يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال موضوع عن الصيام ، و مشروعية الصيام ، و شروط صحة الصيام ، و أركان الصيام ، و مبطلات الصيام ، و آداب الصيام ، و فضل الصيام ، لقد خلقَ الله -عزَّ وجلَّ- الإنسانَ، وجعلَ الحكمةَ الأساسيةَ من خلقهِ هي عبادةُ الله -عزَّ وجلَّ- وحده من غيرِ شريكٍ، ودليل ذلك قول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، ومن العباداتِ الفاضلةِ التي شرعها الله للمسلمينَ هي الصيام.

موضوع عن الصيام

موضوع عن الصيام
موضوع عن الصيام

موضوع عن الصيام

تعريف الصيام لغة

يُعرَّف الصيام في اللغة بأنّه: الامتناع عن شيء مُعيّن؛ سواء كان فعلاً، أو قولاً، وهي مأخوذة من الفعل صَامَ؛ أي أمسك، ويكون بالإمساك عن الكلام مثلاً، أو الطعام، أو الشراب، أو غيره، والصوم والصيام بالمعنى نفسه في اللغة؛ لأنّ مصدرهما واحد وهو الفعل (صام)، يُقال: رجلان صوم، ورجال صوم، وامرأة صوم، ويُقال أيضاً: قوم صُوَّام وصيام وصُوَّم وصِيَّم، وهو بهذا لا يجمع ولا يُثنّى، كما يُقال: صامت الريح؛ أي ركدت، وصامت الشمس؛ أي استوت، وصام الفرس؛ أي وقف، وصام النهار؛ إذ اعتدل.

تعريف الصيام اصطلاحاً

اختلفت تعريفات الفقهاء للصيام؛ فكان لكلّ مذهب رأي في ذلك، كما يأتي:

  • الحنفية: عرّفوه بأنّه الامتناع عن ثلاثة مُفطرات، وهي: الأكل، والشرب، والجماع، مِن قِبل شخصٍ مُعيّن، في وقت مُعيّن لذلك، مع وجود النيّة.
  • المالكية: عرّفوه بأنّه الامتناع عن شهوتَي الفرج والفم، أو أيّ شيء يقوم مقام أحدهما؛ طاعةً لله -تعالى-، مع وجود النيّة قبل وقت الفجر، أو في وقته، بحيث يكون هذا الامتناع شاملاً النهار كاملاً.
  • الشافعية: عرّفوه بأنّه امتناعٌ مُعيّنٌ، بشخص مُعيّن، عن شيء مُعيّن، في وقت مُعيّن لذلك.
  • الحنابلة: عرّفوه بأنّه الامتناع عن أشياء مخصوصة، في أوقات مخصوصة، من شخص مخصوص، مع وجود النية.

مشروعية الصيام

فيما يأتي بيان مشروعيّة الصيام من القرآن الكريم والسنّة النبويّة الشريفة:

  • قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ* أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ).
  • عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنّه قال: (إنَّ النَّاسَ كانوا قبلَ أن يُنزَلَ في الصِّيامِ ما نُزِّلَ يأكُلونَ ويشرَبونَ ويَحِلُّ لهم شأنُ النِّساءِ، فإذا نام أحدُهم لم يَطعَمْ ولم يَشرَبْ ولم يأتِ أهلَهُ حتَّى يُفطرَ من القابِلَةِ، وأنَّ عمَرَ رضيَ اللَّهُ عنهُ بعد ما نامَ ووجبَ عليهِ الصِّيامُ وقع على أهلِهِ، ثُمَّ جاءَ إلى النَّبِيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ: أشكو إلى اللَّهِ وإليكَ الَّذي أصبتُ قال: وما الَّذي صنعتَ؟ قال: إنِّي سوَّلَت لي نفسي فوقَعتُ على أهلي بعدَما نِمتُ وأردتُ الصِّيامَ فنزَلَت أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ إلى قوله فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ).

شروط صحة الصيام

شروط صحة الصيام هي:

  • النية: وهي اعتقاد القلب وعزمه على الفعل، وهي شرط صحة عند الجمهور وقال بعض المالكية والشافعية إنّها ركن الصوم.
  • الطهارة من الحيض والنفاس: لا يصح صيام المرأة إن كانت حائضًا أو نفساء وعليها قضاء ما أفطرته من الأيام بسبب الحيض أو النفاس.

أركان الصيام

يتفق الفقهاء على أنّ ركن الصوم هو الامتناع والكف عن المفطرات من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس، وذلك لقوله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ}، وقد زاد بعض الفقهاء على هذا الركن أركانًا أخرى، وهي:

  • بعض المالكية: يرى بعض المالكية أنّ للصيام ركنين وهما:
    • الإمساك عن كل المفطرات.
    • النية.
  • الشافعية: أركان الصيام عند الشافعية ثلاثة، وهي:
    • الإمساك عن جميع المفطرات.
    • النية
    • التقيّد بالوقت أي ما بين الفجر الصادق وغياب الشمس.

