البحث الإجرائي هو إستراتيجية تحاول إيجاد حلول واقعية لصعوبات المنظمات وقضاياها. إنه مشابه للبحث التطبيقي ، البحث الإجرائي هو التعلم بالممارسة أولاً ، يتم تحديد المشكلة ، ثم يتم اتخاذ بعض الإجراءات لمعالجتها ، ثم كيفية قياس الجهود الناجحة ، وإذا كانت النتائج غير مرضية ، يتم تطبيق الخطوات مرة أخرى ، و نذكر في المقال التالي أهم خطوات البحث الاجرائي .

خطوات البحث الاجرائي

عند إجراء البحث العملي، نقوم ببناء إجراءات روتينية من أجل المواجهة المستمرة للمشكلات المتعلقة بصحة مجتمعات الباحثين باستخدام البيانات حيث تمثل هذه الإجراءات الخمس مراحل الأساسية لدورة الدراسة الإجرائية، وهي تشمل ما يلي :

البحث الإجرائي

تحديد منطقة مشكلة البحث الإجرائي

  • الخطوة الأولى هي تحديد مشكلة فريدة، فقد ترغب في تعريف المشكلة ووصفها في السياق الذي تم تعيينها فيه. ففي بعض الأحيان، قد تكون المشكلة مميزة ويسهل تحديدها، بدلاً من ذلك يمكن أن تنبع المشكلة التي يجب دراستها من الشعور بعدم الراحة أو التوتر.
  • لذلك، في هذه المرحلة قد ترغب في التخطيط بعناية لتجنب البدايات الخاطئة والإحباطات أثناء البحث. قد يكون الاستعلام شيئاً يمكنك متابعته بسهولة، أيضاً قد يكون من المفيد أن تسأل عما إذا كان يمكنك التحكم فيه. من الناحية المثالية، قد ترغب في اختيار منطقة تهمك وتستحق الوقت والجهد اللذين تبذلهما.

جمع البيانات ذات الصلة بمشكلة البحث الإجرائي

  • يعد جمع البيانات خطوة حاسمة في الدراسة الإجرائية لأنه يساعدك على تحديد أفعالك. فتكمن الفكرة وراء هذه الخطوة في فهم ما يجري في الفصل الدراسي بشكل صحيح باستخدام مصادر بيانات متعددة. نظراً لأنه يمكنك جمع البيانات بعدة طرق، فإن القرار المهم الذي يجب اتخاذه في هذه المرحلة.
  • هو اختيار البيانات الأكثر صلة بالمسألة قيد التحقيق وأفضل طريقة لجمعها. كلما تقدمت أكثر، ضع في اعتبارك أن تسأل نفسك هذه الأسئلة: هل من السهل جمع البيانات؟ وهل هناك مصادر متاحة بسهولة؟ إلى أي مدى ستكون المجموعة منهجية ومنظّمة؟
  • المثالي هو استخدام ثلاثة مصادر بيانات على الأقل كأساس لأفعالك. فيمكنك الآن تنظيم البيانات بحيث يمكنك استخدامها لتحديد الاتجاهات والسمات. للراحة، يمكنك تنظيم البيانات حسب الجنس والفصل الدراسي ومستوى الصف والمدرسة، من بين أشياء أخرى.

تفسير البيانات الخاصة بمشكلة البحث الإجرائي

  • بمجرد حصولك على البيانات ذات الصلة وتنظيمها، فإن الخطوة التالية هي تحليل البيانات وتحديد الموضوعات الرئيسية. لو كنت مدرساً، قد ترغب في استخدام بيانات الفصل الدراسي أو بيانات فردية أو مجموعة فرعية، بناءً على السؤال. فقد تكون بعض البيانات قابلة للقياس الكمي، مما يسمح لك بتحليلها دون مساعدة الإحصاءات أو التكنولوجيا.
  • بخلاف ذلك، يمكنك استخدام أدوات بسيطة مثل الجداول لتلخيص أنواع البيانات الأخرى، مثل الآراء أو المواقف أو قوائم المراجعة. فيمكنك أيضاً مراجعة هذه البيانات النوعية بشكل كلي مع ملاحظة العناصر أو الموضوعات المهمة.

