يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال قصص واقعية عن اليسر بعد العسر ، و قصص يسر بعد عسر ، و آيات عن اليسر بعد العسر ، و تفسير إن مع العسر يسرا ، وعد من الله تبارك وتعالى وهو لا يخلف الميعاد فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا [سورة الشرح:5، 6]. وإذا جاز تخلف وعود البشر وتبدل قوانينهم، فوعد الله لا يتخلف، وسنة الله لا تتبدل إنه وعد من الله سبحانه يتجاوز حدود الزمان والمكان، ولا يقف عند حد ما نزلت فيه الآيات التي فهم منها السلف هذا المعنى الواسع، فقالوا: لن يغلب عسر يسرين، وقالوا: لو كان العسر في جحر ضب لدخل عليه اليسر فأخرجه.

قصص واقعية عن اليسر بعد العسر

قصص واقعية عن اليسر بعد العسر
قصص واقعية عن اليسر بعد العسر

لا يضيم الله عبدًا طائعًا ولا يتركه في كربه للأبد ، فقط يبلوه ثم يزيل عنه الهم إن حسن عبادته ، ولجأ للعلي القدير ، ومن أكثر القصص التي تلجأ فيها المرأة إلى الله قصص الحمل أو الزواج ، ففي تلك القصة ابتلى الله عزوجل عبده من عبادة بتأخر الزواج ، ورغم أنها كانت فتاة على قدر من الجمال إلى أن الله لم يكتب لها الزواج وهي في سن صغيرة.

فحينما أتمت عامها الرابع والثلاثين تقدم لخطبتها شاب يكبرها بعامين ، فوافقت ومنت نفسها بمستقبل سعيد ونسجت في مخيلتها كيف ستكون حياتها وكم طفلًا ستنجب ، ودارت بها الأحلام كما تدور الدائرة ، ولكن قبل عقد القران طلب منها الخطيب صورة بطاقتها الشخصية فتعجبت من الطلب ولكنها لبته.

وبمجرد عودته من عندها اتصلت بها أم الخطيب وأخذت تكلمها بجفاء شديد عن سنها الكبير وضعف فرصها في الحمل والإنجاب ، حتى انجرح قلبها ، ولم تقف الأم عند هذا الحد بل ظلت تحارب حتى فرقت بينهما وانفسخت الخطبة ، فظلت الفتاة تعاني لمدة ستة أشهر حتى قررت أن تعتمر لبيت الله علها تخرج من دائرة الضيق التي حبست نفسها فيها.

ورغم محاولات الشاب المتكررة للاتصال بها إلا أنها قاومت ولم ترضخ لفرصة زواج مهينة ، ولما حانت الفرصة وذهبت الفتاة لتغسل همومها وأوجاعها ببيت الله ، سمعت سيدة تقرأ في مصحفها بصوت جميل قول الله تعالى (وكان فضل الله عليك عظيمًا) ، فأخذت الدموع تسيل منها بغزارة ، فشعرت بها السيدة والتفتت إليها وراحت تربت على كتفها حتى وصلت إلى قولة تعالى : (ولسوف يعطيك ربك فترضى).

فكأنما كانت الفتاة تسمع تلك الآية لأول مرة ، فقد شعرت بعدها براحة غريبة وهدوء وسكينة تغمر قلبها ، وسألتها السيدة الطيبة عن سر بكائها ، فحكت الفتاة قصتها بلا حرج دون أن تخفي شيئا ، فقالت لها السيدة : إن الله قد يجعل بين كل عسرين يسرًا ، وأنتي الآن في العسر الذي سوف يليه اليسر ، وان ما حدث لها كان من فضل الله لأن في البلاء نعمه خفية لا ندركها إلا بعض انقضاء البلاء ورفعه.

قصص يسر بعد عسر

ارتاحت الفتاة كثيرا لكلام السيدة الطيبة ، وبعدها غادرت الحرم عائدة إلى الفندق وظلت حتى  انتهت فترة العمرة وجاء موعد الرحيل ، وفي المطار كان في استقبالها صديقتها وزوجها الذي كان ينتظر هو الأخر صديق عائد معها على نفس الطائرة ، والغريب أنه نفس الشخص الذي كان في المقعد المجاور لها ، وبعد وصول الفتاة سلمت عليهم وانصرفت مع والدها ، وما إن وصلت إلى البيت حتى وجدت صديقتها تتصل بها وتخبرها بأن هذا الصديق يرغب في الزواج بها.

