يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال قصص واقعية عن الاختلاط ، و ما هو الاختلاط المحرم ، و دليل تحريم الاختلاط من القرآن ، و حديث تحريم الاختلاط ، و الاختلاط بين الشباب والبنات ، يكثر الحديث هذه الأيام عن الاختلاط بين النساء والرجال، نظرا لحاجة النساء إلى العمل؛ إلا أن الأمر قوبل بالتشديد والتحريم من البعض، حرصا منهم على منع تفشّي الفساد في المجتمع. وقد بَنَوا ذلك على تحريم الاختلاط جملة وتفصيلا، فهل المسألة قطعية؟ أم أن الأمر اجتهادي ويخضع للنظر؟

قصص واقعية عن الاختلاط

قصص واقعية عن الاختلاط
قصص واقعية عن الاختلاط

[كانت تجلس معه ومع زوجته فاختار أن يتزوجها ويطلق زوجته]

مشكلتي هي أني مقبلة على الزواج من زوج صديقة أختي، كنت أذهب إلى بيتها وأجلس معها وزوجها، وكنا نتحدث دائمًا مع بعض ولما كانت تنصحها أختي: «هذا حرام» ـ أي الاختلاط ـ استهزأتْ من أختي، وقالت لها: «أنتم متخلفون» , إلى أن تقدم زوجُها وخطبني وهو يقول إنه معجب بي من أول نظرة.

[أثناء الجماع تتخيل زميلها في العمل مكان زوجها]

حدث بينها وبين زوجها بعض المشكلات البسيطة ـ كما يحدث في معظم البيوت ـ فوجدتْ المعاملة الحسنة من زميلها في العمل، فتعلقتْ به، فبدأت علاقتها مع زوجها تسوء أكثر وأكثر، لدرجة أنها تمنَّت الطلاق من زوجها، ولم تطالبه بذلك حفاظًا على أولادها، وكرهت إعطاءه حقه في الجماع، وإن حدث فإنها تتخيل أن زميلها في العمل هو الذي يجامعها، كل هذا وزميلها في العمل لا يعلم شيئًا عن تعلقها به.قصص واقعية عن الاختلاط.

ما هو الاختلاط المحرم

أن مجرد اجتماع الرجال والنساء في مكان واحد ليس من الاختلاط المحرم، ولكن إذا اشتمل هذا الاجتماع على شيء من المحاذير الشرعية كان اختلاطا محرما، جاء في الموسوعة الفقهية: يختلف حكم اختلاط الرجال بالنساء بحسب موافقته لقواعد الشريعة، أو عدم موافقته، فيحرم الاختلاط إذا كان فيه: 

أـ الخلوة بالأجنبية، والنظر بشهوة إليها.

ب ـ تبذل المرأة، وعدم احتشامها.

ج ـ عبث، ولهو، وملامسة للأبدان، كالاختلاط في الأفراح، والموالد، والأعياد، فالاختلاط الذي يكون فيه مثل هذه الأمور حرام لمخالفته لقواعد الشريعة. اهـ.

قديهمك:

دليل تحريم الاختلاط من القرآن

ومن الأدلة على تحريم الاختلاط في الكتاب والسنّة كثيرة ومنها:

وقول الله تعالى: ” وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ” الأحزاب 53. فقال ابن كثير في دليله للآية الكريمة التالية، أي كما نهيتكم عن الدخول عليهن كذلك لا تنظروا إليهن بالكلية ولو كان لأحدكم حاجة يُريدُ تناولها منهنّ فلا ينظر إليهن ولا يسألهن أي حاجة إلا من وراء حجاب.

حديث تحريم الاختلاط

وقد حرصَ الرسول عليه الصلاة والسلام مع اختلاط الرجال بالنساء حتى في أطهر بقاع الأرض وأحب الأماكن إلى الله وهي المساجد؛ وذلك بعزل صفوف النّساء عن الرّجال، والمكث بعد السلام حتى ينصرف النساء، وتخصيصُ باب خاص في المسجد للنساء. ودليلهم على ذلك حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، “إِذا سلم قام النساء حِين يقضِي تسلِيمه ومكث يسِيراً بفغل أَن يَقوم قال ابن شِهَاب فَأُرى واللَّه أَعلم أَن مكثه لكي ينفذ النساء قَبل أَن يُدْرِكَهن من انصرف من القَومِ” رواه البخاري.

وعَن ابن عمر قَالَ : قَال رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسلَّم “لَوْ تَرَكنا هَذا البَابَ للنّساءِ قال نافِع فَلم يدخل مِنه ابن عمر حَتّى مَات” رواه أبو داود.

وعن أبي هريرة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم: “خَير صُفوف الرجالِ أَوّلها وَشرُّهَا آخِرها وَخير صفوف النِّساءِ آخِرها وشرُّهَا أَوَّلها” رواه مسلم.

ويدل هذا الحديث على منع الشريعة الإسلامية للاختلاط؛ وذلك عن طريق بعد صفوف الرجال عن النساء، وقال: أنّ صفوف النساء كلما كانت بعيدةً عن صفوف الرجال كان ذلك أحصن لها. وإذا كانت هذه المزايا قد اتّخذت في المسجد وهو مكان العبادة الطّاهر الذي يكون فيه النّساء والرّجال أبعد ما يكون عن ثوران الشهوات فاتّخاذها في غيره ولا شكّ.

لقد روى أبو أسيد الأنصاري أنّه سمِع رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم يقول وهو خارج من المسجد رأى الرجال تختلطً مع النّساء في الطرِيق، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عَلَيهِ وسلَّم للنّساء: “استَأخِرن فإِنه ليس لكنّ أن تحققن الطرِيق تسِرن وسط الطريق عَلَيْكُنَّ بحافَّات الطَّرِيق” فَكَانت المرأَة تلتصِق بالجدار حتّى إِنّ ثَوبها ليتعلّق بِالجدار مِن لصوقها به” رواه أبو داود.

الاختلاط بين الشباب والبنات

فالاختلاط يختلف حكمه بحسب حاله وما يترتب عليه، جاء في الموسوعة الفقهية:

يختلف حكم اختلاط الرجال بالنساء بحسب موافقته لقواعد الشريعة أو عدم موافقته، فيحرم الاختلاط إذا كان فيه:

أ ـ الخلوة بالأجنبية، والنظر بشهوة إليها.

ب ـ تبذل المرأة وعدم احتشامها.

ج ـ عبث ولهو وملامسة للأبدان كالاختلاط في الأفراح والموالد والأعياد، فالاختلاط الذي يكون فيه مثل هذه الأمور حرام، لمخالفته لقواعد الشريعة…

ويجوز الاختلاط إذا كانت هناك حاجة مشروعة مع مراعاة قواعد الشريعة، ولذلك جاز خروج المرأة لصلاة الجماعة وصلاة العيد… اهـ.

وبهذا يتضح أن الحكم على الاختلاط في حال معينة قد يختلف فيه أهل العلم، بناء على نظرهم إلى الواقع وتنزيل الحكم الشرعي عليه، ومن ذلك الواقع المسئول عنه في هذا السؤال، فهو من جهة قد روعي فيه شيء من الضوابط الشرعية حيث يجلس الأولاد في الأمام والبنات خلفهم، ولا يجتمعون حال الخروج عند الباب، فيخرج أحد الجنسين أولا، ثم يخرج الجنس الآخر بعده، وهذا بلا شك يضيق ويقلل من ضرر الاجتماع في مكان واحد، ولكن من جهة أخرى، فإن النظر إلى واقع الشباب اليوم وأحوالهم، ورقة دينهم، وزيِّ إناثهم، وسهولة التواصل بينهم بالوسائل الحديثة التي تنقل الصوت والصورة معا، مع ما عرف في الشريعة من باب سد الذرائع المفضية إلى الحرام، فإنه يقضي بالمنع، درءًا للمفسدة الغالبة، وقد قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: لو أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء لمنعهن المسجد كما منعت نساء بني إسرائيل. رواه البخاري.

وهذا في الخروج إلى الصلاة في المسجد، فما بالنا بغير ذلك، قال القاضي ابن العربي في شرح الموطأ: قولها: ما أحدث النساء ـ تعني الطيب والتجمل وقلة التستر وتسرع كثير منهن إلى المناكر. اهـ.

وقال القاضي عياض في إكمال المعلم: قيل: من حسن الملابس والزينة والطيب، وقيل: يحتمل ما اتسعن فيه من حسن الثياب، وإنما كن أولا في المروط والشمائل والأكسية. اهـ.

ولذلك، نص كثير من أهل العلم على تغير حكم خروج المرأة إلى الصلاة في المسجد بتغير الزمان والأحوال، كما نصوا على التفريق بين أنواع النساء، قال الترمذي في سننه: روي عن عبد الله بن المبارك أنه قال: أكره اليوم الخروج للنساء في العيدين، فإن أبت المرأة إلا أن تخرج فليأذن لها زوجها أن تخرج في أطمارها الخلقان، ولا تتزين، فإن أبت أن تخرج كذلك، فللزوج أن يمنعها عن الخروج… ويروى عن سفيان الثوري أنه كره اليوم الخروج للنساء إلى العيد. اهـ.

