يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال الفرق بين النفس والروح ، و الفرق بين النفس والروح عند علماء المسلمين ، و ما الفرق بين النفس والروح في القرآن؟ ، و صفات الروح والجسد والنفس ، و النفس وأقسامها ، يعتقد الكثير من الناس أن النفس هي الروح، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ، لأن مفهوم النفس يختلف تماما عن مفهوم الروح وظهر ذلك فى الكثير من التعريفات للنفس وكذلك تعريفات الروح التي تدل أن النفس تختلف تماما عن الروح، وقد قام بتعريف النفس الكثير من علماء الفلسفة وكذلك علماء علم النفس اللذين وضعوا الكثير من التعريفات لمفهوم النفس، أما بالنسبة للروح فقد ورد تعريفها الصحيح فى القرآن الكريم الذي أوضح أن الروح هي أرقى مخلوقات الله تعالى، وورد معنى هذه العبارة في آيات من القرآن الكريم، ومن خلال مقارنة هذه التعريفات يمكن التوصل إلى الفرق بين النفس والروح.

الفرق بين النفس والروح

الفرق بين النفس والروح
الفرق بين النفس والروح

الروح

يعرّف الإسلام الروح على أنها أعظم مخلوقات الله عز وجل، وأكثرها أهميّة، وقد ذُكرت في القرآن الكريم في العديد من المواضع، ومنها ذكر الله تعالى:﴿فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29)﴾ سورة الحجر، وقد نسبها عزّ وجل له. لتعظيم وتبجيل الروح انفرد عز وجل بعلمها الكامل، فلا تزال ماهيّة الروح مجهولة ولا يعلمها إلاّ الله؛ قال تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85)﴾، صدق الله العظيم.

النفس

تعبّر النفس في اللغة عن الروح، أو الدم، أو الجسد، واختلفت الثقافات في تفسيرها، ولم يصل أحدٌ إلى تفسير دقيق للنفس، وفسّرها البعض بأنها نشاط يفرّق الكائنات الحيّة عن غيرها ويميزها، وعبّر عنها البعض بأنها قوّة تنهض بالإنسان وتحييه، أو إحدى وظائف الجهاز العصبي. وفسّر البعض كلمة النفس حسب التذكير والتأنيث؛ فالنّفس مذكّرة ومؤنّثة في الوقت نفسه، وإذا قصدنا بها التأنيث تكون بمعنى الإنسان بشكلٍ كامل بجسده وروحه، وأمّا بالتذكير يقصد بها الروح.

الفرق بين النفس والروح

الله سبحانه وتعالى خالق الروح، والعالم بها، ولا توجد طريقة لمعرفة ماهيتها؛ بسبب انفراد الله تعالى بمعرفة شأنها. هناك فرق بين ذكر الروح والنفس في القرآن الكريم، فالله عز وجل يعرّف النفس بالجسد عند ارتباطهما معاً، فقال تعالى: ﴿وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45))، ويقال إنّ الروح لا تسمى روحاً إذا كانت داخل الجسد، ولكن إذا خرجت منه سمّيت روحاً.

الفرق بين النفس والروح عند علماء المسلمين

ذكرت النّفس والرّوح في القرآن الكريم في آياتٍ عديدة، وقد تكلّم العلماء المسلمون في معنى كلٍّ من النّفس والروح، فهناك من العلماء من فرّق بينهما وأعطى كلّ واحدةٍ منها معناها وصفاتها، ومنهم من ساوى بينهما واعتبرهما أمرًا واحدًا، فما هو الفرق بين النّفس والرّوح عند علماء المسلمين ؟

تعريف النّفس

ذكر الله سبحانه وتعالى النّفس في القرآن الكريم كشيءٍ يعبّر عن ذات الإنسان، فهي محلّ الخطاب الرّبانيّ في أكثر من آيةٍ ومناسبة، قال تعالى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ* ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً* فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي){الفجر:27-30}، والنّفس كذلك هي محلّ التّكليف ومناطه، وهي التي تحاسب ويقع عليها الثّواب والعقاب، قال تعالى: (الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ){غافر:17}، وهي كذلك المادّة التي يقع عليها الموت سواءً الموت الأصغر، وهو النّوم حينما يتوفّى الله سبحانه الأنفس في منامها، أو يقع عليها الموت الأكبر حينما تفارق الرّوح الجسد لتبدأ مرحلة حياة أخرى.

