يميل الأطفال لتقليد آبائهم، ولهذا يجب أن يحرص الآباء على أن يكونوا قدوة جيدّة لأطفالهم، وتجنّب استخدام الكذب أمامهم أبداً حتّى لو كان ذلك الكذب بما يمسمّى بالكذبات البيضاء، واتباع سياسة الصدق المطلق أمامهم وجعله شعاراً لهم وللأسرة ، لذلك سنتعرف في السطور القادمة كيف اتعامل مع الطفل الكذاب ؟

كيف اتعامل مع الطفل الكذاب

تختلف طرق التعامل مع الطفل الكذاب باختلاف عمره، حيث إن الطفل الأقل من ثلاثة سنوات لا يدرك أنه يكذب، لذا ردة الفعل يجب أن تكون مختلفة عن الطفل في سن الإدراك.

كيف اتعامل مع الطفل الكذاب
كيف اتعامل مع الطفل الكذاب

المرحلة من عمر 3:2 سنوات

  • المرحلة الأولى في التعامل مع الطفل الكذاب تكون عند عمر سنتين إلى ثلاث سنوات، فيجب منذ الصغر أن نشجع الطفل على الصدق حيث في هذا العمر لا توجد نية على الكذب، وكل ما يهمه هو إخفاء السلوك السيء حتى لا يزعج والديه.
  • وعندما نواجه الطفل بالكذب فإننا نبالغ في ردة فعلنا فهو لا يفهم ما الذي فعله، وهنا يجب أن نلتزم الهدوء ونتبعها نبرة هادئة ونوجه الطفل إلى السلوك الصحيح الذي يجب فعله من خلال ذكر الحقائق دون الدخول معه في صراعات.

المرحلة من عمر 5:4 سنوات

  • في هذه المرحلة لا بد من اتباع التربية الايجابية، بمعنى أن نكون البوصلة العاطفية للطفل، لذا لا بد من التحكم في ردود أفعالنا لأنها سوف تحدد كيفية تفاعل الطفل معها.
  • فإذا اكتشفت الأم أن طفلها يكذب يجب أن تلتزم بالهدوء، وفي نفس الوقت تستخدم صوتاً حازمًا للتأكيد على فكرة أن الكذب ليس من الصفات المقبول بها.
  • وفي هذا الوقت يجب أن يعرف الطفل أنك لست غاضبًا من السلوك السيئ، بل أنك غاضب من الكذب نفسه، وهنا يجب التحدث معه حول شعوره بالأمان وأنه يجب التحدث بما حدث بالفعل.
  • ويمكن أن تتطلب هذه المرحلة محاولة التحدث مع الطفل أكثر من مرة في أكثر من موقف، يمكنكم كذلك التعرف على أهم طرق التعامل مع الطفل العنيد.

التعامل مع الطفل الكذاب: من عمر 10:6 سنوات

  • أما المرحلة الثالثة في التعامل مع الطفل الكذاب تكون عند عمر ما بين 6 إلى 10 سنوات، فمع تقدم الطفل في السن تزداد الأكاذيب ويكون الطفل أكثر هدوءً عند الاستجواب.
  • وفي هذه المرحلة تكون الاستراتيجيات الوقائية أفضل حل لتقليل الكذب، وذلك عن طريق التحدث دائمًا أمام الأطفال عن السلوكيات المرغوب فيها مثل الصدق ومدى أهميته.
  • على سبيل المثال: إذا كذب طفلك ومع الوقت اعترف بالكذب وتم كشف الحقيقة، هنا يجب النظر على الجانب الايجابي وهو لحظة الاعتراف بالكذب، أما إذا أصبحت الأكاذيب تسبب خطورة على الطفل فلا بد من تحديد عواقب مناسبة لسن الطفل.

