في ظل تحديات العصر الحالي وسعي الجميع لتحقيق أصعب الأحلام، كان من الضروري على الجميع امتلاك عوامل بناء الشخصية القوية. والتي لا ترتبط فقط بقدرك بين الناس بل أيضاً قدرتك على تحقيق أحلام والانظباط ومن ثم النجاح، فكل هذا هو تأثير الشخصية القوية، والتي إذا أردت التمتع بها عليك متابعة نصائحنا للنهاية. حيث سنقدم اليوم على موقع إقرأ ما يلي , نصائح لبناء شخصية قوية , و بناء شخصية قوية ومحبوبة , و كيفية بناء شخصية قوية للمراهق , و أسس بناء الشخصية , و بناء شخصية قوية للطفل , و بناء الشخصية المؤمنة في القرآن.

نصائح لبناء شخصية قوية

نصائح لبناء شخصية قوية
نصائح لبناء شخصية قوية
  • الثقة بالذات
  • الشخصية القوية لا يملتكها إلا شخص واثق بذاته وبما يستطيع أن يقوم به، ومن هنا تظهر قوة شخصيته في اتخاذ القرارات.
  • لذا عليك السعي دائماً لتكون شص واثق بذاته يعرف ما هي مواطن القوة في شخصيته ويعمل على إظهارها كما يدرك نقاط الضعف ويحاول إصلاحها.
  • واجه مخاوفك
  • بالتأكيد لم تسمع من قبل عن شخص يعرف بالجبن والخوف وفي نفس الوقت معروف بقوة شخصيته، فكلتا الصفتين لا يجتمعان.
  • فقط الشخص الشجاع الذي يواجه مخاوفه ويتغلب عليه هو من يطلق عليه صاحب شخصيه قوية.
  • وقد تكون مخاوفك نفسية أو مادية فهذا غير ضروروي والمهم هو التغلب عليها.
  • خوض التحديات
  • نحن في مواجهه يومية للكثير من التحديات سواء خاصة بالعمل واستلام مهام جديدة أو تحديات في العلاقات، والتي لا يمكن أن تتغاضى عنها، بل ترحب بها وتعمل على النجاح فيها.
  • فتلك التحديات هي من ستنصنع منك شخصاً يمكن الاعتماد عليه والرجوع إليه في أي أمر.
  • اختر معاركك بحكمة
  • قد تقع العديد من الخلافات سوء التفاهم من الأهل أو أصحاب العمل والأصدقاء، ولكن هل ستخوض كل هذه المعارك؟
  • إذا فعلت ذلك فحينها لن تصبح ذلك الشخص الحكيم الذي يتمتع بكافة سمات بناء الشخصية القوية، بل شخص متفرغ لأي خلاف.
  • ومن هنا عليك أن تختار من يستحق منك جهد مناقشته في سوء فهمه ومن عليك التغاضي عنه,
  • الصراحة
  • الشخص القوي والشجاع لا يخشى إظهار الحقيقة والتصريح بها حتى وإن كان ذلك سيسبب ضرر له.
  • لذا تعود دائماً على الصراحة في القول يتبعها في ذلك الفعل، وذلك لأن التناقض بين الفعل والقول يجعل منك شخص منافق وليس صاحب شخصية قوية.

وحتى تتمكن من التفريق بين الصراحة ووقاحة القول، عليك اتباع هذه النصائح:

  • بداية تعلم الصراحة البناءة، وهي صراحة تعبر فها عن رأيك لكن بعد اختيار كلمات مناسبة وليست جارحة.
  • بعض الاعترافات الصريحة يجب أن تكون بين دائرة مغلقة من الناس، أي لا يجب أن تعلن عن رأيك أو حقيقة أمر ما وسط المئات من الأشخاص لتصبح شخص صريح.
  • دائماً اجعل أرائك الصريحة متبوعة ببعض النصائح، فهذا سيرغب الناس بمعرفة رأيك دائماً.
  • الثبات على الموقف
  • بناء الشخصية القوية تعني ببساطة الالتزام بقراراتك وموقفك وعدم التأثر بأراء الأخرين أو أي إغراءات، فمن سيثق بشخص يمكن تغيير رأيه في ثواني معدودة!
  • وبالحديث عن هذه الصفة يجب تذكيرك بأن قراراتك يجب أن تتخذ بعد دراسة طويلة ورؤية صائبة لنتائج القرار، حتى تكون مقتنع به ولا يستطيع أحد أن يؤثر عليك.

