في الجزء الشمالي الغربي من القارة الإفريقية تقع المملكة المغربية، وكانت من أقدم الحضارات التي قامت على أرض القارة السمراء، حيث أن لهذه البلد بصمة واضحة في التاريخ الإنساني، لذا فما هي الحضارة المغربية ؟, هذا ما سنكتشفه في السطور الأتية.

ما هي الحضارة المغربية

ما هي الحضارة المغربية
ما هي الحضارة المغربية

تقع المملكة المغربية في الجزء الشماليّ الغربي من قارة أفريقيا، ويعود تاريخ قيامها إلى العصور السحيقة، ويَذكُر التاريخ أن للمغرب بصمةً واضحةً في سطور التاريخ نظراً لما عاصرته من حضاراتٍ ومماليكَ وأممّ، بدءاً من حضارة الآشوليين وصولاً إلى الحضارة الإسلامية في البلاد مطلع القرن الأول للهجرة.

يخبرنا التاريخ أن للمغرب حضارة شهدت ازدهاراً متكاملاً على مرِّ الزمان، حيث كانت الحضارة الأكثر تفتحاً وتحضراً، وما يؤكد صدق ذلك ما تركته الحضارات من آثار وتقاليد وتراث ثقافي وروحي، بالإضافة إلى القيم السامية من الناحية الأخلاقيّة والنفسيّة التي تتأثر بها شخصية المغربيّ.

ومن أبرز الحضارات التي عاشت فوق الأراضي المغربيّة منذ فجر التاريخ: الحضارة الآشولية في العصر الحجري القديم، والحضارة الموستيرية في العصر الحجري الأوسط، والعصر الحجري الأعلى، والعصر الحجري الحديث، وعصر المعادن، وحضارات العصر الكلاسيكي؛ وتشمل كلّاً من الفترة الفينيقية، والبونيقية، والموريتانيّة، والرومانية، أما حضاراتها في ظلّ الدولة الإسلامية فتمثلت بالدولة الإدريسية، والمرابطين والموحدين، وصولاً إلى الدولة العلوية.

الحضارة المغربية pdf

يُشتق لفظ الحضارة من كلمة الحضر أيّ التمدّن؛ وهو عكس البداوة، ويُقصد بالحضارة اصطلاحاً كلّ ما يتعلّق بمراحل التطور الإنساني، وعليه فإنّ مفهوم الحضارة المغربية يتجلّى في كل مظاهر الحياة المعروفة ويعني كل ما يتعلق بمراحل التطور الإنساني في الدولة المغربية، وهي بلد في أقصى غرب شمال أفريقيا، لديه سواحل على المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، وتتوسطه جبال وعرة. يمكنك تحميل الحضارة المغربية pdf هنا.

تاريخ الحضارة المغربية

فيما يلي ستجد تاريخ الحضارة المغربية , و هي كالتالي :

  • ما قبل التاريخ
  • تم اكتشاف أقدم مستحاثة للإنسان العاقل سنة 2017، حيث أعاد هذا الاكتشاف كتابة تاريخ البشرية، مرجحا أن جنسنا البشري الحديث يعود إلى 300 ألف سنة خلت، ليتطور بعد ذلك في مواقع عديدة من القارة الإفريقية.
  • وتعود أولى أثار الحضارة الأمازيغية الحالية إلى 9 آلاف سنة قبل الميلاد، حيث تظهر بعض مواقع العصر الحجري الحديث بالقرب من الصخيرات وتطوان أثارا للتوطين ودلائل على الزراعة.
  • من الفينيقيين إلى البيزنطيين
  • كان الفينيقيون أول من قام بغزو المغرب مع بداية القرن الحادي عشر قبل الميلاد، حيث شيدوا مراكز تجارية، في طنجة وليكسوس وسلا وموكادور (الصويرة). وبعد أفول شمس الفينيقيين، أصبحت طنجة تحت حكم القرطاجيين الذين سيطروا على المناطق الساحلية ليتوسعوا بعد ذلك في المناطق الداخلية. وقد جعل القرطاجيون من طنجة والصويرة قاعدتين عسكريتين أماميتين، كما قاموا ببناء مدينة في الموقع الحالي للرباط.
  • وفي العام الأربعين بعد الميلاد، أصبحت المنطقة الشمالية للمغرب ملحقة تابعة للإمبراطورية الرومانية. وتعتبر مدينة وليلي أهم موقع روماني أثري بالمغرب تندرج منذ سنة 1997 ضمن قائمة مواقع التراث الإنساني العالمي لليونيسكو. وقد استمرت سيطرة الرومانيين على أرض المغرب إلى حدود القرن الثالث قبل أن تصبح، مع بداية القرن الرابع، تحت حكم الونداليين ذوي الأصول الجرمانية وذلك إلى حدود منتصف القرن الخامس، وهي الحقبة التي عرفت تدمير مملكة الوندال على يد الإمبراطور البيزنطي جوستنيان الأول.
  • الفتوحات الإسلامية والسلالات المتعاقبة
  • تميزت نهاية القرن السابع وبداية القرن الثامن بتوحيد الغزوات العربية تحت راية الأمويين واندحار البيزنطيين، وقد جلب العرب معهم لغتهم، العربية، وخاصة دينهم، الإسلام، الذي سيسود في جميع أنحاء المغرب الكبير.
  • الأدارسة (798- القرن العاشر)
  • هي أولى السلالات الملكية التي حكمت المغرب والتي يعود أصلها إلى أمير عربي منتسب للرسول عليه الصلاة والسلام كان لاجئا بمنطقة الأطلس المتوسط حيث بايعه الأمازيغ سنة 789 تحت اسم إدريس الأول. وبعد وفاته، أسس ابنه، إدريس الثاني، أول سلالة ملكية في المغرب وعاصمتها فاس. ويعود الفضل للأدارسة في تشييد جامع القرويين ومسجد الأندلسيين بفاس، وضريحي إدريس الأول في زرهون وإدريس الثاني بفاس، بالإضافة إلى المسجد العتيق بمدينة تينيس في الجزائر.
  • المرابطون (1069/1147)
  • في سنة 1058، فرض المرابطون، وهم سلالة أمازيغية يعود أصلها إلى مجموعة من الرحل الصحراويين، سيطرتهم على إمبراطورية عظيمة امتدت من الحدود الشرقية للمغرب الكبير إلى الأندلس وذلك لمدة قرن من الزمان. وقد قاموا على امتداد هذه الربوع بتوحيد امبراطوريتهم بالاعتماد على الإسلام، أساسا، وعلى فكرة الحرب المقدسة. كما بصموا كذلك على حضارة راقية، متأثرة بالثقافة الأندلسية التي احتكوا بها. وأسس المرابطون مدينة مراكش، ثاني الحواضر الإمبراطورية في المغرب، بعد مدينة فاس، وأطلقوا اسمها على دولتهم. ويعود تاريخ العديد من الصروح إلى هذه الحقبة من تاريخ المغرب، كالجامع الكبير بتلمسان، وضريح ملك إشبيلية المعتمد ابن عباد في أغمات (30 كلم من مراكش بسفوح الأطلس الكبير) بالإضافة إلى القبة المرابطية في مراكش.
  • الموحدون (1147 – 1248)
  • تأسست الحركة الموحديّة في الأطلس الكبير على يد ابن تومرت الذي كان يدعو إلى العودة إلى الإسلام ويعارض المذهب المالكي الذي يتبعه المرابطون. قضى الموحدون على المرابطين وحكموا الإمبراطورية المغربية، بما فيها شمال إفريقيا وإسبانيا المسلمة لمدة قرن، وجعلوا من الرباط مدينتهم الإمبراطورية، وتركوا أثرا مهما في تاريخ هذه المنطقة من خلال الثقافة الرائعة التي طوروها، حيث خلّفوا كنوزًا معمارية، في كل من المغرب (مسجد تنمل الذي يبعد 100 كيلومتر عن مراكش، المصنف من قبل منظمة اليونسكو كموقع للتراث العالمي، وصومعة حسان في الرباط، والكتبية في مراكش) وإسبانيا ( برج الذهب في إشبيلية، الذي أصبح اليوم المتحف البحري، والخيرالدا في إشبيلية).
  • المرينيون (1248 – 1548)
  • ترك الميرينيون عددًا هائلاً من المعالم التاريخية بالمغرب، والتي نجد غالبيتها في عاصمتهم فاس، وفي مدن أخرى أيضا، مثل مقبرة شالة في الرباط أو مسجد المنصورة في تلمسان بالجزائر. وعُرف العصر المريني بتشييد المدارس بأعداد كبيرة، مما جعل المغرب البلد الإسلامي الأكثر عددا من حيث المدارس، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر، مدرسة الصفارين بفاس (التي تسمى مدرسة النحاسين)، ومدرسة البوعنانية بمكناس ومدرسة الطالعة بسلا.
  • السعديون (1548 – 1660)
  • في بداية القرن السادس عشر، ثار السعديون والبربر القادمون من وادي نهر درعة، المستاءون من الهجمات المسيحية، ضد المرينيين وطردوهم من السلطة، ثمّ أقاموا سلالتهم الخاصة وقاتلوا ضد البرتغاليين، وبذلك، استولوا على أكادير. وقعت المعركة النهائية ضد البرتغاليين يوم 4 غشت 1578، بالقرب من القصر الكبير، وأدت هذه المعركة، التي سميت بـ”معركة الملوك الثلاثة”، إلى ضم البرتغال من قبل إسبانيا سنتين بعد ذلك. وقد خلّف السعديون إرثاً رائعاً في مراكش يتمثل في مقبرة ملكية تتميز بثروة معمارية كبيرة، وهي مقابر السعديين.
  • العلويون (من سنة 1660 حتى يومنا هذا)
  • استمدّ العلويون تسميتهم من علي، صهر النبي محمد عليه الصلاة والسلام. وقد جاءوا من الحجاز واستقروا بواحة تافيلالت، وأصبحوا سلاطين بالمغرب بعد فترة من عدم الاستقرار بعد وفاة آخر سلطان من سلالة السعديين سنة 1659؛ كان مولاي رشيد، ثالث أمير علوي بتافيلالت، هو من أعاد توحيد البلاد بين سنتي 1664 و1669 كما أعاد تأسيس سلطة مركزية، مثلت بداية سلالة العلويين في المغرب. ونقل ابنه مولاي إسماعيل عاصمته إلى مكناس، على بعد 60 كيلومترًا من فاس، وصد العديد من الهجمات الأوروبية أثناء قتاله ضد القبائل البربرية المتمردة في الجبال.
  • تعدّ مكناس أول إنجاز عظيم للسلالة، وهي مدينة شيدت على الطراز الإسباني المغربي وأحيطت بأسوار عالية مثقوبة بأبواب ضخمة. وهي تعكس بشكل خاص الانسجام بين الأنماط الإسلامية والأوروبية.
  • الحماية الفرنسية (1912-1956)
  • أنشأت معاهدة تنظيم الحماية الفرنسية للمملكة الشريفة، والمعروفة باسم معاهدة فاس، عشية الحرب العالمية الأولى، محمية فرنسية على معظم الإمبراطورية. وسيطرت إسبانيا على جهة تطوان في الشمال وجهة إفني في الجنوب بموجب اتفاقية سرية بين فرنسا وإسبانيا، في حين خضعت جهة طنجة لنظام خاص ستحدده فيما بعد اتفاقية باريس المؤرخة في 18 دجنبر 1923، وهو ما جعل منها مدينة ذات مكانة دولية. وقد حكمت هذه الاتفاقيات المختلفة المغرب حتى سنة 1956، تاريخ استقلاله.
  • المغرب الحديث (من سنة 1956 حتى يومنا هذا)
  • منذ الاستقلال، تغير لقب الحاكم من سلطان إلى ملك، وكان محمد الخامس أول من حمل هذا اللقب. وبتاريخ 26 فبراير 1961، خلفه ابنه الحسن الثاني حتى وفاته بتاريخ 23 يوليوز 1999. واليوم، أصبح ابنه الملك محمد السادس العاهل الثالث والعشرين من الأسرة العلوية وثالث ملوك المغرب الذي سيخلفه يوما ما ولي العهد الحالي، مولاي الحسن.

