هل يجوز للزوج إجبار زوجته على زيارة أهله ، و حكم مقاطعة الزوجة لحماتها ، و هل أهل الزوج من الأرحام ، و التعامل مع أهل الزوج في الإسلام ، و هل يجوز مقاطعة أخت الزوج ، و الطلاق بسبب أهل الزوج ، و اقوال عن أهل الزوج ، إن صلة الرحم سميت بهذا الاسم لارتباطها بالأقارب الذين تربطنا بهم صلة دم، ولكن هل أهل الزوج أو الزوجة تسير عليهم أحكام صلة الرحم؟ هذا ما سنجيب عليه من صحيح الدين في التالي، فتابعونا؛ حتى نكتشف معًا هل يجوز للزوج إجبار زوجته على زيارة أهله ؟ لا تفوتوها.

هل يجوز للزوج إجبار زوجته على زيارة أهله

عنوان الأرحام أوسع من عنوان المحارم، فالأرحام يشملون حتى من يجوز نكاحه من الأقارب كما هو واضح وبناءً عليه فأقارب الزوج ليسوا من أرحام الزوجة، وأقارب الزوجة ليسوا من أرحام الزوج، فهل يجوز للزوج إجبار زوجته على زيارة أهله ؟

هل يجوز للزوج إجبار زوجته على زيارة أهله
هل يجوز للزوج إجبار زوجته على زيارة أهله
  • ليس من حق الزوج إجبار زوجته على زيارة أهله، وأن طاعتها له في ذلك ليست واجبة. وأهل الزوج ليسوا من رحم الزوجة التي تجب صلتها، ويحرم قطعها، إلا إذا كانت بينها معهم قرابات من جهة الآباء والأمهات، ولكن زيارتها لهم من الإحسان إلى زوجها، وإعانة له على صلة رحمه والذي يتعين على الزوج في هذه الحالة هو، أن يحاول الإصلاح بين زوجته وأهله؛ واستئصال أسباب الشقاق والخلاف.
  • ويجوز في مثل هذه الأحوال أن ينقل الزوج إلى كل طرف عن الآخر كلامًا يجلب المودة، ويذهب الشحناء وإن لم يكن واقعًا، وليس ذلك من الكذب المذموم، فقد قال صلى الله عليه وسلم: لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِى يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ، وَيَقُولُ خَيْرًا، وَيَنْمِى خَيْرًا. رواه مسلم.
  • مع تذكير كلا الطرفين بأن مقابلة إساءة الطرف الآخر له بالإحسان، والصلة، هو مظنة رجوعه إلى الحق، وتغيير أسلوبه في التعامل معه، قال تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت:34}.
  • فمن محاسن أخلاق الزوجة وطيب عشرتها لزوجها ، إحسانها إلى أهله وتجاوزها عن زلاتهم، وإعانته على بر والديه وصلة رحمه ، لكن ليس من حق الزوج أن يجبر زوجته على زيارة أهله ولا سيما إذا كانوا يسيئون معاملتها، وعليه فلا حق لك في إجبار زوجتك على زيارة أمك.
  • فالذي ننصحك به أن تسعى لإصلاح العلاقة بين أمك وزوجتك وتجتنب ما يعكر صفوها، و ذلك يتطلب الحكمة والمداراة، ويجوز في مثل هذه الأحوال أن تنقل إلى كل منهما عن الآخر كلاما يجلب المودة ويذهب الشحناء –وإن لم يكن واقعا- وليس ذلك من الكذب المذموم ، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِى يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ وَيَقُولُ خَيْرًا وَيَنْمِى خَيْرًا. رواه مسلم.

قد يهمك :

حكم مقاطعة الزوجة لحماتها

ينبغي للزوجة أن تحسن إلى أهل زوجها ، فذلك من إحسانها إلى زوجها ، وإكرامها له ، وتتأكد زيارتها لهم إذا كان ذلك بطلب من الزوج ، مع عدم حصول ضرر على الزوجة ، فما حكم مقاطعة الزوجة لحماتها ؟

  • يجوز للزوجة مقاطعة أهل زوجها في حال تضررها ووقوع الأذى عليها جراء زيارتهم كونهم ليسوا من الأرحام، خاصة إذا ساءت العلاقة بينها وبين زوجها بسبب تلك الزيارات، فإن تحملت المرأة ذلك وصبرت على تلك الإساءات فيكون طيباً منها، وإن لم تستطع ذلك عليها ترك زيارتهم ولا شيء عليها.
  • فسكنى أهل الزوج مع الزوجة في بيت واحد، كثيرا ما يكون سببا في حدوث المشاكل بين الزوجة وأهل زوجها، ويترتب على ذلك كثير من المفاسد التي تنافي مقصد الشرع العظيم في أن تكون حياة المسلمين عامة، والأصهار منهم خاصة، على أحسن حال من الألفة والوئام .
  • ولعل هذا يتضح به شيء من حكمة ما ذكره الفقهاء من أن للزوجة الحق في أن تكون في مسكن مستقل ينتفي عنها فيه الحرج، ولا تتضرر بوجود أحد من أقارب الزوج معها، ويمكن مراجعة الفتوى رقم: 34802 ، والفتوى رقم: 66191.
  • والأصل أنه لا يجوز التهاجر بين المسلمين إلا لغرض مشروع، فإن كان هجرك لأهل زوجك اتقاء منك لشرهم وأذاهم، فلا حرج عليك في ذلك قال ابن عبد البر رحمه الله: أجمعوا على أنه يجوز الهجر فوق ثلاث، لمن كانت ‏مكالمته تجلب نقصاً على المخاطب في دينه، أو مضرة تحصل عليه في نفسه، أو دنياه. فرب ‏هجر جميل خير من مخالطة مؤذية.

هل أهل الزوج من الأرحام

  • أهل الزوج ليسوا من أولى الأرحام الذين يجب على الزوجة أن تصلهم، فالأرحام هم الأقارب الذين تجمعهم مع الشخص علاقة نسبية، وبحسب تعبير بعض الفقهاء: من تربطك بهم رحم امرأة «مع صدق القرابة عرفًا»، سواء كانت الوالدة أم الجدّة من طرف الأب أو الأم، فيدخل الوالدان ولو علوا، والإخوة والأخوات وأولاهم، والأعمام والأخوال والعمّات والخالات وأولادهم وهكذا وهؤلاء هم الذين تجب صلتهم بالزيارة أو بالهدية أو بالاتصال التلفوني أو بغير ذلك ممّا لم يعيّن له الشرع طريقةً خاصّة منحصرة.
  • لا شك بأن الإحسان في المعاملة إلى أهل الزوج مطلوب؛ لأنه إحسان إلى الزوج، وإكرام له، وأما زيارة أقارب الزوج فهي مؤكدة إذا كانت بطلب من الزوج لزوجته، على ألّا يكون في هذه الزيارة ضرر على المرأة، وقد ذكر النوويّ استحباب زيارة الأصدقاء والإخوان والصالحين والأقارب، وأن يقوم الإنسان بصِلَتهم، وبرهم، والإحسان إليهم، وإذا لم تستجيب الزوجة لأمر زوجها، وامتنعت عن زيارة أقارب زوجها فإنّها لا تكون قد قطعت رحمها بذلك؛ لأنّ أهل الزوج ليسوا من الأرحام الذين تجب صلتهم، وإنّما الأرحام هم الأقارب فقط وليسوا الأصهار.

التعامل مع أهل الزوج في الإسلام

كثيرة هي المشكلات القائمة بين الزوجة وأهل زوجها ، ولحل أي مشكلة ينبغي التعامل مع أهل الزوج في الإسلام بالطريقة التالية :

  • قد يكون سبب المشكلات بين الطرفين : الغيرة التي تدب في قلوب أهل الزوج ، وذلك عندما يرون تعلق ابنهم بزوجته ، وتدليله لها ، وحلُّ هذه المشكلة يكون بتعويضهم بدلال زائد ، ورعاية خاصة ، وكثرة هدايا ، مع عدم إظهار تعلق الزوج بزوجته أمامهم ، ومع إعطاء الزوج اهتماماً لهم ، وكثرة الدعاء بأن يزيل الله الغيرة من قلوبهم .
  • كوني ودودة مع أهل الزوج وأخبريهم دائماً أنهم بمكانة أهلك. فهذا سيزيد من محبتهم واحترامهم لك، وسيعاملونك بالطبع كابنة لهم.
  • احرصي على التواصل مع أهل الزوج عن طريق محادثتهم هاتفياً للاطمئنان عنهم، وزيارتهم وذلك كي تشعريهم بحبك لهم واهتمامك بهم. وكي تشعريهم أيضاً بمكانتهم الكبيرة في قلبك.
  • تصرفي بطريقة لطيفة ومؤدبة ولا تتخلي عن صفاتك الأخلاقية مهما اشتد الخلاف واحتد النقاش. حافظي على هدوئك وتعاملي برقي وصوت منخفض. واحرصي أيضاً على ألا تتخطي حدود الأدب واللباقة في تصرفاتك.
  • إذا وجه أهل الزوج انتقاداً ما لكِ عليكِ تقبله وأخذه بروح رياضية مهما كان هذا الانتقاد مزعجاً بالنسبة لك. لا تبدي انزعاجك بل ابتسمي في وجههم واشكريهم على حرصهم على حياتك وأسرتك. قد تختلف وجهات النظر حول البيت والتربية ولكن للكبار خبرة ووجهة نظر تراكمية يمكنك الاستفادة منها.
  • اطلبي النصيحة من حماتك سواء في الطبخ أو في تربية الأطفال وأمور المنزل، فهي بذلك ستشعر بمكانتها وأهميتها لديك وستعتبرك قريبة منها أكثر، ولست منافسة لها.
  • حاولي التودد لأهله بحسن الأسلوب ، ورقة الكلمات ، وجميل التصرفات ، وتفقديهم بين الحين والآخر بهدية تليق بهم ، أو بطعام تصنعينه لهم ، أو بحلوى تخصينهم بها ، ومعروف أن للهدايا شأناً بالغاً في تقريب القلوب ،وإشاعة المحبة والمودة بين طرفيها .
  • أحسني لزوجك بعدم ذِكر ما يجري من أهله لأحدٍ من الناس ، واجعلي ثقته فيك عالية ، ولا تجعليه يسمع منك أو يرى ما يكره ومع كل ذلك : فإن هذا لا يعني السكوت الكلِّي عن الطعون والافتراءات التي توجه لك ، لكننا ننصحك برد ذلك إلى زوجك ، وتحميله مسئولية إصلاح الأمور ، وإعطاء كل ذي حقَّه ، وأظهري له حسن تربية أهلك لك .

لم تجد ما تبحث عنه؟ ابحث هنا

هل يجوز مقاطعة أخت الزوج

  • من حسن عشرة المرأة لزوجها إحسانها إلى أهله، وإعانته على بر والديه وصلة رحمه، والتغافل عن هفوات أهله، فهو مما يجلب المودة والألفة بين الزوجين، ويزيد احترام الزوج ومحبته لزوجته فما ذكرته السائلة من حسن معاملة أهل زوجها بل وإعانة زوجها بمالها لينفق عليهم فهو من الإحسان ومن مكارم الأخلاق، ونسأل الله أن يثبتك على ذلك ويتقبله منك.
  • أما ما ذكرته عن أخت زوجها فإن سلوكها بعيد عن أخلاق الإسلام، ومناف لمقتضى الطباع السليمة، فإن من أخلاق الإسلام ومقتضى الطباع السليمة مقابلة الإحسان بالإحسان، كما أن السب والقذف أمر محرم مناف لخلق المؤمن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء. رواه الترمذي وصححه الألباني. وقال صلى الله عليه وسلم: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. متفق عليه.
  • فعليها بنصح أخت زوجها وتذكيرها بما ينبغي أن تكون عليه أخلاق المؤمنات والدعاء لها بالهداية، ويجوز لها إن أساءت إليها مقاطعتها ثلاثة أيام فقط؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. متفق عليه.
  • ان لم تستطيعي تحسين العلاقة فالمقاطعة أولى وعدم الزيارة لهم إذا كان يترتب على هذا شر بينك وبين زوجك فاتركي زيارتها والكلام معها ، وإن تحملت الصبر وأعرضت عن كلامها السيىء وسمحت عنها فهذا طيب وبهذا تنتهي المشكلة وترجع عن غيها وسوئها منك ، لكن إذا كان منك كلمة ومنها كلمة وعدم صبر يطول الأمر ويحصل الشر ، لكن نوصيك بالسماح وعدم الرد عليها والتحمل والصبر حتى ترجع إلى صوابها وتدع الإيذاء ، فإن لم تتحملي ولم تصبري فاتركي الزيارة ولا حرج عليك في ذلك.