بناء شخصية قوية ومحبوبة

  • المبادرة بالسلام
  • ينبغي على الشخص البدء بإلقاء التحية على الشخص المقابل، وأياً كانت صيغة هذه التحية، كما يُفضّل أن يظهر الشخص سعادته بالتعرّف على الشخص الآخر، مع التأكيد على مصافحة الأيدي، حيث يضفي ذلك انطباعاً بالإيجابية والقبول.
  • الابتسام
  • الناس بطبيعتهم ودون وعي منهم تنعكس عليهم مشاعر من يتحدّثون إليهم، فإذا أراد شخص ما أن يكون محبوباً من قبل الآخرين، فيستطيع عن طريق التبسم أثناء المحادثات أن يعكس هذا التصرّف على سلوك محدّثيه، وبالتالي سيبادلونه مشاعرهم الإيجابية، حيث إنّ للابتسامة والوجه البشوش دور كبير في جعل الشخص محبوب.
  • إظهار التعاطف
  • يعمل إظهار التعاطف على إبقاء تركيز الفرد على الآخرين، حيث إنّ الناس يركزون على ذواتهم وبالتالي يشعرون بالرضا عنها حين يكونوا محط اهتمام وانتباه غيرهم، ويستولي هذا التعاطف على الحالة الجسدية، والشعور الانفعالي، والرسائل اللفظية، واستخدام اللغة المناسبة للفرد ممّا ينعكس عليه مرةً أخرى، وتُعدّ عبارة إذاً وأنت الصيغة الرئيسية لبيان التعاطف؛ لأنّها تصرف التركيز عن الفرد للطرف الآخر في الحوار، فيظهر كأنّه محور النقاش.
  • إتقان لغة الجسد يمكن إتقان لغة الجسد من خلال اتباع الخطوات الآتية:
  • إمالة الرأس باتجاه الآخرين. تحريك الحاجبين لأعلى وأسفل قليلاً وبسرعة عند بدء التحدث مع شخص كان بعيداً، وتعتبر هذه الحركة إحدى الإشارات الشائعة لإظهار الصداقة.
  • التشبه بنفس وضعيات الجسم لدى الآخرين، فربما يوحي ذلك بتماثل تسلسل الأفكار.
  • تجنب التسلط والهيمنة.
  • التعامل مع الآخرين بألفة ولطف يتمثل التعامل مع الآخرين بألفة ولطف في بعض الطرق، ومنها ما يأتي:
  • التصريح بوضوح عن القيم الخاصة، والالتزام بفعل ما يُقال، والاطلاع والتعلم باستمرار.
  • أن يكون الإنسان على طبيعته حتّى يحبه الناس كما هو وليس كما يعتقدون أو كما يتمثل لهم. أن يكون الإنسان مصدراً للثقة.
  • تخصيص وقت للآخرين. الصدق والصراحة ولكن بعيداً عن الوقاحة.
  • تخصيص مساحة خاصة للآخرين.
  • تجنب الحكم على أخطاء الآخرين، والاستعداد لمسامحتهم ومنحهم فرص أخرى.

كيفية بناء شخصية قوية للمراهق

يعاني بعض الأطفال المراهقين من قلة الثقة بالنفس، فكيف أقوي شخصية ابني المراهق؟ فيما يأتي أهم الخطوات والنصائح التي تساعد الآباء على تقوية شخصية ابنائهم المراهقين:

