يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال موضوع عن الكتبية ، و تاريخ صومعة الكتبية ، و التصميم المعماري لصومعة الكتبية ، و الفن الجمالي والزخرفي في صومعة الكتبية ، يعود تسمية صومعة الكتبية بهذا الاسم لحي الكتبيين، وهي من الآثار الباقية من الدولة الموحدية، والتي تعكس مدى الجمال العمراني في ذلك الوقت، والمتصل بالمعمار الأندلسي بعد اتساع نفوذ الدولة الإسلامية، حيث كان يُطلق على العصر الموحدي اسم العصر الذهبي.

موضوع عن الكتبية

موضوع عن الكتبية
موضوع عن الكتبية

تعرف صومعة الكتبية أيضًا باسم مسجد الكتبية أي بائعي الكتب، ويقع المسجد في مدينة مراكش في المغرب، ويعود بناؤه إلى فترة سقوط المرابطين ودخول الموحدين إلى الأراضي المغربية، حيث قرر عبد المؤمن بناء مسجد كبير في موقع قصر المرابطين.

بُني المسجد على أرض شبه منحرفة، وتعد من الأراضي المقدسة في المغرب، ويتكون مكان الصلاة من 17 بلاطة متعامدةً على اتجاه القبلة؛ على شكل حرف (T)، ويُذكر أنّ هذا النمط المعماري كان مشهوراً في بلاد ما بين النهرين في القرن التاسع.

يبلغ ارتفاع مئذنة صومعة الكتبية 77 م، بينما يبلغ عرض جوانب المئذنة 13 م، ويُذكر أنّ مسجد الكتبية لم يكن يعدّ أهم مسجد في مراكش فحسب، بل كان أيضًا الأهم في الإمبراطورية الموحدية والتي امتدت من إسبانيا عبر غرب المغرب.

تاريخ صومعة الكتبية

شيد مسجد الكتبية من قبل الحاكم الموحد عبد المؤمن مرتين بتصميم متشابه في نفس الموقع خلال القرن الثاني عشر، حيث تم الانتهاء من بناء المسجد الأول عام 1157م، وبدأ ببناء المسجد الثاني بعد عام واحد وانتهى تشييده في عام 1162م، وجدير بالذكر أنه لا يوجد دليل واضح حول السبب في قيام عبد المؤمن ببناء مسجدين متطابقين تقريبًا في نفس الموقع يفصل بينهما أقل من عقد من الزمان.

وضِعت بعض النظريات المقترحة لبناء هذين المسجدين في نفس الموقع، مثل:

  • بناء المسجد الثاني لتصحيح اتجاه القبلة غير الدقيق في المسجد الأول، ولكن في الواقع يعد اتجاه القبلة في المسجد الثاني أقل دقة من المسجد الأول.
  • بناء المسجد الثاني بشكل أوسع لاستيعاب تزايد عدد سكان مدينة مراكش، وبالتالي استيعاب المزيد من المصلين.
  • رغبة عبد المؤمن في بناء أكبر عدد ممكن من المباني العامة بهدف خلق إرث شخصي مثير للإعجاب لكونه بانيًا عظيمًا.

التصميم المعماري لصومعة الكتبية

توجد صومعة الكتبية بالجزء الجنوبي الشرقي من الجامع، وهي ذات تصميم مربع يعلوه قبة مضلعة، ويوجد بها بعض الشرفات، وتتكون من 6 من الغرف المتشابهة فوق بعضها البعض، ويحيط بها ممر مائل مغطى بالقباب النصف اسطوانية، وهناك بعض القباب التي لها حافة حادة، وتم أخذ هذا التصميم من نموذج برج المنار بقلعة بني حماد في الجزائر، المبني في بداية القرن 11 الميلادي.

تم بناء الصومعة من الحجر الرملي من مراكش، وتم استخدام الأحجار الصغيرة في الأجزاء العلوية من الصومعة لتخفيف الثقل، وكانت مغطاة بالطلاء الكلسي، وتم تزيين الجدران بالخطوط التي ما زالت باقية.

قد يهمك:

الفن الجمالي والزخرفي في صومعة الكتبية

يوجد خمسة من مستويات الزخارف بالصومعة، حيث توجد على كل واجهة منهم أشرطة مسطحة، عبارة عن عقود بشكل دائري متعددة الفصوص، ويوجد بين الزخارف رسوم باللون الأحمر، عبارة عن زخارف هندسية، ونباتية، وكتابية، على شكل زهور، وصنوبر، وبعض العبارات بالخط الكوفي، ويوجد بالأجزاء العلوية من الصومعة تربيعات زخرفية، وأشكال هندسية باللون الأبيض، والأخضر المائل للزرقة، لذلك ففهي متميزة عن باقي أجزاء الصومعة.

تم الاهتمام بشكل كبير بزخرفة واجهات الصومعة، ويتمثل ذلك في الجنبات الصماء، وهي مماثلة لعمارة بني حماد، ووجود الزخرفة بشكل تجويفات عمودية، كالتي تميز صومعة قلعة بني حماد، وبرغم وجود القباب بداخل الصومعة، ولكن يمكننا أن نتبين الفن المعماري المتقن الذي يذكرنا بقباب جامع باب المردوم في ُطليطلة، الشاهد على الروابط القوية بين الفن المعماري الأندلسي، والفن المغربي.

لم تجد ما تبحث عنه؟ ابحث هنا