يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال الفرق بين الحب والعشق ، و ما الفرق بين الحب والعشق ، و الفرق بين الحب والعشق في اللغة العربية ، و الفرق بين الحب والعشق في الإسلام ، و الفرق بين الحب والعشق في علم النفس ، فالحب هو مشاعر عاطفية رقيقة وسامية، يشعر بها الشخص تجاه الطرف الأخر الذي يحبه، ويصاحب تلك المشاعر الإحساس بالسعادة والبهجة عند رؤية المحبوب، وعدم القدرة على إخفاء مكنون القلب من مشاعر راقية وسامية، فلا يستطيع الإنسان إدراك متى قد وقع في حب الطرف الأخر وكيف، وكل ما يستطيع إدراكه هو أنه يحبه، ولكن للحب درجات، تبدأ من الإعجاب، والحب، والعشق، والهيام، وهناك فروق واضحة بين كل درجة والأخرى، ولهذا سنعرض لكم في المقال التالي أبرز الفروق بين الحب والعشق.

الفرق بين الحب والعشق

يختلط على البعض التعرف الى المفهوم الخاص بكل من الحب والعشق، فيعتبرهما واحدا، لكونهما ينبعان من المصدر نفسه وهو القلب، ويحملان المشاعر الرومانسية الجميلة تجاه الطرف الاخر. لكن من خلال السطور التالية، سنتعرف الى الفرق بين المفهومين، وسنوضح الفرق بينهما ودلالة كل واحد فيهما.

الفرق بين الحب والعشق
الفرق بين الحب والعشق

الحب

يُعدّ الحب من أسمى المشاعر الإنسانيَّة، وأكثرها أهمية على الإطلاق، وهو مفهوم عام يُشير إلى فضيلة أخلاقيَّة تربط بين الناس على اختلاف نوع علاقاتهم، فمشاعر الحب كثيرة ومتنوعة، ولا يمكن حصرها بعلاقة تربط بين الذكر والأنثى، فالحب موجود بأشكاله المختلفة بين الناس سواءً بين المرأة وزوجها، والأم وطفلها، وبين الأخوات والإخوة، وفي علاقة الصداقة، وعلاقة العمل، وغيرها الكثير من العلاقات الاجتماعيَّة، وأمَّا عن تعريف الحُب، فهو نوع من الشعور الداخليّ الذي يمتلكه الفرد اتجاه غيره من الناس، ويجعله في حالة من الاستقرار العاطفيّ، ومن الجدير بالذكر أنَّ أعظم أنواع الحب، وأكثرها تأثيرًا على النفسيَّة هي مشاعر الحب بين الذكر والأنثى، والتي تُعدّ من أجمل العلاقات الإنسانيَّة، فيشعر كل من الطرفين بوجود المحبوب بالسعادة والاطمئنان والأمان الداخليّ، وفي الحب كتب الشعراء الكثير من القصائد، وتغنّى به الناس، وأكثر ما يسعى إليه الفرد في حياته هو الحصول على علاقة حب حقيقيَّة وصادقة.

العشق

يُعرَّف العشق بأنَّه المرحلة المُتقدّمة من المشاعر الداخليَّة، والتي تأتي بعد مشاعر الحب، ويصل الفرد إلى مرحلة العشق بعد أن يُصبح المحبوب جزءًا لا يتجزّأ من حياته، فلا يستطيع العيش دونه، ويتوقف الزمن عند ابتعاد المحبوب عنه، فالعاشق مولع بمعشوقه، وغير آبه لشيء آخر سواه، فيعشقه بإيجابياته وسلبياته، فالعشق هو الإفراط في مشاعر الحب حتى يفقد المُحب السيطرة عليها ليصبح عاشقًا، ومن الجدير بالذكر أنَّه على الرغم من جمال وصف حالة العشق، ومشاعر العاشق إلّا أنَّها تُعدّ من أكثر المشاعر تعقيدًا، ويصعب التعامل معها بسهولة، فيصبح المعشوق مُقيدًا بحبال عاشقه، وغير قادر على التصرُّف في حياته الخاصة بأريحيَّة، والذي قد يؤدّي إلى فشل العلاقة، والتسبُّب بالكثير من الأضرار العاطفيَّة للطرف المغلوب.

ما الفرق بين الحب والعشق

ما الفرق بين الحب والعشق
ما الفرق بين الحب والعشق

مفهوم الحب

الحب هو مشاعر يمتلكها الإنسان تجاه العديد من الأمور في حياته؛ سواء كانت أموراً مادية أو معنوية أو حتى أشخاص، والحب يكون في كل ما يوجبه ميل الطباع والفطرة والحكمة جميعاً،والحب مشاعر سامية تؤدي للّين واللطف وتُبعد القلب عن القسوة والغِلظة.

مفهوم العشق

العشق هو شدة الشهوة لنيل المطلوب من المعشوق إذا كان شخصاً، وعقد القصد على مواقعته عند السيطرة عليه، ولو كان العشق منفصلاً عن الشهوة لكان جائزاً، ويعني العشق أيضاً: كثرة الحب، وقيل: هو إعجاب المحب بالمحبوب يكون في عفاف الحب وغيره.

قديهمك:

الفرق بين الحب والعشق في اللغة العربية

الفرق بين الحب والعشق في اللغة العربية
الفرق بين الحب والعشق في اللغة العربية

الحب

يُوجد في اللغة ستون تعريف لغوي للحب، ومنها: الهوى، والعلاقة، والصبوة، والصبابة، والمحبة، والشغف، والوجد، والمِقة، والسّدم، والعشق، والجوى، واللاعِج، والكَمَد، والاستِكانة، واللّمم، والجُنون، والدّنَف، والشّجو وغيرها، وأصل المحبة هي الصفاء؛ وذلك لأنّ العرب تقول لصفاء بياض الأسنان ونضارتها: حَبب الأسنان، وقيل أيضاً إنّها مأخوذة من الحَباب، وهو كل ما يطوف على وجه الماء عند المطر الشديد، وبالتالي فإنّ المحبة هي غليان القلب وثورانه عند لقاء المحبوب، كما قيل أيضاً إنّها مُشتقة من اللزوم والثبات، ومأخوذة كذلك من القلب والاضطراب، لذلك سُمي القِرط حِباً؛ لِقَلَقِه في الأذُن واضطرابه، كما يمكن أن تكون مأخوذة من حبّة القلبِ وهي سُوَيداؤه، ويُعرف الحب أيضاً على أنّه الوِداد، أما الحب عند الفلاسفة فهو الميل إلى الأشخاص أو الأشياء العزيزة أو النافعة.

العشق

هناك الكثير من المعاني لوصف كلمة العشق، فالعشق هو ما يتعلق به الشخص ويُحبه حباً شديداً، وهو ما لصِقَ به ولَزِمه، كما يُعرف على أنّه الإفراط في الحب، والغرام، والحب الشديد، كما يعد العشق سيدَ كلّ أسماء الحبّ، كما أنّه يعني فرط الحب، وإعجاب المُحب للمحبوب في حالة العفة والفجور، وكان قد قيل في وصف العشق على أنّه مرضٌ وسواسيٌّ، يجلبه المرء لنفسه بتركيز فكرة على استحسان بعض الصور والشمائل، ويعرّف بعض الفلاسفة العشق على أنّه طمعٌ يتولّد في القلب، ويتحرك وينمو، وكلما أصبح أقوى ازداد صاحبه في الاهتياج والتمادي في الطمع، والحرص على الطلب، مما يجعله في غمٍّ وقلق، إذ ربما قتل العاشق نفسه أو مات غماً، أو نظر إلى معشوقه ومات فرحاً، وقال أفلاطون العشق هو حركة النفس الفارغة، أما أرسطاطاليس فقال إنّ العشق عمى الحسّ عن إدراك عيوب المعشوق.

الفرق بين الحب والعشق في الإسلام

  • الحب في الإسلام يعني أن يميل القلب بمشاعره تجاه شخص معين، قد تكون هذه المشاعر محمودة وقد تكون مذمومة فالحب احساس اختياري يتم اكتسابه، وهو أمر طبيعي وشعور قد يحدث بين البشر، لكن ما يجب فعله عند الشعور بالحب أن تكون حب غير محرم ونهاية في إطار الدين، ففي ذلك الوقت فلا بأس به.
  • فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان يحب زوجاته لكنه كان يخص السيدة عائشة رضي الله عنها ببعض من الحب الوفير، لكن العشق هو حب مفرط بعض الشيء وقد يكون مبالغ فيه عن الحد المسموح، فقد تم تشخيصه بمرض من أمراض القلب، فهو مختلف تماما عن باقي الأمراض فإن تمكن من الشخص استحكم.
  • ولا يستطيع الأطباء من دواؤه، فقد قال ابن القيم:( أن عشق الصور إنما به القلوب الفارغة من محبة الله تعالى، المعرضة عنه، المتعوضة بغيره عنه، فإذا امتلأ القلب من محبة الله والشوق إلى لقائه، دفع ذلك عنه مرض عشق الصور)، كما قال ابن تيمية( أن العشق لمرض نفساني، إذا قوي آثر في البدن، فصار مرض في الجسم).
  • فالعشق قد يستعمل في محبة المرأة فقط لكنه لا يستعمل في محبة الوطن أو الأقارب أو الأهل، أو الصالحين أو أهل الدين والقرآن، فالعشق مرتبط بفعل شيء حرام، فلا يجب أن تعشق أمرأه أجنبية، فالنظر محرم واللمس أيضا محرم، فهذا فساد كبير لا يحصيه إلا رب العالمين، وهذا الفساد أصبح هو مرض العصر فهو يفسد صاحبه وعقله وجسده.

الفرق بين الحب والعشق في علم النفس

  • قد يظن العديد من الأشخاص أن للحب وللعشق معنى واحد، وأنهم يشيرون إلى نفس المشاعر، ولكن يرى علماء النفس أن هناك فرق واضح وكبير بينهم، ويكمن ذلك في طبيعة المشاعر التي تسيطر على تصرفات الفرد وتفكيره، فنجد أن الحب هو الشعور بالبهجة بالاقتراب من الطرف الأخر، والارتياح النفسي له، ولكن في حالة الحب يستطيع الإنسان أن يسيطر على سلوكياته وأقواله وتفكيره، كما يستطيع التحكم في عقلة وقلبه، وعدم الانجراف وراء قلبه فقط دون تحكيم العقل.
  • ولكن العشق من أعلى درجات الحب، ففيه يكون الإنسان منجرفاً بعقله وقلبه تجاه الطرف الأخر بدون تفكير أو حسابات، فيعشق بطريقة تجعله غير قادر على التفرقة بين الصواب والخطأ، ويفكر فقط بقلبه، كما تسطير مشاعره على تصرفاته وتفكيره وسلوكياته، ولا يستطيع التحكم بها، فيمكننا القول أن العشق هو درجة عالية من الحب تسيطر على مشاعر الإنسان.
  • يرى علماء الدين أن هناك فرق واضح بين حب الأخر في الله وعشقه، فالحب هو مصاحبة الآخرين في السراء فقط، ورؤية المميزات والإعجاب بها، ولكن عند رؤية العيوب والمساوئ، فإن المرء قد ينفر ويترك الشخص الذي يحبه، وذلك لقدرته في تحكيم عقله والبعد عنه.
  • ولكن ما يميز العشق هو وجود المشاعر الراقية والجميلة تجاه الطرف الأخر، فيحب الإنسان أخيه أو صاحبه أو زوجته أو أسرته بإخلاص، ويحمل لهم المشاعر الطيبة والتقدير والاحترام في السراء والضراء، وإذا رأى عيوبهم أو مساوئهم سارع لإصلاحها، وإذا شاهدهم يرتكبون الذنوب، أسرع لينصحهم بالتوبة خوفاً عليهم من غضب الله عز وجل.
  • فيقول الإمام ابن القيم رحمه الله عليه: “فإن الراغب في شيء لا يرى عيوبه حتى إذا زالت رغبته فيه أبصر عيوبه، فشدة الرغبة غشاوة على العين تمنع من رؤية الشيء على ما هو عليه”.

لم تجد ما تبحث عنه؟ ابحث هنا