  • تحفيز الأبناء على تطوير مهاراتهم
  • يُنصح الآباء بأن يكونو عمليين وإيجابيين فيما يتعلق بتحفيز مهارات أبنائهم وحثهم على القيام بها بالطريقة الصحيحة.
  • على سبيل المثال يُنصح بتحفيز الأطفال المراهقين الذين لديهم اهتمامات بكرة السلة بالقيام بالتمارين اللازمة لذلك، إضافة إلى الاستماع إلى نصائح المدرّب بتركيز.
  • يساعد اكتساب المراهقين للمهارات المختلفة بتقوية شخصياتهم بشكل كبير وزيادة ثقتهم بأنفسهم.
  • حث الأبناء على تجربة الأشياء الجديدة
  • عند تجربة الأبناء لأشياء جديدة فإن ذلك يساعدهم على اختيار ما يحبونه من أشياء، كما يساعد هذا الأمر على تعليمهم بأن بعض الأشخاص يكونون قادرين على أداء مهام معينة بشكل أفضل من غيرهم.
  • حث الأبناء على المحاولة مرارًا وتكرارًا
    عند قيام الأبناء بعمل أي فعل خطأ فإنه يجب تحفيزهم على المحاولة مرارًا وتكرارًا، وتعليمهم بأن جميع الأشخاص يقومون بارتكاب الأخطاء.
  • يمكن للآباء مشاركة الأبناء بقصص متعلقة بعدد المرات التي قاموا فيها بالفشل سابقًا وكيف قاموا بالتعامل مع الأمر.
  • يجب على الآباء أن يكونوا مثالًا يحتذى به
  • يُنصح الآباء بإظهار الثقة بأنفسهم أمام أبنائهم مثل التحدث عن طرق التغلب على مشكلة معينة يواجهها الآباء في العمل على سبيل المثال.
  • تحفيز الثقة بالنفس لدى الأطفال
    يُنصح بتحفيز ثقة الأطفال بنفسهم من خلال نصحهم بالنظر إلى عيني الأشخاص من حولهم أثناء الحديث معهم، والقيام بعمل ما يحبونه، وعدم التركيز على الأمور التي لا يستطيعون فعلها، وترك الأمور أو المواقف التي لا تناسبهم.
  • احترام خصوصية الأبناء
  • يُنصح الآباء باحترام خصوصية الأبناء لما في ذلك فائدة كبيرة في تعزيز ثقة الأبناء بأنفسهم وتقوية شخصيتهم.
  • إن منح الثقة للأبناء يساعد على تعزيز الثقة بالنفس لديهم، ولكن لا تعدّ هذه الثقة مطلقة بل يجب الحوار مع الأبناء ووضع شروط على أهمية عدم خرق هذه الثقة.
  • تقدير مشاعر الأبناء
  • يُنصح بالاستماع إلى الأبناء باستمرار وتقدير مشاعرهم أيّ كانت طبيعتها، إضافة إلى محاولة فهمهم وعدم محاولة تهميش أو تصغير المشكلة التي يمرون بها.

