يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال الفرق بين الغيبة والنميمة ، و حكم الغيبة والنميمة ، و الفرق بين النميمة والفتنة ، و أضرار الغيبة والنميمة ، و طرق اجتناب الغيبة والنميمة ، إنّ الغيبة هي التحدّث خلف إنسان مستور وذكر بعض من صفاته ومعايبه ممّا يكره، والنميمة هي نقل كلام صادر عن الغير لشخص آخر أو جماعة أخرى لإيقاع الفساد والخصام، ومن الفروقات بين الغيبة والنميمة:

الفرق بين الغيبة والنميمة

الفرق بين الغيبة والنميمة
الفرق بين الغيبة والنميمة

يختلف تعريف الغيبة عن النميمة، حيث تُطلق الغيبة في اللّغة على الاغتياب، أمّا النمّ فهو السّعي لإيقاعِ المشاكل والفتنة بين النّاس، وأمَّا اصطلاحاً فالغيبة: ذكر الإنسان بما لا يُحبّ أن يُذكر فيه، أمّا النّميمة: فهيَ نقل الكلام من شخصٍ إلى آخر والذي يؤدّي إلى إيجاد المشاكل والكراهيّة بين النّاس، ويُستثنى من ذلك إذا كان الكلام المنقول سيُنقذ حياة إنسان، أو يجنّبه من ضررٍ كبيرٍ سيحصل له؛ كأن كان الطرف الآخر يريد قتله، أو سرقته، لأنَّ النَّصحية في مثل هذه المواضع واجبة.

ويُفرّق بين النّميمة والغيبة أيضاً؛ بأنَّ النّميمة تكون دائماً بهدفِ الإفساد بين النّاس، وأمّا الغيبة فتكون بغياب الشخص المتحدَّث عنه، وفيما عدا ذلك من الخصائص فالغيبة و النميمة متّحدتان، والغيبة إن كانت صحيحة فتُسمّى غِيبة، وإن كانت غير صحيحة فهي كذب.

حكم الغيبة والنميمة

نهى الله -عزَّوجلَّ- في كتابه الكريم عن الغيبة والنميمة، وحرّمهُما على المسلمين، فقال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ)، فهما كبيرتان من كبائر الذنوب يجب على المؤمنين الحذر منها، وعدم مجالسة ومرافقة الناس الذين يغتابون، وفي حال اضطر الشخصُ مجالستَهم؛ يجب عليه تحذيرهم وتذكيرهم بحكم الغيبة والنميمة، وعقابهما في الآخرة.

وكذلك قد نهانا رسول الله -عليه الصلاة والسلام- عنهما، فقال: (رأيت اسري بي رجالاً لهم أظفار من نحاس يخدشون بها، وجوههم وصدروهم، فقلت من هؤلاء؟ قيل له: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم)، وبهذا الحديث دِلالة على قُبح هذا الفعل وعقابه الكبير في الآخرة، وفي البيئة المسلمة يجب أن لا يكون هناك غِيبة ونقل كلام، وكثرةٌ في القيل، ومثل هذه الأمورلا تليق بالمسلم، وقد تُشتِّته وتُبعده عن القيام بالطاعات والعبادات، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فعن أبي هريرة عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: (الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ).

الفرق بين النميمة والفتنة

إنّ الفتنة التي يُقصد بها الإيقاع بين الناس هي بمعنى النميمة، فهي نقل للحديث وإفساد بين الآخرين، وهي محرّمة كما النميمة، والفتنة والنميمة من الكبائر وكلّما كان حجم الفساد المترتّب عليهما أكبر كانت عقوبتها أعظم،وفي هذا السياق قال الإمام الذهبي -رحمه الله- في كتاب الكبائر: “فكلّ من حرّش بين اثنين من بني آدم ونقل بينهما ما يؤذي أحدهما فهو نمّام من حزب الشيطان من أشر الناس”، وهذا المعنى ينطبق على النمّام والفتّان.

قديهمك:

أضرار الغيبة والنميمة

إنّ للغيبة أضراراً متعدّدةً تعود على صاحبها، وبيانها فيما يأتي:

  • ممارسة الغيبة باستمرار تؤدي إلى التعوّد عليها وصعوبة تركها، كما تؤدّي إلى انطباع مشين داخل فاعلها، ونشر سمعة غير طيّبة عنه بين الناّس، وتدلّ على دناءته وقلّة مروءته.
  • احتياج المغتاب لعفو الشخص الذي وقعت عليه الغيبة.
  • الإفلاس يوم القيامة، فقد أخبر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أصحابه عن المفلس يوم القيامة، فقال: (إنَّ المُفْلِسَ مِن أُمَّتي يَأْتي يَومَ القِيامَةِ بصَلاةٍ، وصِيامٍ، وزَكاةٍ، ويَأْتي قدْ شَتَمَ هذا، وقَذَفَ هذا، وأَكَلَ مالَ هذا، وسَفَكَ دَمَ هذا، وضَرَبَ هذا، فيُعْطَى هذا مِن حَسَناتِهِ، وهذا مِن حَسَناتِهِ، فإنْ فَنِيَتْ حَسَناتُهُ قَبْلَ أنْ يُقْضَى ما عليه أُخِذَ مِن خَطاياهُمْ فَطُرِحَتْ عليه، ثُمَّ طُرِحَ في النَّارِ).
  • هجران المغتاب من قِبل النّاس، فإن الواجب على المسلم أن يُحاول أن يردّ المغتاب بتقديم النصحية له، فإن لم يتّعظ يهجره.
  • زيادة السيئات ونقصان الحسنات، فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لعائشة -رضيَ الله عنها- لمّا تحدّثت عن صفيّة: (لقدْ قلتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بماءِ البحْرِ لَمَزَجَتْهُ).
  • أربى الرّبا، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (وإِنَّ أربى الرِّبا استطالَةُ الرجلِ في عرضِ أخيهِ).
  • مصير المغتاب النّار، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لما عُرِجَ بي مررتُ بقومٍ لهم أظفارٌ من نُحاسٍ يخْمِشون وجوهَهم وصدورَهم، فقلتُ: من هؤلاء يا جبريلُ؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحومِ الناسِ، ويقعون في أعراضِهم).
  • وصْف الله للغيبة بأنّها أسوء من المَيْتة، قال -تعالى-: (وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ).

