يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال موضوع عن الدين الإسلامي ، و أركان الإسلام ، و خصائص الدين الإسلامي ، و مصادر الدين الإسلامي ، و مراتب الدين الإسلامي ، و محاسن شريعة الإسلام ، الدين الإسلامي آخر الأديان السماوية التوحيديّة، وانبثق فجره بنزول الوحي جبريل -عليه السلام- على محمد -صلى الله عليه وسلم- المعروف بين قومه بالصدق والأمانة ومكارم الأخلاق في غار حراء في جبل النور، وكان هذا الحدث الجلل في تاريخ الإنسانية في الحادي والعشرين من شهر رمضان على أرجح الأقوال، ومنذ ذلك الحين هبّ النبي -عليه الصلاة والسلام- للدعوة إلى الإيمان بالله ونشر الإسلام في شبه الجزيرة العربية وما حولها بالطرق والأساليب كافة من أجل تخليص الناس من عبادة الأوثان والطواغيت إلى عبادة الله -سبحانه وتعالى، وهذا المقال يسلط الضوء على موضوع عن الدين الإسلامي.

موضوع عن الدين الإسلامي

موضوع عن الدين الإسلامي
موضوع عن الدين الإسلامي

كلمة الإسلام في اللغة المقصود بها الاستسلام والانقياد، أما معناها شرعاً فهو: الاستسلام والخضوع لله تعالى، وأنّ المُسلم يُسِلّم أمره كُله لله الواحد القهار، والإسلام ديانة إبراهيمية سماوية إلهية وآخر الديانات السماوية، وهي ثاني ديانة من حيث عدد المعتنقين بها بعد الديانة المسيحيّة، ولكنها أكثر ديانة مُنتشرة جغرافيّاً على وجه الكُرة الأرضيّة، ولأن الإسلام انتشر في عدة دول وقارات وتوسع بشكل كبير وأصبح حضارة يُحسب لها ألف حساب، وهي الحضارة الإسلامية والتي حكمت ثلاث قارات، والإسلام دين الأنبياء جميعاً حيث قال الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام في سورة آل عمران: (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) وأتم الله هذه الرسالات السماويّة ببعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك في بداية القرن السابع الميلادي، بواسطة الوحي جبريل عليه السلام الذي كان يرسله الله تعالى إلى سيدنا محمد صل الله عليه وسلم إلى حين وفاته.

وأنزل الله عز وجل القرآن الكريم، وهو آخر كتاب أنزله الله تعالى، وحفظه ليكون صالحاً في كل مكان وزمان. المسلمون يؤمنون بأنّ عبادة الله تعالى وعدم الشرك به فرض عليهم، مع تصديق الرسول محمد صل الله عليه وسلم، والإيمان بالقرآن الكريم وقراءته وتدبره واتباعه من الواجبات على كل من يؤمن بالدين الإسلاميّ، ويكون ذلك بعد نطق الشهادة أي قول (أشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله) ويُصبح المرء مُسلماً حقاً مع أداء الفروض الواجبة والمفروضة عليه.

أركان الإسلام

يقوم الدين الإسلامي على خمسة أركان بيّنها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في أحاديثه الشريفة، وفيما يأتي بيانها:

  • ركن الشهادتين؛ ويراد بهذا الركن اعتقاد الإنسان أنّ الله تعالى هو الخالق المدبر لهذا الكون وحده لا شريك له، وهو وحده المستحق للعبادة دون سواه، وتثبت له جميع الأسماء الحسنى والصفات العليا التي أثبتها لنفسه جلّ جلاله، أو أثبتها له نبيّه محمد صلّى الله عليه وسلّم، كما يجب على الإنسان أيضاً اعتقاد أنّ الله تعالى قد أرسل محمد وأنزل معه القرآن الكريم؛ ليبلّغ الدين لكافّة الناس.
  • ركن الصلاة؛ ويراد به اعتقاد المسلم أنّ الله تعالى قد أوجب على كلّ مسلمٍ خمس صلوات في اليوم والليلة، يؤدّيها على طهارةٍ من خلال وقوفه بين يديه سبحانه، خاشعاً متذللاً شاكراً لنعمه، وسائلاً له من فضله ومغفرته.
  • ركن الزكاة، وهي واجبةٌ على كلّ مسلمٍ ملك نصاباً، وحال عليه الحول، فتُؤخذ من أغنياء المسلمين وتردّ على فقرائهم.
  • ركن الصيام، وهو صيام شهر رمضان المبارك، الذي أوجبه الله تعالى على المسلمين، فيُمسِكون فيه عن المفطرات من الأكل، والشرب، والجِماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنيّة الصيام.
  • ركن الحج، حيث أوجب الله تعالى على كلّ مسلمٍ، بالغٍ، عاقلٍ، قادر أن يزور البيت الحرام فيطوف، ويصلي فيه ويؤدي جميع مناسك الحج كما بيّنها رسول الله.

خصائص الدين الإسلامي

يتميز الدين الإسلامي بخصائص منها:

  • دين إلهي، فالدين الإسلامي هو دين ارتضاه الله سبحانه وتعالى للناس، وتلك هي الخاصية الأهم لهذا الدين التي تتقدم على باقي الخصائص، كما أنّ مصدر هذا الدين هو القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة المستمدة من الوحي الذي أنزل على النبي عليه الصلاة والسلام.
  • دين شمولي، فشمولية الإسلام تتمثل في شمولية أحكامه وتشريعاته لجميع الخلق إنساً وجنّاً، كما تتبدى شمولية الإسلام في أنّه يتطرق إلى جميع سلوكيات الإنسان وتصرفاته في الحياة، وهو دين شامل لكلّ زمان وكل مكان، وشامل لجميع مراحل حياة الإنسان، وكذلك شمولية نظرته إلى الكون والحياة دنيا وآخرة.
  • دين الفطرة، فدين الإسلام يتوافق مع فطرة الإنسان التي ولد عليها، ولا يتعارض مع رغباته، فلو جرد الأنسان من أهوائه لما اختار إلا دين الفطرة الحق وهو دين الإسلام.
  • دين الوسطية، فوسطية الإسلام تتبدى في نظرته إلى كلّ جوانب حياة الإنسان عقيدة وشريعة وأخلاق، كما تظهر وسطيته في جمعه الفريد بين متطلبات الأفراد والجماعات، ومتطلبات روح الإنسان وجسده، بحيث لا يطغى جانب على آخر.
  • دين العلم، فدين الإسلام هو دين يحترم العلم والعلماء، ويرفع من شأنهم، قال تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأْلْبَابِ).

مصادر الدين الإسلامي

إنّ للشريعة الإسلامية مصادر رئيسية استقت منها معلوماتها، وهي: القرآن الكريم، والسُّنَّة النبوية، أمّا الإجماع والقياس فهما يُعتبران مصدران فرعيان دلّت عليهما النصوص الشرعية من القرآن الكريم والسنّة النبوية، وتأتي علاقة الُّسنَّة النبوية مع القرآن الكريم على عِدَّة أشكال في استخراج الأحكام الشرعية، منها ما يأتي:

  • التأكيد

وهنا تأتي السنة النبوية بأحكام موافقة لأحكام القرآن الكريم، إمَّا تحليلًا أو تحريمًا أو نحو ذلك، مثل وجوب الصلاة، و حُرمة عقوق الوالدين، وحُرمة قتل النفس بغير حقّ.

  • التبيين والتوضيح

وذلك بورود أحكام مجملة في القرآن الكريم تحريمًا أو وجوبًا، وتأتي السنّة النبوية مفصّلةً وموضحةً لتبعات هذا الحكم الشرعي، مثل: حكم وجوب الزكاة على المسلمين، فقد بيّنت السنّة النبوية مقدار المال الذي تجب فيه الزكاة، وشرحت كذلك مقدار المال المسروق الذي يجب فيه القصاص وقطع يد السارق.

  • الإتيان بحكم جديد

قد تأتي السنة النبوية ببعض الأحكام الجديدة التي لم يرد ذكرها في القرآن الكريم؛ مثل تحريم أكل لحم الحمر الأهليّة؛ فقد ورد حكم التَّحريم في السنّة فقط.

ضوابط الدين الإسلامي  هناك ضوابط يتميّز بها الدين الإسلامي الحقِّ عن غيره من الأديان المحرّفة والوضعيّة، وفيما يأتي ذكر بعض هذه الضوابط:

  • المصدر

ومصدر الدين الإسلامي من عند الله -تعالى-، أُنزل على الرسول بواسطة روح القدس جبريل -عليه السلام-، فهو ربّانيّ المصدر.

  • التوحيد

حيث إنَّ مضمون الدين هو الدعوة إلى توحيد الله -تعالى-، وإفراده بالعبودية وحده، ونفي أي مفهوم من مفاهيم الشرك به -سبحانه وتعالى-، وهذه الدعوة كانت مضمون دعوةِ جميع الأنبياء -عليهم السلام-، قال -تعالى-: (اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ).

  • التوافق مع دعوة السابقين من الأنبياء

وهنا الحديث عن الأصول الثابتة والتي جاءت بها جميع الديانات من قبل، من مثل الدعوة إلى توحيد الله -تعالى-، وتحريم الشرك به، والدعوة إلى مكارم الأخلاق، وتحريم القتل بغير حقّ، وتحريم عقوق الوالدين.

  • توافق الدين في مضامينه

بمعنى أنّه ليس في الدين تناقض، فلا يوجد شيء يأمر به الدين وينهى عنه في نفس الوقت، ولا يُحرِّم شيئاً ويُحلّله نفسه.

  • استقرار العباد

ويقصد بذلك أن الدين الإسلامي يضمن للعباد استقرارهم وأمنهم النفسي والجسدي في جميع الجوانب، مثل: حفظ أنفسهم، وأموالهم، وأعراضهم، وعقولهم، وأهمّ من ذلك كلّه حفظ دينهم، وهذه الأمور من أساسيات الدين الإسلامي، فالتشريعات الإسلامية مبنيّة على حفظ المقاصد الخمسة.

مراتب الدين الإسلامي

إنّ للدين الإسلامي مراتب يرتقي فيها العباد بحسب أعمالهم، وهذه المراتب ترتيبها كما يأتي:

  • الإسلام

قال -تعالى-: (إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ).

  • الإيمان

قال -تعالى-: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ).

  • الإحسان

قال -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ).

قد يهمك:

محاسن شريعة الإسلام

تمتاز شريعة الإسلام بمحاسن خاصةٍ بها، وفيما يأتي بيان جانبٍ منها:

  • الكمال؛ وذلك لأنّ مصدرها هو الله تعالى.
  • جلب المنافع؛ فمن ذلك إباحة جميع ما في الأرض، وتسخير كلّ القوى لخدمة الإنسان.
  • دفع المضار؛ فقد دفعت المضار عن الضروريات الخمسة التي لا يمكن للحياة أن تستقرّ بدونها، ويُقصد بالضروريات الخمس؛ الدين، والنفس، والعقل، والعرض، والمال.
  • قيامها على مكارم الأخلاق.
  • الكمال في المنهج القضائي، فقد شمل القاضي، والمقضي عليه، والمقضي فيه، والمتقاضين، وسير القضاء بعنايته.