تعريف الرّوح

الرّوح ذكرها الله سبحانه وتعالى في آياتٍ عديدة، فهي المادّة التي وضعها الله تعالى في جسد آدم -عليه السّلام- حينما خلقه، فبثّت في أجزاء جسده الحياة، والحركة، والحيويّة، وهي المادّة التي اختصّ الله سبحانه وتعال بعلمها فلا يعلم ماهيّتها وحقيقتها سواه.

الفرق بين النّفس و الرّوح

يرى بعض العلماء أنّ النّفس والرّوح تعبّران عن شيءٍ واحد، ومنهم من فرّق بينهما في كون أنّ النّفس تتعلّق بشخصيّة الإنسان وما يجري عليها من تكاليف شرعيّة، وسنن كونيّة من موتٍ وحياة ومرض، بينما الرّوح هي أكثر تعبيرًا عن المادّة التي تعطي الجسد الحياة، والتي لا يعلم كنهها إلا الله تعالى .

ما الفرق بين النفس والروح في القرآن؟

ما الفرق بين النفس والروح في القرآن؟
ما الفرق بين النفس والروح في القرآن؟

تعريف النفس فى القرآن الكريم:

أما بالنسبة للقرآن الكريم فقد ذكرت كلمة النفس فى الكثير من آياته و المعنى الدال على كلمة النفس فى القرآن الكريم يوضح أن نفس الإنسان هو الجزء المسؤول عن تصرفات الإنسان أي الجزء الذي يلقى الحساب على هذه التصرفات، وذلك من خلال تفسير الآية الكريمة” كل نفس بما كسبت رهينة” صدق الله العظيم، والدليل من هذه الآية أن النفس هي الجزء الأساسي في الإنسان، وهناك الكثير من الآيات القرآنية الأخري التي وردت فيها النفس والتي من تفسيرها قد أرجع البعض أنها تقارب إلى حد كبير من معنى الروح، وهذا ما يجعل الوصول إلى تفسير محدد يوضح الفرق بين النفس والروح أمر صعب.

تفسير الروح في القرآن الكريم:

المعنى المحدد للروح لم يتم التوصل إليه من قبل أي إنسان وذلك بالإضافة إلى أنه لن يتم التوصل إلى تفسير معنى للروح الى أن تقوم الساعة، وهذا بدلائل القرآن الكريم وكلام الله عز وجل الذي أوضح أن الروح أمر مجهول وسيظل مجهول بالنسبة للإنسان طوال حياته، وإن علم الروح يتجلى عند الخالق سبحانه وتعالي، الذي وصف الروح بأنها أرقى مخلوق على وجه الإطلاق، وهى أهم ما خلق ايصا وترجع هذه الأهمية إلى أن الله تعالى قد نسبها إلى نفسه سبحانه وظهر ذلك فى قوله تعالى” فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين” صدق الله العظيم، ومن هذه الآية الكريمة نجد أن الروح أعظم ما خلق الله تعالى والدليل علي ذلك أنه سبحانه قد نسب الروح اليه، وفي آية قرآنية أخرى أوضح الله عز وجل أن الروح من أمره وحده وأن الإنسان لم يؤت من العلم ما يجعله يفسر المعنى المحدد للروح وأن يعرف ماهيتها، وظهر ذلك فى قوله تعالى” ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم الا قليل” صدق الله العظيم.

