يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال الفرق بين الالوهية والربوبية ، و معنى الألوهية ، و أنواع التوحيد ، و الفرق بين الله والرب ، و من أمثلة توحيد الألوهية ، توحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهيّة ، قسمان من أقسام التوحيد تضمّنهما الإيمان بالله جلّ وعلا، ويُضمّ إليهما: توحيد الأسماء والصفات، أما من حيث التعريف، فتوحيد الربوبية: هو اعتقاد تفرّد الله تعالى بالخلق والرزق، والملك والتدبير، وغيرها من الأفعال التي اختصّ بها دون خلقه، وتوحيد الألوهيّة: هو تفرّد الله في استحقاق العبادة، بحيث تُصرف له دون ما سواه.

الفرق بين الالوهية والربوبية

يُعدُّ توحيد الربوبيَّة وتوحيد الألوهيَّة قسمان من أقسام التوحيد الثلاثة، ويجتمعان على الإيمان بالله -عز وجل-، ويُقصد بتوحيد الربوبيَّة: الإيمان بتفرُّد الله تعالى بأمور الخلق والرزق والملك والتدبير، وما يشابهها من الأفعال التي اختُص بها -جل علاه- دون خلقه، أمَّا معنى توحيد الألوهيَّة: فهو تفرُّد الله في استحقاق العبادة بحيث تُقام له فقط دون سواه، وفيما يلي الفرق بين الالوهية والربوبية بتفاصيل حيثياتهما:

الفرق بين الالوهية والربوبية
الفرق بين الالوهية والربوبية

في الاشتقاق اللغوي 

فيما يأتي بيان الفرق بين الربوبية والألوهية من حيث اللغة:

  • توحيد الربوبية مشتق من اسم الرب، والرب في اللغة له معان عدة منها : المربّي، والمالك، والسيّد، والمدبّر. ومنه يقال: رب كل شيء؛ أي مالكه ومستحقّه أو صاحبه، كما يدل على الخلق والإيجاد.
  • توحيد الألوهية مشتق من الإله، فيُقال: تألّه؛ أي تعبّد، فيدلّ على المعبود.

في المعنى الاصطلاحي

فيما يأتي بيان الفرق بين الربوبية والألوهية من حيث الاصطلاح الشرعي:

  • توحيد الربوبية: هو الاعتقاد والإقرار الجازم بأن الله -عز وجل- هو ربّ كل شيء، ومالكه، وخالقه، وأنه المحيي والمميت، والنافع والضار، والرزاق ذو القوة المتين، الذي يرجع إليه الأمر كله، ولا شريك له في ذلك.ومن الأدلة على ربوبية الله عز وجل قوله سبحانه: (الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
  • توحيد الألوهية: هو إفراد الله -عز وجل- بجميع العبادات سواء الظاهرة أو الباطنة، القولية أو الفعلية؛ كالصلاة، والصوم، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، ونفي العبادة عن كل ما سواه.ومن الأدلة على إفراد الله -عز وجل- في العبادة من القرآن الكريم، قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).

ومن السنة النبوية، يقول معاذ بن جبل -رضي الله عنه: (كُنْتُ رِدْفَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى حِمارٍ يُقالُ له عُفَيْرٌ، فقالَ: يا مُعاذُ، هلْ تَدْرِي حَقَّ اللَّهِ علَى عِبادِهِ، وما حَقُّ العِبادِ علَى اللَّهِ؟، قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: فإنَّ حَقَّ اللَّهِ علَى العِبادِ أنْ يَعْبُدُوهُ ولا يُشْرِكُوا به شيئًا، وحَقَّ العِبادِ علَى اللَّهِ أنْ لا يُعَذِّبَ مَن لا يُشْرِكُ به شيئًا، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ أفَلا أُبَشِّرُ به النَّاسَ؟ قالَ: لا تُبَشِّرْهُمْ، فَيَتَّكِلُوا).

من ناحية التعلق 

فرّق العديد من العلماء بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية من حيث تعلقها كما يأتي:

  • توحيد الربوبية متعلق “بأفعال الرب، والأمور الكونية؛ كالخلق، والرزق، والإحياء، والأمانة وغيرها”.
  • توحيد الألوهية متعلق “بأفعال المكلفين من صلاة، وصيام، ومحبة، وخوف، ورجاء، وأوامر، ونواهي، ومن واجب، ومحرم، ومكروه”.

معنى الألوهية

يُعرّف توحدي الألوهية لغة واصطلاحاً بما يأتي:

  • في اللغة: يقول ابن فارس: ‌‌”الهمزة واللام والهاء، أصل واحد، وهو التعبد، فالإله، الله -تعالى-، وسمي ‌بذلك؛ ‌لأنه ‌معبود، ويقال: تأله الرجل: إذا تعبّد”.
  • في الاصطلاح: هو “إفراد الله بالعبادة: قولا، وقصدا، وفعلا، فلا ينذر إلا له، ولا يدعى في السراء والضراء إلا إياه، ولا يستغاث إلا به، ولا يتوكل إلا عليه، إلى غير ذلك من أنواع العبادة”.

قديهمك:

أنواع التوحيد

أنواع التوحيد
أنواع التوحيد

توحيد الألوهية

يعرَّف توحيد الألوهيةِ على أنَّه صرف العبادةِ لله -عزَّ وجلَّ- وحده من غير شريك، ويدلُّ على هذا النوعِ من التوحيد قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، وفيما يأتي ذكر بعض الأمثلة على توحيد الألوهية:

  • إفراد الله -عزَّ وجلَّ- بعبادة السجودِ، وعدم السجود لغيره.
  • إفراد الله -عزَّ وجلَّ- بالاستعانة، وعدم الاستعانة والاستغاثة بغيره.
  • إفراد الله -عزَّ وجلَّ- بعبادة الدعاء، وعدم صرف الدعاء لغيره.
  • إفراد الله -عزَّ وجلَّ- بعبادة الصيام، وعدم إشراكه في العبادة.

توحيد الربوبية 

يعرَّف توحيد الربوبيةِ على أنَّه؛ الإقرار بأنَّ الله -عزَّ وجلَّ- هو ربُ كلِّ شيء، وأنَّه المتصرف الوحيد في هذا الكون، فهو الخالق، والمالك، والرازق، والمحي، والمميت،وما يدلُّ على توحيد الربوبية قول الله -تعالى-: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)، وفيما يأتي بعض الأمثلة على توحيد الربوبية:

  • الإيمان بأنَّ الله -عزَّ وجلَّ- هو الرازق من غير شريك.
  • الإيمان بأنَّ الله -عزَّ جلَّ- هو الخالق، ولم يشاركه أحدٌ في ذلك.
  • الإيمان بأنَّ الحياةَ والموتَ بيد الله -عزَّ وجلَّ- وحده.
  • الإيمان بأنَّ النفع والضُرُّ بيدِ الله -عزَّ وجلَّ- وحده.
  • الإيمان بأنَّ الله -عزَّ وجلَّ- وحده المعطي وهو المانع.

توحيد الذات والصفات 

يُعرَّف توحيد الذات والصفات على أنَّه إفراد الله -عزَّ وجلَّ- بما وصف به نفسه في القرآن الكريم أو على لسان رسوله الكريم، نفيًا وإثباتًا، من غير تحريفٍ، ولا تعطيلٍ، ولا تكييفٍ، ولا تمثيل، وما يدلُّ على هذا النوعِ من التوحيد هو قول الله -تعالى-: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، وفيما يأتي بعض الأمثلى على توحيد الأسماء والصفات:

  • إفراد الله -عزَّ وجلَّ- بالقدرةِ المطلقةِ، حيث أنَّ القدرةَ تعدُّ من الصفات الثابتة لله -عزَّ وجلَّ- والتي لا تنفكُّ عنه، وما يدلُّ على ذلك وصف الله لنفسه في كتابه المجيد حيث قال -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
  • إفراد الله -عزَّ وجلَّ- بالعلم المطلق، حيث أنَّ صفة العلمِ تعدُّ من الصفات الثابتة في القرآن الكريم والسنة النبوية، وقد وصف الله -عزَّ وجلَّ- نفسه في كتابه، حيث قال: (وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ).
  • إفراد الله -عزَّ وجلَّ- بالحياةِ المطلقةِ، والإيمان بأنَّ اسم الحيِّ يعدُّ اسمًا من أسمائه الحسنى، حيث قال الله -تعالى-: (اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ).