بحث حول الحضارة المغربية المستوى السادس

تُعدّ الحضارة المغربية حضارةً غنيةً بالثقافة والتنوّع العرقي، فهي موطن القبائل الأمازيغية الرحّل الذين احتفظوا بهويتهم حتّى الآن، كما تعدّدت المناطق فيها واحتفظت كلّ منطقة بطابعها الفريد، الأمر الذي أدّى إلى تكوين ثقافة وطنية وحماية الهوية والإرث الثقافي، وحافظت المغرب على وحدتها رغم تنوّع الحضارات والأعراق التي قامت فيها عبر التاريخ، ويجدر بالذكر أنّ مناطق الجبال في معظم المغرب بقيت قائمةً دون أن تخضع لسيطرة الحضارات؛ حيث بقي السكان الأصليّون الأمازيغ يسكنون الجبال ويحكمونها.

قد يهمك :

مميزات الحضارة المغربية

فيما يلي ستجد مميزات الحضارة المغربية , و هي كالتالي :

  • طبيعة الموقع
  • تتميز المملكة المغربية بموقع جغرافي استراتيجي يمنحها مناخا معتدلا نسبيا، بالإضافة إلى تضاريسها المتنوعة، حيث توجد السهول والجبال والبحار وغيرها من أشكال التضاريس.
  • النظام الاقتصادي
  • يشمل هذا النطاق كافة الثروات التي يمتلكها المغرب، سواء كانت معدنية أو حيوانية، ومدى تأثيرها على الحركات التجارية والزراعية والصناعية.
  • النظام الاجتماعي
  • يسلط هذا المقوم الضوء على حالة الاستقرار التي تعيشها مدن وقرى المغرب، سواء على مستوى الأسرة أو الشارع أو المنطقة الإدارية ككل، كما يوضح الثقافة التي يعيش فيها أفراد هذه المنطقة، بما في ذلك الأخلاق والعادات والدين واللغة.
  • نظام الحكم
  • يلعب نظام الحكم دوراً كبيراً في تقدم الحضارة المغربية، حيث تخضع البلاد لنظام حكم محدد وليس لسلطة قارة بأكملها، وهي مملكة تتمتع بكامل الحقوق والحرية في تطبيق الحكم، ويعتبر الاستقرار في هذا الجانب وسيلة للتطور الحضاري.

الحضارة المغربية بالفرنسية

La civilisation marocaine est présente dans toutes les facettes de la vie, incluant toutes les étapes du développement humain dans l’État du Maroc. En plus des formes de vie ainsi que des coutumes et traditions établies dans l’État du Maroc depuis l’Antiquité, le concept de civilisation marocaine est représenté dans toute l’histoire de ce pays antique.

تتمثل الحضارة المغربية في جميع مظاهر الحياة المتعارف عليها، أي كل ما يرتبط بكافة مراحل التطور الإنساني في دولة المغرب، وإن مفهوم الحضارة المغربية يتمثل في كل التاريخ الخاص بهذه الدولة العريقة، بالإضافة إلى أشكال الحياة المعروفة والعادات والتقاليد الثابتة في دولة المغرب منذ القِدم.

لم تجد ما تبحث عنه؟ ابحث هنا