قد يهمك :

صفات الطفل الكذاب

من صفات الكذب عند الأطفال ما يلي :

  • إرتباك الطفل في بداية الحديث
  • تجنب النظر في عيون من يتحدث إليه
  • تناقض في حديث الطفل
  • كلام الطفل يكون غير منطقي
  • إحمرار وجه الطفل في بعض الحالات
  • تردد الطفل أثناء الحديث
  • الصوت المهزوز أثناء الكلام
  • شعور الطفل بالخوف والقلق والتوتر أثناء الحديث
  • لمس الأنف أو الفم أثناء الحديث

مشكلة الكذب عند الأطفال أسبابها

هناك الكثير من الأسباب التي تدعو طفل إلى أن يكذب عليك أو على أصدقائه، لذا عليك أن تتعرفي على أسباب الكذب عند الأطفال، حتى تتعرفي كيفية معالجة هذه المشكلة :

  • الكذب من أجل التجربة في كثير من الأحيان يكذب الأطفال لكي يجربوا نتيجة الكذب، فبعد أن يتعرف الطفل على فكرة الكذب، يحاول تجربته لمعرفة ماذا سيحصل بعد ذلك.
  • الكذب بسبب عدم الثقة بالنفس قد يكذب الأطفال الذين يفتقرون إلى الثقة بأنفسهم بأكاذيب كبيرة ومدهشة أحيانًا، وذلك ليجعلوا أنفسهم أكثر إثارة للإعجاب أو مميزين أو موهوبين أكثر، وذلك لتضخيم احترامهم لذاتهم وجعل أنفسهم يبدون جيدين في عيون الآخرين.
  • الكذب من أجل الحصول على أمر ما أو تجنب عواقب ما قد يكذب طفلك لكي يتمكن من الحصول على أمر يريده، أو ليتجنب عواقب ما، أو ليتخلص من فعل شيء ما لا يريد أن يفعله، فيلجأ إلى التبريرات الكاذبة.
  • الكذب لإبعاد التركيز عنه قد يلجأ طفلك إلى الكذب لكي يبعد أعين الناس وتركيزهم عنه، وفي غالب الأحوال يلجأ إلى ذلك الأطفال الذين يعانون من القلق أو الاكتئاب، فمثلًا قد يقول لك طفلك “لقد نمت جيدًا بالأمس” على عكس الواقع الحقيقي، وذلك لكي لا تقلقي بشأنه.

كيفية التعامل مع الطفل الذي يكذب ويسرق

فيما يلي بعض الطرق التي يمكنك من خلالها التعامل مع مشكلة السرقة التي يواجهها طفلك :

  • قل بوضوح إنه فعل شيئاً خاطئاً عندما تتأكد من فعل السرقة تماماً، ويعترف ابنك أنه أخذ هذا الشيء فعلاً، يجب أن تعلم الأطفال بعدها أن فعل السرقة غير مقبول، وأن تُخبرهم أن ما قاموا به هو عمل خاطئ، ويمكن أن يتسبب لهم في عقوبات قانونية.
  • اكتشف السبب الجذري إذا كنت ترغب في منع طفلك من السرقة، فعليك أن تصل إلى السبب الجذري الذي أثار دفعه للقيام بهذا الفعل، عليك أن تتحدث مع طفلك، وحاوِل تحديد سبب قيامه بالسرقة، وما هو الدافع، ومعرفة ما إذا كان هذا شيئاً متكرراً، لكن أثناء هذا لا تحاول أن تحرج طفلك أو تخيفه أو تسخر منه.
  • حافظ على هدوئك لا ترفع صوتك، ولا تستخدم انفعالك لتُعرّف ابنك أنه قام بشيء خاطئ، عليك أن تجعل ابنك يدرك خطأ تصرفه، دون أن تُجبره على القول إنه لن يسرق مرة أخرى، بدافع الخوف.
  • اطلب من ابنك إصلاح الخطأ بعد اعتراف الطفل بالفعل عليك أن تطلب منه الاعتذار للشخص الذي سرق منه، وتقديم هدية صغيرة لهذا الشخص لإصلاح المشاعر الصعبة التي تسبب له بها، كما يجب إرجاع البضائع أو سداد الأضرار إذا تمت السرقة من متجر، قد تكون هذه تجربة مُذلة لطفلك، مما قد يساعده على الابتعاد عن السرقة تماماً بعدها.
  • لا تتهم طفلك أبداً عليك ألا تبدأ أبداً باتهام طفلك، ولا تواجهه بتشكك فيه إلا إذا رأيت ابنك يسرق أو سمعت عنه من شخص تثق به تماماً، ففي بعض الأحيان قد يكون ابنك ضحية لاتهامات زائفة أو سوء فهم، ورغم ذلك يجب عليك على أي حال التصرف على الفور، وألَّا تنتظر الإثبات، قد لا تكون قادراً دائماً على إثبات أن طفلك قد سرق، خاصةً إذا تعلم طفلك التستر عن طريق الكذب.
  • سامح ابنك على الرغم من أن فعل السرقة صادم ومؤلم، إلا أنه يجب عليك مواجهة المشكلة كوالد، يجب عليك أن تنقل إلى طفلك أنك لا تزال تحبه وتغفر له، يمكنك أن تمنح طفلك عناقاً وقُبلة، مما سيُساعده على الامتناع عن القيام بذلك مرة أخرى، إذا كان قد فعل ذلك لجذب الانتباه.
  • لكن عليك أن تُخبره أنك تراقب سلوكه بعد أزمة السرقة، وأنك فقدت بعض الثقة، وأنه بحاجة إلى إعادة كسب ثقتك فيه من جديد.

كيفية التعامل مع الطفل الكذاب ذو الخيال الواسع

يتمتع بعض الأطفال بخيال واسع وهذا دليل علي ذكاء الطفل وليس مرضه ، ولكن عندما يُهمل هذا الخيال أو يساء استخدامه يتحول لمشاكل نفسية وسلوكية يعاني منها الأطفال ، إليكم فيما يلي عـدة طرق للتعامل مع خيال طفلكِ الواسع :

  • إذا كان طفلك يقوم بحكى قصص من وحى الخيال دون نسبها إلى أشخاص معروفة فهذا لا يعتبر كذبا على الإطلاق ولكن نسج من وحى الخيال، ولا داعى للقلق حفزيه فقط على الاستمرار.
  • من فترة لأخرى يجب أن تقوم الأم بنسج حكاية مع طفلها وتترك له زمام الخيال فى يده ليبدع فى السرد.
  • فى حالة نسب المواقف إلى الأشخاص يجب أن تقوم الأم بتوجيه الحكاية إلى الطريق السليم بأن تقول له إن فلانا لا يمكن أن يفعل ذلك وعليك تذكر الحقيقة .
  • لا تحاول تكرار على مسامع طفلك كلمة “أنت كذاب” ولكن حفزيه بطريقة أو بأخرى على قول الحقيقة.
  • إذا كان الطفل يحكى قصة للهروب من عقاب، على الأم أن تخبره بهدوء أنها تعلم أنه يمزح معها والأفضل أن يقول الصدق حتى لا تغضب منه.

علاج الكذب عند الأطفال في الإسلام

أوجب الله على الوالدين مسؤولية تجاه أبنائهم بتنشئتهم على الإيمان والتقوى والأخلاق الفاضلة والصدق وتجنب الكذب، فقال سبحانه وتعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ {التحريم:6}

  • أمرنا بالصبر عليهم والمجاهدة فيهم، فقال سبحانه: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا {طـه:132}، وينبغي أن لا يهمل جانب القدوة الحسنة، وجانب الدعاء الذي يهمله الكثير من الناس، وكذلك الأعمال الصالحة، فإنها تحفظ الأبناء.
  • قال ابن سيرين: أي بني، إني أطيل في الصلاة رجاء أن أحفظ فيك، وتلا قوله تعالى: وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا.
  • واعلمي –رحمك الله- أن علاج الكذب بالقسوة أو التعنيف لا يفيد في هذا السن، فيجب معرفة دوافع الكذب والتغلب عليها، وزجر الأبناء بنصوص الشرع الواردة في ذم الكذب، مثل قول الرسول صلى الله عليه وسلم: وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار.
  • وأنه من خصال المنافقين، وترغيبهم في الصدق، وأنه أساس الحسنات وجماعها، قال صلى الله عليه وسلم: عليكم بالصدق، فإنه يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة.
  • ال ابن القيم: الإيمان أساسه الصدق، والنفاق أساسه الكذب، فلا يجتمع كذب وإيمان إلا وأحدهما يحارب الآخر. انتهى.

لم تجد ما تبحث عنه؟ ابحث هنا