يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال الفرق بين التراويح وقيام الليل ، و الفرق بين قيام الليل والوتر ، و هل يجوز صلاة قيام الليل دون التراويح ، و وقت صلاة التراويح والقيام ، و لماذا سميت صلاة التهجد بهذا الاسم ، و وقت صلاة التهجد ، و ما الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل في رمضان ، و هل يجوز صلاة التهجد بدون نوم ، الصلاة هي عماد الدين، فإن صلحت صلاة المسلم أصبحت باقي أعماله صالحة، كما أن الصلاة تزيد الصلة بين العبد وربه وتمنعه من القيام بالأعمال التي تغضب الله تعالى، ويبلغ عدد الصلوات التي فرضها الله تعالى على المسلمين خمس صلوات كل يوم وليلة، وفي رمضان يحرص الناس على أداء صلاة التراويح وقيام الليل، وسنتحدث في هذا المقال عن الفرق بينهما .

الفرق بين التراويح وقيام الليل

يتساءلُ بعض النّاس عن الفرق بين صلاة التراويح وقيام الليل، وحقيقة الأمر أنّ صلاة التّراويح جزء من المفهوم العام لقيام الليل، إلا أنها خاصّة بشهر رمضان المبارك، بينما يُعَدّ قيام الليل عامّاً لكلّ أيّام السنة، وصلاة الليل تُسمّى قياماً، أو تهجُّداً، ولتوضيح الفرق بين المصطلَحين، ينبغي الوقوف على التعريف اللغويّ والاصطلاحيّ لكلٍّ منهما.

الفرق بين التراويح وقيام الليل
الفرق بين التراويح وقيام الليل

صلاة التراويح

تُعَدّ صلاة التراويح صلاةَ قيام الليل في رمضان، وفي ما يأتي تعريفها لغةً واصطلاحاً، إلى جانب بيان وقتها:

  • تعريف صلاة التراويح: التراويح لغةً جمع ترويحة، والترويحة هي: المرّة الواحدة من الراحة، وقد سُمِّيت صلاة التراويح بهذا الاسم؛ لأنّ المسلمين كانوا يستريحون بين الركعات أوّل ما اجتمعوا لأدائها، ويُمكن القول إنّ صلاة التراويح هي صلاة قيام الليل في رمضان، وقد ثبت أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يُكثر من القيام في رمضان؛ لِما صحّ عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذَا دَخَلَ العَشْرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ المِئْزَر)،
  • وقت صلاة التراويح: يمتدّ وقت صلاة التراويح من صلاة العشاء إلى طلوع الفجر الثاني من كلّ ليلةٍ من ليالي رمضان، ويُفضَّل تأخيرها إلى آخر الليل؛ لأنّه وقت تتنزّل فيه رحمات الله -تعالى- إلى السماء الدُّنيا، ولتكون صلاةً مشهودةً، كما ثبت في صحيح البخاريّ عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يقولُ: مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له)، ولِما في ذلك الوقت من الخشوع والسكينة، والتدبُّر في آيات الله -تعالى-.

قيام الليل

يُعرَّف قيام الليل لغةً واصطلاحاً كما يأتي:

  • قيام الليل لغةً: ينقسم تعريف قيام الليل لغةً إلى قسمَين؛ فالقيام: يُناقض الجلوس، والليل هو: الوقت المُمتَدّ من غروب الشمس إلى طلوع الفجر الصادق.
  • قيام الليل اصطلاحاًَ: يُعرَّف قيام الليل لدى الفقهاء بأنّه: قضاء الليل ولو ساعةً منه بالصلاة، أو غيرها من العبادات، ولا يُشترَط استغراق أكثر الليل، وقد ذهب ابن عباس -رضي الله عنه- إلى أنّ قيام الليل قد يتحقّق بأداء صلاة العشاء جماعةً، والعَزم على أداء صلاة الفجر جماعةً؛ لِقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن صَلَّى العِشَاءَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَن صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ)، وقِيل إنّ قيام الليل هو: الانشغال مُعظم الليل، وقِيل إنّه الانشغال ساعةً منه بالطاعة، كقراءة القرآن الكريم، أو سماع الحديث النبويّ الشريف، أو الصلاة على النبيّ، أو التسبيح.

ومن المصطلحات المُرادفة لقيام الليل التهجُّد، ويُعرَّف لغةً بأنّه: النوم والسَّهَر، فيُقال: هجد؛ بمعنى نام، وبمعنى صلّى بالليل؛ فهو من الألفاظ المُتضادّة، وقال الأزهريّ -رحمه الله-: “المعروف في كلام العرب أنّ الهاجد هو النائم، هجد، هجوداً؛ إذا نام، وأمّا المُتهجّد؛ فهو: القائم إلى الصلاة من النوم، وكأنّه قِيل له: متهجّدٌ؛ لإلقائه الهجود عن نفسه”، أمّا التهجُّد في الاصطلاح الشرعيّ، فيُقصَد به: إحياء الليل بالعبادة بعد النوم، وقِيل إنّه الصلاة التي تُؤدّى ليلاً مُطلَقاً.

الفرق بين قيام الليل والوتر

تعد صلاة الوتر وقيام الليل من السنن الرواتب، أي أنها من النوافل التي سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ويعني ذلك أنها من غير الصلوات التي فرضها علينا الله تبارك وتعالى، ولكن في الحرص عليها احياء لسنة
النبي صلى الله عليه وسلم، ويجازي الله عليها خير الجزاء.

الفرق بين قيام الليل والوتر
الفرق بين قيام الليل والوتر
  • صلاة الوتر: هي الصلاة التي يختم بها صلاة قيام الليل، لذلك فقد اختلف العلماء هل تحسب من قيام الليل أم لا.
  • صلاة قيام الليل: وهي الصلاة في جوف الليل من بعد انتهاء وقت صلاة العشاء، ويمتد وقتها لقبل الفجر.
  • وقد اختلف العلماء في حكم صلاة الوتر، فرأى جمهور العلماء من الحنيفية أنها واجبة،
    ومعني ذلك أنها مما اقتضى الشّرع عمله على وجه الإلزام ولكنه ليس بدرجة الفرض،
    أي يعاقب عليه تاركه ويؤثم، لكن ليس كعقاب تارك الفرض.
  • بينما أهل العلم من المالكية والشافعية أن الوتر سنة مؤكدة، وقد استدلوا على ذلك بحديث
    رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: “يا أهل القرآن أوتروا فإن الله عز وجل وتر يحب الوتر”.
  • أما عن حكم قيام الليل فقد اتفق العلماء على أنها من الصلوات المستحبة أي المنوبة،
    فمن يستطع فعلها، فله أجر عظيم، ومن يتركها فهو غير آثم، وذلك لأنها ليست من الصلوات الواجبة.

قديهمك:

هل يجوز صلاة قيام الليل دون التراويح

صلاة التراويح هي قيام شهر رمضان، ووقت صلاة التراويح يمتد من بعد أداء العشاء إلى طلوع الفجر، فلو صلى المسلم قبل الفجر صلاة التراويح جاز ذلك، وهناك أقوال في تقديمها وتأخيرها. لأن التراويح في رمضان هي قيام الليل، والليل يمتد إلى الفجر، لكن يُشترط أداء العشاء قبل التراويح.

وقد ورد في “غاية تلخيص المراد من فتاوى ابن زياد: “وقت التراويح بين أداء العشاء وطلوع الفجر، فلو صلاها قبل أداء العشاء فإن كان عالماً لم تنعقد، أو جاهلاً يحتمل وقوعها نفلاً مطلقاً، كمن صلى سنة الظهر ظاناً دخول وقتها فبان عدمه، ويحتمل وهو الأوجه عدم انعقادها”. وبناء على ذلك لا بأس في أداء صلاة التراويح ولو تأخر وقتها، شريطة أن يكون أداؤها بعد أداء صلاة العشاء وقبل طلوع الفجر. والله تعالى أعلم.

وقت صلاة التراويح والقيام

ذهب الفقهاء من الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة إلى أنّ وقت صلاة التراويح يبدأ بعد الانتهاء من صلاة العشاء، ولا يصحّ أداؤها قبل صلاة العشاء، أمّا أفضل وقت لأدائها، فيكون بعد سُنّة العشاء، ولكن إن بُدِئ بها قبل سُنّة العشاء، فإنّه يُعَدّ صحيحاً أيضاً، ويُشار إلى أنّ وقتها يستمرّ إلى طلوع الفجر، فإذا طلع الفجر انتهى وقتها، وذهب الحنفية، والحنابلة إلى جواز أداء صلاة التراويح قبل الوتر، أو بعده، بينما ذهب المالكيّة إلى كراهة تأخيرها بعد الوتر.

والأفضل للإمام تأديتها في المسجد في أوّل وقتها بعد صلاة العشاء مباشرة، فلا يُؤجّل أداءها إلى منتصف الليل، أو إلى آخره؛ لتلافي وقوع المُصلّين في المَشقّة والتعب الذي قد يحصل نتيجة تأخير الصلاة، ولاحتمال فوات الصلاة على من يغلبه النوم، كما أنّ المسلمين اعتادوا على أداء صلاة التراويح بعد صلاة العشاء مباشرةً دون تأخير، أمَّا من أراد تأدية صلاة التراويح في منزله، فهو مُخيَّرٌ في أدائها؛ إمّا في أوّل الوقت، أو في آخره.

لماذا سميت صلاة التهجد بهذا الاسم

  • تعد صلاة التهجد من صلوات النوافل، فالتهجد يشير في معناه إلى الاستيقاظ من النوم للصلاة ليلاً، وذلك لأن وقت صلاة الليل يمتد من العشاء إلى الفجر، وقد قال المولى عز وجل في كتابه الكريم: “كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ”.
  • وبالتالي سمُيت صلاة التهجد بهذا الاسم لأنها مأخوذة من الهجد الذي يعني الصلاة بعد النوم.

وقت صلاة التهجد

  • يبدأ وقت صلاة التهجد من بعد العشاء إلى وقت الفجر، حيث تجوز الصلاة في بداية الليل بعد العشاء أو وسطه أو في نهاية الليل.
  • أفضل وقت في صلاة التهجد وقت الثلث الأخير من الليل، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه: “أَحَبُّ الصَّلَاةِ إلى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ عليه السَّلَامُ، وأَحَبُّ الصِّيَامِ إلى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ، وكانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ ويقومُ ثُلُثَهُ، ويَنَامُ سُدُسَهُ”.
  • يعد الثلث الأخير من الليل أفضل وقت في أداء صلاة التهجد لأن الله ينزل إلى السماء الدنيا في هذا الوقت حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه: “يَنْزِلُ اللَّهُ إلى السَّماءِ الدُّنْيا كُلَّ لَيْلَةٍ حِينَ يَمْضِي ثُلُثُ اللَّيْلِ الأوَّلُ، فيَقولُ: أنا المَلِكُ، أنا المَلِكُ، مَن ذا الذي يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ له، مَن ذا الذي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن ذا الذي يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له، فلا يَزالُ كَذلكَ حتَّى يُضِيءَ الفَجْرُ”.

ما الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل في رمضان

تختلف صلاة التهجد عن قيام الليل في بعض الأمور البسيطة التي كان يفعلها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهي:

ما الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل في رمضان
ما الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل في رمضان
  • قيام الليل: يأتي قيام الليل في أي وقت بعد صلاة العشاء وهو عبارة عن صلوات، وذكر، وقراءة قرآن، ويكون في أي ساعة من الليل وصولًا إلى صلاة الفجر، والقيام يعني إحياء الليل بالطاعة.
  • صلاة التهجد: وتأتي بعد نوم الشخص لفترة قصيرة، ثم الاستيقاظ لتأديتها، وهي نوع من أنواع قيام الليل، وقد ورد عن الصحابي  الحجاج بن غزية ما يدل على هذا الفرق، حيث قال: يحسَبُ أحَدُكم إذا قام من الليل يصلي حتى يصبِحَ أنَّه قد تهجَّدَ، إنَّما التهجُّدُ المرءُ يصلِّي الصلاةَ بعد رقدةٍ، ثمّ الصّلاة بعد رقدةٍ، وتلك كانت صلاةَ رَسولِ الله -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- له.

هل يجوز صلاة التهجد بدون نوم

لقد أكد الفقهاء أن صلاة التهجد لا تشترط بنوم الشخص أو بقائه مستيقظًا، وأن النوم غير مرتبط بصحة صلاة التهجد، فهي تأتي بعد صلاة العشاء، وصلاة التراويح وحتى صلاة الفجر، فمن صلى صلاة التهجد دون أن ينام فصلاته صحيحة، وأجره كاملًا عند الله -عز وجل-، ومن الأفضل حسب ما جاء عن لسان الفقهاء أن تكون صلاة التهجد في الثلث الأخير من الليل، وهذا لا يتعلق بأمر النوم أو الاستيقاظ.

لم تجد ما تبحث عنه؟ ابحث هنا