أسس بناء الشخصية

  • الاحترام
  • يجب أن تعتمد حياتك اليومية الخاصة بك على الاحترام لما له دور في بناء الشخصية المتوازنة
  • احترام نفسك و الآخرين هو أساس كل سمات الشخصية الإيجابية الأخرى.
  • لا ينبغي التسامح مع السلبية و الإساءة من أي نوع ، و يجب عليك مواجهة العواقب التي تحققت.
  • إنشاء حملات ضد التحرش و تمجيد فضائل معاملة جميع الزملاء.
  • الدراسة باحترام و كرامة.
  • بناء مجتمع مهتم
  • يمكن تشجيع سلوك الرعاية من خلال اتباع سياسة عدم التسامح مطلقا مع الاتصال بالأسماء أو الهجمات الشخصية أو التنمر.
  • وصف مفهوم “الأفعال الطيبة العشوائية” للاشخاص و شرح طريقة إظهارها.
  • التطوع
  • و كما دور الصحة النفسية في بناء الشخصية يتمثل بعدة افعال، مثلا، اقض بعض الوقت في الفصل مثلا لإبراز فضائل و أهمية التطوع ، و ابدأ برامج تطوعية في فصلك الدراسي او مدرستك او عملك ، و اسمح للطلاب بقراءة أو تعليم الأطفال الصغار ، و المساعدة في عمل الكمبيوتر ، و المساعدة في ذلك ، و المساعدة في فهم المقروء أو تقديم الدعم للطلاب الذين يتعافون من المرض أو الإصابة.
  • يمكنك جمع التبرعات لهدف نبيل ، ربما حتى تلك التي تخدم الأطفال.
  • مثال على ذلك هو The Smile Train ، الذي يقدم جراحات مجانية للأطفال الفقراء الذين يعانون من شق الشفة. يمكن للطلاب تنظيم و تنفيذ مشروع إعادة التدوير ، و العمل من أجل التبرعات أو كسب المال لركوب الدراجة ، إلخ.
  • الشخصية في العمل
  • مثلا ، خلال العام الدراسي ، تحدى الطلاب لإنشاء مشاريع صفية يمكن أن تفيد المدرسة أو المجتمع.
  • التفكير في الأفكار التي تطور ركائز الشخصية التي تمت مناقشتها في النصيحة رقم 1
  • الاجتهاد من أجل روح مجتمعية قوية.
  • مثلا اطلب من الطلاب الأكبر سنًا إدارة هذه المشاريع، فالعمل مع الطلاب لتخطيط الخطوات اللازمة للحصول على دعم الوالدين و المجتمع
  • طلب رعاة أو تبرعات حسب الحاجة.
  • هذه مجرد بعض الاقتراحات لبناء الشخصية في المدارس والطلاب.
  • و مع ذلك ، هناك فرص لا حصر لها للقيام بذلك خلال اليوم الدراسي.
  • تحديد أركان الشخصية
  • لقد قيل أنه يمكن قياس الشخصية بما يمكن أن يفعله المرء إذا لم ينظر إليه أحد، و هذا من اساسيات تعريف الشخصية
  • يتم غرس الشخصية الحقيقية على مستوى عميق بحيث يكون السلوك الإيجابي تلقائيًا.
  • يحدد معهد جوزيفسون للأخلاقيات الركائز الأساسية للشخصية لتشمل: الجدارة بالثقة ، و المسؤولية ، و الاحترام ، و الرعاية ، و الإنصاف ، و المواطنة.
  • في بعض الأحيان يتم تضمين الشجاعة و الاجتهاد و النزاهة أيضًا.
  • تتمثل إحدى طرق معالجة هذه الركائز في اختيار واحدة شهرية و إيجاد طرق لإبرازها.
  • مثلا ، قم بإنشاء ملصق تفاعلي على لوحة الإعلانات في الفصل الدراسي ، و صمم مشاريع الكتابة الإبداعية حول الموضوع ، و شجع الطلاب على استكشافه ، و كيف تحدد الجدارة بالثقة والاحترام والنزاهة؟
  • يعد التركيز على ركيزة واحدة شهريًا طريقة رائعة لزيادة الوعي بسمات الشخصية التي يمكنهم السعي لبنائها على أنفسهم.
  • يمكن للاشخاص أيضًا قراءة كتاب يشعرون أنه يجسد هذا الموضوع أو إنشاء عبارة شخصية خاصة بهم حول هذا الموضوع.
  • تحديد القواعد الخاصة بك
  • تقع على عاتقك مسؤولية وضع قواعد ثابتة لسلوكك ، لذلم كن واضحًا بشأن القواعد الأساسية ، وتحديد ما تتوقع رؤيته من نفسك و ما هو غير شخصي مقبول ، ومناقشة القواعد مع نفسك ، و كذلك كل قاعدة تجسد و تتجسد
  • تأكد من أن تكون قدوة حسنة، لنفسك أيضًا ، كما ان اثر العبادات في بناء الشخصية الاسلامية له دور كبير في بناء الشخصية
  • أكمل عملك في الوقت المحدد ، و كن منظمًا و دقيقًا ، و احترم الآخرين دائمًا.
  • حاول أن تظل إيجابيًا.
  • مدح نفسك على إظهار حسن السلوك و الشخصية ، ووضع نموذج إيجابي يحتذى به .
  • يمكنك استخدام نظام المكافآت للسلوك الجيد للاخرين، مثل أو النجوم الذهبية ، ويمكن استبدال الأرصدة التي تم الحصول عليها بمزايا نصف سنوية للطلاب مثلا
  • كن متواضع، التواضع هو بداية الحكمة ، لبناء شخصيتك يجب أن تكون منفتحًا على مسارات جديدة.
  • عش مبادئك و قيمك، سواء كان الأمر يتعلق بـ “حب الآخرين” أو “القيام بالشيء الصحيح” ، فإن العيش وفقًا لمبادئك سيجعل اتخاذك للقرارات أسهل و شخصيتك أكثر أمانًا.
  • كن كالبحر المتعمد، النزاهة لا تحدث بالصدفة ، فنحن جميعًا نتاج أفكارنا و عاداتنا ، كن عازمًا أن تملأ عقلك بأفكار جيدة، خلق عادة لهذا تستوعب المبادئ و تولد شخصية عالية.