الطلاق بسبب أهل الزوج

فعلى الزوج أن يغلب المقاصد الشرعية ، وحكم العقل ، على مجرد العاطفة الجياشة نحو أبويه ، ورغبته في العيش معهما . فإذا استقل بزوجته في مسكن قريب ، أمكن له أن يقضي ما شاء من الأوقات مع والدته وأقربائه ، مع الحفاظ على زوجته وحياته الأسرية ، فيجمع بين المصالح كلها ، أو ما أمكن منها ولتفادي ذلك، إليكم أهم السبل الناجحة في التعامل مع أهل الزوج:

  • المحافظة على خصوصية العلاقة الزوجة والحياة الزوجية، وعدم إخبار أهل الزوج بأي تفاصيل عنها.
  • التركيز على إرضاء الزوج وليس إرضاء أهله.
  • عدم مقارنة الزوجة نفسها بأهل زوجها من حيث الطبقة الاجتماعية، فلكلّ حياته المختلفة.
  • ألا تلغي الزوجة شخصيتها من أجل أهل زوجها، وذلك بالتطبع بطباعهم وعاداتهم، وحتى لهجتهم وأسلوبهم.
  • عدم استشارة أهل الزوج في المشاكل، فسيبقى أهل الزوج مدافعين عن ابنهم.
  • الصراحة التامة مع أهل الزوج والتداخل معهم يسبب مشاكل للزوجة، فلا تسلّم الزوجة أحدهم أسرارها.
  • والأهم أن تحترم الزوجة مكانة الزوج لدى عائلته، خاصة من حيث دوره في أسرته قبل الزواج.
  • المحافظة على حدود شبه رسمية، مبدأها الاحترام والتقدير بين الزوجة وأهل الزوج.

اقوال عن أهل الزوج

اقوال عن أهل الزوج فيها وصف لأخت الزوجة ولكن من منظور مختلف نوعاً ما.

  • معاملة أخت الزوج لأخيها كما كان يُعامَل قبل الزواج كالتوجيه والإرشاد والتدخل في كل الأمور.
  • احترمي أم زوجك وكلميها بلطف ومحبه واجعليها كأمك ووالد زوجك كأبيك وأخواته كأخواتك
  • اجعلي العفو والصفح سمه من سماتك فلا تتعقبي الزلات والأخطاء فكل ابن آدم خطاء
  • حب بعض الأخوات إلى التملك والسيطرة من البداية. إهمال الزوج لأخته بعد الزواج فتكون زوجته مكسر عصا لها للإنتقام ولفت النظر.
  • قبلي رأسي والدّي زوجك كلما قدمتي اليهما واستفسري عن أحوالهم باهتمام بالغ وحرص شديد
  • وسعي لام زوجك في المجلس وابتسمي في وجهها وحسسيها بمحبتك لها
  • حثي زوجك على طاعة أمه وإكرامها وتقديم الهدايا لها وذكريه بحقوقها عليه
  • إذا ذهبتم إلى نزهه قولي لزوجك يأخذ أمه معكم (طبعا في بعض الاحيان وليس دائماً) واجعليها تجلس بجانب ابنها في السيارة
  • اخبري زوجك انك لن تغضبي إذا مدح أمه أمامك وفضلها عليك وحثيه على فعل ذلك
  • اذا كان والدّي زوجك كبيران في السن عليك بالاعتناء بهما ورعايتهم و مساعدة والدة زوجك في أعمال المنزل.
  • عدم فهم الطرفين (أي الزوجة وأخت الزوج) لحقوقهما وواجباتهما تجاه بعضهما.
  • أهدي اليهما هدايا بين الحين والآخر و أحملي معك طبق من الحلوى أو غيرها كلما ذهبتي اليهم