يولد الأطفال وهم يبكون، ويستمرون في البكاء تعبيرًا عن احتياجاتهم الأساسية والعاطفية حتى يستطيعوا التعبير بالكلام والعبارات والإشارة ، لذلك فإن بكاء الرضيع في حد ذاته أمر معتاد وطبيعي للغاية ولا يضر بالطفل طالما يحدث لفترات قصيرة ويزول بزوال السبب، لأنه هنا وسيلة الرضيع الوحيدة ليخبرك بالجوع وتغير الحفاض والرغبة في النوم أو حتى التدليل، ولكن هل بكاء الرضيع يؤثر عليه ؟

هل بكاء الرضيع يؤثر عليه

لا يمكن الجزم بمضار كثرة البكاء على الطفل الرضيع؛ إذ تضاربت الآراء حول ذلك؛ فبعض الأبحاث تُؤيد عدم ترك الطفل يبكي كثيرًا، والبعض الآخر ينفي وجود ضرر مترتب على ذلك؛ ومن هذه الآراء ما يأتي :

هل بكاء الرضيع يؤثر عليه
هل بكاء الرضيع يؤثر عليه
  • ترى الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أنّ الاستجابة الفوريّة تساهم في التخفيف من حالات البكاء، وتزيد من ثقة الطفل بنفسه واستقلاليّته.
  • يعتقد بعض الآباء والأمهات أنّ عدم الاستجابة لبكاء الطفل في الليل وتركه يبكي حتى ينام يُشكّل خطرًا، فيزيد من توتره ويؤدي إلى مشاكل سلوكية مستقبلًا.
  • يعتقد البعض أنّ الاستجابة السريعة تولّد المزيد من البكاء ولا تساهم في تعلّم الطفل كيفية تهدئة نفسه والحدّ من البكاء، وفي المقابل يعتقد آخرون أنّ عدم الاستجابة السريعة تؤدي إلى اضطراب الاتصال بين الطفل الرضيع ووالدته.
  • رأى البعض أنّ عدم الاستجابة لبكاء الطفل عدّة مرات وبشكلٍ محدود قد لا يكون له أيّ تأثير سلبيّ في الطفل من ناحية الاتصال بين الطفل ووالدته، وسلوكيّات الطفل أو بكائه في المستقبل.
  • وأخيرًا، استنتج الباحثون أنّ نتائج دراساتهم لا تساهم في تحديد النهج المناسب للتعامل مع الطفل من حيث الاستجابة لبكائه من عدمها، وأنّ أفضل طريقة للتعامل مع الطفل في هذه الحالة تكون بالتكيّف مع طبيعة الطفل وحاجاته.

فوائد بكاء الطفل الرضيع

أثبتت العديد من الدراسات أن البكاء يمكن أن يفيد جسم الرضيع وعقله على حدٍ سواء، وتبدأ هذه الفوائد عند أول بكاء للطفل الرضيع بعد ولادته مباشرة، وإليك مجموعة من أهم فوائد البكاء للأطفال الرضع :

  • تقوية عضلات الحنجرة الصوتية : يفيد البكاء في تقوية عضلات حنجرة رضيعك، ما يساعد على تطوير قدرة الرضيع على الكلام بشكل سليم سريعًا في المستقبل.
  • طرد البلغم والبكتيريا : يساعد البكاء رضيعك على طرد البلغم والبكتيريا والتخلص من أي سوائل إضافية في الرئتين والأنف والفم.
  • تطوير عملية التنفس : يساعد البكاء رضيعك على تطوير عملية التنفس لديه بشكل صحي، وذلك لكونه يحفز رئتي الرضيع على التنفس بشكل سليم.
  • المساعدة في النوم : يساعد البكاء الرضيع على النوم بشكل أفضل في الليل، ويجعله لا ينام نومًا متقطعًا، ويقلل من عدد المرات التي يستيقظ فيها الرضيع في أثناء الليل.
  • إزالة السموم من الجسم : هناك ثلاثة أنواع من الدموع، دموع لا إرادية، ودموع متواصلة، ودموع عاطفية، أولًا الدموع اللا إرادية تنتج بسبب الغبار والأتربة، والدموع المتواصلة تنقي العينين وتحميهما من العدوى، والدموع العاطفية تحتوي على هرمونات التوتر والسموم الموجودة في الجسم وتخلصه منها.

