يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال قصص واقعية خيالية ، و قصة خيالية لفتاة ، و قصص خيالية قديمة ، و قصة خيالية قصيرة ، و قصة خيالية للاطفال ، القصة القصيرة هي سرد لأحداث واقعيّة أو خياليّة، وقد تكون شعراً أو نثراً، وتُروى بهدف إثارة اهتمام السامعين والقراء، وإمتاعهم وتثقيفهم، وسنذكر في هذا المقال مجموعةً من نماذج قصة خيالية قصيرة بالعربية ، نتمنى أن تنال إعجابكم.

قصص واقعية خيالية

قصص واقعية خيالية
قصص واقعية خيالية

قصص واقعية خيالية ، ذات يوم في قرية بعيدة في الريف كان يعيش طفلٌ صغير عمره سبع سنوات مع أسرته المكوّنة من أب وأم وجدّة كبيرة في السن، كان الطفل اسمه عمر وكان شعره أشقر ووجه أبيض وعيناه بنيّتي اللون، كان عمر يذهب كلّ صباح إلى المدرسة التي تقع في الغابة، وهي عبارة عن بيت صغير فيه غرفة واحدة كبيرة مصنوعة من الخشب وهي الصف الذي يدرس فيه التلاميذ ويتعلمون القراءة والكتابة والحساب ويحفظون الأناشيد الجميلة.

ذات يوم كان عمر عائدًا من المدرسة وإذا به يلمح غزالًا ينظر إليه من بعيد ويناديه بلغة الإنسان وهو يقول له: تعال يا عمر، تعال وساعدني، فخاف عمر وعاد إلى المنزل راكضًا خائفًا ممّا شاهده، فهو يعلم أنّ الحيوانات لها لغة خاصّة بها ولا تعرف كيف تتحدّث بلغة الإنسان، فخاف من ذلك الغزال وركض مسرعًا إلى بيته، وفي المساء أراد أن يخبر والديه بما شاهده ولكنّه خشي ألّا يصدّقاه؛ فليس هنالك حيوان قد تكلّم قبل اليوم ليتكلّم الغزال.

لم يخبر عمر أحدًا بما رآه، بل صار يشكّ في نفسه ويقول: هل رأيتُ غزالًا حقًّا، وهل تحدّث إليّ؟ لا بدّ أنّني لم أشاهد شيئًا ولو كنتُ شاهدتُ ذلك الغزال لجاء إلى البيت وطلب مني المساعدة، نعم نعم هو غير موجود وأنا كنتُ أتوهّم ليس إلّا.

في اليوم التالي ذهب عمر إلى المدرسة فعلًا وكان خلال سيره إلى المدرسة يفكّر بذلك الغزال الذي رآه، وينظر إلى اليمين وإلى اليسار يحاول أن يرى هل كان هنالك غزال فعلًا أو أنّه قد كان يتوهّم؟ وصل عمر إلى المدرسة ولم يرَ الغزال في مكانه الذي شاهده فيه في اليوم السابق، وطوال دوام المدرسة كان عمر شارد الذهن ولا ينتبه إلى الآنسة يفكّر في الغزال ويعتقد أنّه سيلتقي به في طريق العودة إلى البيت.

بعد انتهاء دوام المدرسة عاد عمر كعادته وحيدًا إلى بيته الذي يقع في آخر الغابة، وفي الطريق وقف في نفس المكان الذي رأى فيه الغزال في اليوم السابق، وانتظر قليلًا ينظر في كل الجهات ولكنّه لم يرَ الغزال، وعندما أراد أن يمشي ليعود إلى البيت سمعَ صوتًا من بعيد ينادي: يا عمر، يا عمر، فالتفت عمر وإذا بالغزال الذي قد رآه في اليوم السابق يقف بعيدًا ويناديه، ولكن هذه المرّة لم يخَف عمر، بل أجابه وقال له: ماذا تريد أيّها الغزال؟ فاقترب الغزال منه وقال له: سَيّدي الذي يعطف عليّ، وربّاني منذ كنت غزالًا صغيرًا يحتاج إلى المساعدة وأنا لا يمكنني ذلك، هل تذهب معي إليه؟

قال له عمر: وأين يسكن سيّدك أيّها الغزال؟ فقال: إنّه يسكن في البيت الذي يقع وراء تلك التلة البعيدة، فنظر عمر وعرف المكان، فقال للغزال: انتظرني هنا فأعود إلى البيت وأضع كتبي ودفاتري وأعود إليك، وفعلًا عاد عمر إلى البيت ووضع كتبه المدرسيّة ودفاتره وذهب إلى والده وأخبره بما رأى، فلم يصدّق الوالد ما سمعه من ابنه أوّل مرة، ففكّر أنّ عمر قد نام وشاهد هذا الكلام في منامه، ولكنّ عمر قال له إنّ الغزال ينتظرنا، فخرج والد عمر مع ابنه ليرى ذلك الغزال فيساعده إن كان يحتاج للمساعدة فعلًا.

عندما وصل عمر ووالده إلى المكان لم يجدا الغزال، ويبدو أنّه قد هرب عندما رأى والد عمر من بعيد، فلمّا لم يرَ والد عمر الغزال اعتقدَ أنّ عمر قد شاهد هذا الأمر في المنام، ولكنّ حوافر الغزال في الأرض جعلت والد عمر يشكّ في الأمر، فقال له عمر إنّ البيت الذي أشار إليه الغزال يقع خلف الجبل، فذهب عمر ووالده إلى ذلك البيت، فلمّا وصلا وجدا بيتًا بسيطًا مصنوع من الخشب بابه مفتوح، فوقف والد عمر على الباب ونادى، فسمع صوتًا ضعيفًا من الداخل يقول له: تفضّل أيّها الرجل الطيب، فدخل والد عمر وابنه عمر فوجدا رجلًا عجوزًا ضعيفًا مستلقيًا على ظهره.

قال الرجل: أهلًا بالطيّبين، أهلًا بالوالد المحب لأبنائه، فقال والد عمر: من أنت؟ وماذا تفعل هنا؟ وما هي قصة الغزال؟ فقال الرجل: أنا حطاب أعمل هنا في الجبال، وذات يوم عدتُ من عملي فوجدتُ هذا الغزال مستلقيًا على الثلج فحملته إلى البيت ودفّأته إلى جانب الموقد، وداويته واكتشفت أنّه يتكلّم وأنّه قد جاء من بلاد بعيدة تتحدث فيها الحيوانات لغة البشر.

كان هذا الغزال يساعدني في كل ما أريد، حتى أقعدني المرض ولم أعد أستطيع العمل، فأرسلته ليكلم عمر من أجل أن يساعدني، فقال عمر: أنا لا أستطيع مساعدتك من دون أن أخبر أبي، فقال والد عمر: سوف نأتي إليك كلّ يوم أنا وعمر ونساعدك بما تريد ولكن بعد أن ينتهي دوام عمر في المدرسة. قصص واقعية خيالية.

العبرة من هذه القصة يا أصدقائي الأطفال أنّ الولد يجب ألّا يذهب إلى مكان غريب أو أن يتحدّث إلى الغرباء دونَ أن يأخذ إذْن والديه، ويجب عليه أن يصطحب أحدهما معه.

قصة خيالية لفتاة

من أشهر القصص الخيالية التي سنتكلم عنها هي قصة السندريلا وهي قصة ممتعة ويعشقها الأطفال ، و هي كالتالي:

قصة خيالية لفتاة
قصة خيالية لفتاة
  • في قديم الزمان كان يوجد فتاة تسمى سندريلا توفت والدتها وهي صغيرة، وبعدها تزوج أبوها من امرأة لديها فتاتان، وبعد أن تزوجوا أصبحت الفتاتين وسندريلا أخوات معًا، ولكن توفي والد سندريلا وتحولت زوجة أبيها إلى امرأة شريرة جعلت سندريلا كالخادمة تقوم بكل الأعمال المنزلية، وذات يوم وصل إلى البيت دعوة إلى حفل الأمير وأرادت سندريلا الذهاب وأخبرته زوجة والدها أنها ستذهب بعد أن تنهي أعمالها المنزلية.
  • قامت سندريلا بالاستعداد للذهاب إلى الحفل وارتدت فستان لوالدتها وقامت بالتعديل فيه حتى يكون مناسب وعندما تزينت ورأتها الفتاتين اشتعل قلبهما بالغيرة والحقد وقاموا بانتزاع فستانها وذهبوا للحفل وتركوها حزينة تبكي وحدها. بعد لحظات وجدت سندريلا حولها ضوء يملأ المكان حولها وإذا أمامها بساحرة تبتسم لها وأخبارها بأنها طيبة وقلبها نقي وأنها ستكافئها وجعلتها ترتدي فستان ليس له مثيل من جمال وأعطتها حذاء كريستالي من الزجاج وصفت لها شعرها وجعلتها تبدو كالأميرة، وأعطتها عربة للذهاب للحفل. قالت الساحرة لسندريلا أن هذا السحر سينتهي عند منتصف الليل ولابد من العودة قبل ذلك الوقت.
  • عندما وصلت سندريلا إلى الحفل انبهر الجميع بجمالها حتى أن زوجة أبيها ابنتيها لم يتعرفوا عليها، وعندما رآها الأمير أحبها وعرض عليها الرقص، ورقصوا معًا لعدة دقائق دون أن يهتموا بمن حولهم وتكلموا معًا ولكن لم تخبره سندريلا باسمها أو أي شيء عنها. عندما دقت الساعة 12 منتصف الليل ركضت سندريلا مسرعة ووقع منها حذائها وتركته وذهبت.
  • أمسك الأمير بالحذاء وظل يبحث عنها مع الحراس في جميع أرجاء المملكة وكان يقوم بقياس الحذاء على كل فتيات المملكة لعله يجدها وعندما وصل إلى البيت سندريلا، قامت زوجة أبيها بإقفال الباب عليها وأخرجت فتياتها الاثنتين وحاولت كل منهما أن ترتدي الحذاء ولكن لم تنجح وسمع الأمير صوت غناء سندريلا وذهب اليها وأمر الحراس بفتح الباب ووجد سندريلا ومعها الحذاء. تزوج الأمير سندريلا وعاشا في سعادة أبدية.

قديهمك:

قصص خيالية قديمة

في قرية بعيدة كان هناك شاب يدعى جاك، وكان جاك يعيش مع والدته، إلّا أنهما لم يكونا يملكان إلا بقرة وحيدة نحيفة لا تدر الكثير من اللبن، فطلبت الأم من جاك أن يصطحب البقرة إلى السوق ليبيعها، لأنهما لا يملكان المال الكافي لإطعامها، توجه جاك إلى السوق لينفذ رغبة والدته، وفي الطريق قابله رجل وسأله: أين تذهب بتلك البقرة؟ فأجابه جاك: إنني ذاهب إلى السوق لأبيعها كما طلبت أمي، فقال له الرجل: حسناً، أنا سأشتريها منك مقابل بعض الحبوب السحرية التي ستجعلك غنياً بطريقة ما، فكّر جاك قليلاً ثم وافق على عرض الرجل، وأخذ منه مجموعة من حبوب الفاصوليا الحمراء، وعاد إلى البيت حائراً تُرى كيف ستجعله مجموعة الحبوب هذه غنياً؟

وصل جاك إلى المنزل فسألته والدته: هل بعت البقرة يا جاك؟ أجاباها: نعم، فسألته عن الثمن الذي باع به البقرة فأخبرها بما حدث وأعطاها ما أحضر من حبوب، غضبت الأم غضباً شديداً وجنّ جنونها؛ فالبقرة الهزيلة كانت آخر ما يملكان، وأمسكت حبات الفاصولياء ورمتها من النافذة، حزن جاك جدًا لأنه أغضب والدته وأضاع بقرتهما الوحيدة بلا مقابل، وتوجه إلى فراشة دون أن يتناول عشاءه، وظلّ يفكّر بما حصل حتى غلبه النعاس.

استيقظ جاك في الصباح إلا أنّه لم يلاحظ تسلسل أشعة الشمس الذهبية إلى غرفته كالعادة! فاستغرب من ذلك وذهب ينظر من النافذة، فوجد نبتة ضخمة لم يرَ مثلها قط، تعجّب جاك وتتبع أصل هذه النبتة فوجد أنّها حبات الفاصولياء السحرية، قرر جاك القيام بمغامرة كبيرة فقام وتسلق النبتة الضخمة بصعوبة، وأخذ يصعد ويصعد حتى وصل آخرها، نزل الشاب عن قمة الشجرة فوجد قصراً عملاقاً إلى جانبها، دخل جاك القصر والدهشة تعتريه، فوجد مجموعة من الهياكل العظمية التي تقوم بحراسة وحش عملاق، ذُعر الشاب إلّا أنّه قرر أن يستمر في مغامرته، كان الوحش نائماً حين دخل جاك ولكن الهياكل العظمية قامت بإصدار بعض الأصوات لتنبه العملاق حين رأت جاك، فاستيقظ من نومه ينظر حوله، فهرب جاك على الفور واختبأ خلف أحد الكراسي، قام العملاق وأخذ يبحث في القصر فلم يجد شيئاً، فتوجه إلى المطبخ وتناول اللحم، ثم أخرج من جيبه كيساً من النقود الذهبية ووضعها فوق الطاولة، ثم عاد ودخل في نوم عميق، خرج جاك مسرعاً وتناول كيس النقود، ونزل عائداً إلى بيته، ثم أعطى لوالدته الكيس، تعجبت الأم وسألت جاك من أين أحضرت تلك النقود؟ فحكى لها عما حدث تعجبت الأم ولكنها فرحت بالنهاية.

وفي اليوم التالي عاد جاك وتسلق النبتة من جديد ودخل القصر بهدوء، فوجد العملاق نائمًا أيضاً، إلّا أنّ الهياكل العظمية أصدرت بعض الأصوات التي أيقظت العملاق، فأخذ يبحث في القصر لكنه لم يجد شيئًا أيضاً، ثم ذهب إلى المطبخ وتناول اللحم، وأحضر دجاجة ووضعها على المنضدة، وقال لها: هيا بيضي بيضة ذهبية أيّتها الحمقاء، باضت الدجاجة بيضة ذهبية، فتناولها ووضعها في سلة البيض الذهبي وجاك يراقب بدهشة ما يحدث، وينتظر حتى ينام العملاق ليأخذ الدجاجة ويهرب بها، أخذ جاك الدجاجة ونزل مسرعاً إلى منزله وأعطاها لوالدته ففرحت بها كثيراً، مما جعله يقرر أن يذهب إلى قصر العملاق مجدداً، وهذا ما حدث بالفعل، لكنه وجد العملاق مستيقظاً هذه المرّة يعزف على قيثارة، أعجب جاك بصوت القيثارة، فاختبأ حتى نام العملاق وحاول الإمساك بها، ولكنها كانت قيثارة سحرية، فصرخت بصوت عالٍ: أنقذني يا سيدي إنه يحاول سرقتي، أستيقظ العملاق الغاضب وأخذ يطارد جاك المذعور حتى كاد يمسكه، إلّا أنّ جاك تسلّق النبتة سريعاً والعملاق يتبعه، وصل جاك حديقة بيته وأسرع بالتقاط فأس كبير وقام بضرب جذع نبتة الفاصولياء ضربات عدّة حتى قطعها، فسقط العملاق سقطة شديدة ومات، فيما انتقل جاك ووالدته إلى منزل جديد وقاما بشراء مزرعة كبيرة بها الكثير من الأبقار وعاشا بسعادة.

قصة خيالية قصيرة

قصص خيالية رائعة ومثيرة، بعنوان ” الجمل الأعرج ” أروع القصص الخيالية تتناسب مع جميع الاعمار، لا تفوتكم استمتعوا بقراءتها الآن.

قصة خيالية قصيرة
قصة خيالية قصيرة
  • يحكي أن في يوم من الايام سمع الجمل الأعرج عن سباق للجمال، فقرر أن يشارك فيه ويحاول الفوز به علي الرغم من عرجته، تقدم الجمل الاعلاج إلي مكان التسجيل وطلب تسجيل أسمه في السباق، فاستغربت لجنة التسجيل من طلب الجمل فأدرك الجمل الذكي ما يفكرون به فقال لهم : ما سبب الغرابة، إنني سريع العدو وقوي البنية، خافت اللجنة أن يتعرض هذا الجمل المسكين إلي سوء أو يصيبه أي خطر خلال السباق، فطلبوا منه أن يوقع لهم علي دخول السباق علي مسئوليته، فوافق الجمل وتجمعت الجمال في نقطة انطلاق السباق .
  • بدأت جميع الجمال المشاركة في السباق تسخر من الجمل الاعرج، ولكنه قال هذه السخرية بإبتسامة بسيطة وقال لهم : سوي نري في نهاية السباق من هو الجمل الاقوي والاسرع، اطلق الحكم صافرة بدأ السباق، وانطلقت جميع الجمال كالسهام بسرعة شديدة، وكان الجمل الأعلاج هو آخر المتسابقين، وعلي الرغم من شعوره بالألم الشديد عند ركضه السريع صبر الجمل وتحمل، كان علي الجمال أن تتسلق الجبل ثم تعود من جديد الي نقطة البداية، كان الجبل عالياً جداً ووعراً والطريق طويلة ومتعبة والشمس حارقة، حاولت الجمال الفتية أن تصعد بسرعة شديدة فأصابها الإنهاك والتعب بسرعة وسقط بعضها من شدة التعب، وقرر البعض الآخر العودة خوفاً من إكمال هذا الطريق الصعب .
  • أما الجمل الأعرج فكان يسير ببطئ وقوة وثبات بعد أن تراجعت اكثر الجمال قبل الوصول الي قمة الجبل، والجمال التي وصلت الي القمة كانت قليلة جداً، وكانت متعبة بشدة فاستلقت حتي تستريح قليلاً، اما الجمل الاعرج فكان يسير بإصرار شديد حتي وصل الي القمة، ولم يكن قد شعر بالتعب مثلهم لأنه كان يسير ببطئ، فعاد مهرولاً بعجرته والجمال المستريحة لم تنتبه الآ بعد وصوله الي اسفل المنحدر، حاولت الجمال اللحاق بالجمل الاعرج ولكنها لم تستطع، وكان هو أول الواصلين الي نهاية السباق، ونال كأس البطولة وكان فخوراً بجد بعرجته.قصص واقعية خيالية.

