يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال الفرق بين النبي والرسول ، و الفرق بين النبي والرسول للشعراوى ، و الفرق بين النبي والرسول في القرآن ، و الفرق بين النبي والرسول دار الإفتاء ، و الفرق بين النبي والرسول لابن عثيمين ، و الحِكمة من بعث الأنبياء والرُّسل ، كثير منا لا يفرق بين النبي والرسول، ويعتقد أن النبي هو نفسه الرسول والعكس، ولكن هذا أمر خاطئ حيث يختلف النبي عن الرسول، فما هو الفرق بين النبى والرسول.

الفرق بين النبي والرسول

هناك فوارق بين النّبي والرّسول من عدّة وجوه، وهي كما يأتي:

الفرق بين النبي والرسول
الفرق بين النبي والرسول

الفرق في المفهوم

  • كلمة النبيِّ في اللّغة مشتقةٌ من الإنباء؛ أي الإخبار أو الارتفاع، وتعني الخبر الذي يحمل فائدةً عظيمةً، وكلمة النبيّ تدلّ على الارتفاع، أي رفعة منزلة النَّبيِّ، أما اصطلاحاً فالنَّبيُّ: هو المُخبِر عن الله -عز وجل-، ومنزلته بين النَّاس مرتفعةٌ وله شأنٌ عظيم، فالنَّبيُّ أخبره الله -تعالى- وأوحى إليه بما وجب عليه إخباره والدعوة إليه، وهو يأمر من تَبِعَهُ من المؤمنين بأوامر الله -تعالى-، ولا يُبعث النبيُّ للكفار ولا يخاطبهم.
  • كلمة الرَّسول لغةً: من الإرسال؛ أي التَّوجيه، ومفرده مُرسَل، فهو من يحمل الرسالة، وهو الشخص الذي يُتابع أخبار الذي بَعَثَه، ويُقال جاءت الإبل رُسُلاً؛ أي متتابعةً، قال الله -تعالى- في كتابه الكريم: (ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى)، أي يتبع بعضهم بعضاً، والرُّسل هم الموجَّهون من عند الله -تعالى-، فهم يحملون رسالته -تعالى- إلى النَّاس ومأمورون بتبليغها وحملها ومتابعتها.

الفرق من ناحية الوحي

يختلف النّبي عن الرّسول من حيث التأييد بالوحي، إذ إنّ الرّسول بعثه الله -تعالى- لقوم، وأيّده بوحي وكتاب سماويّ، أو قد يكون مرسلاً لقوم دون كتاب معه لكنّه جاء بتشريعات لم تنزل على قومه من قبل، في حين أنّ النّبي هو من بعثه الله -تعالى- مكملاً لرسالة رسول قبله، ولم يُؤيّد بكتاب سماوي، وبناء عليه فإنّ كلّ رسول نبيّ، وليس كلّ نبي رسول.

الفرق بين النبي والرسول للشعراوى

مما لا شك فيه أن هناك الكثير من الناس لا يستطيعون التفريق بين النبي والرسول، حيث تجد العديد يتساءل عما هو الفرق بين النبى والرسول للشعراوى وابن باز وباقي العلماء.

قال تعالى:” وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ۖ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ”.

بدأ الشعراوي حديثه في توضيح الفرق بين النبي والرسول بهذه الآية، حيث قال إنه بعدما انتشر الناس في الأرض وتفرقوا بدأت المشكلات والآفات المختلفة بالظهور والتفشي، ولهذا السبب كان الله سبحانه وتعالى يرسل لكل أمة رسول خاص بها لحل مشكلاتهم ومعالجة آفاتهم وهدايتهم للطريق الصحيح، وكان كل رسول مخصص للأمة التي بعث لها، ومن أمثلة على ذلك ما جاء في القرآن الكريم وهي قصة الرسول موسى الذي بعث لبني إسرائيل.