سبب بكاء الرضيع الهستيري

عليكِ عزيزتي الأم أن تعلمي أن بكاء الطفل هو أمر طبيعي، فبعض الأطفال يبكون حتى ثلاث ساعات كل يوم في أول 3 أشهر من حياتهم. إن البكاء هي لغة التواصل بينكِ وبين طفلكِ فهو يحاول أن يوضح لكِ انزعاجه من أمرٍ ما من خلاله ، تعرفي على أبرز أسباب لبكاء الطفل فيما يأتي :

  • الشعور بالتعب : يبكي الأطفال أيضًا عندما يشعرون بالتعب، فهم يتعبون كالكبار، لكن البكاء هو آخر علامة تدل على تعبهم.
  • الشعور بالحر أو البرد الشديد : لا يستطيع الأطفال المولودون قبل موعدهم تنظيم درجة حرارة جسمهم كبقية الأطفال، لهذا يجب عليكِ أن تلاحظي أي علامات تدل على الحر أو البرد عليهم والتعامل مع الموضوع قبل أن يصبح البكاء هستيريًا.
  • الألم : يشعر الرضيع بالألم بسبب ارتفاع في درجة الحرارة أو بسبب طفح الحفاظات الشديد الذي يعاني منها، قومي بالتأكد في حالات البكاء الهستيري من خلال قياس حرارة الرضيع، والتأكد من نظافة الحفاظ.
  • الجوع: يحتاج الرضيع إلى الحليب كل 2 – 3 ساعات في أول أشهر من حياتهم، وعادةً ما يبدأ الرضيع بالبكاء عند الشعور بالجوع، وإن لم تفهمي احتياجه بصورة مبكرة سوف يستمر بالبكاء حتى يصل إلى مرحلة البكاء الهستيري.
  • التعرض إلى نوبات المغص : يتعرض كثيرٍ من الرضع إلى مشكلات في الجهاز الهضمي؛ بسبب التحسس أو عدم تحمل واحد من الأغذية التي تصل إليهم عن طريق حليب الأم، أو ذات الأسباب للحليب الصناعي، ما يسبب الإمساك أو الارتجاع والمغص الأمر الذي يسبب بكاءً شديدًا عند الأطفال.
  • الرضيع بحاجة إلى الاحتضان : يحتاج الرضيع إلى التواصل الجسدي المُستمر بينه وبين والديه، والتأكد من وجود أي أحدٍ بجانبه.
  • الحاجة إلى تبديل الحفاظات : سبب بكاء الرضيع الهستيري أيضًا هو حاجته إلى تبديل حفاظته، حيث يعد البراز حمضي القاعدة ويحتوي على إنزيمات هضمية تسبب تهيجًا في الجلد، فتركك للحفاظة مبللة لوقت طويل يزعج الطفل كثيرًا.

قد يهمك :

سبب بكاء الرضيع عند وضعه في السرير

لا شكّ أنّك مثل كل أمّ تعانين من بكاء طفلك، وتسألين ما هو سبب بكاء الرضيع عند وضعه في السرير؟ في الحقيقة، هناك أسباب شائعة عديدة عليك أن تراقبي طفلك لتتمكّني من تحديد السبب المباشر.

  • قلق الإنفصال من الطبيعي أن يبكي الرضيع حين ينفصل عن أمّه، وبخاصّةٍ إذا كان يرضع رضاعة طبيعية. فقد يغفو على يدك، وعندما تضعينه في السرير يبكي من دون سبب، وهذا دليل تعلّقه بك، أو ما يسمّى بقلق الإنفصال لدى الأطفال,
  • انعدام الروتين في حين أنّ حمل الطفل بين يديك طوال الوقت لا يجعله دلّوعًا، إلّا أنّ تغيير روتينه ووضعه في السرير قد يسبب له بعض الخلل فالبكاء.
  • الجوع الليلي أحد الأسباب الشائعة لبكاء الرضيع عند وضعه في السرير أنّه لا يكون قد طوّر بعد طرقًا فعّالة للتواصل ، فالبكاء بالنسبة له استراتيجية للتعبير عن حاجاته وبخاصّةٍ الجوع الليلي.

