يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال قصة قصيرة عن الفقر ، و قصة قصيرة عن طفل فقير ، و قصة الرجل الغني والرجل الفقير ، و قصة الفقير المحسن ، و قصة الفقير الذي تصدق على الفقراء، يسعدنا أن يقدم لكم هذه القصة التي تحمل العديد من المعاني الجميلة عن الفقر والغنى فالفقر ليس فقرًا في المال وإنما يكون في نقص الأخلاق والصفات الجميلة، والغنى ليس في كثرة المال وإنما الغنى غنى النفس. فيمايلي قصة قصيرة عن الفقر.

قصة قصيرة عن الفقر

قصة قصيرة عن الفقر
قصة قصيرة عن الفقر

قصة قصيرة عن الفقر، يروى أن هناك رجلاً ثريًا جدًا لديه الكثير من المال والبضائع ، يمكنه شراء ما يريد وأكثر ، وفي نفس البلدة كان هناك رجل فقير جدًا لم يستطع شراء ما أكله في اليوم الذي كان فيه. القليل جدًا من المال ولم يكن يمتلك وظيفة أو منزلًا ، كان الرجل الفقير يبحث عن وظيفة تجلب له المال لإطعام وإطعام أطفاله ، ثم سمع الرجل الفقير عن الرجل الغني في المدينة وفكر في الذهاب إليه ليطلب منه العمل معه كبستاني أو حارس أو أي عمل يحتاجه مقابل القليل من المال لتغطية نفسه وتغطية أسرته الصغيرة.

دخل الفقير المنزل ولم يعطيه أحد أي اعتبار. بدأ الأغنياء يسألونه عن الوظيفة التي يمكنه القيام بها. أجاب المسكين بحماس: أستطيع أن أفعل أي شيء وكل شيء بسعر عادل. قال له الغني: إنك ستجمع قمامة البيت وتنظف البستان وتحافظ على البيت كله ، فقبله الفقير على الفور ، لكن الثمن الذي عرضه عليه الغني كان قليلًا جدًا ولا يكفي له ، لكن الفقراء اضطروا إلى قبول عمل لا يمكنهم العثور عليه ، فهم بحاجة ماسة إلى المال.

بدأ الرجل عمله فورًا ، وارتدى ملابسه وبدأ العمل ، ومضى اليوم وهو متعب جدًا ، لكنه استلم راتبه وعاد لأبنائه السعداء بارتداء الملابس ، طعام للأطفال ، وفي صباح اليوم التالي الرجل عاد إلى عمله ، لكن الرجل بدأ في التقليل من شأنه والتقليل من شأنه ، ولم يستطع الرجل الفقير أن يجيب ويقبل كل الإهانات حتى يتمكن من مواصلة عمله مهما حدث ، وفي يوم من الأيام واجه الرجل الغني أزمة وذهبت كل أمواله وأفلس ، ولم يجد الغني أجر الفقراء ليعطيه إياه ، لكن الفقير لم يتركه في محنته وساعده في كل أعماله مجانًا ، و بعد فترة وجيزة أعادت هذه الأزمة المال إلى الغني ، فزاد أجر الرجل ، وأعطاه إجازة ، وقلص من عمله الشاق لأنه أعطاه جزءًا من بيته الجميل الفسيح لبناء منزل يعيش فيه مع أطفاله.

قصة قصيرة عن طفل فقير

  • قصة قصيرة عن الفقر ، في حجرة صغيرة فوق سطح أحد المنازل , عاشت الأرملة الفقيرة مع طفلها الصغير حياة متواضعة في ظروف صعبة . إلا أن هذه الأسرة الصغيرة كانت تتميز بنعمة الرضا و تملك القناعة التي هي كنز لا يفنى . لكن أكثر ما كان يزعج الأم هو سقوط الأمطار في فصل الشتاء.
  • فالغرفة عبارة عن أربعة جدران , و بها باب خشبي , غير أنه ليس لها سقف، و كان قد مر على الطفل أربعة سنوات منذ ولادته لم تتعرض المدينة خلالها إلا لزخات قليلة و ضعيفة , إلا أنه ذات يوم تجمعت الغيوم و امتلأت سماء المدينة بالسحب الداكنة، و مع ساعات الليل الأولى هطل المطر بغزارة على المدينة كلها , فاحتمى الجميع في منازلهم , أما الأرملة و الطفل فكان عليهم مواجهة موقف عصيب.
  • نظر الطفل إلى أمه نظرة حائرة و اندسّ في أحضانها , لكن جسد الأم مع ثيابها كان غارقًا في البلل ، أسرعت الأم إلى باب الغرفة فخلعته و وضعته مائلاً على أحد الجدران , و خبأت طفلها خلف الباب لتحجب عنه سيل المطر المنهمر
  • فنظر الطفل إلى أمه في سعادة بريئة و قد علت على وجهه ابتسامة الرضا , و قال لأمه : ” ماذا يا ترى يفعل الناس الفقراء الذين ليس عندهم باب حين يسقط عليهم المطر ؟ ، لقد أحس الصغير في هذه اللحظة أنه ينتمي إلى طبقة الأثرياء.