وضع خطة مفصلة للعمل على إجراء البحث الإجرائي

  • صمم خطة عمل بناءً على المعلومات التي جمعتها من جمع البيانات وتفسيرها ومراجعة مدروسة للأدبيات الحالية. فيتيح لك القيام بذلك إجراء تغيير ودراسة هذا التغيير، وقد يساعدك إذا حاولت إجراء تغييرات على متغير واحد في كل مرة. وهذا لأنه عندما تقوم بتغيير متغيرات متعددة في وقت واحد، فقد لا تعرف الإجراء المسؤول عن نتائجك. لذا استمر في توثيق وجمع بيانات الأداء أثناء تنفيذ التقنية الجديدة.

تفسير النتائج الخاصة بمشكلة البحث الإجرائي

  • الخطوة التالية هي تقييم جميع النتائج التي تلقيتها أثناء البحث. فافحص التأثيرات بعناية لمعرفة ما إذا كان قد تم إحراز أي تقدم. هل تظهر البيانات بوضوح دلائل على التحسن، إن وجد؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، فما هي التغييرات التي تجريها على الإجراءات لتحسين النتيجة؟ حدد الأسئلة الإضافية التي أثارتها البيانات بسبب مشروع الدراسة الإجرائية وخطط لمزيد من التحسينات والمراجعات والخطوات التالية.

دور البحث الإجرائي

  • يعتبر البحث الإجرائي من أهم البحوث في مجال التربية والتعليم لما له من أثر فاعل في تطوير العملية التعليمية بما ينعكس إيجابيا على الطلاب، كما أن البحث في مجالات التربية والتعليم ليس مقصورا على طلاب الدراسات العليا بل أن أولى الناس به المعلمين الذين يعملون في ميدان البحث لما تمر بهم من مشكلات تعتبر معظمها إن لم نقل جميعها مشكلات بحثية.
  • كما تقوم المدارس بإجراء دورات تدريبية في البحث الإجرائي حيث يقوم المعلمون بتطبيق هذه الدورة في المدارس للاستفادة من هذه الدورات في مجال تحسين أداء الطلاب والمجال النفسي ومناقشة مشكلات هروبهم من المدرسة أو تغيبهم مع التعاون مع أدارة المدرسة ، وهذه الدورات تعطى للمعلم وبالتالي ينعكس مصلحة هذه الدورات على الطلاب .
  • وتتضمن هذه الدورات عرض الطرق والأساليب الأكثر فاعلية في فهم مشكلات الطلاب واحتؤائها وأجراء البحث عليها في محاولة جادة من المعلمين لإتاحة أكبر فرصة للتواصل بين المعلمين والطلاب ، ويساعد مركز البحوث الجهات الأكاديمية مثل الجامعة في تنمية المعرفة أو اكتشافها وإضافة الجديد لها ، ولا تجد جامعة إلا ولها قسم خاص بإجراء البحوث وهذا المركز البحثي بالجامعة يثري ويجدد البيانات والمعلومات للعاملين بالجامعة.

خصائص البحث الإجرائي

يتميز البحث الإجرائي عن البحوث الأخرى بالخصائص الآتية :

