يتصرف بعض الأطفال بطريقةٍ عدوانية ويدخلون في نوبات غضب رغبًة منهم في الحصول على شيءٍ معين أو لافتقارهم للمهارات الاجتماعية التي يمكنهم استخدامها لحل المشكلات والتعامل مع الآخرين ، مما يشكل تحديًا صعبًا أمام الوالدين للتعامل مع هذا السلوك، في هذا المقال نتعرف كيف اتعامل مع الطفل العدواني ؟

كيف اتعامل مع الطفل العدواني

العدوان يعتبره كثير من علماء النفس والتربية مظهر من مظاهر الإيجابية، وكم كنت أتمنى أن أشرح لكم الأسباب المؤدية إلى هذه المشكلة، ولكن المقام لا يتسع لذلك، ولذا سوف أكتفي بذكر بعض طرق العلاج، فمن هذه الطرق :

كيف اتعامل مع الطفل العدواني
كيف اتعامل مع الطفل العدواني
  • يجب عليكم أن تقوموا بضبط السلوك العدواني، أما بالإثابة (التعزيز) عندما يأتي الطفل بموقف يخلو من العدوانية، يتفاعل فيه الطفل مع صديق أو قريب له بشكل جيد، فتمدحه على حسن تعامله مع صديقه، ونقدم له إثابة ومكافأة كالمديح اللفظي، أو أي شيء آخر يحبه
  • أما إذا قام بسلوك عدواني يستوجب الحزم، فيمكن لكم استخدام أسلوب العزل لبعض الوقت على أن تكون فترة قصيرة، ويفهم أن هذا بسبب هذا الخطأ، ويكون هذا قدر الاستطاعة وفي حدود فهمه وإدراكه.
  • الإكثار من الدعاء له بأن يصلح الله أحواله كلها، وأن يخلصه من تلك النزعات العدوانية الغير مرغوبة، وأن يعينكم على تربيته تربيةً صالحة .
  • على الوالدين أو الكبار عموماً ألا يستخدموا العقاب البدني، كوسيلة لإيقاف السلوك العدواني لدى الطفل، فالغضب الذي يتم كبته خوفاً من العقاب لابد وأن يتراكم ويشتد، حتى يصل إلى الانفجار في صورة عدوانية تدميرية، فالرجاء التوقف عن الضرب فوراً .
  • عدم الإكثار من التدخل في أعماله، أو تحديد حركاته، أو إرغامه على الطاعة العمياء، أو التعرض لأدوات لعبه، أو حبسها عنه فترة طويلة.
  • عدم مواجهة أي نوع من أنواع العنف والعدوان بالنوع نفسه من السلوك، فلا ينبغي ضربه أو معاقبته بدنياً، وإنما ينبغي مواجهته عن طريق استخدام أساليب التوجيه والإرشاد، وإتاحة الفرصة أمامه لإشباع حاجاته في وقتها المناسب.
  • أن تستمعا إليه إذا جاء شاكياً من اعتداء أحد عليه، حتى تقوما بعملية التفريغ النفسي؛ لأنه بذلك يشعر براحة نفسية تصرفه عن أي سلوك عدواني .
  • لابد أن يكون هناك اتفاق بين الوالدين على أسلوب التعامل مع الطفل، وأن تتخذا موقفاً واضحاً ومحدداً من هذه السلوكيات الشاذة أو غيرها؛ لأن التناقض في الأساليب التربوية تخلق مواقف محبطة تؤدي إلى المشكلة.
  • عدم القسوة على الأبناء، أو تدليلهم على نحو مُبَالغ فيه، حيث أن القسوة واللين الزائدتين تفسدانهم، وتنميان عندهم العداوة الزائدة، وسرعة الغضب .
  • عدم الاستهزاء به، أو السخرية منه، أو تخويفه، وإنما دعوه يعبر عن نفسه بنفسه .
  • تشجيعه على ممارسة أي نوعٍ من النشاط الحركي، الذي يتفق مع سنه، دون ممارسة أي نوع من الضغط .
  • عدم تركه وحدة لمشاهد العروض التليفزيونية، التي تتسم بالعنف والعدوان، وإنما لابد من مساعدته؛ لكي يميز بين العنف الواقعي، والعنف الخيالي الذي يشاهده، مع ضرورة العناية باختيار ما تتم مشاهدته قبل عرضه؛ لأنه سيؤدي حتماً مع كثرة المشاهدة إلى تقمص هذا السلوك .
  • يحسن بكم الاطلاع على بعض المراجع المتعلقة بالتربية والسلوك، وهي كثيرة جداً ومنتشرة في المكتبات، وفيها معلومات تربوية ونفسية واجتماعية مفصلة، وأساليب علمية ناجحة، تفيدكم في تحقيق هدفكم، مع تمنياتنا لكم بالتوفيق والسداد، ولولدكم بالهداية والرشاد.

