يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال مقدمة بحث غزوة أحد ، و سبب غزوة أحد ، و أحداث غزوة أحد ، و استشهاد حمزة ابن عبد المطلب ، و نتائج غزوة أحد ، و أبرز العبر المستفادة من غزوة أحد ، غزوة أحد هي المواجهة الثانية للمسلمين مع المشركين؛ فقد تبعت غزوة بدر، وقد وقعت في السابع من شوال للعام الثالث الهجريّ بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين، وأبو سفيان للمشركين، وقد كان كلّ من خالد بن الوليد وعكرمة بن أبي جعل يقودان فرسانهم.

مقدمة بحث غزوة أحد

مقدمة بحث غزوة أحد
مقدمة بحث غزوة أحد

مقدمة بحث غزوة أحد

غزوة أحد هي الغزوة التي حدثت في شهر شوال من السنة الثالثة للهجرة، وكان هدف المشركين من هذه الغزوة هو الثأر من المسلمين بعد انتصارهم في غزوة بدر، وكان هدف المسلمين هو الدفاع عن عقيدتهم، حيث إنّ انتصار المسلمين في غزوة بدر سبب خسائر اقتصادية، واجتماعية، وسياسة لمشركين قريش، فسببت السرايا التي كان يقوم بها المسلمين حصاراً اقتصادياً على تجارة قريش التي كانت تتمثل في رحلتي الشتاء والصيف، وهذا ما سبب لهم خسائر طائلة، إضافة لذلك بدأت سيادة قريش ومكانتها بالانهيار بعد هزيمتهم، كما أنّ مقتل سادتهم سبب لهم الشعور بالخزي والعار؛ لذلك أرادوا الانتقام من الرسول عليه الصلاة والسلام.

سبب غزوة أحد

يعد المصاب الجلل الذي أصاب قريش من المسلمين ببدر، وامتلاء قلوب قريش بالحقد والكره والرغبة بالانتقام هو السبب وراء غزوة أحد، فقد حشدت قريش ثلاثة آلاف من المقاتلين، ونصّبت أبو سفيان قائدًا عليهم. وسعت لمواجهة المسلمين والنيل منهم، فجهزت العدة والعتاد وتوجهت لقتال المسلمين.

وهدفت قريش في تجهيزها لهذه المعركة تحقيق عدة أهداف، والتي يمكننا تسميتها بأسباب حدوث المعركة وهي على النحو الآتي:

  • الثأر لجميع القتلى والجرحى الذين لقوا حتفهم في بدر.
  • استعادة قريش لمكانتها عند العرب بعد أن تزعزعت، وفقدت بعد هزيمتها النكراء في بدر.
  • الرغبة بتأمين طريق التجارة الواقع بين مكة والشام.

قد يهمك:

أحداث غزوة أحد

وقعت معركة أحد في اليوم السّابع من شهر شوال في السّنة الثّالثة للهجرة الموافق لسنة ستمئة وخمس وعشرين ميلادي، وقد كانت البداية حينما حشدت قريش ما يقارب من ثلاثة آلاف مقاتل من بني كنانة والأحباش وثقيف.

وقد توجّه جيش الكفّار إلى المدينة للانتقام من المسلمين، وما إن تناهى خبر القوم إلى الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- ويقال إن العباس بن عبد المطلب عمّ الرّسول هو من أخبر المسلمين بذلك، فاستنفر المسلمون وجهّزوا جيشًا لملاقاة الكفّار.

وقد كان المسلمون منقسمين في رأيهم بين من رأى أن يبقوا في المدينة لحمايتها وهو رأي الأنصار وبين من رأى أن يخرجوا لملاقاة الكفار خارج المدينة وهو رأي حمزة بن عبد المطلب وجماعة من المهاجرين.

فاستقر الرّأي على أن يخرجوا، فخرجوا ليتمركزوا في مكان يستقبلون فيه المدينة، ويكون جبل أحد من خلفهم، وقد كلّف النبي خمسين رامياً بالبقاء على جبل مناة حتى يحموا ظهور المسلمين.

وعندما بدأت المعركة أبلى المسلمين بلاءً حسنًا، وأثخنوا في الكفّار الجراح، ثمّ ظنّ المسلمون أنّ المعركة انتهت، وعندما رأوا الغنائم نزل معظم الرّماة من الجبل ليستغلّ الكفّار ذلك، وينقضّوا على المسلمين ويحاصرونهم بقيادة خالد بن الوليد.

وقد تعرّض النّبي في الغزوة لهجوم نفرٌ من الكفّار، فشجّ رأسه وكسرت ثنيّته حتّى سرت شائعة أنّ النّبي قد قتل، فزاد ذلك المسلمون غمًّا إلى غمّهم حتى أنزل الله النّعاس أمنةً عليهم.

وأسفرت المعركة عن استشهاد ما يقارب سبعين مقاتلاً من المسلمين، منهم عم الرسول -عليه السلام-؛ حمزة ابن عبد المطلب، ومجموعة من حملة الألوية من الصحابة الكرام.

استشهاد حمزة ابن عبد المطلب

بينما اشتد القتال في معركة أحد وأصبح حامي الوطيس، توجه أحد العبيد يقال له وحشي بتحريض من هند بنت عتبة إلى اقتناص الفرصة وقتل حمزة ابن عبد المطلب عم الرسول -عليه السلام-، بهدف الانتقام والثأر لعمها وأخيها الذان قتلا في غزوة أحد على يد حمزة.

فتربص له وحشي، وبينما حمزة يقاتل ببسالة ويثخن في قتل المشركين، توجه إليه وأطلق حربته مصيبة إياه في مقتل، فاستشهد على إثرها. وفي أثناء انهماك المسلمين بالقتال والدفاع عن الرسول توجهت هند مع وحشي إلى جثمان حمزة، وشقت صدره ولاكت كبده؛ انتقامًا منه. وعندما علم الرسول الكريم بالخبر حزن حزنًا شديدًا، ولقبه فيما بعد بسيد الشهداء.

نتائج غزوة أحد

انتهت غزوة أحد باستشهاد سبعين من الصحابة رضي الله عنهم، إضافةً إلى جرح عددٍ منهم، وكان الفوز في المعركة من حليف المشركين بعد أن خالف المسلمون أوامر الرسول عليه الصلاة والسلام، وبعد عودة النبي -عليه الصلاة والسلام- من الغزوة إلى المدينة المنورة أُهين وقُلّل من شأن رأس المنافقين عبد الله في المسجد بعد أن وقف متظاهراً بتأييده للنبي بعد عودته من حمراء الأسد، وكان رجوع المنافقين من غزوة أحد سبباً في تجنّب المسلمين لهم والحذر منهم.

وبعد انهزام المسلمين في غزوة أحد ثارت اليهود والأعراب وقريش على المسلمين، وقلّلوا من شأنهم، إلا إن النبي -عليه الصلاة والسلام- لم يقلّ عزمه وإصراره، فقام بعدّة أعمالٍ عسكرية لعودة النظام إلى المدينة، واستعادة هيبة المسلمين بين القبائل، فقام بحملاتٍ على الأعراب لبثّ الرعب والفزغ في قلوبهم، وأجلى اليهود من المدينة وطهّرها منهم، وبعد ذلك أظهر المنافقون الولاء والتأييد للرسول -عليه الصلاة والسلام- وللمسلمين، وبعد ذلك استعاد المسلمون هيبتهم وسيطرتهم على المدينة المنورة، وقضى الرسول -صلى الله عليه وسلم- على المشاكل التي لحقت بالمسلمين بعد غزوة أحد.

أبرز العبر المستفادة من غزوة أحد

تضمّنت غزوة أحد العديد من الدروس والعبر والعظات، وفيما يأتي بيان جانبٍ منها:

  • قرّرت غزوة أحد أن النصر لا يكون إلا من الله سبحانه، فإن شاء نصر وإن شاء خذل، كما إن النصر لا يكون بالعدّة والعدد والعتاد، ولو كان النصر بذلك لكان حليفاً للمسلمين يوم غزوة حنين، قال الله سبحانه: (لَقَد نَصَرَكُمُ اللَّـهُ في مَواطِنَ كَثيرَةٍ وَيَومَ حُنَينٍ إِذ أَعجَبَتكُم كَثرَتُكُم فَلَم تُغنِ عَنكُم شَيئًا وَضاقَت عَلَيكُمُ الأَرضُ بِما رَحُبَت ثُمَّ وَلَّيتُم مُدبِرينَ)، كما قال أيضاً: (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّـهِ وَاللَّـهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)، أما هزيمة المسلمين في أحد فكانت بسبب الإعجاب بالدنيا وحب ما فيها من الشهوات والملذّات، قال الله سبحانه: (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّـهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللَّـهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ).
  • بيّنت غزوة أحد أن المعارك والغزوات لا يتحقّق بها النصر إلا بالطاعة والخضوع لأوامر الله -سبحانه- والرسول عليه الصلاة والسلام، دون أن تشغلهم ملذّات الدنيا عن نيل رضا الله سبحانه، وانحراف إيمان وإخلاص أحدهم قد يؤدّي إلى هزيمة الجماعة وتحطيم وحدتها وصفوفها، قال الله تعالى: (وَأَطيعُوا اللَّـهَ وَرَسولَهُ وَلا تَنازَعوا فَتَفشَلوا وَتَذهَبَ ريحُكُم وَاصبِروا إِنَّ اللَّـهَ مَعَ الصّابِرينَ).
  • أيّد الله -سبحانه- المؤمنين بالعديد من الآيات والكرامات، فأنزل الله سبحانه النوم الخفيف على المسلمين لينسيهم ما أصابهم من الغم والحزن، ويجدّد همتهم ونشاطهم، قال تعالى: (ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّـهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّـهِ)، وفي ذلك قال الزبير بن العوام: “لقد رأيتني مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم أحد حين اشتدَّ علينا الخوف، وأرسل علينا النوم، فما منا أحد إلا وذقنه في صدره”، ومن الآيات التي أيّد الله بها عباده المؤمنين استجابة دعائهم، وإعطاؤهم ما سألوا، كما أيّدهم الله -سبحانه- بقتال الملائكة معهم، ودفاعم عن النبي عليه الصلاة والسلام، روى الإمام البخاري في صحيحه عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله- عنه قال: (رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ أُحُدٍ، ومعهُ رَجُلَانِ يُقَاتِلَانِ عنْه، عليهما ثِيَابٌ بيضٌ، كَأَشَدِّ القِتَالِ ما رَأَيْتُهُما قَبْلُ ولَا بَعْدُ).

كما وعد الله -سبحانه- المؤمنين بمدّهم بخمسة آلاف من الملائكة، وحين خالف الرماة أمر الرسول -عليه الصلاة والسلام- وتحرّكوا من أماكنهم رفع الله عنهم المدد من الملائكة، وذلك رحمة من الله سبحانه بعباده، إذ جعل المحن والابتلاءات فرصةً لمراجعة النفس ومحاسبة النفس وتجديد العهد مع الله سبحانه، فالبلاء لا يحلّ على العبد إلا بحكمةٍ من الله سبحانه.

لم تجد ما تبحث عنه؟ ابحث هنا