والجدير بالذكر أن الله سبحانه وتعالى قد وضح لنا في كتابه الكريم ما قاموا به اليهود مع النبي موسى عليه السلام، وما قاموا به أيضًا بني إسرائيل مع النبي موسى كذلك، وموقفهم من رسول بعث منهم، حيث أن بني إسرائيل من الأمم التي بعث لها العديد من الرسل، نظرًا لأن مشكلاتهم وآفاتهم كانت كثيرة جدًا.

ومما لا شك فيه أن سبب ذكر النبي عيسى عليه السلام في هذه الآية هو أن أكبر ديانتين سبقتا الإسلام كانتا اليهودية والنصرانية، وهنا يجدر الإشارة إلى أنه قبل أن يبعث سيدنا عيسى عليه السلام، وأيضًا بين رسالتي سيدنا موسى وسيدنا عيسى عليهما السلام، كان هناك الكثير من الرسل الآخرين، منهم سيدنا داوود، سيدنا سليمان، سيدنا زكريا، سيدنا يحيى وغيرهم الكثير.

وعند النظر إلى بني إسرائيل سنجد أنهم من الأمم المتأرجحة حيث كانت تبتعد عن الدين في فترات كثيرة لها، كما أنها من الأمم التي ظهرت بها العديد من المشكلات، والكثير من الآفات، وانتشرت فيها المعاصي والآثام، لهذا كان الله سبحانه وتعالى يبعث لهم في كل فترة رسول لهدايتهم وإرشادهم للطريق الصحيح.

ولكنهم كانوا سرعان ما يعودون إلى معاصيهم وفسقهم، لذا كان الله سبحانه وتعالى يبعث لهم رسولاً آخر ليمحي الباطل ويزيل المعاصي وينشر الهدى حتى يتمكنوا من تطبيق شرع الله.

ومن هنا استطاع الشعراوي توضيح الفرق بين النبى والرسول للشعراوى، حيث وضح أن الله سبحانه وتعالى قد أرسل العديد من الرسل للتبليغ ونشر الدعوة والتذكير، وكثرة الأنبياء التي بعثت لبني إسرائيل تعتبر شهادة عليهم وليست لهم، حيث تدل كثير الرسل هذه على كثرة المعاصي وانتشار الفساد بينهم.

حيث أن الله تعالى يرسل الرسل لتخليص الأمم من الفساد والمشكلات والمعاصي المختلفة، وكلما كثر الرسل دل ذلك على أن هؤلاء القوم قد انحرفوا وانتشر بينهم الفساد بمجرد ذهاب الرسول عنهم، وأصبحوا بحاجة إلى رسول جديد.

وهكذا تبين الفرق بين النبى والرسول للشعراوى حيث قال الشعراوي أن الرسول هو الشخص الذي يوحى إليه بشرع ما ويجب أن يعمل به ولا بد من أن يخبر الناس به، أما النبي هو الشخص الذي يوحى إليه بشرع ما ويجب أن يعمل به ولكنه لا يخبر الناس به، وذلك لأنه يعمل بشرع الرسول الذي سبقه.

ومن هنا يجدر الإشارة إلى أن النبي هو نموذج سلوكي يبعث لأمة ما حتى يزيل عنها المشكلات والمعاصي ويرشدهم لطريق الحق مرة أخرى.

قد يهمك :

الفرق بين النبي والرسول في القرآن

الفرق بين النبي والرسول في القرآن
الفرق بين النبي والرسول في القرآن

الرسول

الرسول هو من أُنزل عليه كتاب سماوي وشريعة، لأن مهمته الأساسية هي تبليغ الناس بما أنزله الله عليه من آيات بينات، وفي دين الإسلام؛ الإيمان بالرسل جميعهم واجب فلا يصح إيمان الفرد إلا بالإيمان بهم جميعاً.

ما يتميز به الرسول عن النبي

  • الرسول هو الذي يُنَزل عليه الكتاب والشريعة، مع معجزة، وهو مُكلف بإبلاغه للناس، كما قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) المائدة: 67، وسمي الرسول بذلك: لأنه مُكلف بتبليغ رسالة.
  • كل رسول بني وليس كل نبي رسول، فالرسالة أعم وأشمل من النبوة، كما قال الله تعالى: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَىٰ ۚ إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا).