الفرق بين الروح والنفس

كما ذكرنا سابقا فإن الروح ليس لها ماهية لأن علمها يرجع إلى الله عز وجل دون أى مخلوق غيره، ولن يتمكن أى شخص مهما بلغ من العلم أن يتوصل إلى ماهية الروح، لذلك فلا يمكننا الجزم بأن الروح هي النفس أو أن الروح هي الجسد او جزء منه، ولكننا لا يمكن أن نفسر ماهية الروح بأنها نفسها ماهية النفس، فهذا فى حد ذاته يعتبر أكبر دليل على اختلاف النفس عن الروح، كما أن الروح يرجع أمرها إلى الله تعالى لا تفعل إلا ما يؤمر به سبحانه، وبالتالي فهي لا تقوم بفعل أى عمل إلا أعمال الخير لكون الله تعالى لا يأمر بفعل الشر، بينما النفس كما قال الله تعالى” أمارة بالسوء” وهذا ما يعطي دليل أن النفس تختلف تماما عن الروح.

قديهمك:

صفات الروح والجسد والنفس

  • الروح من أمر الله وحده، وبالتالي لا يطلق منها إلا أفعال الخير.
  • العقل هو جهاز عضوي خلقه الله عز وجل لدعم النفس، لمساعدتها في التفكير وحفظ المعلومات وتحليلها وإصدار ردود الأفعال المناسبة.
  • القلب هو مفتاح للعقل، ويقال بأنّه يُعطي ردود أفعال ويعمل بسرعة أكبر من سرعة العقل.
  • النفس مرتبطة بالأجزاء الماديّة من الحياة، وإذا مات الإنسان انقطعت.
  • يقول العلماء إنّ الروح ترتبط بالإنسان منذ خلقه في بطن أمه، وترتبط فيه عند خروجه من الدنيا، عندما ينام، وفي الحياة البرزخية فيقال بأنّ أرواح الموتى تتلاقى وتتعارف، وتشعر بما يجري حولها، وعند البعث والنشور ويوم القيامة.
  • الروح أسرع من الجسد، فتتّصف الروح بسرعة الحركة، وبطء حركة الجسد.

النفس وأقسامها

نفسُ الإنسان هي الجزء الّذي خاطبه القرآن الكريم والمكلّف دائماً في الأمور، والنّفس هي الذّات، وهي الأساس في الإنسان، ودليل ذلك ما جاء في كتابه تعالى: (الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ۚ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) غافر: 17

ويمكن تقسيم النّفس إلى ثلاثة أقسام، وهي:

النفس المطمئنّة

وهي أرقى درجات الرّفعة الّتي تصل إليها النّفس البشريّة؛ لذا فإنّ الوصول إلى تلك المكانة المرموقة والمتمثّلة في درجة النّفس المطمئنّة يحتاج إلى كثيرٍ من العمل، فعلى الإنسان أن يكون صادقاً مع نفسه في البداية، وواضحا أمام ذاته دون أيّ هروبٍ أو خداع ليرقى إلى هذه الدرجة، وبعد الصّدق مع النّفس عليك أن تكون صادقاً مع الله ومخلصاً له في عملك مزيلاً في ذلك كلّ حواجز المعاصي والآثام لنيل رضاه، وأخيراً عليك أن تكون صادقاً مع الآخرين من حولك.

وقد جاء ذكر النفس المطمئنّة في القرآن الكريم، قال تعالى: (يا أيّتُها النّفسُ المُطمئِنّةُ ارجعي إِلى ربِّكِ راضيةً مرضيّةً فادخُلي فِي عِبادِي وادخُلِي جنّتِي)

النّفس الأمّارة بالسوء

وهي النّفس الّتي تكون جاهزةً للشرّ والفتنة، وتقترن بالشّيطان والهوى، وبفعل السّوء، وهي دائماً ما تأمر صاحبها بفعل الخطايا والآثام وارتكاب الرذائل موسوسةً له بشتّى الوسائل والمغريات الّتي توقعه فى الإثم والخطأ، وتقوده إلى الجحيم، وبئس المصير، وقد قال تعالى في ذلك: (وَمَا أُبَرِّىءُنَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ)

النّفس اللوّامة

وهي درجة وسطى بين كلٍّ من النّفس الأمّارة بالسّوء وتلك المطمئنّة؛ فهي تقع بالذّنب، ولكنّها تعترف فيه بعد ذلك، وجاء ذكرها في القرآن الكريم؛ حيث قال تعالى: ( لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ)