يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال موضوع عن الرومنطيقية ، و خصائص الشِعر الرومنطيقي ، و أسباب ظهور المذهب الرومنطيقي ، و أبرز الأغراض الشعريّة عند الرومنطيقيين ، و سمات الشاعر الرومنطقي ، و أشهر شعراء المذهب الرومنطيقي ، يُعَرّف الشِعر بأنه إحدى أنواع الأدب ومن أعلى مراتبه، يتم تصنيفه في دواوين، حيث يعد من الأمور التي تستدعي الفخر والاعتزاز عند العرب، ويتم التعبير عنه بأنه كلام جميل تم نظمه بناءاً على وزن وقافية، ويتكوّن من أربعة أركان أساسية هي المعنى، الوزن، القافية والقصد، تكمن أهميّته بأنه يصل الماضي بالحاضر، ويقوم بنقل مكارم الأخلاق من الآباء للأبناء.

موضوع عن الرومنطيقية

موضوع عن الرومنطيقية
موضوع عن الرومنطيقية

موضوع عن الرومنطيقية

تُعَرّف الرومنطيقيّة بأنّها توجّه ينتمي للأدب الكلاسيكي، ظهرت في الفترة الزمنية الواقعة بين نهاية القرن الثامن عشر ومنتصف القرن التاسع عشر في الحضارة الغربيّة، حيث كانت تدعو للتركيز على الفرد نفسه، الخيال، التحرر، العفويّة والعواطف، حيث رفضت النظام السائد حينها والمُشتمِل على التوازن، المثاليّة والعقلانيّة. تُركّز الرومنطيقيّة أيضاً على شَغف الشخص وتعمّقه في اكتشاف جمال الطبيعة، وطُغيان القلب والعواطف على العقل والحواس، وعدم الالتزام بالأمور الرسميّة التقليديّة. شهدت الفترة التي ظهرت فيها الرومنطيقيّة انتشار الرقص، الموسيقى والغناء والاهتمام بثقافة الفلكلور المحلّي.

خصائص الشِعر الرومنطيقي

يمتلك الشِعر الرومنطيقي عدداً من الخصائص التي تُميزه عن غيره من الأنواع الشعرية، وهي كالآتي:

  • من أهم خصائص الشِعر الرومنطيقي بأن لتأثيره صدىً واسع حيث يصل لجميع القارات.
  • يدعو للعاطفة الجسديّة والعواطف الشعوريّة.
  • يُستخدم الشِعر الرومنطيقي للتعبير عن الحب.
  • يتسِم الشِعر الرومنطيقي باستناده أحياناً على الخيال، حيث يصف الشاعر ما يتخيله من جوانب الحياة، بالإضافة لتخيلاته عن عواطف النفس والابتعاد عن لأمور المألوفة.
  • يتصِف الشِعر الرومنطيقي ببلاغته على الرغم من بساطة عباراته ومفرداته وأساليبه.
  • يُعتبر الشِعر الرومنطيقي من أنواع الفن الراقي البعيد كل البعد عن الفن الرخيص الذي يرضي الشهوات.
  • يشتمل الشعر الرومنطيقي على عدد من العواطف أهما عاطفة حب الحياة وعاطفة الجمال.

أسباب ظهور المذهب الرومنطيقي

  • الجذور إرادة التّغيير: بعد تهيُّؤ الأذهان وانتصار المذهب الرّومانسيّ على الكلاسيكيّ منذ نهاية القرن السّابع عشر، وقبول التّغيير الذي سرى خلال القرن الثّامن عشر، والجذور الدّفينة في المذهب الكلاسيكيّ لإرهاصات المذهب الرّومانسيّ لما طرأت هذه الثّورة التّطوّرية على الذّوق العام الأدبيّ في صوره وتعابيره وأساليبه.
  • متغيرات العصر: وجاء ذلك نسبةً للتّغيرات الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسّياسيّة الكائنة في تلك الفترة، ففي نهاية القرن الثّامن عشر وبداية القرن التّاسع عشر “الثّورة الفرنسيّة” حتّمت على أوروبا تغيير وجهتها ومصادرها الثّقافيّة وتحوّل الفنّ الأدبيّ لما تقتضيه متطلبات الثّورة الصناعيّة والعلميّة.
  • مبادئ الثّورة: إنّ الجوّ السّياسيّ العام مهّد للرّومانسيّة الانتشار والظّهور في أوروبا، فعلى ضوء قناديل السّراج الثّوريّ ظهرت طبقة جديدة تسلّمت مقاليد الحياة فظهرت لأوّل مرة مصطلحات الحريّة والعدالة والمساواة والمواطنة والأمّة والشّعب فوجد الأدباء إلهامًا ينهلون من معينه الثّر جُلّ مقاصدهم الرّومانسية وصورهم.
  • الحروب المدمّرة: إنّ المجازرة المأساويّة والدّموية الطّحنة الّتي خلّفتها الثّورة الفرنسيّة تركت في نفس جيلها الجديد آثارًا عُصابية ممزوجة بالحزن والأسى والكآبة والانطواء على الذّات، وهذا ما أكّده ألفريد دي موسيه: “لقد أتيت متأخّرًا في شيخوخة الزّمن”
  • الدّيمقراطيّة: ومن المظاهر نزوح الطّبقة البرجوازيّة والوسطى لهذا المذهب من فنّانين وأدباء وشعراء، احتسوا كأس القيم الثّورية فهجروا قصورهم وبيوتات اللّغة النّبيلة وصالوناتها لتحلّ محلّها لغة الشّعب والفرد والحريّة.

