يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال الفرق بين الحياء والخجل ، و الفرق بين الحياء والخجل للاطفال ، و الفرق بين الحياء والخجل في الإسلام ، و معنى الحياء في الإسلام ، و الفرق بين الحياء والخجل في علم النفس ، و الفرق بين الحياء المحمود والخجل المذموم ، يختلط على الكثير من الناس الفرق بين مفهوم الحياء والخجل، فلا يستطيعون التفرقة بينهما بسهولة. إلا أنه يمكن القول ان الخجل خلق مكروه لدى البعض، اذ انه يمنع صاحبه من الاقدام على بعض السلوكيات أو الرد في بعض المواقف التي تستلزم ردا معينا، ويؤدي إلى جعل الانسان سلبيا لا يحرك ساكنا في بعض المواقف. أما الحياء فهو سلوك تربوي يقوم على أساس بعض السلوكيات التي يتعلمها الشخص خلال فترة الطفولة، مثل عدم رفع الصوت عاليا أثناء الحديث، واحترام دور الكبير فى الحوار. يمكننا التفرقة أكثر بين الحياء والخجل خلال السطور التالية التي نحاول فيها القاء الضوء على هذين المفهومين.

الفرق بين الحياء والخجل

إليك مجموعة من أهم المعلومات التي تساعد في التفريق بين الحياء والخجل :

الفرق بين الحياء والخجل
الفرق بين الحياء والخجل

تعريف الحياء

الحياء هو التزام بمناهج الفضيلة و الأخلاق و آداب الإسلام، و هو الابتعاد عن كل ما يستهجنه العقل و يستخفه، و يعرف الحياء أيضا على أنه خلق عظيم يمنع المرء من فعل المحرمات و الممنوعات و الاقتراب من المنكرات و يمنعه عن الوقوع في الآثام.

تعريف الخجل

الخجل هو الحيرة و الدهشة، و يكون نتيجة الذل و الهوان و سوء التربية في سن الطفولة، ويعود سبب الخجل إلى الشعور بالنقص و الحرمان داخل الإنسان فهو بالغالب يشعر أنه ضعيف و أضعف من الأخرين و ليس لديه استطاعة لمواجهة أي شخص آخر، و هذا يختلف تماما عن مفهوم الحياء.

الفرق بين الحياء والخجل

من الممكن أن يختلط مفهوم الخجل والحياء عند عدد كبير من الناس؛ حيث يظنّ البعض أنّهما يحملان المعنى نفسه، إلا أنّ الفرق بينهما يكمُن في أنّ الخجل خُلقٌ مذمومٌ، يجعل الإنسان يشعر بالنّقص أمام الآخرين، ممّا يمنعه من الدفاع عن نفسه أو طلب حقّه؛ وذلك لأنّه يشعر بأنّ الآخرين أفضل منه، إلا أنّ الحياء عكس ذلك تماماً؛ حيث إنّه من الفضائل التي ربّى السّلف الصّالح أبناءَهم عليها، وهو الخُلق الذي يساعد الإنسان على ردع نفسه عن القيام بأيّ أمر قبيح، ويجعل الإنسان يترفّع عن القيام بأيّ معصية.

الفرق بين الحياء والخجل للاطفال

إن الحياء صفة نبيلة أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالتحلي بها، فإذا تحلى طفلك بهذه الخصلة يجب أن تفخري به، وألا تخلطي بينها وبين الخجل، فالخجل ما هو إلا قلق مستمر يلازم الطفل، ويجعله ينزوي على نفسه، نتيجة عدم شعوره بالأمان أو التقبل.

أما الحياء فهو شعور الطفل بضرورة تجنب التصرفات المحرمة أو الخاطئة والخارجة عن فطرته السليمة، فعلى سبيل المثال تحاشي طفلك خلع ملابسه أمامك أو أمام والديه، ولزومه الصمت عند الجلوس مع الكبار خشية ألا يتدخل فيما لا يعنيه، لا يعد خجلاً، بل هو حياء.

قديهمك:

الفرق بين الحياء والخجل في الإسلام

الفرق بين الحياء والخجل في الإسلام
الفرق بين الحياء والخجل في الإسلام

الحياء خُلق يساعد صاحبه على التمنع عن كل سلوك قبيح والامتناع عن التقصير في حقّ الآخرين، والحياء احدى صفات الأنبياء، فقد قال أبو سعيدٍ الخدري عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- انّه كان أشدَّ حياءً من العذراءِ في خِدرِها، وكان إذا كرِه شيئاً عُرِف في وجهِه، وذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم في أكثر من موضع منها: في رواية عن أبي هريرة رضي الله عنه – عن رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: الإيمانُ بضعٌ وستّون أو بِضعٌ وسبعون شعبةً؛ أفضلُها لا إله إلا اللهُ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريقِ، والحياءُ شُعبةٌ من الإيمانِ، وقال الرسول صلّى الله عليه وسلّم أيضا: إنَّ ربَّكم حَيِيٌّ كريمٌ، يستَحي مِن عبدِهِ إذا رفعَ يدَيهِ إليهِ بدعوَة أن يرُدَّهُما صِفراً، ليسَ فيهما شيءٌ.

وفي حديث آخر للنبي صلى الله عليه وسلم يذكر لنا أهمية الحياء في سلوك المسلم وأنه خطوة كبيرة للوصول إلى باقي شعب الإيمان، وأنه له فضل كبير في التحلّي بالأخلاق الحميدة، والتعمُّق أكثر في الطاعات، خاصة وأنه صفةٌ من صفات الملائكة، كما جاء في الحديث الشريف عن عائشة رضي الله عنها حيث قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ألا أَستَحي من رجلٍ تستَحي منه الملائكةُ؟ وكان يعني بذلك سيدنا عثمانَ بن عفان.

