يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال قصص واقعية جميلة ومفيدة ، و قصص حقيقية قصيرة ، و قصص طويلة ذات عبرة ، و قصص جميلة ومؤثرة ، و قصص واقعية حقيقية قديمة ، و قصص مفيدة للعبرة ، فإن القصص لها أهمية كبيرة للإنسان، فإنها خلاصة التجربة و الحياة والحكمة التي يعيشها الإنسان، لذلك من الأهمية أن نقرأ القصص ونعتبر بها ونفهمها جيداً فكل قصة وحكاية هي تجربة في حد ذاتها، فيمكن أن تعيش 10 سنوات في الحياة وتعيش تجارب كثيرة، ويمكن في خلال ساعات تنال خبرة أكبر من هذه السنوات بقراءة قصة أو حكاية واحدة. فيما يلي قصص واقعية جميلة ومفيدة.

قصص واقعية جميلة ومفيدة

قصص واقعية جميلة ومفيدة
قصص واقعية جميلة ومفيدة

الرجل العجوز في القرية

يُحكى أنّ رجلا عجوزًا كان يعيش في قرية بعيدة، وكان أتعس شخص على وجه الأرض، حتى أنّ كلّ سكان القرية سئموا منه، لأنه كان محبطًا على الدوام، ولا يتوقّف عن التذمر والشكوى، ولم يكن يمرّ يوم دون أن تراه في مزاج سيء.

وكلّما تقدّم به السنّ، ازداد كلامه سوءًا وسلبية… كان سكّان القرية ينجنّبونه قدر الإمكان، فسوء حظّه أصبح مُعديًا. ويستحيل أن يحافظ أيّ شخص على سعادته بالقرب منه. لقد كان ينشر مشاعر الحزن والتعاسة لكلّ من حوله.

لكن، وفي أحد الأيام وحينما بلغ العجوز من العمر ثمانين عامًا، حدث شيء غريب، وبدأت إشاعة عجيبة في الانتشار:

– “الرجل العجوز سعيد اليوم، إنه لا يتذمّر من شيء، والابتسامة ترتسم على محيّاه، بل إن ملامح وجهه قد أشرقت وتغيّرت!”

تجمّع القرويون عند منزل العجوز، وبادره أحدهم بالسؤال:

– “ما الذي حدث لك؟”

وهنا أجاب العجوز:

– “لا شيء مهمًّا…لقد قضيتُ من عمري 80 عامًا أطارد السعادة بلا طائل. ثمّ قرّرت بعدها أن أعيش من دونها، وأن أستمتع بحياتي وحسب، لهذا السبب أنا سعيد الآن!”

العبرة المستفادة من هذه القصة القصيرة:

لا تطارد السعادة…بدلاً من ذلك، استمتع بحياتك!

قصص حقيقية قصيرة

حذاء غاندي

في إحدى المحطات كان غاندي يجري مسرعاً نحو القطار حتي يلحق به، بدأ القطار بالتحرك رويداً رويداً، مما دفع غاندي للركض مسرعاً إلى أن قارب على اللحاق به، فقفز قفزة تمكّن فيها من الصعود إلى مقطورته الأخيرة، حينها ابتسم غاندي فرحأ لأن الرحلة لم تفته إلّا أنّه لم يدرك أنّ تلك القفزة كلفته سقوط فردة حذائه خلف القطار دون أن يدري، لم يفكّر غاندي كثيراً قبل أن يخلع فردة حذائه الثانية ويُلقيها بسرعة لتستقر بجوار الفردة الأولى، فتعجب أصدقاؤة من فعله هذا، وسألوه عن سبب تصرفه، فقال الحكيم غاندي: لن أستطيع العودة لإحضارة الفردة التي سقطت مني، كما أنني لن أستفيد من فردة الحذاء الأخرى إذا ما بقيت معي، فرميتها علّ فقير يجدهما فينتفع بهما معاً.

قديهمك:

قصص طويلة ذات عبرة

الصبيّ والمسامير

يُحكى أنّ صبياً عُرف في القرية بشدة غضبه وانعدام صبره، حتى أنّ صفتيه هاتين أوقعتاه في مشاكل كثيرة قرر والده على إثرها أن يعلمه درساً في التأني والتحكم في الغضب، فأحضر له كيساً مملوءاً بالمسامير ووضعه أمامه قائلاً: يا بُنيّ أريد منك أن تدق مسماراً في سياج حديقتنا الخشبي كلما شعرت بالغضب من شخص أو موقف ما أو فقدت أعصابك لأي سبب، استنكر الصبي طلب أبيه ولم يفهم الغاية منه، إلا أنّه وافق عليه مضطراً، ووعد أباه بالتنفيذ.

دق الولد 37 مساراً في اليوم الأول في السياج، ولاحظ أنّ إدخال المسامير بعد كل مرة يغضب فيها لم يكن أمراً هيناً، مما دفعه لأن يحاول تمالك نفسه عند الغضب في المرات القادمة تجنباً لعناء دق المسامير هذا، مرَّت الأيام والصبي مستمر بما عاهد عليه والده، إلّا أنّ الأب وابنه لاحظا بأنّ عدد المسامير التي يدّقها الصبي في السياج يقلّ يوماً بعد يوم، إلى أن جاء اليوم الذي لم يكن به الصبي مضطراً لدق أيّ مسمار في السياج، مما أثار دهشته وسروره في الوقت ذاته، فقد تعلّم الولد من هذه التجربة التحكم بغضبه وضبط نفسه التي كانت تُستثار لأهون الأسباب، فخرج مبتهجاً ليخبر أباه بإنجازه، فرح الأب بابنه لكنّه اقترب منه وقال: ولكن عليك الآن يا بني أن تحاول إخراج مسمار من السياج في كل يوم لا تغضب فيه، استغرب الولد لكنه بدأ بتنفيذ مهمته الجديدة المتمثلة بخلع المسامير، وواظب على خلع مسمار في كل يوم تحافظ فيه على هدوئه، حتي انتهي من إزالة جميع المسامير الموجودة في السياج، وعند انتهاء المهمة أخبر والده بذلك، ومرة أخرى عبّر له والده عن مدى سعادته وفخره بانجازه، ثم أخذ بيده وانطلق به إلى سياج الحديقة، وطلب منه أن يتحسس أماكن الثقوب التي تركتها المسامير في الجدار بيديه وقال له: يا بني انظر الآن إلي تلك الثقوب الموجودة في السياج، أتظن أن هذه الثقوب ستزول مع الوقت؟ فأجاب الصبي: لا يا أبي فقد تركت أثراً عميقاً في الخشب، فقال والده: وهذا ما تحدثه قسوة كلماتنا في قلوب الآخرين، فهي تترك في داخلهم أثراً لا يزول حتى مع الاعتذار، فاحرص يا بُنيّ دائماً على الانتباه لكل ما يبدر منك من قول أو فعل تجاههم.

قصص جميلة ومؤثرة

تأنى في الحكم على الناس

كنا أنا وزوجتي في رحلة بالقطار ولفت نظرنا هذا الشاب الذي يجلس مع أبيه ولكن كان يبدو عليه أنه يتصرف بشكل غير طبيعي لا يتناسب مع عمره، فهو يبدو بعمر يوجب عليه أن يكون أكثر تعقلًا وأقل انفعالًا ببعض الأمور المحيطة، فتصرفه يبدو كتصرفات وردود أفعال الاطفال المنبهرة بالمناظر المحيطة التي تبدو جديدة عليها بحكم أنهم يستكشفون العالم لأول مرة.

فتوجهت انا وزوجتي إلى الرجل الكبير لنوجه له النصح فعندما اقتربنا منه قلنا له بأن ابنه يبدو بحالة ليست طبيعية وأنه يجب أن يقوم بعرضه على طبيب مختص، ولكن لم يكن في الحسبان أن الشاب يسمع ما قلناه لأبيه فقام هو بالرد علينا، فقال أنا بالفعل عائد من عند الطبيب وانفعالي طبيعي فأنا أرى لأول مرة في حياتي.

قصص واقعية حقيقية قديمة

كما تدين تُدان

قرر رجل التخلص من أبيه العجوز المسن بوضعه في بيت لرعاية المسنين، بعد أن ضاق ذرعاً من كثرة استياء زوجته منه، وتذمّرها من تلبية حاجاته، وحرجها من المواقف التي يسببها لها أمام صديقاتها بسبب ما يعانيه من نسيان، فأخذ الرجل يُلملم حاجيات أبيه باكياً لما سيؤول إليه حاله، ناسياً ما قدّمه له هذا الأب له من حب وتضحية عندما كان في صحته وقوّته، لكنّ إلحاح الزوجة في كل حين أجبره على ما سيقوم عليه، تناول الرجل بعض الطعام والملابس ودسّها في حقيبة، وحمل معه قطعة كبيرة من الإسفنج لينام عليها والده هناك، وأخذ بيد أبيه متوجهاً إلى بيت الرعاية، إلّا أنّ إصرار ابنه الصغير عليه ليترك جزءاً من قطعة الفراش التي يحملها معه أثار عجبه، ودفعه للتوقف وسؤاله متذمراً: وماذا تريد بهذا الجزء من الفراش أنت؟! فقال له الطفل ببراءة: أريد أن أبقيه لك حتى تجد ما تنام عليه عندما أصطحبك إلى دار الرعاية في كبرك يا أبي!

وقف الرجل صَعِقاً لما سمعه من طفله الصغير، وبكى بكاء ابتلت منه لحيته، واستذكر ما قام به أبوه لأجله في طفولته وما قدمه له، فرمى الحاجيات أرضاً وعانق أباه عناقاً طويلاً وتعهّد أمام الله ثم أمام ابنه برعايته بنفسه ما دام على قيد الحياة.

قصص مفيدة للعبرة

كل هذا حتماً سيمرّ

يحكي أن في يوم من الايام جمع الملك كل حكماء مملكته وطلب منهم أن يقوموا بكتابة عبارة واحدة فوق عرشة، ينظر إليها من وقت الي آخر حتي يستفيد منها في حياته وحكمه لمملكته وشعبه، وقال الملك للحكماء : ولكنني اريد أن تكون هذه الحكمة بليغة وقوية تلهمني الصواب وتساعدني في وقت المحن والشدائد وتعينني علي ادارة الازمات والحكم بالعدل بين الناس وفي نفس الوقت تعطيني دفعة من السعادة والتفاؤل والامل .

احتار الحكماء في أمرهم واخذوا يفكرون في هذه العبارة التي يمكن أن تحمل كل هذه المعاني، فكيف يمكن أن تكون هناك عبارة واحدة ملائمة لكل الظروف والشدائد والاحوال وفي نفس الوقت تعبر عن السعادة والفرح والتفاؤل .. بعد فترة عاد الحكماء وقد كتبوا الكثير من العبارات التي تحتوي علي المواعظ والحكم الجميلة ولكنها لم ترُق للملك ولم تعجبه .

في هذه اللحظة تقدم احد الحكماء الي الملك ورفع لافته مكتوب عليها عبارة واحدة تقول : “كل هذا حتماً سيمرّ” .. نظر الملك باهتمام الي اللوحة فقال الحكيم : إن حال الدنيا لا يبقي كما هو ابداً يا سيدي، ومن ظنّ بأنه في مأمن من القَدَر فقد خاب وخسر فالزمن متقلب ، وبالتأكيد ايام السعادة آتية ولكنها حتماً ستمر وكذلك ايام الشدة والحزن ستمر وتنتهي .. سوف تأتي ايام تدق الانتصارات باب مملكتك يا سيدي وسيهتف الجميع باسمك، ولكن هذه اللحظات الجميلة ايضاً ستمر، وستري بعينيك ايام صعبة تتذوق فيها مرارة الهزيمة وينقلب عليك الجميع ولكن هذا ايضاً سينتهي ويمر .

كل ما علينا أن نتذكر دائماً ان دوام الحال من المحال، فيجب علينا الا نجذع عند الالم والمصيبة لأنها ستمر وتنتهي، ولا يجب أيضاً ان نأمن غدر الدنيا ومهما اعطتنا الحياة من سعادات ونجاحات فلنتذكر حينها أنها ايام وستمر ايضاً، حينها تبسّم الملك راضياً، وأمر بأن تُنسخ هذه الحكمة البليغة فوق عرشه وفي كل ميادين المملكة .

لم تجد ما تبحث عنه؟ ابحث هنا