بكاء مستمر بدون سبب

  • قد يبكي الطفل الرضيع دون سبب واضح بدءاً من عمر أسبوعين تقريباً وقد تصعب تهدئته حينها، وحقيقة يعاني العديد من الأطفال الرضّع من وقت خلال اليوم يشعرون فيه بالتعب والتهيُّج، والانزعاج وعدم الراحة، وغالباً ما يكون ذلك خلال فترة ما بعد الظهيرة إلى وقت مبكِّر من المساء.
  • ويحتاج الطفل الرضيع خلالها إلى رعاية إضافيَّة، لذلك إنَّ بكاء الطفل الرضيع حينها يعتبر كسلوك طبيعي للتخلُّص من توتُّره جراء نشاطه طيلة اليوم، وعلى الرغم من أنَّ هذا السلوك طبيعي إلا أنَّه يمكن أن يكون مرهقاً للغاية بالنسبة للوالدين.
  • وفي الواقع قد تستمر نوبات بكاء الطفل فترة زمنيَّة تتراوح من ساعتين إلى ثلاث ساعات، ويجدر العلم أنَّ الطفل الرضيع قد يستمرُّ في البكاء بغضِّ النظر عن مدى الراحة الممنوحة له، وفي حال القدرة على تحديد نُسق ونمط بكاء الطفل الرضيع فيمكن أن يساعد حمل الطفل الرضيع قبل بدء نوبة البكاء المتوقَّعة وبعدها على أن يؤتي ثماره.
  • وتجدر الإشارة إلى أنَّ معدَّل بكاء الطفل الرضيع يبلغ ذروته عند بلوغه 6 أسابيع من العمر، بحيث يقلُّ هذا المعدَّل تدريجيّاً مع نضوج الجهاز العصبي للطفل، ومما لا شكَّ فيه أنَّه في حال أصبح الوالدان أكثر قدرة على التعرُّف على احتياجات طفلهما وتلبيتها، أما في حال توتُّر الأجواء العائليَّة أو توتُّر مقدِّم الرعاية للطفل، فقد يؤدِّي ذلك إلى ازدياد نوبات بكاء الطفل الرضيع.

متى يكون بكاء الطفل غير طبيعي

من الأمور الطبيعية التي يجب أن تتعامل معها الأم هي بكاء الطفل حديثي الولادة، وللبكاء دلالات كثيرة، قد يخبرك بذلك بأنه جائع أو مبتل أو متعب ، ولمعرفة التفريق بين البكاء الطبيعي وبكاء المغص والتعب، نستعرض لكِ ذلك :

  • لا تتفاجئي إذا بكى طفلك حديث الولادة كثيرًا، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من حياته، يستطيع الأطفال البكاء لمدة تصل إلى ساعتين في اليوم.
  • إذا كان طفلك يعاني من مغص، فمن المرجح أن يبكي لما يبدو أنه لا يوجد سبب، حتى عندما لا تحتاج إلى تناول الطعام أو تغيير الحفاضة ، يصنع أصواتًا أكثر حدة من المعتاد، مثل صرخة عالية النبرة أكثر من كونها صرخة لا تهدأ.
  • قد يقوم طفلك المصاب بالمغص أيضًا بما يلي : ثني يديه وقبضهما. ثني ذراعيه وساقيه تجاه البطن. انتفاخ البطن.
  • احمرار الوجه والعين عند البكاء. وجود غازات أثناء البكاء، غالبًا بسبب ابتلاعه للهواء. شد عضلات البطن وتقلصها.

لم تجد ما تبحث عنه؟ ابحث هنا