أبرز الأغراض الشعريّة عند الرومنطيقيين

ارتكزت الأغراض الأدبية في الشعر الرومنطقي على ما اعتنقه هذا المذهب من أفكارٍ ظهرت في شعرهم، ومن أبرز الأغراض الشعرية:

  • الأنا: شكلت النفس البشرية وما يخالجها من عواطف وأحاسيس موضوعاً مهماً للأدب الرومنطقي، فهم يرسمون أشواق النفس ومشاعرها وتطلعاتها ونزواتها، وهذا جعل الأنا تشكّل محوراً قائماً في إنتاجهم الأدبي والشعري.
  • الطبيعة: كانت النظرة الرومنطيقية إلى الطبيعة تتمثّل باعتبارها كائناً حياً، فهو يرى فيها أصله ويعتبرها أمّه االحنون، فالطبيعة تُستحضر في الشعر باعتبارها ملجأ الشاعر ومهربه في صخرة النجاة ومهد القيم الأصيلة، فالعودة إلى الطبيعة كفيلة بتحقيق السعادة التي ينشدها الرومنطقي، فالسعادة عنصر مفقود وجده الرومنطيقيون في الطبيعة.
  • الحب: يشكّل الحب محوراً أساسياً من محاور الأدب العربي قديمه وحديثه، فالرومنطيقي العربي لم يتعامل مع الحب تعاملاً بلاغياً فحسب بل كان تصوّره له تصوّراً وجودياً فلسفيًا، فالحب لديهم رغم أنّه علاقة بشرية وأرضية إلا أنّه في أصله وجوهره قوة سماوية تنزل على الإنسان كما ينزل الوحي على الأنبياء.

سمات الشاعر الرومنطقي

ارتسمت في شخصية الشاعر الرومنطقي مجموعة من السمات ميّزته عن غيره وانطبعت في شعره، وفيما يأتي بيانها:

  • الإحساس بالغربة: يعد الإحساس بالغربة والوحدة من أبرز سمات الشاعر الرومنطقي، وهذا مردّه إلى الوعي المتضخم بالذات مما خلق تأزّماً في علاقة الأنا بالعالم الخارجي، وقد كان التعبير عن الغربة من أرسخ المعاني لديهم.
  • الشعور بالحزن والكآبة: يصور الرومانسيون ذواتهم وهي تنشد الفرح ولا تذوقه، فهم سجناء لمحيط يسيطر عليه السواد والقتامة.
  • الشعور بالحيرة والقلق: هذا شعور طبيعي لمن عاش تجربة الغربة والكآبة، وقد يبلغ الشعور بالقلق والحيرة ذروته عند الشاعر فيلتمس في الموت مخرجاً وراحة أدبية.
  • الشعور باليأس: هو يأس وجودي اعتمل في أنفسهم نتيجة الصراع المرير بين الإحساس بالذا وعدم انسجام تلك الذات مع نفسها ومع العالم الخارجي الذي يحيط بها، فهي تعيش الفشل في أقسى مظاهره.
  • قوة الإرادة والتمرد: هنالك جانب إيجابي تشكّل في شخصية الشاعر الرومنطقي وهو إرادة القوة والرغبة في الثورة على الضعف واليأس فهو يحاول الخروج من قوقعته والظهور بمظهر القوي الجبار وأن يتحدى مرضه ويأسه.

قد يهمك:

أشهر شعراء المذهب الرومنطيقي

جبران خليل جبران

الأديب اللّامع والمهجريّ البارع الّذي وُلد في لبنان بقرية بشرّي عام 1883م، وأكمل دراسته في لبنان في مدرسة الحكمة وتلقّى منها علوم العربيّة وهاجر وأسرته إلى أمريكا ليبدأ نشاطه الأدبيّ في بوسطن ويتنقل بين نيويورك وفرنسا، فيُبدع في الأدب والفنّ والرّسم، ويعدّ المؤسس للرابطة القلميّة الّتي ولدت بولادته وماتت بموته ويعدّ من أبرز أعلام الرّومانسيّة لقوّة ثقافته الغربيّة من جهة، وتأصّل خصائص الرّومانسية في روحه من جهة، فرهافة حسّه ومعانيه الشّفّافة العميقة جعلت لبواكير أعماله تتّسم بطابع جبرانيّ سُميّ باسمه.

منابع الثّقافة في أدبه كثيرة فقد كانت من كتب الفلسفة العربيّة والأجنبيّة، فما من أسطورة إغريقيّة أو هندية وفلسفاتها إلّا كانت لحافظته نصيب، ناهيك عن كتب الأدب العربيّ والشّعر الأصيل كالمتنبي، تُوفّي عام1931م فكانت وفاة أدبه بحديقة النّبيّ.

خليل مطران

نشأ مطران عام 1872م بمدينة بعلبك اللّبنانيّة بين أحضان أسرته رخيّة تتذوّق الأدب وتحثّ عليه، فتَابعَ دراسته في الابتدائيّة في الكلّيّة الشّرقيّة بزحلة ومنها انتقل إلى بيروت، حيث أتمّ دراسته البطريكيّة وتعلّم إلى جانب العربيّة لغات عدّة منها؛ التّركيّة والإسبانيّة والفرنسيّة في حداثته، وقد عمل بالتّرجمة لعمله السّياسيّ ونفيه لفرنسا تارة والبرازيل طورًا هربًا من فكره الحرّ، واستقرّ به التّرحال في مصر حتّى آخر يوم في حياته.

تأثّر بالأدب الغربيّ من أمثال شكسبير وفيكتور هوغو، وكان من روّاد المذهب الرّومانسيّ الّذي امتطى صهوة فرسه أحسن امتطاء فعبّر بالصّورة العربيّة ثقافته الغربيّة ونقل العديد من الكتب إلى العربيّة.

علي محمود طه

لُقّب بشاعر الجندول وُلد مصر عام 1901 وتُوفيّ عام 1949م، وكان من أصحاب التّيار الرّومنسيّ الّذي نادى فيه في جلّ قصائده وأبرز تأثّرًا واضحًا بالشّاعر “لامارتين”، وكان من جماعة أبولو، اتّسم شعره بالجمال والرّوحانيّة لما فيه من صوفيّة الإنسان.

أحمد زكي أبو شادي

وُلد عام 1892م وتُوفّي 1955م، يعدّ من أبرز أعلام التّجديد الأدبيّ في العالم العربيّ، نشأ في أسرة قاهريّة رخيّة عُرفت بوطنيتها وأدبيتها، تأثّر بالأدب الغربيّ ونهل من فكره فاحتكّ بالأدباء والمثقّفين من أصدقاء والده، وتنوّعت ثقافته، فسافر إنكلترا وأكمل دراسته للطّب، ليتمكّن من اللّغة الإنجليزيّة وتكوّن له بابًا للثقافة الغربيّة، وكان اهتمامه بالأدب ذات مزية توّجت بالرّومانسيّة؛ لما في نفسه من نزعاتها فتأثر بجماعة الديوان ونهل من ثقافة أدبائها حتى صار شاعرًا دمثًا يسيرًا، والرّومانسيّة في تيّار واحد في جماعة أبولو.

عمر أبو ريشة

شاعر دمث من شعراء الريف السوري من منطقة منبح التّابعة لمحافظة حلب، وُلد 1910م وتُوفّي في السعودية عام 1990، كان من روّاد المذهب الكلاسيكيّ لكن في بذور شعره نرى النّزعة التّحرريّة والنّهوض بالمجتمع بأكمله ضد الظّلم والاستبداد، ولعلّ تجديده للصور جعله رومانسيّ الرّوح، عُني بالشّعر التّقليدي أشدّ العناية حتّى كان شعره من أعذب الشّعر وأصدقه

إبراهيم ناجي

وُلد في عام 1898 وتُوفّي عام 1953، نشأ ضمن أسرة مصريّة في القاهرة تحضن الثّقافة وتُشجّع عليها، فهداه أبوه لعيون الكتب وأمّهاتها في الأدب والشّعر والثّقافة والمؤلفات الغربيّة، وتدرّج في تعليمه إلى أن وصلَ لكليّة الطّب الّتي زادت من معينه الثّقافيّ، فجمع الثّقافة قديمها وحديثها وأصيلها وعاميّتها ناهيكَ عن معرفته للغات ثلاثة الفرنسيّة والألمانيّة والإنجليزيّة، ويعدّ من أوائل الشّعراء العرب الّذين تابعوا التّحييذ في حركة الشّعر الأوربيّ الحديث، أوّل الرّومانسيين الإنجليز وحتّى المستقبلين الرّوس، كما ترجم العديد من النّصوص الرّومانسيّة لبودلير و لامارتين وشيلي، وقد تميّز بالعمق وتجلّت في معظم أعماله الرّومانسيّة.

لم تجد ما تبحث عنه؟ ابحث هنا