وأخذت تنشد في خصاله وصفاته الأشعار هي وزوجها فقد كان رجل أعمال شاب من أسرة معروفة على خلق ودين ، ولم يجدوا أفضل منها يرشحانه للارتباط به ، ولم يمض على تلك المكالمة أيام الا وقد تقدم الشاب لخطبتها ، وبعدها تم الزواج ، وعاشت معه في سعادة كبيرة فقد كان حسن الطباع كريم الخلق ، ولما تأخر الحمل قلقت الفتاة وطلبت من زوجها أن تقوم بعمل الفحوصات لكنه احتضنها وقال لها أنه سعيد معها سواء أنجبت أم لم تنجب خاصة أنها قد قاربت الـ 38 من عمرها.

وتحت إلحاح منها ذهب الزوج برفقتها للطبيبة لكنها أمرتهم بالتوقف عن الفحوصات لأن الفتاة بالفعل أصبحت حامل ، فرح الزوجان كثيرًا بذلك النبأ وسافر الزوج للحج ، وطلبت الزوجة مرافقته لكنه رفض حتى لا يتأثر الحمل لكن الزوجة أصرت وقالت أن من رزقها الجنين قادر على حمايته ، وبالفعل أتمت الحج وعادت وهي في خير حال.

ولم يسأل أي من الزوجان عن نوع الجنين ، فقد كانت سعادتهما كبيرة سواء كان المولود ذكرًا أو أنثى ، وكانت بطن الفتاة غريبة بعض الشيء ، ولكن الدكتور كان يعلل كبر حجمها لسنها الكبير ، ولكن حينما جاء موعد الولادة ووضعت الأم حملها وجدت من يقول لها : ما رأيك أن يكون لديك الحسن والحسين وفاطمة.

لم تفهم الزوجة شيئًا في البداية ، ولكن الطبيب أخبرها أن الله قد من عليها بثلاثة أبناء ، وكأنه أراد لها أن تنجب خلفة العمر في بطن واحدة ، فأخذت الفتاة تضحك وتبكي في نفس الوقت وتذكرة سيدة الحرم الشريف التي بشرتها باليسر بعد العسر ، فالآن قد كبر أبناؤها وها هي تعيش مع ثلاثتهم بصحبة زوجها في سعادة.

قديهمك:

آيات عن اليسر بعد العسر

إن من جملة أساليب القرآن الكريم البيانية نجدها أنها تتجلى في أساليب التقابل بين الألفاظ، حيث أن اللفظ يأتي ثم يقابله بكلمة ضده، كأن يقابل كلمة الخير بكملة الشر، أو الإيمان يقابلها كلمة الكفر، أو العدل يقابلها كلمة الظل م، والجنة يقابلها النار وهكذا، ومن هذا القبيل نجد أن لفظ اليسر يقابله العسر، وإن هناك بعض الآيات التي ورد ت في القرآن الكريم والتي تم ذلك اليسر والعسر فيها وهي:

  • فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، في سورة الشرح آية 5.
  • يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ، في سورة البقرة آية 185.
  • فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، سورة الشرح آية 5.
  • وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ، سورة البقرة آية 280.
  • سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا، سورة الطلاق آية 7.

تفسير إن مع العسر يسرا

قال تعالى في سورة الشرح: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}، وفيما يأتي بيان لمعنى آية: إنّ مع العسر يسرًا، من مجموعة من كتب التفسير:

ابن كثير

قال ابن كثير -رحمه الله- في معنى آية: إنّ مع العسر يسرًا، أنّ العسر لا يأتي إلّا ومعه اليُسر، وأورد بعض الأحاديث في كون العسر لو دخل في حجر فسوف يتبعه اليُسر والفرج، وأنّه لن يغلب عسرٌ يسرين، وهذا لأنّ كلمة العسر ودت في الآيتين معرّفة بال التعريف فيكون هذا العسر واحد وليس متعدد، أمّا اليسر فقد ورد بصيغة التنكير، وهذا يقتضي اختلاف هذا اليسر في كلّ مرة، وروى بسنده عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: “نزلت الْمَعُونَةَ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى قَدْرِ الْمَؤُونَةِ، وَنَزَّلَ الصَّبْرَ عَلَى قَدْرِ الْمُصِيبَةِ”،فهذا الحديث يُفسر وجه مصاحبة اليسر للعسر.