قديهمك:

قصة الرجل الغني والرجل الفقير

قصة الرجل الغني والرجل الفقير
قصة الرجل الغني والرجل الفقير
  • يحكى أن في قديم الزمان كان هناك رجلًا تقدَّم به العُمر وضعفت صحته ولم يعد يستطيع أن يعمل مثلما كان صغيرًا في السن.
    • وقد كان هذا الرجل مشهورًا بعفة نفسه وترفُعُه عن سؤال الناس في مساعدته، فكل ما كان يفعله هو الجلوس أمام منزله.
    • ونظرًا لأنه كان رجلًا طيبًا لم يؤذي أحدًا في حياته، فقد كان محبوبًا بين جيرانه وفي بلدته الصغيرة كلها.
  • وفي يومًا من الأيام كان الرجل جالسًا أمام منزله كالعادة، فإذا به يشعر بالعطش الشديد لكن بئر الماء كان بعيدًا عن المنزل.
    • وقد اعتاد كل مساء أن يذهب ليملأ الدلو لكي يشرب في اليوم التالي منه.
    • لكن في هذا اليوم مر رجل بحصان وكان الحصان يشعر بالعطش.
    • فما كان من الرجل الطيب إلا أن أعطى الحصان الدلو بالماء ليشرب.
  • لذلك لم يكن لديه ماء لكي يشرب منه في اليوم التالي، وعندما شعر بالعطش مر رجل يبدو عليه معالم الثراء.
    • فطلب منه الرجل العجوز بكل أدب واحترام أن يساعده في أن يملأ الدلو من البئر البعيد.
    • لكن الرجل نظر إليه نظرة تكبر وإحتقار، وقال له كيف تجرؤ يا رجل.
    • على أن تطلب مني أن أذهب لأملأ دلو الماء لك، ألم تعلم من أنا؟
  • فنظر إليه الرجل في حزن وقال له: كلنا عباد الله، وأنا لم أسألك مال بل أنا سألتك أن تملأ لي الدلو لكي أروي عطشي.
    • لكن الرجل الغني قام بسب الرجل العجوز وأتهمه بأنه شحات حقير وتركه وأنصرف.
    • فحزن الرجل العجوز حزنًا كبيرًا من تصرف الرجل الغني معه.

قصة الرجل الغني والرجل الفقير وإنتقام القدر :

  • ظل الرجل الفقير حزينًا لما حدث له من الرجل الغني، وقد كان هذا الرجل الغني من أحد التجار الكبار.
    • في قرية أخرى مجاورة لقرية الرجل العجوز، وظل هذا الموقف المحزن عالق في زهن الرجل، وكلما تذكره شعر الرجل بالحزن والأسى.
  • ودعا الله سبحانه وتعالى أن يرزقه عمل على قدر ما يملك من صحة لكي لا يحتاج إلى مساعدة أحد.
    • ويستطيع من خلال هذا العمل أيضًا أن يبني لنفسه بئر صغير، وفي يومًا من الأيام مر الرجل.
    • ببعض رجال الشرطة في القرية وكانوا يحبون الرجل العجوز كثيرًا لأنه طيب ويدافع عن الحق.
  • فعرض عليه كبيرهم أن يعمل معهم في بعض المهام البسيطة التي لا تتطلب خبرة ولا معرفة متخصصة.
    • وكان عمل الرجل عبارة عن تنظيف الأسلحة لرجال الشرطة أثناء قيامهم بالقبض على المجرمين.
    • وافق الرجل العجوز وفرح كثيرًا بهذا العمل الجديد، وجاء أول يوم له في العمل.
    • وكانت هناك مهمة للقبض على أحد الرجال الأغنياء الذين كانوا يكسبون أموالًا من السرقة.
  • وبالفعل خرج معهم الرجل في المهمة ووجد أن الرجل الذي ذهبت الشرطة.
    • إليه لكي تلقي القبض عليه هو الرجل الغني الذي تكبر عليه.
    • فقد كان هذا الرجل الغني يشتري البضائع المسروقة ويحقق أرباحًا كبيرة من خلالها.
    • وهو يعلم أنها مسروقات، فكان فقيرًا حقًا في نفسه وأخلاقه وكان الرجل الفقير غني بعفة نفسه.

الدروس المستفادة من قصة الرجل الغني والرجل الفقير :

  • ضرورة عدم التكبُر على لغير، فمن تواضع لله رفعه فالعزة لله وحده سبحانه وتعالى.
  • حب الناس ثروة حقيقية يتمتع بها الإنسان الطيب.
  • الغنى غنى النفس وليس الغنى في المال

قصة الفقير المحسن

قصة الفقير المحسن
قصة الفقير المحسن

يُحكى أنه في قديم الزمان ، في سالف العصر والأوان ، كان لأحد الفقراء ثلاث بنات كن يقمن بغزل القطن ، فيبيع أبوهن في السوق ما يغزلنه ، ويشتري من ثمنه قطناً جديداً ، وينفق الباقي في شراء طعام لبناته الثلاث ، وكان هذا حاله وبناته .

الفقير المحسن والمسكين السائل :

وفي يوم من ذات الأيام ، ذهب الأب الفقير إلى السوق ، فقابله رجل مسكين ، وشكا إليه فقره ، فأشفق عليه الأب كثيراً ، وأعطاه ثمن الغزل كله ، ثم رجع الأب إلى بناته من غير قطن ولا طعام .

فقالت له واحدة منهن : ماذا نصنع الآن يا أبي ، وليس في المنزل شيء ، يستحق أن نبيعه ، لنشتري بثمنه طعاماً وقطناً ، وبعد البحث ، وجدت الفتاة في المنزل طبقاً قديماً ، وجرةً قديمةً ، فأخذهما الأب ، وذهب بهما إلى السوق ليبيعهما ، ويشتري مقابلها طعاماً وقطناً .

السوق :

ولكن بعد ذهابه إلى السوق ، وجد أن الناس خرجوا من السوق ، ولم يبقى أحداً ، إلا صياد كانت معه سمكة واحدة ، فقال له الصياد : نحن الآن شركاء في الفقر والهم ، فهل تبيعني ما عندك وفي المقابل أبيعك ما عندي ؟ فرضيّ الأب ، وأعطاه الجرة والطبق ، وأخذ منه السمكة ، ثم عاد الأب إلى منزله .

المفاجأة :

ولما رأت البنات السمكة ، أخذنها لتنظيفها ، فوجدن في بطنها لؤلؤة ، كبيرة ثمينة ، فسرت البنات سروراً كثيراً ، وأخبرن الأب بذلك ، فقال الأب لهن : إن كانت اللؤلؤة مثقوبة ، فهي ليست لكن يا بناتي الحبيبات ، وإن كانت اللؤلؤة سليمة وغير مثقوبة ، فهي رزق حلال من عند الله قد أرسله إليكن .

اللؤلؤة والتجار :

وفي الصباح الباكر ، ذهب الأب إلى سوق التجار ، وعرض الأب اللؤلؤة على بعض التجار ، فأخبروه بأنها غير مثقوبة ، وأنها سليمة تماماً ، كما أن قيمتها تساوي آلافاً من الجنيهات ، وقام أحد التجار بشرائها منه ، ففرح الأب كثيراً بالمال الذي رزقه الله له ، ثم أخذ الأب المال إلى منزله .

الأب والسائل :

وفي الطريق وقبل أن يصل الأب إلى منزله ، أتاه سائل مسكين في الطريق ، يقول له : أعطني مما أعطاك الله ، فقال الأب : كنت بالأمس فقير مثله ، فخذ نصف هذا المال .

الملاك :

ولكن السائل سرعان ما تغيرت صورته في الحال ، وقال للفقير المحسن : إنني ملاكٌ من السماء ، أرسلني الله لأمتحنك ، فخلي ما لك ، واشكر لله ما أعطاك .

تغيير الحال :

عاد الأب إلى منزله ، وفرحت بناته بما أعطاه الله لهن ولأبيهن ، وعاش الأب بعد ذلك مع بناته عيشة سعيدة هادئة .