مبطلات الصيام

تنقسم مبطلات الصيام إلى متَّفقٍ عليها بين العلماء، وغير متَّفقٍ عليها، فمن الجدير بالذّكر أنّ غير المتّفق عليها هي: الإغماء والجنون والحجامة، وفيما يأتي تفصيل المفسدات المتّفق عليها:

  • الجماع:اتّفق الفقهاء أنّ الجماع يبطل الصّيام، ودليل ذلك قوله تعالى: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ).
  • الاستقاءة: هي تعمّد القيء، فقد ورد عن جمهور الفقهاء بأنّ ذلك مبطلٌ للصّيام، باستثناء الحنفية؛ فاشترطوا في ذلك ملء القيء في الفم.
  • الأكل والشرب عمدًا: لكن إذا تمّ الأكل والشّرب سهوًا فليس على الصّائم شيءٌ من القضاء وغيره.
  • دخول شيء إلى الجوف: سواءٌ كان ذلك من الحلق أم المعدة أم الفرج.
  • الرّدّة:هي الخروج عن الدين الإسلامي.
  • الحيض والنّفاس والولادة: هي أحكامٌ خاصَّةٌ بالمرأة، حيث يبطل الصّيام إذا كان نزول الدم قبل الغروب.

آداب الصيام

يُستحسَن أن يتحلّى المسلم بعددٍ من الآداب المُتعلِّقة بالصيام، ويُذكَر منها:

  • السُّحور؛ لِما فيه من بركةٍ وتقويةٍ على الصيام؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (تَسَحَّرُوا فإنَّ في السَّحُورِ بَرَكَةً).
  • تعجيل الإفطار، والدعاء حين الإفطار؛ بقَوْل: (ذهب الظمأُ، وابْتلَّت العروقُ و ثَبَتَ الأجرُ إنْ شاءَ اللهُ).
  • الابتعاد عن كلّ ما يُنافي الصيام؛ إذ أخرج الإمام البخاريّ في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (مَن لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ به، فليسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ في أنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ).
  • السِّواك؛ إذ يُستحَبّ للصائم استخدام السِّواك في أيّ جزءٍ من النهار؛ سواء أوّل النهار، أو آخره.

قد يهمك:

فضل الصيام

للصيام فضائل كثيرة ذكرها أهل العلم في بطون الكتب، ومنها:

  • الصيام من أحسن العبادات، حيث قال أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه: “قلتُ يا رسولَ اللهِ مُرني بأمرٍ ينفعُني اللهُ بِهِ قالَ عليْكَ بالصِّيامِ، فإنَّهُ لا مثلَ لَه”.
  • إضافة الصيام لله سبحانه، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “قالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له إِلَّا الصِّيَامَ، فإنَّه لي وَأَنَا أَجْزِي به”.
  • اجتماع ثلاثة أنواع من الصبر في الصيام، الصبر على طاعة الله وهي الصيام والصبر عن معصية الله من المحرّمات والصبر على أقدار الله من جوع وعطش وتعب.
  • الصيام يشفع للعبد يوم القيامة، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “الصيامُ والقُرآنُ يَشفَعانِ للعَبدِ؛ يقولُ الصيامُ: ربِّ، إنِّي منَعْتُه الطعامَ والشَّهَواتِ بالنَّهارِ فشَفِّعْني فيه، ويقولُ القُرآنُ: منَعْتُه النومَ باللَّيلِ فيُشَفَّعانِ”.
  • الصيام من الأعمال التي يجزي الله -تعالى- عليها بالمغفرة والأجر العظيم.
  • الصيام كفارة للذنوب والخطايا التي يرتكبها بسبب الفتن في أهله وولده وماله، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “فِتْنَةُ الرَّجُلِ في أهْلِهِ ومالِهِ ووَلَدِهِ وجارِهِ، تُكَفِّرُها الصَّلاةُ والصَّوْمُ والصَّدَقَةُ، والأمْرُ والنَّهْيُ”.
  • الصيام سبب لدخول الجنة من باب الريّان بإذن الله، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ معهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَدْخُلُونَ منه، فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ، أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ منه أَحَدٌ”.
  • خلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من رائحة المسك، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِن رِيحِ المِسْكِ”.
  • الصيام يزيل الأحقاد والضغائن، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “صومُ شَهرِ الصَّبرِ وثلاثةِ أيَّامٍ مِن كلِّ شَهرٍ يُذهبنَ وَحَرَ الصَّدرِ”.
  • الصيام من الكفّارات وقد اختصّه الله -تعالى- بذلك لعظم أجره، فكفارة القتل الخطأ صيام شهرين متتابعين وكفارة الحنث باليمين صيام ثلاثة أيّام، إلى غير ذلك من الكفّارات.

لم تجد ما تبحث عنه؟ ابحث هنا