وقال ابن عبد البر في التمهيد: ولا بأس عند جمهور العلماء بمشاهدة المتجالات من النساء ومن لا يخشى عليهن ولا منهن الفتنة والافتتان بين الصلوات، وأما الشواب فمكروه ذلك لهن. اهـ.

وقال ابن الجوزي في كشف المشكل: اعلم أن نساء الصحابة كن على طريقة الأزواج في التدين والتعبد، وانضم إلى هذا ما في طباع العرب من تقبيح الفواحش… فاجتمع ما في الطباع من الأنفة والعفاف إلى ما وهب الله لهن من الدين، فأذن لهن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخروج إلى المساجد، وقد كن يحضرن موعظته، ويصلين خلفه، ويسافرن في الغزوات معه، فمن علم من امرأته حسن المقصد في خروجها إلى الصلاة، فلا يمنعها، ولحسن المقصد علامات: منها ترك الزينة والطيب، والمبالغة في الاستتار، ومن لم يجد ذلك منهن جاز له المنع، فقد قالت عائشة رضي الله عنها: لو علم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء بعده لمنعهن المسجد ـ وقد تكون المرأة حسنة المقصد غير أنها تكون ذات هيكل فتؤذي من يراها، فالاستتار لتلك أولى. اهـ.

وقال ابن دقيق العيد في إحكام الأحكام: الحديث عام في النساء، ولكن الفقهاء قد خصوه بشروط وحالات: منها: أن لا يتطيبن، وهذا الشرط مذكور في الحديث، ففي بعض الروايات: وليخرجن تفلات ـ وفي بعضها: إذا شهدت إحداكن المسجد فلا تمس طيبا.. فألحق بالطيب ما في معناه، فإن الطيب إنما منع منه لما فيه من تحريك داعية الرجال وشهوتهم، وربما يكون سببا لتحريك شهوة المرأة أيضا، فما أوجب هذا المعنى التحق به… ويلحق به أيضا: حسن الملابس ولبس الحلي الذي يظهر أثره في الزينة…. ومما خص به بعضهم هذا الحديث: أن منع الخروج إلى المسجد للمرأة الجميلة المشهورة. اهـ.

وإذا تقرر هذا، وروعي في الحكم ما هو شائع في زماننا من تبرج كثير من النساء، وتفننهن في أنواع الزينة الظاهرة والخفية، وإطلاق النظر إليهن، وعدم الانضباط في المعاملة ـ أدرك أن ما يحدث من جمع النساء والرجال في المراكز والمؤسسات التعليمية: باب من أبواب الفتنة التي لا يجيزه الشرع المطهر إلا للمضطر، وعلى هذا نص كثير من أهل العلم، جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: اختلاط الطلاب بالطالبات والمدرسين بالمدرسات في دور التعليم محرم، لما يفضي إليه من الفتنة، وإثارة الشهوة، ووقوع الفاحشة، ويتضاعف الإثم ويعظم الجرم إذا كشفت المدرسات أو التلميذات شيئا من عوراتهن، أو لبسن ملابس شفافة تشف عما وراءها، أو لبسن ملابس ضيقة تحدد أعضاءهن، أو داعبن الطلاب أو المدرسين ومازحن معهم، أو غير ذلك مما يفضي إلى انتهاك الحرمات والفوضى في الأعراض. اهـ.

وقال الشيخ الشنقيطي صاحب أضواء البيان في رسالة الاختلاط: من الغريب أن يوجد في أمة مسلمة عربية اختلاط الجنسين في الجامعات والمدارس، مع أن دين الإسلام الذي شرعه خالق السموات والأرض على لسان سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم يمنع ذلك منعا باتا، والشهامة العربية والغيرة الطبيعية العربية المملوءة بالأنفة تقتضي التباعد عن ذلك وتجنبه بتاتا، وتجنب جميع الوسائل المفضية إليه، ولا يصح لعاقل أن يشك في أن اختلاط الجنسين في غاية الشباب ونضارته وحسنه أنه أكبر وسيلة وأنجح طريق إلى انتشار الفاحشة… اهـ.

وقال ابن القيم في الطرق الحكمية: لا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية وشر، وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة، كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة، واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا، وهو من أسباب الموت العام، والطواعين المتصلة.. فمن أعظم أسباب الموت العام: كثرة الزنا، بسبب تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال، والمشي بينهم متبرجات متجملات، ولو علم أولياء الأمر ما في ذلك من فساد الدنيا والرعية ـ قبل الدين ـ لكانوا أشد شيء منعا لذلك. اهـ.

لم تجد ما تبحث عنه؟ ابحث هنا