قصة الفقير الذي تصدق على الفقراء

قصة قصيرة عن الفقر ، يُروى عن رجلا فقير ومعدم الحال يدعى سعد ،كان سعد متزوجا ولديه طفل صغير، ولا يملك وظيفة ولا شهادة .فقد كانت تمر عليه أيامٌ هو وأسرته لا يجدون ما يأكلوه إلا فتات أو قرص شعير صغير ،وفي بعض الأحيان كانوا يساعدونه أخوته بإعطائه بعض المال وبعض الاحتياجات الغذائية .
إلا أنه في أحد الأيام المشؤومة عليه إذ تخطى يومهم الثالث دون أن يأكلون شيئا يذكر ،كان طفلهُ يصيح جوعاً ويتلوى من الجوع وزوجته هي الأخرى راحت تصرخ عليه لينهض ويتحرك ويذهب ليحضر ما يأكلونه ،فقامت تهدده بترك المنزل والعودة إلى دار أبيها التي عاشت فيها عزيزة مكرمة تأكل أشهى الأطباق وألذ الأطعمة .
خرج سعد تائها في حيرة لا يعلم لمن يذهب ؟ وماذا يفعل ؟ وإلى من يشتكي ؟ وأي باب يطرق ؟ فمعظم أقربائه ومن يعيشون في الحي معه يطالبونه بأموالهم التي أستدانها منهم .
ذهب على استحياء في ذلك اليوم إلى صديق له يعرفه منذ الصغر، ولشدة الحاجة طلب منه بعض المال، وبالفعل لم يبخل عليه صديقه بذلك بل أعطاه مبلغ كبيرا يغنيه لثلاث أيام بـلياليها ،فشكره كثيراً ووعد برد المال حال توفره معه .
ودون تفكير أو تردد ذهب إلى المطعم فرحاٍ سعيداً وأشترى الكثير والكثير من الطعام . وفي أثناء عودته إلى منزله سيراً على الأقدام صادف في أحد الأحياء القريبة من حيهم طفلً صغيراً بائس يبحث في القمامة عن بقية طعام فاسد ربما رماه أحدهم بعد أن أكتفى بنصفه إلا أنه لم يجد ،وما أن رأى الطفل سعد حتى ذهب إليه مهرولً وقال له :أرجوك يا عم أعطني بعض مما لديك فأمي وأبي وأخوتي لم يأكلوا منذ مدة !
ولكن صرخ عليه سعد وقال : أذهب هيا أذهب من هنا .
تركه سعد وأبتعد عنه قليلا ومشى ومشى خطوات ثم توقف فجأةً ،يفكر ويغمض عينيه محتاراً في أمره يلوم نفسه ويقول : ماذا فعلت ؟ فقد يكون هذا الطفل أشد حاجة مني ومن عائلتي بهذا الطعام .فرجع سعد إليه و أعطاه قطعة كعك وقال له أين هو بيتكم أيها الصغير ؟
فذهب معه إلى بيته وعندما دخل دُهشت عيناه مما رأت، أبٌ مقعد وأمٌ مريضة وست أطفال صغار يتقاتلون على قطعة خبز يابسة، فلم يتمالك دموعه التي انهمرت من عينيه مرغما ،ودون أن يفكر في زوجته وطفله الجائعين أيضاً ،ترك لهم كل ما بيده من طعام في بيتهم وخرج تسابقه دموعه حاملا كيسه الفارغ معه .
عاد إلى بيته لكنه حينما وصل إلى عتبة بابه لم يستطع الدخول ،لم يمتلك الجرأة على ذلك ،لا يحتمل نظرات الجوع في عين أسرته وكيف ينظر إليهم ولم يعد لديه ما يعطيهم فذهب إلى البحر هناك وتوقف بعيداً وحيداً ينظر إلى عمق البحر وهيبته وما يحمله من أسرارً تحت مياهه .فيحلم بالكنوز التي في قعره، لعلها تأتي في يده بالصدفة أو يحالفه حسن الحظ .ظل في حيرته متوقفاً يشتكي همه لربه أمام ذلك للبحر بلا صوت ،يتمشى قليلاً على رمال الشاطئ ويرمي بالأحجار في العمق وكأنه ينتقم من البحر للكنوز التي فيه .
وكان يملئ الكيس الذي بحوزته بالرمال والقواقع وغيرها وقال سأعود بها بدل الطعام للبيت حتى أتذكر خيبة أملي .
لم يكن معه أحدٌ على ذاك الشاطئ عدى رجل كبير في السن يجلس وحيداً بجانب سيارته الفارهة، إلا أن سعد لم يدر له بالً ،ولم يلتفت له، وبينما هو منعزلً مع أفكاره إذ به فجأة يسمع صوت أحدهم يستنجد وينادي .نظر سعد هنا وهناك حتى رأى الرجل المسن ينتفض على الأرض ويتلوى في مكانه من شدة الألم وكأنه مختنق، ذهب إليه بسرعة ليسعفه ،إلا أنه لم يعرف علته.فسأله : ما حل بك يا سيدي ؟ وماذا تريد ؟
لكن الرجل لم يستطع الكلام وكان يضع يده فوق عنقه ،احتار في أمره والتفت يمينا شمالا وقام يبحث في سيارة الرجل عله يجد ضالته كدواءه أو ما يساعده .
بحث وبحث حتى وقعت عيناه على بخاخ الربو فعلم بعلته وقام ببخ الدواء في فمه وأسعفه حتى تعافى الرجل بعد أن كاد أن يودي بحياته .قام الرجل يشكر سعد على ما فعل ويمتدحه لمساعدته ومرؤته، جلسوا بعدها يتحدثون مع بعضهم، فأخبره سعد بقصته وقلة يد العون وقلة المال وقلة العمل وقصة الطعام الذي أعطاه للعائلة بينما عائلته جائعة أيضاً ،ثم استأذنه بعدها ليذهب إلى البحر لتنظيف يديه من الرمل .
ثم عاد وأخد كيسه الأسود معه، ولم يجد الرجل إذ يبدو أنه رحل، فعاد سعد أيضاً قاصدً بيته وهو مُنكسر مُجبرا على رؤية عائلته الذين يعيلهم وهم جياع .
وفي طريق عودته توقف في أحدى الشوارع التي توقف بها المارة أيضا لفتح إشارة المرور .فشعر وكأن الكيس قد تبدل مافيه ،ففتح الكيس فوجد به ثلاث أظرف وورقة بيضاء .
كانت هدية شكرٌ من الرجل الذي أنقذه فكافأه بهذه الأظرف الثلاثة المليئة بالمال ،ففتحها غير مصدق وإذ بها أموالٌ طائلة جداً، وكأنها أموال العالم بيده ظل سعد يلمسها ويمعن النظر فيها جيداً فهذه المرة الأولى التي يرى فيها نقوداً بهذه الكثرة .
ذهب إلى المطعم مباشرة وأشترى أطباقا وأطعمة من كل الوجبات التي تقع عليها عينيه وذهب إلى بيته سريعا وكأنه يركب طائرة ودخل على زوجته وطفله وأعطاهم كل ما بيده وأخبر زوجته بما جرى معه ،وسلمها كل المال .عاشت الأسرة بعدها أيام سعيدة لم تكن تحلم بها حتى عوائل الطبقات المخملية إلا أن سعد لم يعجبه ما كانت تفعله زوجته من تبذير للمال يمينا ويساراً على أشياء تافهة بسيطة لا تستحق ولا تحتاجها ،وكان يكلمها باستمرار وينصحها بعدم الاسراف في الأموال، إلا أنها لا تدير له بالً ،فهددها بقطع المال عنها إذ لم تتوقف عما تفعله .
في أحد الأيام عادت الزوجة من السوق تحمل بين يديها الكثير من الذهب ،ما أثار غضب سعد كثيراً وصرخ عليها يوبخها : ماذا تفعلين ولما كل هذا التلاعب بالمال ؟ ولماذا لا تشكرين الله على هذه النعمة ! بدلا من تبذيرتها ؟ فلماذا لا تتصدقين بها على الفقراء والمحتاجين ؟ ألا تعلمين بأن هناك من لا يأكل ولا يشرب ولا يجد قطعة خبز صغيرة حتى في القمامة مثلما كنا في الماضي !
قالت له غاضبة : عندما كنا بحاجة إلى المال لم يعطينا أحد ! فلماذا تريدنا الآن أن نعطي الآخرين ؟
أخذ كل المال من زوجته بعد أن مل من غطرستها ورعونتها ،وخرج من البيت وسط صراخها : أرجوك يا زوجي عد بالمال ،أرجوك، أرجوك أرجع ! لا نريد أن نعود كما كنا .
إلا أن سعد لم يهتم لها ،ركب سيارته الجديدة وفي خلده ذلك الصبي البائس الذي قابله قبل وقت ،فذهب إلى بيتهم، وطرق بابهم حتى فتح له الصبي الذي كان يدفع والده في كرسيه المتحرك، فأعطاهم كل المال الذي بحوزته ورحل وهو سعيداً جداً بتصدقه على تلك العائلة الفقيرة .