وفي موطن آخر يذهب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن الحياء أحد مفاتيح الجنة، حيث قال صلّى الله عليه وسلّم: الحياءُ من الإيمانِ، والإيمانُ في الجنَّةِ، والبذاءُ من الجفاءِ، والجفاءُ في النَّارِ، وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما كانَ الفحشُ في شيءٍ إلَّا شانَه، وما كانَ الحياءُ في شيءٍ إلَّا زانَه.

بينما الخجل هو التحير والدهش والاسترخاء، وهو من الذلِّ وسوء التربية في الصغر، ويكون مذموما إذا كان يمنع صاحبه مما ينفعه في دينه ودنياه، أو يحمله على فعل ما لا ينبغي.

ولا يقال عن الخجل إنه حرام، لأنه طبيعة جبل عليها الشخص، فإذا أدى بصاحبه إلى التقصير في واجب أو الوقوع في محرم كان تقصيره في الواجب أو وقوعه في الحرام حراما

معنى الحياء في الإسلام

معنى الحياء في الإسلام
معنى الحياء في الإسلام

الحياء في الإسلام خلق نبيل، فهو رأس الفضائل الخلقيّة، ومرتكز الشّعب الإيمانيّة، وهو دليل على إيمان صاحبه، وحائل بين من يتمتّع به، وبين فعله المحرمات واقترافه المنكرات، وهو رائد المسلم إلى الخير والهدى، حيث قال، صلّى الله عليه وسلّم: “الْحَيَاءُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ بِخَيْرٍ”، وقال في حديث آخر: “الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ”، ومتى تخلّق العبد بخلق الحياء، دلّ ذلك على صفاء سريرته، وحسن تأدّبه، وكمال إيمانه، حيث يقول الرّسول، صلّى الله عليه وسلّم: “الْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ”، فقد دعا الشّرع الحنيف إلى التّحلّي بخلق الحياء، وبيّن -صلّى الله عيه وسلّم- بأنّ أبرز ما يتميّز به الإسلام من فضائل هو خلق الحياء، حيث قال: “إنّ لكلّ دين خلقًا، وخلقُ الإسلامِ الحياء”، وإذا استحكم خلق الحياء من المسلم، منعه عن كلّ منكر وقبيح، وسار به إلى كلّ طيّب وحسن، وأمّا إذا ضعف وتلاشى من صاحبه، فإنّه يحلّ محلّه الفحش والوقاحة والسّفاهة، وتنفتح عليه أبواب من الرذائل والفواحش والمنكرات، ولذلك قال صلّى الله عليه وسلّم: “إذا لم تَستحِ، فاصنَعْ ماشِئتَ”، وإذا كان الحياء من العباد حسنًا، فإنّ من خالق العباد أحسن إليهم، لأنّه يمنع العبد من الوقوع في المعاصي والمنكرات، وقد روي عن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- قوله: “إنّي لأغتسل في البيت المظلم فأنطوي حياء من الله عز وجل”.

الفرق بين الحياء والخجل في علم النفس

يفرق علماء النفس بين الحياء والخجل بأكثر من شكل وتفسير، حيث يتم تفسير الحياء بالفِطرة: وهو سلوك فطري يظهر على الإنسان منذ ولادته، وهو أن يكون الانسان مفطوراً على الامتناع عن ارتكاب أيّ خلقيات سيئة ويمنع نفسه عن التحلي بها.

ليس الحياء بالفطرة فقط، بل هناك الحياء المكتسب، الذي يتمّ اكتسابه عن طريق القراءة أكثر في الدين والتقرب من الله عزّ وجلّ، وهنا يصل الشخص إلى هذا النوع من الحياء من خلال الإيمان بالله عزّ وجلّ.

بينما الخجل هو إحدى الصفات التي توقِع الإنسان في الخطأ، يترتب عليها تقصير الشخص في أداء واجباته، ويعيق الإنسان من الوصول إلى أيّ خطوة ينتفع بها في دينه أو دنياه، وهو صفة يتحلى بها الشخص منذ صِغره من التربية، نتيجة لوجود نقصٍ في المهارات الاجتماعيّة، أو الإصابة بإعاقة جسديّة، أو نتيجة لخوف الوالدَين على أطفالهم خاصة الأم، أو معاناة الأسرة من مشاكل ماديّة.

الفرق بين الحياء المحمود والخجل المذموم

هناك فرق كبير أوضحه الخبراء المختصون بين الحياء المحمود والخجل المذموم، وفي ما يلي سيتم توضيح الفرق. الحياء المحمود والممدوح وهو المراد في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المادحة له، وهو ما يمنع النفس من فعل القبيح والتقصير في حق ذي الحق، وهذا النوع من الحياء من خصائص الإنسان ليرتدع عن ارتكاب كل ما يشتهي مما لا يليق فلا يكون كالبهيمة.

بينما  الحياء المذموم ليس ما يريده النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا النوع من الحياء مذموم شرعاً لأنه يحول بين المرء وبين قول الحق وفعل الخير، فقد يصده عن طلب العلم الواجب ويجر صاحبه إلى فعل المحرمات والوقوع في الكذب ويجر إلى ترك الواجبات والفرائض، فهو تلبيس من الشيطان وليس بحياء في الحقيقة.
وهو أن يتحرج الإنسان فيه من فعل الخير والدعوة إلى الله وطلب العلم والتفقه في الدين، أو ينشأ عنه إخلال ببعض الحقوق والواجبات الشرعية، فلا يصح الحياء في طلب العلم ولا في السؤال عما لا يعلم الإنسان أو في ما يشكل عليه في أمر دينه