ما تنام عليه عندما أصطحبك إلى دار الرعاية في كبرك يا أبي!

وقف الرجل صَعِقاً لما سمعه من طفله الصغير، وبكى بكاء ابتلت منه لحيته، واستذكر ما قام به أبوه لأجله في طفولته وما قدمه له، فرمى الحاجيات أرضاً وعانق أباه عناقاً طويلاً وتعهّد أمام الله ثم أمام ابنه برعايته بنفسه ما دام على قيد الحياة.

قصة قصيرة معبرة عن الغضب

الصبيّ والمسامير

يُحكى أنّ صبياً عُرف في القرية بشدة غضبه وانعدام صبره، حتى أنّ صفتيه هاتين أوقعتاه في مشاكل كثيرة قرر والده على إثرها أن يعلمه درساً في التأني والتحكم في الغضب، فأحضر له كيساً مملوءاً بالمسامير ووضعه أمامه قائلاً: يا بُنيّ أريد منك أن تدق مسماراً في سياج حديقتنا الخشبي كلما شعرت بالغضب من شخص أو موقف ما أو فقدت أعصابك لأي سبب، استنكر الصبي طلب أبيه ولم يفهم الغاية منه، إلا أنّه وافق عليه مضطراً، ووعد أباه بالتنفيذ.

دق الولد 37 مساراً في اليوم الأول في السياج، ولاحظ أنّ إدخال المسامير بعد كل مرة يغضب فيها لم يكن أمراً هيناً، مما دفعه لأن يحاول تمالك نفسه عند الغضب في المرات القادمة تجنباً لعناء دق المسامير هذا، مرَّت الأيام والصبي مستمر بما عاهد عليه والده، إلّا أنّ الأب وابنه لاحظا بأنّ عدد المسامير التي يدّقها الصبي في السياج يقلّ يوماً بعد يوم، إلى أن جاء اليوم الذي لم يكن به الصبي مضطراً لدق أيّ مسمار في السياج، مما أثار دهشته وسروره في الوقت ذاته، فقد تعلّم الولد من هذه التجربة التحكم بغضبه وضبط نفسه التي كانت تُستثار لأهون الأسباب، فخرج مبتهجاً ليخبر أباه بإنجازه، فرح الأب بابنه لكنّه اقترب منه وقال: ولكن عليك الآن يا بني أن تحاول إخراج مسمار من السياج في كل يوم لا تغضب فيه، استغرب الولد لكنه بدأ بتنفيذ مهمته الجديدة المتمثلة بخلع المسامير، وواظب على خلع مسمار في كل يوم تحافظ فيه على هدوئه، حتي انتهي من إزالة جميع المسامير الموجودة في السياج، وعند انتهاء المهمة أخبر والده بذلك، ومرة أخرى عبّر له والده عن مدى سعادته وفخره بانجازه، ثم أخذ بيده وانطلق به إلى سياج الحديقة، وطلب منه أن يتحسس أماكن الثقوب التي تركتها المسامير في الجدار بيديه وقال له: يا بني انظر الآن إلي تلك الثقوب الموجودة في السياج، أتظن أن هذه الثقوب ستزول مع الوقت؟ فأجاب الصبي: لا يا أبي فقد تركت أثراً عميقاً في الخشب، فقال والده: وهذا ما تحدثه قسوة كلماتنا في قلوب الآخرين، فهي تترك في داخلهم أثراً لا يزول حتى مع الاعتذار، فاحرص يا بُنيّ دائماً على الانتباه لكل ما يبدر منك من قول أو فعل تجاههم.

لم تجد ما تبحث عنه؟ ابحث هنا