الطبري

فسّر الطبري -رحمه الله- آية: إنّ مع العسر يسرًا، بأنّ الله تعالى يُخبر النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم- بأنّ اليسر مصاحب للشدة التي أنت فيها بسبب مجاهدتك للكفّار والمشركين، ورجاؤك بأنّ النصر والظفر سيكون لك عليهم حتّى ينقادوا للذي جئتهم به طواعيةً أو إجبارًا، وذكر أثرًا أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مستبشرًا ويظهر عليه الفرح فقال لهم وهو يضحك: “لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنَ، لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ”، وذكر هذه الآية.

البغوي

قال البغوي -رحمه الله- أنّ الله تعالى يعد نبيّه الكريم في هذه الآية باليسر والرخاء بعد الشدة التي كانت يجدها في مكة من جهاد المشركين، ويُبشرّه بأنّه سينصره عليهم وسينقادون له، وتكرير هذا الوعد لتأكيده وتعظيم الرجاء وحسن الظن بالله.

الرازي

قال الرازي -رحمه الله- إنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لمّا كان في مكة عيّره المشركون بالفقر وقالوا له إن كنت تطلب بدعوتك هذه المال والغنى جمعنا لك من المال حتّى تكون أغنى رجلٍ فينا وتترك هذه الدعوة، فكان لهذا أثرًا شديدًا في نفسه الشريفة وظنّ أنّهم يمتنعون عن قبول دعوة الإسلام بسبب فقره، فنزلت سورة الشرح وبيّن الله تعالى له ما يمتلك من الفضائل وبشرّه بالغنى واليُسر، وقال أيضًا أنّ وجه تنكير كلمة اليسر ليس المغايرة وإنّما تعظيم هذا اليسر الذي سيأتي من الله تعالى بعد العسر بزمن قليل، فاليسر سيكون في الدنيا بفتح البلاد وإعلاء كلمة الحق وفي الآخرة بنوال الثواب والأجر من الله تعالى.

السعدي

قال السعدي -رحمه الله- إنّ في آية: إنّ مع العسر يسرًا، بشارة عظيمة في مقرنة اليسر للعسر والصعوبة ومصاحبته لهما، فالفرج يأتي مع الكرب، وفي تعريف العسر بال التعريف -وهي تفيد الاستغراق والعموم- دلالة على أنّه مهما كان هذا العسر شديدًا وصعبًا فإنّ اليُسر ملازم له.

القرطبي

ذكر القرطبي -رحمه الله- اختلاف أهل العلم في دلالة تكرير هذه الآية حيث قال بعضهم التكرار يُفيد التوكيد وقال آخرون إنّ تكرير اليسر وقد جاء بصيغة التنكير يُفيد المغايرة فيكون هذا أبعث للأمل والصبر في النفس، وفسّر اليسر بأنّه الغنى والسعة، وذلك لأنّ الكفّار لمّا عيّروا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم بالفقر فاغتمّ لذلك فبيّن الله تعالى نعمه عليه في مطلع سورة الشرح ثمّ وعده بالفرج واليسر العاجل والآجل.

ففتح الله تعالى عليه في الدنيا ودانت له الكثير من القبائل وصار لديه الكثير من المال، وهذا اليسر خاص برسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وبعض من أمته، أمّا اليسر الآخر فيشمل جميع المؤمنين وهو يسر الآخرة، أي أنّه مع العسر في الدنيا سيكون هناك يُسرًا في الآخرة لأهل الإيمان، وقد يكون هناك يسرٌ في الدنيا والآخرة.

البيضاوي

قال البيضاوي -رحمه الله- إنّ العسر هو كمثل ضيق الصدر والوزر المنقض للظهر وضلال القوم وإيذائهم، وسيكون مع أنواع العسر هذه يُسر كانشرح الصدر ووضع الوزر والتوفيق للهداية والطاعة، فالله تعالى يقول لنبيّه ألّا يحزن إذا جاءه ما يحزنه ويُسبّب له الغم لأنّ الله تعالى سيُفرّج عنه، وقد أفاد قوله “إنّ مع” بيان مدى مصاحبة اليسر للعسر واقترانه به.