قد يهمك :

بناء شخصية قوية للطفل

  • مشاركة الطفل في أعمال المنزل اليومية
  • وُجد أن الأطفال الذين يكبرون في بيوت يشاركون بإنجاز أعمالها اليومية يكبرون ليصبحوا موظفين أكثر تعاونًا مع زملائهم وأفرادًا ذوي حس عالي بالمسؤولية، وفي ما يأتي أبرز الأمور التي يُمكن للطفل أن يُشارك بعملها:
  • رمي النفايات في مكب النفايات.
  • غسل الصحون.
  • ترتيب غرفته الخاصة.
  • طي الملابس.
  • تعليم الطفل المهارات الاجتماعية اللازمة مبكرًا
  •  في دراسة، تم إجراؤها على مدى 20 عامًا من قبل جامعتي بنسلفانيا ودوك شملت أكثر من 700 طالب وطالبة أمريكيين بين سن الحضانة وعمر 25 عامًا، تبين وجود علاقة قوية بين قدرات الأطفال الاجتماعية ومهاراتهم في التواصل مع الآخرين في صف الحضانة وقدرتهم على النجاح وتطوير شخصيات قوية واثقة في العمل والتعليم لاحقًا في الحياة.
  • لذلك يجب البدء في تطوير المهارات الاجتماعية للطفل بدءًا بفترة الحضانة، ويمكن تطبيق ذلك من خلال:
  • اصطحاب الطفل إلى المناسبات الاجتماعية.
  • تعويد الطفل على رد السلام.
  • فسح المجال للطفل بالحديث أمام الجميع، وعدم منعه من ذلك.
  • توقع الأفضل للطفل من قبل الأهل
  • وُجد أن الآباء الذين يرسمون أحلامًا كبيرة لأطفالهم ويضعون لهم خططًا مستقبلية تتضمن دخول الجامعة وتحصيل تعليم عالي هم الأكثر قابلية لتنشئة أطفال بشخصيات قوية وواثقة يرغبون بتحقيق أحلامهم وأحلام عائلاتهم.
  • تنشئة الطفل ضمن إطار عائلي متماسك
  • يجب تنشئة الطفل ببيئة آمنة ومستقرة لتقوية الشخصية الخاصة به، حيث وُجد أن الأطفال لعائلات بأبوين مطلقين أو لعائلات كثيرة الخلافات يميلون لأن يكونوا أقل نجاحًا وقوة من أولئك الذين ينشأون في عائلات قوية الصلات والروابط.

بناء الشخصية المؤمنة في القرآن

إن الأساس الأول لشخصية المسلم هو الأسوة الحسنة إذ يبدأ المسلم تكوين شخصيته الإسلامية سلوكاً وتطبيقاً من القرآن الكريم ومنهج الرسول صلى الله عليه وسلم وأهل بيته الكرام رضي الله عنهم، فقد ذكر القرآن الصفات الأساسية التي تشكل صورة واضحة الملامح لشخصية المؤمن كما أرادها الله تعالى وهي الصورة التي تمثلها شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم لأن خلقه القرآن ولأن الله تعالى قد أدبه فأحسن تأديبه.

أما الأساس الثاني فهو العلم، حيث تتسامى شخصية المسلم بالعلم الذي يكشف له طريق الحق والخير وينير مسالك الحياة فيمضي فيها على هدى، فتتميز شخصيته عن غيره بالفكر والعلم المفيد، ومن أسس الشخصية الإسلامية، العبادات فهي دعائم الإسلام وهي التطبيق العملي للعقيدة والعبادات بدورها تثمر السلوك الصحيح والخلق القويم وترسم لشخصية المسلم، الخطوط العريضة فيعيش حياته موصولا بربه، حانيا على مجتمعه، ففي كل عبادة من عبادات الإسلام يستشعر بنبض الإيمان في أعماقه فلا ينبعث من حياته إلا الخير.

ويعتبر العمل من الأسس الهامة في بناء شخصية المسلم، فالمسلم العامل له في الحياة أهميته مهما كان عمله مادام عملًا شريفًا وما دام كسبه حلالًا فهو يشارك في عمارة الحياة وازدهارها ويعمل على دفعها إلى الإمام.

وتنهض شخصية المسلم على أساس العمل بإتقانه له، أخروياً كان أو دنيوياً، ثم يأتي الجهاد كأساس أخير لشخصية المسلم فهو شجاع لا يعرف الجبن إلى قلبه سبيلاً، يتوجه بعقيدة راسخة يرى من خلالها أن الأجل واحد، لذا فهو يدافع عن الدين وعن النفس والعرض والأرض والمال وفي قلبه يقين لا يتزعزع.

ومن ملامح شخصية المسلم، العزة من غير تكبر فهو لا يذل ولا يستكين لأحد، وعزته هذه تتنافى مع الغرور والاستعلاء، كما يتميز المسلم باستقلال الشخصية فهو يعتنق الحق ويسير على ضوئه ويعمل في دائرته دون أن يكون هناك أي تأثير خارجي عليه، وقد حرص الإسلام على تحرير الشخصية لئلا تستبد بها الآفات أو تحتلها الأباطيل والنزعات، فليس لأحد أن يخضع إلا لله، ودعا إلى تحرير الشخصية من العادات السيئة والتقاليد المرفوضة، وحث المسلم إلى تحرير شخصيته من الخوف والقلق.

ومن ملامح شخصية المسلم أيضاً، الثبات في العسر وفي اليسر، فهو شاكر في السراء، صابر في الضراء، وللمسلم شخصيته المعتدلة نحو المال الذي استودعه الله إياه فهو يتصرف فيه بالطرق المشروعة من غير إسراف أو تقتير سائرا على المنهج القرآني الذي رسمه الله تعالى في قوله: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ﴾ [الفرقان: 67] [1] والذين إذا أنفقوا من أموالهم لم يتجاوزوا الحد في العطاء، ولم يضيِّقوا في النفقة، وكان إنفاقهم وسطًا بين التبذير والتضييق[2].

ولشخصية المسلم سمة من أرفع السمات التي تميزه عن غيره، أنها القوة الدافعة قوة الإيمان التي تستحثه لارتياد مسالك الخير وتجعل منه إنساناً قوياً لا يخشى في الحق لومة لائم، وهو ثابت الشخصية لا تزلزله عواصف الحياة، انه يستمد ثباته من عقيدته الثابتة التي تمنحه القوة والرسوخ ولذا نرى الإنسان المسلم صاحب العقيدة الراسخة، ثابتاً في كل أحواله وإعماله وأفعاله، يتحلى بالأخلاق والقيم النابضة، ومن ابرز صفات المسلم الشجاعة الأدبية فهي إحدى قيم الإسلام الهامة، والشجاعة الأدبية تحتاجها مواقف الحياة الفاضلة، كجهاد أهل الباطل والزيغ والجهر بكلمة الحق، فالمسلم الذي يعتمد على ربه لا يخاف من مخلوق وإنما يخاف ربه وحده القادر على كل شيء، ويعمل الإسلام على إلا يتعرض المسلم إلى الأذى بأية صورة، ووجوب المحبة والمودة لأخيه المسلم وان يؤثر أخاه على نفسه وعندئذ ترتقي شخصيته الإيمانية ويستشعر عظمة الإسلام في كل كيانه، ولشخصية المسلم مظهر معين يتسم بالهدوء، فهو لا يقوم إلا على ما يطمئن إليه، كما يتميز بصفاء القلب ونقاء سريرته، فبصفاء القلب وصلاحه تستقيم الجوارح ويتهذب السلوك، وهو قادر على ضبط النفس، فالإنسان القائم على نفسه، الحاكم لرغباتها الكابح لجماحها، إنسان قوي الشخصية، والمسلم غني النفس راض بما في يده، قانع بما عنده لا يتطلع إلى غيره.

وهناك عوائق تعترض النفس البشرية وتعوق أمنها وراحتها فإذا ما اهتدى بهدى الله ويمم وجهه شطر الإيمان وجد العقيدة الإسلامية عاصمة له يقول عز وجل: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام: 82][3] الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه ولم يخلطوا إيمانهم بشرك، أولئك لهم الطمأنينة والسلامة، وهم الموفقون إلى طريق الحق[4].

ويعنى الإسلام ببناء الشخصية على الصدق منذ فجر الصبا ويدعو الآباء والأمهات إلى تنشئة الأبناء عليه منذ صغرهم. ومن سمات شخصية المسلم الحياء وهو شعبة من الإيمان وتتسم شخصية المسلم بأعلى أنواع الحياء وهو الحياء من الله تعالى كما تتميز شخصية المسلم بالأمانة حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ زِيَادٍ الثَّقَفِيُّ، سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ))[5].

ولعظمة الأمانة وضخامتها وما تشتمل عليه من أحكام الدين الشرعية فأن ضعاف الشخصية لا يستطيعون حملها، كما تتميز شخصية المسلم بالتعاون والعفة نظرا لحرصه على حفظ دينه وعرضه وكرامته وشرفه، والمبادرة بالعمل الصالح والوفاء والشكر والبر وقدرته على توثيق العلاقات الإنسانية والاجتماعية والعفو عند المقدرة والصبر وغير ذلك من السمات[6].

لم تجد ما تبحث عنه؟ ابحث هنا