  • البحث الإجرائي بحث واقعي : يركز على مشكلات عملية تواجه العاملين، وربما تفرض عليهم، مشكلات من واقع الممارسة اليومية داخل الصفوف والمدارس. إن دوافع هذا النوع من البحوث عادة ما تنبع من داخل المهنة ومن صلب الممارسة.
  • البحث الإجرائي بحث محدد ومحلي : يتعامل مع ظاهرة معينة ويركز على حالات محددة في الزمان والمكان، وهو محلي من حيث اهتمام الباحثين الذي يتأثر بخصوصية المواقف التعليمية في الفصول وداخل المدرسة، كما يتأثر بخصوصية البيئة والظروف المحيطة واحتياجات المجتمعات المحلية.
  • إن البحث الإجرائي يتعامل مع مشكلات تظهر في بيئات معينة وظروف محددة وليس ظواهر وإشكاليات بحثية عامة.
  • البحث الإجرائي بحث تشاركي : يمكن أن ينجزه معلم واحد لكن عادة ما ينجزه بتعاون مع زملائه وبمشاركة الطلاب وأولياء أمورهم، كما يمكن أن يشترك فيه أكثر من معلم في إطار فريق عمل. ويمكن أن يقوم به مدير المؤسسة بتعاون مع المعلمين والإداريين.. ومن هنا يأتي الطابع التعاوني للبحث الإجرائي.
  • البحث الإجرائي بحث عملي تطبيقي : مع ضرورة التمييز بينه وبين البحث العلمي التطبيقي، لأن التطبيق في البحث الإجرائي لا يعني تطبيق نظريات أو فحص إمكانية تطبيقها، بل يعني وضع إجراءات وتطبيقها واستخلاص النتائج وتوظيفها بشكل مباشر في اتخاذ القرار وحل المشكلة.
  • وإذا كان البحث التطبيقي يركز على اختبار النظريات والأساليب وتعميم النتائج مع التقيد بخطوات البحث العلمي، فإن البحث الإجرائي في المقابل يطبق بدوره المنحى العلمي لكن لغاية حل المشاكل العملية والتي تحدث في مواقف خاصة، في حين لا يدعي البحث العلمي التطبيقي أنه موجه لحل مشكلات تربوية خاصة.
  • البحث الإجرائي نوع من الاستقصاء : يتشخص أساسا في استقراء وملاحظة وتتبع مستمر لما يحفل به واقع النشاط التربوي، ولما يحدث خلال النشاط اليومي داخل الفصول والمدارس.
  • وهو نوع من التأمل: أي التفكير العميق وإعادة التفكير ومراجعة الذات والحوار والنقاش، الذي يرافق في العادة خطوات البحث الإجرائي.

قد يهمك :

مجالات البحث الإجرائي

تتعدد مجالات البحث الإجرائ يلأنه يساعد على إيجاد الحلول لعدد كبير من المشكلات، ومن أهم هذه المجالات ما يأتي :

  • المشكلات التربوية : هي المشكلات المتعلقة بالمناهج التعليمية،وطريق التدريس المتبعة فيها،وضعف التحصيل، و الضعف الموجود في أساليب التقويم والقياس ووسائله.
  • المشكلات المادية : هي المشكلات التي توجد بين المدرسة،وبيئتها المحيطة بها كالمكتبة، والحديقة، والمختبر، وغيرها من المرافق الموجودة فيها، إضافةً إلى المشكلات التي تتعلق بمدى صلاحية هذه المرافق للاستخدام، ولإنجاح العملية التعليمية .
  • المشكلات الاجتماعية : هي المشكلات المتعلقة بتسرب التلاميذ من المدرسة، وعدم التزامهم بأوقات الدوام، وكثرة الهروب منها، والتصرفات العدوانية، كما تتناول العلاقة التي تربط المدرسة بالمجتمع، وعلاقة المعلم بتلاميذه،وعلاقة التلاميذ ببعضهم البعض .
  • المشكلات النفسية : تتعلق المشكلات النفسية بالطلبة، والسلوك الذي يقومون به، حيث تجد العديد منهم لا يشاركون في الحصة بسبب الخجل، أو وجود رهبة كبيرة تؤثر عليهم, وغير ذلك من الأسباب التي تجعلهم انطوائيين، لذلك يعمل البحث الإجرائي على حل هذه الأمور .

عيوب البحث الإجرائي

أبرز عيوب البحوث الإجرائية :

  • وجود نقص في الصرامة وبقابلية التكرار.
  • هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى التأخر في إكمال جميع خطوات البحث الإجرائي.
  • من الصعب التمييز بين البحث والعمل، مع صعوبة ضمان تطبيقهما.

أمثلة على البحث الإجرائي PDF

البحث الإجرائي هو نوع من البحث يتم إجراؤه بشكل تعاوني مع الممارسين لحل المشكلات العملية في بيئات العالم الحقيقي. الهدف من البحث الإجرائي هو تحسين جودة الممارسة وتوليد المعرفة المفيدة للممارسين. غالبًا ما يستخدم في مجالات مثل التعليم والرعاية الصحية والعمل الاجتماعي ، إليكم نماذج أمثلة على البحث الإجرائي PDF :

لم تجد ما تبحث عنه؟ ابحث هنا