قد يهمك :

صفات الطفل العدواني

تظهر على الأطفال العدوانيين عدد من الصفات والسلوكيّات التي تدل على عدوانيّتهم تجاه الآخرين وتجاه أنفسهم ومن هذه الصفات :

  • الطفل العدواني طفل يسعى لإلحاق الأذى بغيره..وقد يكون هذا الأذى نفسيا أو جسميا أو ماديا.
  • الطفل العدواني يمارس أسلوب القهر على الأصغر منه والأكبر أحيانا؛ يضرب دائما أصدقائه…ويأخذ لعبهم.
  • لا مانع لديه من السرقة، أو ضرب من يخالفه الرأي .. بلا خجل
  • يتصف بالأنانية وحب الذات، والشعور بالغيرة من الآخرين..الأفضل والأكثر تميزا أو تفوقا
  • يقذف الأشياء بالبيت هنا وهناك ويقوم بتحطيمها، يخرب كل شيء يقع بين يديه

الطفل العدواني أسبابه

هناك كثير من الأسباب التي تدفع الطفل للتصرف بشكل عدواني، فقد يلجأ لذلك لجذب الانتباه نتيجة شعوره بالتجاهل من الآخرين، أو قد يقوم بتلك التصرفات للتعبير عن الغضب الداخلي. من أهم أسباب العدوانية عند الأطفال :

  • تشجيع العدوان عند الأطفال : يشجع آباءٌ أطفالهم على الاستمرار في السلوك العدواني، ظنًّا منهم أن في هذا التشجيع تدليلًا لهم؛ وقد يزداد الأمر سوءًا عندما يحث الأبوان طفلهما على الاعتداء على الغير بحجة الشجاعة والرجولة ورد الحق، وغيرها من المفاهيم غير السليمة في هذا السياق.
  • غياب الحرية : يحتاج الطفل إلى التعبير عن ذاته بحرية تامة، فإذا قَيَّض الوالدان مساحة التعبير لديه، أو تنمر الآخرون على طريقة تعبيره أو كلامه مثلًا، فقد يختار العنف والتخريب وسيلةً للتعبير عن نفسه.
  • المنزل : يعتمد الأطفال في سنواتهم الأولى على تقليد من حولهم؛ فإذا كان منزلهم مليئًا بالمشاحنات، ويعتدي فيه الوالدان على بعضهما والإخوة فيما بينهم؛ فلا شك أن سلوك الطفل سيكون عدوانيًّا مثلهم.
  • العنف واللوم : إذا تعامل الأبوان مع طفليهما بعنف مستمر، ولوم شديد، وتسلط ملحوظ؛ فلا شك أن لكل ذلك أثرًا بالغًا على إشعال العدوانية بداخله.
  • لفت الانتباه : قد يعاني الطفل من شعور داخلي بالنقص، بسبب ضعفه الدراسي أو أوصاف الآخرين وتنمرهم، فيسعى بالعدوان إلى لفت الأنظار إليه.
  • إهمال السلوك العدواني : يتعامل بعض الآباء مع سلوك أطفالهم العدواني بسلبية؛ فيهملونه ولا يتصرفون تجاهه تصرفًا إيجابيًّا، فيستمر الطفل في سلوكه العدواني.

كيف اتعامل مع الطفل العدواني في الروضة

يمكنك التعامل مع الطفل العدواني في الروضة من خلال ما يلي :

  • إتاحة الفرصة أمام الطالب لكي يفرغ غضبه بما هو مفيد.
  • محاولة فهم سلوكه وسببه.
  • حاول أن تستوعبه وتوجهه بهدوء.
  • محاولة استثمار تصرفاته.
  • استدعاء ولي أمره والتحدث معه.
  • إذا خرج عن السيطرة، قم بتحويله للإرشاد النفسي.
  • محاولة التحدث معه جانبا وفهم ما يهدف إليه.
  • احرص على أن يكون العقاب آخر حل معه.
  • لا تجادله أو تسخر منه.
  • احرص على أن يكون هدفك الأول التعزيز بدلا من العقاب.
  • لا تبتسم له واعبس في وجهه.
  • اختصر الحديث معه.

التعامل مع الطفل العدواني في المدرسة

هل أنت قادر على التعبير عن مشاعر الإحباط دائما بهدوء، من دون مهاجمة البعض؟ عدد قليل من البالغين لديهم 10/10. وبالتالي فإنه من الطبيعي تماما أن الطفل أيضا يفشل في السيطرة على نفسه.

  • تجنبي مشاهدة الأطفال لأفلام العدوانية، مثل مشاهدة العنف في الأفلام.
  • عليك تفريغ طاقة الطفل من خلال ممارسة البدنية والهوايات الإبداعية، كالتمثيل والغناء والرسم، والفنون التشكيلية، والعزف على الآلات الموسيقية.
  • عليك تنمية بعض السلوك الاجتماعي الإيجابي لدى الطفل من خلال التسامح، والصداقة، والالتزام الأخلاقي.
  • القيام بعملية تعزيز السلوك غير العدواني وتشجيع الطفل على بعض السلوك الصحيح، مثال التعاون مع صديق، وتعزيز الطفل عندما يلعب مع أقرانه دون شجار وصراخ.
  • تجنب تدعيم بعض السلوكيات، والأساليب أثناء التربية، والتي تعمل على حث الطفل على السلوك العدواني، التمييز بين الأخوة، والتجاهل، والعقاب البدني.
  • التواصل مع طفلك ومشاركته مع الاهتمام بما يفعلونه، الكثير من الأطفال الصغار يصبحون أكثر هدوءًا عندما يكون أحد الراشدين قريبا منهم.

لم تجد ما تبحث عنه؟ ابحث هنا