قصة خيالية للاطفال

  • من تلك القصص قصة أحمد والشجرة، وتدور أحداث تلك القصة كالآتي: كان هناك شجرة موز كبيرة في حديقة واسعة، وكان بجوار تلك الشجرة بُحيرة يشرب منها الحيوانات والطيور الذين يعيشون في الغابة، وكلّما جاءت الحيوانات إلى البحيرة أحسّت الشجرة بضيقٍ شديدِ، فهم يلعبون ويمرحون مع بعضهم، ويُساند بعضهم البعض، وكلّ منهم له أصدقاء، وهي وحيدة لا تجد من يحنو عليها، ولا صديقًا تشكي له ما تُعانيه.
  • وفي يوم من الأيام جاء أحمد متعبًا، وأراد أن يستريح تحت ظلّ الشجرة؛ فأسند ظهره إلى الشجرة؛ ففرحت الشجرة فرحًا شديدًا، أخيرًا قد وجدت الصديق الذي كانت تُنشده، وأهدته تلك الشجرة من ثمارها، وصارا صديقان، ولكنّ أعمال أحمد قد شغلته عن صديقته الشجرة، وبعد فترة من الزمان رجع إليها مرةً أخرى، وكان مهمومًا حزينًا، فقالت له: ما بك يا صديقي؟، فقال: ليس عندي ما أقتات به، ومعيشتي ضنك لا أقوى حتى على جلب ضروريات الحياة..
  • فقالت له: لا تحزن، وخُذ من ثماري ما شئت؛ فبعْه، وستكسب الكثير من المال؛ سيُساعدك على العيش؛ فنفّذ أحمد ما قالته له صديقته، وبالفعل؛ كثُرت تجارته، وأصبح تاجرًا كبيرًا، وكثُرت الأموال في يده، وصارت معيشته راقية، ولكنه تناسى صديقته الشجرة؛ حتى وقع في مأزقٍ آخر، وهو أنه يُريد الزواج بالفتاة التي أحبّها، ولكنه لا يجد البيت الذي سيسكُن فيه معها، فذهب إلى الشجرة مهمومًا، وقصّ عليها أمره، فقالت له: لا تقلق يا صديقي، خُذ من جذوري وأغصاني، وابن البيت الذي تُحبّه.
  • وبالفعل أخذ جذورها وأغصانها، وبنى البيت الذي سيجمعه بمن يُحب، ولكنّ وبعد كلّ هذه التضحيّات؛ تناسى أحمد تضحيّات صديقته، ولم يذهب إليها إلا في شيخوخته، لما داخله الهمّ، وأراد أن ينعزل عن الدّنيا، فذهب إليها، ورُغم ما فعله؛ رحّبت به ترحيبًا شديدًا، وقالت له: ما بقى مني ثمار؛ حتى أُعطيك إياه، كما فعلت في طفولتك، ولا بقي من أغصان؛ حتى أهديك إياه، كما فعلت في شبابك فأنا الآن في كهولتي التي لن تفيدك بشيءٍ، فاعتذر أحمد منها، وقال: قدمت لي كلّ تلك التضحيّات، ومع ذلك تخلّيت عنك.قصص واقعية خيالية.