وللنّميمة أضرارٌ كثيرة تعود على فاعلها، وبيانها فيما يأتي:

  • تعدّ النميمة سبباً من أسباب دخول النار يوم القيامة.
  • تدلّ على دناءة النّفس، والنّفاق في الدّنيا، وهي من أسباب التعذّب في القبر.
  • تجلب السُّمعة السيِّئة لصاحبها.
  • تدفع صاحبها إلى التّجسس على الآخرين، والسّعي إلى معرفة أخبارهم.
  • تُشغل الإنسان فيما ليس من شأنه، وتُشكّك في أمانة النمّام بين الناس.
  • تَحلق الدِّين، فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ألا أُخبركم بأفضلَ من درجةِ الصيامِ والصلاةِ والصدقةِ؟ قالوا: بلى قال: إصلاحُ ذاتِ البَيْنِ؛ فإنَّ فسادَ ذاتِ البَيْنِ هي الحالقةُ)، والحالقة أي القاطعة للشيء والمُنهية له سواء كان من أمور الدين أو الدنيا.
  • تؤدّي النّميمة إلى الإفساد بين النّاس، وإيقاع المشاكل.
  • تُفسد المجتمع، وتُؤدي إلى قطع الصّلة بين الأفراد، وتنشر بينهم العداوة.

طرق اجتناب الغيبة والنميمة

هناك الكثير من الوسائل التي تُعين على ترك الغيبة والنّميمة، وبيان بعضها فيما يأتي:

  • البحث عن السّبب الدافع إلى الغيبة، والعمل على علاجه، مثل: كظم الغيظ، والصبر على أذى الآخرين.
  • استحضار المسلم أنّه بالغيبة والنميمة يُعطي الآخرين من حسناته، فإن فكّر في ذلك فإنَّه سيتجنّبهما، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذَا خَلَصَ المُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ حُبِسُوا بقَنْطَرَةٍ بيْنَ الجَنَّةِ والنَّارِ، فَيَتَقَاصُّونَ مَظَالِمَ كَانَتْ بيْنَهُمْ في الدُّنْيَا حتَّى إذَا نُقُّوا وهُذِّبُوا، أُذِنَ لهمْ بدُخُولِ الجَنَّةِ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لَأَحَدُهُمْ بمَسْكَنِهِ في الجَنَّةِ أدَلُّ بمَنْزِلِهِ كانَ في الدُّنْيَا).
  • اشغال النفس بعيوبها عن الآخرين وعيوبهم، وإشغالها بشكر الله على ما أنعم على الإنسان.
  • الإكثار من ذكر الله -تعالى-، ومحاسبة النّفس باستمرار.
  • تجنّب مَجالس الغيبة، وتَحرّي مُجالسة الصّالحين، فإن لم يجد من الصّالحين من يجالسهم فيَحرص على مطالعة سِير الصّالحين.
  • تذكّر حال المُغتاب يوم القيامة، وحاجته الشّديدة لحسانته التي انتقلت إلى غيره بغيبته لهم.
  • شكر الله على ما أنعم به على عبده من نعمة اللّسان التي حُرم منها غيره، فيستغلّها فيما يُرضي الله -تعالى- ولا يخوض في أعراض النّاس.
  • التفكّر في أسماء الله الحُسنى، وبخاصة التي تجعل المسلم يَستشعر مراقبة الله -تعالى- له؛ كاسم الله الشّهيد، والرّقيب، والعليم، والمحيط.
  • الحرص على الالتزام بأداء الصلوات المفروضة، والالتزام بالصّدق، فالصّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، والصّدق يؤدي إلى الاستقامة.
  • الإكثار من ذكر الموت، حتى يستعدّ الإنسان لملاقاة الله -تعالى-.
  • العلم بأنَّ الوقوع بالغيبة والنّميمة يؤدي إلى سخط الله -تعالى- على عبده، وقد تكون الكلمة سبباً لرضى الله أو سخطه.
  • الابتعاد عن النمّام وعدم الاستماع لكلامه، وإحراجه من خلال الطلب منه أن يذكر محاسن من أوقع عليه النميمة أو الغيبة.

لم تجد ما تبحث عنه؟ ابحث هنا