يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال قصص واقعية عن تربية الأبناء ، و نماذج عن تربية الأبناء ، و دور الأم في تربية الأبناء في الإسلام ، و دور الأب في تربية الأبناء في الإسلام ، و أسس تربية الأبناء في الإسلام ، الأبناء من أجلّ النعم التي أنعم الله -تعالى- بها على عباده، حيث إنّ حُبُّهم مغروسٌ في الطبع الإنساني؛ فهم بهجة الحياة وزينتها، إلاّ أنّ هذه البهجة لا تكتمل إلاّ بصلاح الأبناء، واستقامتهم وحسن أخلاقهم، لذلك تُعدّ تربيتهم مهمةً شاقة، ومسؤوليةً كبيرة، وأمانةً لن تبرأ الذمة إلاّ بأدائها، حيث قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا}، وتربية الأبناء مسؤولية الوالدين أولًا وأخيرًا، حيث قال الله تعالى: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ}،وتربية الأبناء لا بد أن تقوم على أسس وقواعد من شأنها تنشئتهم وتربيتهم تربيةً سوية.

قصص واقعية عن تربية الأبناء

قصص واقعية عن تربية الأبناء ، قد صحّ عن نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – كثير من القصص التي تدل على اهتمامه – صلى الله عليه وسلم – بتربية الأطفال وترسيخ القيم الإسلامية ومكارم الأخلاق في نفوسهم، وقد جمع هذه القصص والتوجيهات الأستاذ محمد نور سويد في كتاب منهج التربية النبوية للطفل، وسبقه الأستاذ عبد الله علوان في كتابه تربية الأولاد في الإسلام.

قصص واقعية عن تربية الأبناء
قصص واقعية عن تربية الأبناء

التربية على العبادة

كان الصحابة -رضي الله عنهم- يعوّدون صبيانهم على الصيام قبل أن يفرض عليهم؛ حتى إذا بلغوا سن التكليف لم يجدوا مشقة في الامتثال له، فعن الرُّبيِّع بنت معوِّذ -رضي الله عنها- قالت: (فكنا نصومه بعد، ونصوم صبياننا، ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار).

التربية على تحرّي الحلال

لا ينبغي للشفقة على الولد أن تدفع والديه إلى توفير احتياجاته كيفما اتفق، فلا بدّ من تحرّي الحلال في إطعامهم حتى يبارك الله فيهم، وقد رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- في يد الحسن بن علي -رضي الله عنهما- تمرة من تمر الصدقة فمنعه من أكلها وعلّمه أن الصدقة لا تحل له.

ممازحة الصغار وملاطفتهم

رأى النبي – صلى الله عليه وسلم طفلاً يلعب بعصفور، فكان يمازحه ويسأله عن عصفوره، ويُكنّيه تحبّباً وملاطفةً له؛ لأنه يعلم أن الأطفال يحبون المرح والبشاشة، ويتعلّقون بمن يفهمهم ويقدر حاجاتهم، وهذه القصو مذكورة في صحيح البخاري ومسلم.

نماذج عن تربية الأبناء

نجح صحابة الرسول صل الله عليه وسلم في زرع الثقة بالنفس والمسئولية بأبنائهم فهم علموهم كيف يتحملون مسؤولية أفعالهم منذ الصغر، وجعلوهم قادرين على اتخاذ أي قرار بدون تردد، وقادرين على إدارة أي حوار بدون أن يظهروا في ثوب الجاهل، بل ويؤثروا في الآخرين أيضا كل تلك المعاني الإيجابية الجميلة زرعها الصحابة رضي الله عنهم في أبنائهم.

نماذج عن تربية الأبناء
نماذج عن تربية الأبناء

عبد الله بن الزبير

  • أولى النماذج الشهيرة التي يقتضى بها في تربية الأبناء موقف سيدنا عبد الله بن الزبير ابن الصحابي الزبير بن العوام رضي الله عنه، فكان سيدنا عبد الله بن الزبير طفل لم يتجاوز سنواته الخمس بعد يقوم باللعب مع أصدقائه في الطريق، ويقومون  بالركض وتلك الأمور المتعارف عليها بين الأطفال.
  • ظهر سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه في بداية الطريق الذي يلهو به الأطفال، وعرف عن سيدنا عمر ضخامة البنيان والهيبة الشديدة فكان يهابه الرجال الكبار قبل الصغار، عندما لمح الأطفال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، تفرقوا ولكن الوحيد الذي ظل بدون حراك هو سيدنا عبد الله بن الزبير.
  • لم يتعجب سيدنا عمر من تفرق الأطفال فهو أمر اعتاد عليه، ولكنه تعجب من ثبات عبد الله وهو الذي لم يعتد على ذك، وهنا سأله عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لما لم تجري مثلما جرى الصبية ؟ قال عبد الله ولما أجري؟ إني لا أخافك أنا لم أصنع شيء حتى أهابك، وهو ما يدل على مقدار الثقة التي عند سيدنا عبد الله بن الزبير وهو لم يتجاوز الخامسة، ومقدار الاعتزاز بالنفس الذي أمتلكه.

عبد الله بن عمر بن الخطاب

  • – مر عبد الله بن عمر على أحد الأطفال الذين يعملون برعاة أغنام ولا يملكونها، فعرض عليه سيدنا عمر بن الخطاب أن يقوم بشراء شاه من التي يرعاها الصبي، فرد الصبي أن ليست ملكه  فهو يقوم برعايتها وهي ملك سيده، قال إذا تأخذ المال وأخذ أنا الشاه وتقول لصاحبها أن الذئب أكلها، فرد الصبي وأين الله إذا فعلت هذا؟
  • ويحكى أيضا أن سيدنا عمر بن الخطاب أصطحب معه عبد الله بن عمر وهو حديث السن إلى جلسة من جلسات الرسول صل الله عليه وسلم، وسأل الرسول في تلك الجلسة سؤال ما هي الشجرة التي تشبه المسلم، توتي أكلها كل حين ولا تسقط أوراقها.
  • سكت الجميع وتبادر إلى أذهان سيدنا عمر وسيدنا أبي عبيدة بن الجراح وسيدنا أبي بكر أنها شجرة البوادي، ولكن الرسول كان يقصد النخلة، وبعدما انفض المجلس قال عبد الله لأبيه والله قد وقعت في نفسي أنها النخلة، فقال له سيدنا عمر لما لم تقل لو قولت كان عندي هذا فضل كبير؟
  • وهنا التربية والنشأة على وأن تربي طفلك على ألا يكتم ما بداخله بل يتشجع ويسأل ويجيب مادام ليس على خطأ وإن أخطأ ففي المرة القادمة سيصيب.
  • رأى عبد الله بن عمر  رضي لله عنه مرة أنه يلبس بيده قطعةً من إستبرق، تذهب به حيث شاء من الجنة، ثم جاء اثنان يريدان أن يأخذاه إلى النار، فصار يقول: أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار.
  • عندما استيقظ أخبر أخته حفصة بذلك، وقصت هي تلك الرؤيا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال نعمَ الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل فيكثر، ومنذ ذلك اليوم ظل عبد الله يقوم الليل في حله وترحالة حتى توفاه الله.

عمر بن الخطاب وعمرو بن العاص

  • يجب أيضا تربية الأبناء على تحمل العقاب في حال الخطأ مهما كانت مكانة الابن أو الأب فيظل الحق حقا، فمن القصص المتعارف عليها أنه عندما كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمير المؤمنين كان عمرو بن العاص واليا على مصر.
  • أتى رجل في أحد الأيام من مصر،  يشكو إليه ابن عمرو بن العاص، إذ إن ذاك الرجل سابق ابن عمرو بن العاص فسبقه فقام إليه ابن عمرو بن العاص وأخذ يضربه بالسوط وهو يقول له أنا ابن الأكرمين.
  • أمر عمر رضي الله عنه  بعمرو بن العاص وابنه أن يأتيا، فعندما قدما إليه أمر بالمصري فأعطاه سوطا، وقال له اضرب ابن الأكرمين، فضربه حتى أخذ حقه منه، وبعدها أعطاه السوط وأمره أن يضرب عمرو بن العاص إلّا أنه أبى ذلك، وحينها قال رضي الله عنه مقولته الشهيرة متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا.

قديهمك:

دور الأم في تربية الأبناء في الإسلام

  • لا جدال في أن أهم إنجاز للأم هو تربية الأطفال الفاضلين العقلاء الذين سينتقلون بعد ذلك لبناء كتل قوية أخرى للمجتمع، أنه من السهل الإنجاب ولكن من الصعب التربية جيداً، في ذلك يكمن التحدي لجميع الأمهات.
  • للأم المسلمة دور قيّم وكريم في وأساسي في تربية الأبناء، يتم وضع أساس الأسرة مع قرار الزواج، وتتجلى أهمية الأم في التعاليم الإسلامية بداية من الزواج والحمل ثم تربية الأطفال.

دور الأب في تربية الأبناء في الإسلام

  • تربية الأبناء ليست فضل من الآباء، بل هي واجب على كل أب، إذ يقول اله عز وجل في كتابه العزيز في سورة النساء آية 11″يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ” صدق الله العظيم، بمعنى أن الله تعالى كلف ووصى الآباء بأبنائهم كونهم رعيتهم، وإن عزف الكثير من الآباء عن فكرة التربية وتركها للأم، وظن أن الأم هي المكلفة بتربية الأطفال، وهي الملزمة بتعليم أطفالها كافة الأمور، ولكن في الدين الإسلامي، الأم والأطفال رعايا، والأب هو المكلف برعاية أسرته.
  • كما أن الأب هو دائماً القدوة فهو مكلف أيضاً بأن يكون قدوة حسنة، وقيمة نافعة وكريمة لأبنائه، فلا يجوز للأب أن يقوم بأفعال تتنافى مع خلق الدين الإسلامي ويطلب من أبنائه أن لا يفعلوها، فهذا يزرع في نفوسهم الشك، ويجعلهم غير واعين ولا مدركين للسلوك السليم أو الخاطئ.
  • يقول الرسول صلى الله عليه وسلم، كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته، وذلك لتأكيد دور الأب في تربية أبنائه ورعايتهم، حيث إن هناك العديد من الآباء يهملوا تربية أبنائهم، ظناً منهم بأن ما عليهم في الرعاية هو الطعام والشراب وكساء أبنائهم، ولكن التربية أهم ما يمكن أن يقدمه الأب لأبنه.
  • يقول الإمام بن القيم في تربية الآباء لأطفالهم “فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه، وتركه سدى، فقد أساء غاية الإساءة وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه فأضاعوهم صغاراً، فلم ينتفعوا بأنفسهم، ولم ينفعوا آبائهم كباراً”
  • الدين الإسلامي الحنيف كلف الأب برعاية أطفاله تكليف مباشر، حيث إن الأب مسؤول عن رعاية النشأ وتربيتهم وزرع الدين والعقيدة الإسلامية في نفوسهم، كما أن الدين الإسلامي أمر الأب بحفظ النعمة التي من عليها به، فالأبناء أحد أعظم نعم الله عز وجل في الأرض، حيث يقول الله تعالى في كتابه العزيز “المَالُ وَالبَنُونَ زِينَةُ الحَيَوةِ الدُّنيَا”

أسس تربية الأبناء في الإسلام

الأبناء من أجلّ النعم التي أنعم الله -تعالى- بها على عباده، حيث إنّ حُبُّهم مغروسٌ في الطبع الإنساني؛ فهم بهجة الحياة وزينتها، إلاّ أنّ هذه البهجة لا تكتمل إلاّ بصلاح الأبناء، واستقامتهم وحسن أخلاقهم، لذلك تُعدّ تربيتهم مهمةً شاقة، ومسؤوليةً كبيرة، وأمانةً لن تبرأ الذمة إلاّ بأدائها، حيث قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا}، وتربية الأبناء مسؤولية الوالدين أولًا وأخيرًا، حيث قال الله تعالى: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ}،وتربية الأبناء لا بد أن تقوم على أسس وقواعد من شأنها تنشئتهم وتربيتهم تربيةً سوية، ومن أسس تربية الأبناء في الإسلام ما يأتي:

أسس تربية الأبناء في الإسلام
أسس تربية الأبناء في الإسلام
  • تربية الأبناء عبادة: فالتربية تُعدُّ من الدعوة إلى الله تعالى، والدعوة من أفضل القربات التي يتقرب بها العبد إلى الخالق، حيث قال الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}، والدعوة في حقّ الناس فرضٌ على الكفاية، أما في حقّ الأبناء فهي فرض عين، فهم أولى من غيرهم في دعوتهم وتربيتهم على الإيمان.
  • التربية هي القدوة الحسنة: فالأسرة لها الدور الأكبر في صناعة شخصية الأبناء، وذلك لأنّ الأطفال بطبيعتهم يُحبون المحاكاة والتقليد، وأقرب الناس لهم ليُشبِعوا هذه الغريزة هم الوالدان، فعلى الوالدين أن يكونا خير قدوة لأبنائهم.
  • التربية هندسة: فيجب على الأهل توفير الأمن والسلام النفسي للأطفال، والنظافة والجمال في البيت، وملاحظة قدرات الطفل وتعزيزه، وتعديل السلوك السلبي، مع مراعاة الفوارق الفردية بين الأبناء دون التفرقة بينهم.
  • التربية اهتمامٌ ومحبة: وذلك من خلال الحفاظ على صحة الأبناء والعناية بهم واتِّباع منهج النبي صلى الله عليه وسلم من الرقية الشرعية والأذكار، وتوفير الحب والحنان لهم.
  • التربية آداب: فلا بد من تعليم الأبناء العادات الحسنة وكلمات الترحيب، وآداب استقبال الضيوف وغيرها من آداب الإسلام.
  • التربية تفاعلٌ وحوار: وذلك من خلال مناقشتهم بهدوء، وفتح المجال لهم لإبداء رأيهم.
  • التربية نظامٌ وانضباط: فإذا نهى الوالدان أولادهما عن أمرٍ عليهم التمسك بالالتزام به وعدم الانصياع لرغبة الأبناء عند بكائهم وصراخهم.
  • التربية طريقةٌ وسياسة: وذلك من خلال توجيه الأوامر لهم بصيغة الطلب، وعدم توجيهها بصيغة الأمر أو النفي.
  • التربية اتفاقٌ وتوازنٌ واستقرار: فاتفاق الوالدين على أسلوب التربية من أهم القواعد في التربية.
  • التربية تأديب: وذلك من خلال تفعيل مبدأ الثواب والعقاب.

لم تجد ما تبحث عنه؟ ابحث هنا