توحيد الذات 

يعرَّف توحيدُ الذاتِ على؛ أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- واحدٌ في ذاته، وقد جعل بعضًا من العلماءِ هذا التوحيد قسمٌ مستقلٌ، وجعله علماءٌ آخرون قسمٌ من توحيد الربوبية،ويُمكن القول بأنَّ من النصوص الشرعية الدالة على توحيد الذات هو قول الله -تعالى-: (لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ).

توحيد الأفعال

يعرَّف هذا النوعِ من التوحيد على أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- واحدٌ في أفعاله، وأنّه وحده مبدأ لوجود جميعَ الممكناتِ الموجودة في الكون، سواء كان وجودها بواسطة، كجهد بشري، أو بغير واسطةٍ، ويُمكن القول بأنَّ من الأدلةِ على توحيد الأفعال هو قول الله -تعالى-: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ۗ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)، وفيما يأتي استنباط بعض الأمثلة على توحيد الأفعال من الآية الكريمة:

  • أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- خلق السماواتِ والأرضَ من غير شريكٍ.
  • أنَّ تسخير الشمس والقمر والنجوم بيدِ الله -عزَّ وجلَّ- وحده.

الفرق بين الله والرب

الفرق بين الله والرب
الفرق بين الله والرب

إنّ للعلماء في التفريق بين لفظ الله والرّب رأيان، فذهب الفريق الأوّل ن العلماء إلى أن الكلمتين في نفس المعنى، فقالوا إن الربّ هو الإله، والإله هو الربّ، ولكن هذا الرأي ليس دقيقاً، أمّا الرأي الثاني فيُفرّق فيه الكثير من العلماء بين معنى الكلمتين، حيث قالوا إن الربّ: هو المدبّر الخالق المالك، والإله: هو المعبود، فالكلمتين تدلّان على الله -سبحانه وتعالى-، ولكن كلمة “الربَ” فيها وصفُ لله -تعالى- أنه بالمالك والخالق، وكلمة “الإله” فيها وصفٌ لله -تعالى- بأنه المعبود.

وقد أجمع أهل النحو واللغة بأن الإله بمعنى المعبود، وأن إله جاءت على وزن فِعَال، وهي تأتي بمعنيين، الأول فَاعِل، وهذه صفة العبد، والثاني مفعول، ومعناه المعبود، وقد فسّر الفريق الأول كلمة الإله بالقادر على الاختراع، بينما حقيقة الأمر أن الخلق والقدرة على الإنشاء من معنى كلمة الرب، أما معنى كلمة الإله فهو المعبود،[

من أمثلة توحيد الألوهية

أرسل الله -تعالى- نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- بعدما أصبح الشرك بالله هو الدين المتبع في قريش وسائر بلاد العرب، وأنزل معه القرآن الكريم؛ ليبين مقصود الدعوة القائم على نبذ الشرك، والدعوة للتوحيد الخالص، وقد جاءت آيات كثيرة من كتاب الله تنطق بالتوحيد الخالص وتدعو إليه، وسنتناول فيما يأتي بعضاً من هذه الآيات:

آية (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ)

قال تعالى: (شَهِدَ اللَّـهُ أَنَّهُ لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)، معنى الآية أن الله -تعالى- يشهد لنفسه أنه منفرد بالوحدانية، والملائكة والمؤمنون يشهدون بالإقرار، وأولو العلم؛ هم الأنبياء، وعلماء المسلمين، كلهم يشهدون لله -تعالى- بالوحدانية، وأنه قائم بتدبير الخلق وشؤونهم، وتدل الآية على التوحيد من خلال نفي الألوهية عن غير الله تعالى نفياً تاماً قاطعاً.

آية (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ)

قال تعالى: (هُوَ اللَّـهُ الَّذِي لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَـنُ الرَّحِيمُ)، بدأ الله -تعالى- في هذه الآية بإثبات وحدانيته، ثم قام بالدلالة على علمه المحيط بكل ما هو مشاهد ومدرك بالحواس، وبما هو أيضاً غيبي لا يدرك بالحواس، وختمها ببيان أنه صاحب الرحمة،ودلالة هذه الآية على التوحيد أنها جمعت أنواع التوحيد كلها؛ الربوبية والألوهية، والأسماء والصفات.