هل سبق أن جلست لإجراء محادثة مع ابنك المراهق، وبعد دقائق من وضع جسمه المتراخي، وتململه اللانهائي، ونظراته الفارغة، وردوده المروعة، وجدت نفسك محبطا وغاضبا، ونهاية المطاف بدأت في الصراخ. من المعروف أن المراهقين غير جيدين في التواصل مع آبائهم، ولم يسبق أن كان الرجال محترفين في التواصل اللفظي العاطفي على المستوى العام. لذلك، ليس من المستغرب القول إن محاولة التحدث مع صبي في سن المراهقة يمكن أن تمثل تحديا كبيرا على أقل تقدير. لذلك اليوم على موقع إقرأ سنقدم مايلي , نصائح للابناء المراهقين , و الانتباه إلى العوامل الخارجية المؤثرة على شخصيتهم , و لأشياء التي يمكن أن تؤثر على أطفالك المراهقين , و تربية المراهقين في الإسلام , و كيفية عقاب أبنائنا المراهقين.

نصائح للابناء المراهقين

نصائح للابناء المراهقين
نصائح للابناء المراهقين
  • تشجيعهم على تحمل المسؤولية
  • نتفهم أنك لا زلت ترى ابنك طفلًا صغيرًا لا يُمكنه أن يتحمل المسؤولية وحده، والحقيقة أنه لم يصبح كذلك، فهو مراهق الآن ويرى نفسه كبيرًا بما يكفي لتحمُل المسؤولية.
  • لذلك ينبغي أن تتركوا لهم مجالًا حتى لا يتحولوا إلى أشخاص اتكاليين، ولا بأس أن تولوا أبنائكم بعض المهام والمسؤوليات ثم تُراقبوا خُطوات إتمامها وتعاملهم مع تلك المهام بهدوء، فذلك سوف يُساعد في علاج عدم الثقة بالنفس عند المراهقين.
  • تكوين علاقة صداقة معهم
  • بسبب انفتاح هذا الجيل الحديث على منصات التواصل الاجتماعي أصبح بعض الأهل يعانون صعوبة في إنشاء الحوار والالتقاء في نقطة مشتركة.
  • لذلك فإن تكوين علاقة صداقة بين الأهل وأبنائهم المراهقين أمر يُساعد على إنشاء لغة حوار مشتركة بُنيت على يسر وتفاهم وصوت هادئ، ويحد من الصراعات التي قد تنشب بين الأجيال، لا سيما مع وجود فجوة كبيرة ظهرت مؤخرًا بين الجيل الحديث وجيل كبار السن.
  • الخلاصة.. إن إنشاء علاقة صداقة حقيقية مع الأبناء سيساعدك على فهم كيفية التعامل مع الابناء المراهقين، مما يُسهم في تخلق جو من الألفة ويمنع حدوث الخلافات المُستمرة.
  • تفهم مشاعرهم
  • في تلك المرحلة يبدأ الانجذاب الذي تحركه الغريزة والتغيرات الهرمونية التي تطرأ على الفرد في تلك الفترة تجاه الجنس الآخر، الأمر الذي يجعل الأهالي دومًا في توتر خوفًا من أن يضر الابن نفسه.
  • إن وضعت الأسرة بعض ضوابط تربية المراهقين، فلا بأس أن يشعر الأبناء ببعض المشاعر فتلك مرحلة طبيعية قد مر بها الجميع، المُهم هُنا إرشادهم إلى كيفية التصرف حيال تلك المشاعر وما هي حدود الحرام والحلال التي شرّعها الله.
  • ينبغي العلم بأن من عاش مرحلة المراهقة بطريقة سويّة دون كبت أو تضييق، خرج منها بشخصية ناضجة سوية تعرف القيّم والمبادئ، وقادرة على التعلم من أخطائها.
  • احترام خصوصيتهم
  • يجهل بعض الأشخاص اُسس احترام خصوصية أبنائهم، بل وقد يشعر بعضهم بضرورة اقتحام حياتهم دون ترك مساحة شخصية لهم، على سبيل المثال: هُناك أشخاص لم يتعلموا ضرورة الاستئذان قبل دخول غرفة أبنائهم وأباحوا لأنفسهم اقتحام الغرف متى أرادوا، ناهيك عن رغبتهم تفتيش الهواتف المحمولة التي تضع الابن في حرج أمام أسرته.
  • احذروا! لن تولد تلك الأفعال سوى أبناء فاقدين الثقة بكم وبأنفسهم، فهل تتذكرون عندما كنتم تغلقون الأبواب على أنفسكم وتجلسون وحدكم بعض الأوقات للاستماع إلى موسيقى أو التحدُث مع أحد الأصدقاء أو الاختلاء بالنفس، سيفعل ابنكم كذلك أيضًا، فتقبلوا الأمر بصدر رحب، واحترموا خصوصيته دون افتعال المُشكلات.
  • الاحترام المتبادل
  • هُناك أيضًا بر للأبناء، فدائمًا ما يُسلط المجتمع الضوء فقط على بر الوالدين متناسيين حقوق أبنائهم، فبعض النفوس غير السوية من الأهالي يُقللون من أهمية أبنائهم أو يسبّونهم أمام الجميع، وما إلى ذلك من سلوكيات مُنفرة دون الشعور بالذنب.
  • القاعدة سهلة وبسيطة ومريحة.. عامل ابنك باحترام وتقدير كي يعاملك باحترام هو أيضًا، ولا تسمحوا لأنفسكم بالخطأ في حق أبنائكم.
  • وضع حدود واضحة
  • إنّ الكيَل بمكيالين ووضع حدود غير صريحة أمر يتسبب في حدوث العديد من المُشكلات نتيجة سوء الفهم المُتكرر، لذلك ينبغي تحديد معايير مُحددة في المنزل لا يحيد عنها جميع أفراد الأُسرة حتى لا يشعر المراهق أن القوانين تُفرض عليه وحده!
  • تقبُل التغيرات التي تطرأ عليهم
  • لقد كبر ابنك وتغيّر، وسوف يستمر في التغير أكثر وأكثر، لذلك لا تستهزأ بما يطرأ عليه من تغيرات جسدية، فسوف تُلاحظ أنه يتبدل شكلًا وموضوعًا، وكل ما عليك فعله تقبل فكرة التغيير بل وأن تسعد بها، فالآن طفلك الصغير يبدأ أولى خُطواته نحو عالم الكبار.

الانتباه إلى العوامل الخارجية المؤثرة على شخصيتهم

لستم وحدكم من تربوا أبنائكم وتؤثروا فيهم، فهناك العديد من العوامل المؤثرة الأُخرى التي ينبغي الانتباه إليها وتساعدكم على تخطي مرحلة تربية المراهقين ومشاكلهم، تلك العوامل هي:

  • المدرسة: ينبغي أن تحرصوا على حضور اجتماع أولياء الأمور مرة شهريًا على الأقل لمتابعة أهم الأحداث والتأكد من أن المدرسة توفّر بيئة مناسبة وصحية للأبناء.
  • الشارع والجيران: على الأغلب سوف تلاحظون رغبة أبنائكم في الاختلاط مع أبناء الجيران، فلا بأس من ذلك إن كان تحت إشرافكم.
  • التلفزيون ومنصات التواصل الاجتماعي: تؤثر منصات التواصل الاجتماعي والمسلسلات والأفلام التي تُعرض على التلفزيون في شخصية أبنائكم، لذلك ضعوا قوانينَ مُحددة لاستخدامها وشجعوهم على متابعة المنصات والبرامج المفيدة.

قد يهمك :

لأشياء التي يمكن أن تؤثر على أطفالك المراهقين

فكّر في الأشياء التي يمكن أن تؤثر على أطفالك المراهقين وتجعلهم يتصرفون بهذه الطريقة:

  • التغيرات التي تحدث في أجسامهم مع البلوغ: يمكن أن تتسبب التغيرات الجسدية والهرمونية في تكوين صورة مشوهة لدى المراهق عن جسده، كما تتسبب التغيرات الهرمونية في حدوث تقلبات مزاجية حادة.
  • حاجتهم إلى إثبات أنهم أصبحوا بالغين وأنهم بحاجة إلى أن يكونوا مستقلين، مما قد يتسبب في تمردهم على القواعد.
  • أشياء تحدث بالمنزل: الغيرة الأخوية، النزاعات الأسرية، مواجهة الصعوبات المالية التي يعرف عنها المراهق، وغير ذلك.
  • أشياء تحدث في المدرسة: الأعباء الدراسية، التنمر، الرفض أو الإقصاء من قبل الأصدقاء أو زملاء الفصل، وما إلى ذلك.
  • عدم القدرة على التعبير عن مخاوفهم وقلقهم خوفًا من أن يتم الحكم عليهم أو انتقادهم أو معاقبتهم.
  • عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم أو التغذية الصحية.

تربية المراهقين في الإسلام

إذا بلغ الأبناء مرحلة المراهقة كان لازماً على الوالدين التّعامل مع هذه المرحلة الحسّاسة من العمر، وحماية أبنائهم من الضّياع والانتكاس، ويكون التّعامل معهم له طريقة معيّنة، ومن الأساليب التي ينصح باتباعها، ما يأتي:

  • التّعرّف على أصدقاء المراهق بطريقة ملائمة، وتحذيره من مصاحبة رفقاء السّوء الذّين يجرّون للمهالك؛ لأنّ المراهق يتأثّر كثيراً بأقرانه، أكثر من تاثّره بوالديه وبمعلّميه.
  • تعليمهم الرّياضات النّافعة، التي تملأ أوقات فراغهم، وتفرّغ طاقاتهم الكامنة، وتقوّي أجسامهم، ومن أجل التّرويح عن أنفسهم كذلك، كتعليمهم الفروسية والسّباحة وركوب الخيل، وكلّ ما هو نافع.
  • دمجهم في مؤسسّات المجتمع الفاعلة، وإشراكهم بما ينمّي مواهبهم وقدراتهم. اصطحابهم للمساجد وترغيبهم في سماع مجالس الذّكر، وحلقات القرآن، فيكون سبيلاً لاتّخاذ صحبة صالحة لهم تدلّهم على الخير.
  • توعيتهم بمخاطر بعض المهالك المنتشرة في عصرنا كتذكيرهم بحرمة التّدخين وما له من أثر على الصّحة، وتحذريهم من المخدّرات وما قد تفعل بصاحبها من زوال عقله، وتشتّته، وتدمير جسده، وتوعيتهم من خطر الانجرار وراء الشّهوات، والكبائر المنتشرة من الزّنا، واللواط، وغيره.
  • غرس الرّجولة والثّقة بالنّفس فيهم، وتحذيرهم من التّميّع والانحلال.
  • التّحلّي بالكثير من الصّبر، ومعاملتهم برفق.
  • الابتعاد عن تعنيف المراهق والإكثار من لومه.

كيفية عقاب أبنائنا المراهقين

  • أولاً: وضع خطوط واضحة للتعامل
  • عندما تضع خطوطا وقواعد أساسية للتعامل بها مع المراهق، يجب تنفيذها بكل حزم، حتى لا يأخذ انطباع أنه يمكن التغاضي عن أي قرار أو قانون تضعه في المنزل، سواء كان واضع القواعد الأم أو الأب.
  • ثانياً: تحديد العقاب
  • أثناء وضع القواعد، عليك الجلوس مع أطفالك ومناقشة كل نقطة، وخاصة العقاب الذي سوف تقوم به، حتى يفكر المراهق قبل القيام بأي تجاوز فيما سوف يحرم منه أو يلحق به من ضرر لفترة، وذلك مع وضع عقاب أكبر مخفي يجب اخبار المراهق به، في حالة تجاوزه العقاب الأول، حتى لا يقوم بالفعل الخطأ ويرتب تفكيرة في كيفية تخطى العقاب.
  • ثالثاً: تقيد الامتيازات
  • تؤكد استشاري الطب النفسي، على الآباء ضرورة متابعة المراهقين داخل وخارج المنزل، حتى لا يشعرون أن حدود القواعد أمام الآباء فقط، مع ضرورة تقيد الامتيازات وجعل القليل هو الطبيعي حتى لا يشعر بأنه يمكن أن يستغل امتيازاته في تنفيذ أخطائه، فالتغير والتبديل من حين لآخر واجب على الآباء.
  • رابعاً: تحفيز المراهق على السلوك الطيب
  • عليك تحفيز الطفل على تنفيذ السلوك الطيب وعرض الفوائد التي تعم عليه عند تنفيذ واتباع القواعد الأساسية في المنزل والمدرسة، ومن حين لآخر يجب مكافأته على مجمل الأفعال الجيدة، بالمدح أو بتوفير شيء يسعى لشرائه.

لم تجد ما تبحث عنه؟ ابحث هنا