النبي

البني، تأتي من كلمة نبأ، فهو يُنبأ بما يأمره الله ويُبلغ ما أنزل على الرُسل ويدعو إليه الناس، (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)، فسبق ذكر الرسول قبل النبي، لأن النبي ينقل ويُقر بشرع ما جاء قبله من الرسل.

المشترك بين الرسول والنبي

  • جميعهم مبعوثون من الله عز وجل، فالله أصفاهم وفضلهم على سائر البشر.
  • وظيفة الأنبياء والرسل هي التبليغ والدعوة إلى دين الله.
  • الرسل والأنبياء معصومون عن الكبائر والمعاصي.
  • الأنبياء والرسل يخيرون عند الموت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ نَبِيٍّ يَمْرَضُ إِلاَّ خُيِّرَ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ)، وقال: (إنه لم يُقبض نبي حتى يرى مقعده من الجنة ثم يُخَيَّر) رواه البخاري، والأنبياء والرُسل يُقبرون حيث يموتون، ولا تأكل الأرض أجسادهم.
  • لا يكتمل إيمان الفرد إلا بالإيمان بهم.

الفرق بين النبي والرسول دار الإفتاء

قال الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه لا توجد أمة من الأمم أو طائفة من الطوائف إلا وأرسل لها الله نبيا، لقوله تعالى “إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ۚ وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ”.

واستشهد ممدوح، في لقائه على فضائية “إم بي سي مصر 2” بما ورد في مسند الإمام أحمد “أن أبا ذر سأل النبي عن عدة الأنبياء فرد عليه النبي : عدة الأنبياء 124 ألف”، منوها بأن الـ25 نبيا المذكورين في القرآن هم الذين صرح بهم لقوله تعالى “وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ”.

وتابع: من هؤلاء الأنبياء، 314 رسول والباقي أنبياء، ونعرف منهم 25 نبيا ورسولا ذكروا في القرآن.

وأوضح أمين الفتوى، الفرق بين الرسول والنبي، منوها أن النبوة أعم من الرسالة، فالنوعين أوحى لهما الله، والرسول أمره الله بالتبليغ والنبي لم يؤمر بالتبليغ، فمن أوحى إليه بشرع وأمر بتبليغه فهو الرسول ومن أوحى إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه فهو النبي.

الفرق بين النبي والرسول لابن عثيمين

أحد أشهر شيوخ أهل السنة والجماعة، وكان على المذهب الحنبلي، ويتفق قول الشيخ في الفرق بين النبي والرسول مع قول الشيخ ابن باز، وزاد عليه أن آدم عليه السلام كان نبيًا، ولم يكن رسولاً لأن الله عز وجل أوحى إلى آدم ولم يأمره بالتبليغ، والشاهد:

الآية السابعة والثلاثين من سورة البقرة (فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ).

الحِكمة من بعث الأنبياء والرُّسل

بعث الله -تعالى- الرُّسل والأنبياء للنَّاس لِحِكَمٍ عديدةٍ، نذكرها فيما يأتي:

  • تعريف النَّاس بالله -سبحانه وتعالى- وتعليمهم أسمائه وصفاته، قال الله -عز وجل- في القرآن الكريم: (قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ* اللَّـهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ)
  • دعوة النَّاس لعبادة ربهم -سبحانه وتعالى-، ونهيهم عن عبادة كلّ ما سواه، قال الله -سبحانه وتعالى-: (وَلَقَد بَعَثنا في كُلِّ أُمَّةٍ رَسولًا أَنِ اعبُدُوا اللَّـهَ وَاجتَنِبُوا الطّاغوتَ).
  • إيضاح الطّريق الموصل لله -سبحانه وتعالى-، فقد قال الله -عز وجل-: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ).
  • بيان وتوضيح ما يحدث للنَّاس بعد موتهم، وما يؤولون إليه يوم القيامة.
  • إقامة الحُجَّة على النَّاس، قال الله -تعالى-: (رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ).
  • الرَّحمة بالنَّاس كافَّةً، قال الله -عزّ وجلّ-: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ).