يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال قصص واقعية عن إصلاح ذات البين ، و كيف تصلح بين المتخاصمين ، و فوائد الصلح بين المتخاصمين ، و أقوال تستخدم أثناء جلسة الصلح ، و إصلاح ذات البين في القرآن ، إن الإصلاح بين الناس من أجمل السلوكيات التي من يمكن للإنسان اتباعها والاتصاف بها خاصة فيما أصبحنا نحيا به من زمان كثرت به الأزمات الأخلاقية والقطيعة بين الأشخاص وبعضهم، وأصبح هناك حاجة ماسة لإعادة نشر الود والألفة والمحبة في المجتمعات الذي يمثل أفضل الأمور التي يحبها الله تعالى وحث عليها رسوله الكريم.

قصص واقعية عن إصلاح ذات البين

خير مثال يمكن أن يذكر حول الإصلاح بين المسلمين ما ورد عن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم حيث ورد عن (كعب بن مالك) فيما يتعلق بالإصلاح بين المتداينين ما يلي:

قصص واقعية عن إصلاح ذات البين
قصص واقعية عن إصلاح ذات البين
  • (ورد أن كعب أنه تَقَاضَى ابْنَ أَبِي حَدْرَدٍ دَيْنًا كَانَ لَهُ عَلَيْهِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا حَتَّى سَمِعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي بَيْتٍه فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمَا حَتَّى كَشَفَ سِجْفَ حُجْرَتِهِ فَنَادَى كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ فَقَالَ : يَا كَعْبُ فَقَالَ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّه، ِ فَأَشَارَ بِيَدِهِ أَنْ ضَعْ الشَّطْرَ فَقَالَ كَعْب:ٌ قَدْ فَعَلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قُمْ فَاقْضِه).
  • وفيما يتعلق بالإصلاح بين الأزواج والزوجات من قصص (جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتَ فَاطِمَةَ فَلَمْ يَجِدْ عَلِيًّا فِي الْبَيْتِ فَقَالَ : أَيْنَ ابْنُ عَمِّك ؟ِ قَالَت:ْ كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ شَيْءٌ فَغَاضَبَنِي فَخَرَجَ فَلَمْ يَقِلْ عِنْدِي ، فَقَالَ : رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لإِنْسَان:ٍ انْظُرْ أَيْنَ هُوَ فَجَاءَ فَقَال:َ يَا رَسُولَ اللَّهِ هُوَ فِي الْمَسْجِدِ رَاقِدٌ ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ قَدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ شِقِّهِ وَأَصَابَهُ تُرَابٌ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُهُ عَنْهُ وَيَقُولُ: قُمْ أَبَا تُرَابٍ ، قُمْ أَبَا تُرَابٍ ).

كيف تصلح بين المتخاصمين

يعد الإصلاح بين الأشخاص المتخاصمين فن، وموهبة يمتلكها البعض الناس، بينما يصعب على البعض القيام بتلك المهمة، فلربما حاول شخص الإصلاح بين اثنين، فكانت النتيجة تعقيد الأمر أكثر، وهناك عدة طرق يجب أن يتبعها الشخص الذي يحاول أن يصلح بين الأشخاص، حتى تؤتي عملية الصلح ثمارها المرجوة، بكل سهولة ويسر.

كيف تصلح بين المتخاصمين
كيف تصلح بين المتخاصمين

1- إظهار الفوائد التي ستنتج من التصالح

يجب على من يقوم بإجراء عملية التصالح أن يُعلم المتخاصمين بالفوائد التي ستنجم من تلك العملية، وأن تلك الفوائد لن تعود على طرف دون الأخر، وإنما ستعود على كلا الطرفين معا، حيث أن ذلك التوضيح سوف يعمل على تفادي قيام أحد الطرفين بالتحيز لآرائه،  والتمسك بأفكاره مما سيصعب من عملية التصالح في النهاية وربما أدى لاستحالتها،  كما يجب عليه أيضا أن يحاول تقريب وجهات النظر الخاصة بكلا الطرفين، لأن ذلك سوف يصب في مصلحة الاثنين اللذان يجرى من أجلهما عملية التصالح.

2- يجب أن يتمسك من يقوم بعملية التصالح بالهدوء التام

لابد أن يحاول من يقوم بعملية الإصلاح بين المتخاصمين، أن يتحلى بالصبر والهدوء، حيث أنه في النهاية كل ما يحرص عليه وما يهمه ، هو نجاح عملية التصالح، ولكن إذا لم يلزم الهدوء، فإن ذلك سيعمل على تعقيد الأمر، والإضرار بالجميع بلا استثناء، فيجب عليه أن يبني بينه وبين الأفراد المتخاصمين علاقة ودوده أسسها الاحترام والتقدير المتبادل، وألا يلجأ للعصبية والانفعال مما حدث.

3- الأسس التي سيدور حولها موضوع التصالح

لابد أن يبين الشخص الذي سيقوم بعملية التصالح، لكلا الطرفين مجموعة الأسس أو المضمون الذي سوف يدور حوله النقاش بينهم، حتى يتم التركيز على تلك النقاط، أثناء النقاش دون الخروج عنها والتطرق إلى أمور ليس لها علاقة، بالموضوع الذي تدور حوله المشكلة، وحتى يسهل عليهم الوصول لنتائج تنتهي عندها المشكلة المطروحة.

4- فن توجيه الأسئلة

ينتج عن تلك العملية، وهي عملية طرح الأسئلة من قبل الشخص الذي يقوم بعملية الإصلاح، على كلا الطرفين، أن كل شخص منهما سوف يتمكن من إيضاح وجهة نظرة وبالتالي سوف يستطيع الطرف الأخر فهم وجهة نظر الشخص المتخاصم معه مما سيكون سبب في حل المشكلة، ومن الأفضل اختيار الأسئلة التي يمكن من خلالها، أن يحس أحد الطرفين المتخاصمين بأنه هو المخطئ، لأن هذا سوف يساعد بشكل كبير في حل المشكلة وبأسرع وقت، ولكن هناك أمور يجب مراعاتها عند طرح الأسئلة على كلا الطرفين، أولا أن يكون طرح الأسئلة بلين واحترام للشخص المسئول، وعدم التحيز لشخص دون الأخر، مهما كان موقفه، لأن تلك الأمور سوف تزيد من صعوبة المشكلة.

5- لكل طرف من الطرفين حقه في التحدث

يجب أن ينتبه الشخص الذي يقوم بعملية الإصلاح، إلى كونه يعطي لكل طرف مساحة كافية للتحدث، فإلى جانب الفائدة التي سوف تعود من ذلك على كلا الطرفين، من إبداء كلا منهما لوجهة نظره وتوضيح موقفه، فهو أيضا يفيد الشخص الذي يقوم بعملية الإصلاح في كونه يتمكن من معرفة وجهة نظر كل طرف من الطرفين، مما يسهل عليه القيام بعملية الإصلاح بينهما.

قديهمك:

فوائد الصلح بين المتخاصمين

فوائد الصلح بين المتخاصمين
فوائد الصلح بين المتخاصمين

نذكر منها:

  • حلول المحبة والألفة مكان القطيعة والكراهية.
  • غرس الفضيلة في نفوس الناس، ومنها العفو والمغفرة.
  • كسب الحسنات، ورفع الدرجات.
  • استقامة حياة المجتمع، والتفرغ للعمل المثمر.
  • طمأنية القلوب وسعادتها، وحصول الراحة للنفوس من الغل والشحناء والحقد.

أقوال تستخدم أثناء جلسة الصلح

الإقناع هو وسيلة وصول المصلح إلى عقول المتخاصمين وقلوبهم، وفيما يلي بعض الأقوال التي قد تساعد في ذلك:

  • تذكير المتخاصمين بأهمية صلة الرحم وعلاقتها برضا الله وسخظه، والاستعانة بقول الرسول صلى الله عليه وسلم (الرَّحمُ شَجْنةٌ منَ الرَّحمنِ فمن وصلَها وصلَهُ اللَّهُ ومن قطعَها قطعَهُ اللَّهُ)، (رواه الألباني)
  • تذكيرهما بارتباط مغفرة الله تعالى بصلحهما، والاستشهاد بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال: انظروا هذين حتى يصطلحا، انظروا هذين حتى يصطلحا، انظروا هذين حتى يصطلحا). (رواه مسلم).
  • إبطال يمين من حلف منهما بقطع أخيه، ودعوته لتكفير يمينه استشهاداً بقوله تعالى: (وَلَا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ). (البقرة:224).

إصلاح ذات البين في القرآن

دعا ديننا الإسلامي الحنيف جميع الخلق والعباد إلى الإصلاح بين الناس، ونهى عن اتباع أي وسيلة أو طريق يترتب عليه فساد حال المسلمين وأمرهم، بالإضافة إلى دعوته لهم بقبول الصلح بل والمبادرة إليه حتى يصبح هناك مقدرة على فض المنازعات وتجاوز المشكلات والقضاء على القطيعة وهناك الكثير من الآيات القرآنية والأدلة والمواقف التي وردت في كتاب الله تدل على أهمية الإصلاح في الإسلام ومنها:

  • قال تعالى في سورة الأنفال الآية 1 (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ).
  • سورة البقرة الآية 220 (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَىٰ ۖ قُلْ إِصْلَاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ).
  • سورة البقرة الآية 228(وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا).
  • سورة هود  الآية 88 (إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ ).