يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال مقدمة بحث غزوة تبوك ، و متى كانت غزوة تبوك ، و سبب تسمية الغزوة باسم تبوك ، و أسباب غزوة تبوك ، و أحداث غزوة تبوك ، و نتائج غزوة تبوك ، و دروس وعبر من غزوة تبوك ، بحث عن غزوة تبوك بالتفصيل من المعروف أن تاريخ الدولة الاسلامية يوجد به العديد من النماذج المشرفة، فقد خاض جيش الإسلام العديد والعديد من الحروب التي كانت لها الاسبقية في التاريخ، والتي عملت تلك الحروب على أن تجعل الدولة الاسلامية هي الدولة الاولى في العالم. وقد كان الصحابة من اتباع رسول الله صلى الله علية وسلم من أكثر الأشخاص الذين يضرب بهم المثل في التضحية والفداء من أجل إعلاء كلمة الله وكلمة الدين.

مقدمة بحث غزوة تبوك

مقدمة بحث غزوة تبوك
مقدمة بحث غزوة تبوك

مثّلت معركة تبوك منعطفاً كبيراً ومهمّاً في تاريخ الدّولة الإسلاميّة؛ حيث أعطت لأمة الإسلام هيبةً إضافيَّةً في نفوس أعدائها، وبعد تلك المعركة أصبح للإسلام والمسلمين موقع بارز على خارطة العالم، فأصبح المسلمون أمّةً يُمثّلون قوَّةً من القوى العظمى المؤثّرة في المشهد السّياسي، وقد كانت غاية النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- من هذه الغزوة بثّ الرّعب في صفوف الرّومان والإمبراطوريّة البيزنطيّة التي كانت تُسيطر في ذلك الوقت من خلال حلفائها على بلاد الشّام حتى يُدرك الرومان والبيزنطيون من يُواجهون، وأنَّ المسلمين بقيادة النبي -صلى الله عليه وسلم- وباتّباعهم لله ولدينه أصبحوا هم الذين يُديرون الأحداث لا سواهم.

متى كانت غزوة تبوك

وقعت غزوة تبوك في شهر رجب من السنة التاسعة للهجرة، وكانت آخر غزوات النبي -عليه الصلاة والسلام-، ووقعت بعد فتح مكة الذي كان في شهر رمضان في السنة الثامنة للهجرة، وقبل حجة الوداع، وبعد الطائف بستة أشهر، وكانت في وقتٍ شديد الحر، ووقت نُضوج الثمار، فأمرهم النبي -عليه الصلاة والسلام- بالتجهُّز للمعركة وقِتال الرُّوم.

سبب تسمية الغزوة باسم تبوك

سُمّيت غزوة تبوك بهذا الاسم؛ لوجود عين ماءٍ فيها، وقال النبي -عليه الصلاة والسلام- عنها: (إنَّكُمْ سَتَأْتُونَ غَدًا، إنْ شَاءَ اللَّهُ، عَيْنَ تَبُوكَ، وإنَّكُمْ لَنْ تَأْتُوهَا حتَّى يُضْحِيَ النَّهَارُ، فمَن جَاءَهَا مِنكُم فلا يَمَسَّ مِن مَائِهَا شيئًا حتَّى آتِيَ فَجِئْنَاهَا وَقَدْ سَبَقَنَا إلَيْهَا رَجُلَانِ، وَالْعَيْنُ مِثْلُ الشِّرَاكِ تَبِضُّ بشيءٍ مِن مَاءٍ، قالَ فَسَأَلَهُما رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ هلْ مَسَسْتُما مِن مَائِهَا شيئًا؟ قالَا: نَعَمْ، فَسَبَّهُما النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ)، فنهى النبيّ عن مسّها؛ لتبقى عيناً فائضة، ولكن كان رجُلان يُحرّكانها لتزداد، ثُمّ قام النبي -عليه الصلاة والسلام- بغسل يديه ووجهه من مائها، فتفجّرت العين، واستسقى الناس منها.

وقيل سُمّيت بذلك؛ لأنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- رأى بعض الصحابة يُدخلون أوانيهم في مائها ويُحرّكونها؛ لاستخراج الماء منها، فسُمّيت تبوك، وهي من الفعل بَوك،ولم تكُن تُعرف تبوك بهذا الاسم إلا بعد غزوة تبوك، وقيلهي من البَوْك، وهو تثوير الماء بِعُودٍ؛ لإخراجه من الأرض.

أسباب غزوة تبوك

أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- المسلمين بالجهاد ضد الروم، وقد تعدّدت أسباب غزوة تبوك، ومنها ما يأتي:

  • أمْر الله -تعالى- لرسوله الكريم بالجهاد واستجابة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لذلك الأمر، قال -تعالى-: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا قاتِلُوا الَّذينَ يَلونَكُم مِنَ الكُفّارِ وَليَجِدوا فيكُم غِلظَةً وَاعلَموا أَنَّ اللَّـهَ مَعَ المُتَّقينَ). واختار الرسول -صلى الله عليه وسلم- الروم وذلك لأنَّهم الأقرب إليه، وأوْلى الناس بدعوتهم إلى الإسلام لقربهم من الإسلام وأهله، قال -تعالى-: (قاتِلُوا الَّذينَ لا يُؤمِنونَ بِاللَّـهِ وَلا بِاليَومِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمونَ ما حَرَّمَ اللَّـهُ وَرَسولُهُ وَلا يَدينونَ دينَ الحَقِّ مِنَ الَّذينَ أوتُوا الكِتابَ حَتّى يُعطُوا الجِزيَةَ عَن يَدٍ وَهُم صاغِرونَ).
  • وصول أخبار للمسلمين أنَّ أهل الشام قد عزموا على أن يغزو المدينة المنورة، وهذا ما دفع الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يستنفر المسلمين للخروج لهذا العدوّ والاستعداد لاستقباله قبل أن يأتيهم في أرضهم، وهذا ما قاله المؤرّخون، وقال كعب بن مالك -رضي الله عنه-: (كانَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قَلَّما يُرِيدُ غَزْوَةً يَغْزُوهَا إلَّا ورَّى بغَيْرِهَا، حتَّى كَانَتْ غَزْوَةُ تَبُوكَ، فَغَزَاهَا رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- في حَرٍّ شَدِيدٍ، واسْتَقْبَلَ سَفَرًا بَعِيدًا ومَفَازًا، واسْتَقْبَلَ غَزْوَ عَدُوٍّ كَثِيرٍ، فَجَلَّى لِلْمُسْلِمِينَ أمْرَهُمْ، لِيَتَأَهَّبُوا أُهْبَةَ عَدُوِّهِمْ، وأَخْبَرَهُمْ بوَجْهِهِ الذي يُرِيدُ).

قد يهمك:

أحداث غزوة تبوك

كان السبب المُباشر لغزوة تبوك عِلم النبي -عليه الصلاة والسلام- بتجمّع الرُّوم لغزو بلاد العرب الشماليّة، فقرّر الاستعداد لقتالهم، والقضاء على أي مُحاولةٍ للنيل من الإسلام والمُسلمين، فخرج النبي -عليه الصلاة والسلام- من المدينة، ومعه ثلاثون ألف مُقاتل، واستخلف عليها محمَّد بن مسلمة، وأبقى عليّاً على أهله، وفي الطريق أصاب المسلمين الجوع، ولم يكن معهم الكثير من الزّاد، فأمر النبي -عليه الصلاة والسلام- ببسط بساطٍ من الجلد، وأمر الجيش بأن يأتوا بزادهم، فدعا -صلى الله عليه وسلم- بالبركة في الطعام، فملأوا أوعيتهم منه، ورفع النبي -عليه الصلاة والسلام- يديه إلى السماء، فنزل المطر، فاستقى الجيش وملأوا أوعيتهم بالماء.

ولمّا وصل المسلمون إلى ديار ثمود، أمرهم النبي -عليه الصلاة والسلام- بأن لا يدخلوا مساكنهم، وأن يمشوا منها مُسرعين، وعندما وصل جيش المسلمين إلى موقعة تبوك أخبرهم رسول الله بأنّ ريحاً شديدة ستهُبّ على المكان، وأمرهم أن يحتاطوا منها ولا يخرجوا حتّى لا تُؤذيهم، وهبّت الرّيح وحملت من قام فيها إلى مكانٍ بعيد، وأقام النبي -عليه الصلاة والسلام- بضع عشرة ليلةً في تبوك، ولم يلقَ الرُّوم؛ فقد ألقى الله -تعالى- في قُلوبهم الرُّعب مع كثرة عددهم وعدّتهم، فكانت غزوة تبوك شبيهةً بغزوة الأحزاب من حيث أنّهما لم يكُن فيهما قتال، وفي أوّلهما بلاءٌ وعُسرٌ وشدّةٌ، وعاد جيش المُسلمين من تبوك مُنتصراً، وفي طريق العودة حاول بعض المُنافقين قتل النبي -عليه الصلاة والسلام-، وآذوه بألسنتهم، فنزل فيهم قوله -تعالى-: (يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ)، وانتهت المعركة بانتصار المُسلمين، وتصالُحِهِم مع قبائل المنطقة، وانسحاب الرُّوم.

نتائج غزوة تبوك

حصلت عدّة أمورٍ بعد قدوم الرسول -صلى الله عليه وسلم- والصحابة الكرام من غزوة تبوك منتصرين على الروم، حيث تعتبر نتائج لغزوة تبوك، ومنها ما يأتي:

  • قام الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد عودته من غزوة تبوك بالاستغفار لرأس المنافقين عبد الله بن أُبي بن سلول عند وفاته، وصلى عليه بالرغم من محاولة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- منعه من ذلك، لكنَّ القرآن الكريم نزل مؤيّداً لرأي عمر.
  • قام الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد عودته من غزوة تبوك بهدم مسجد ضرار.
  • قام الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد عودته من غزوة تبوك بإرسال أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أميراً على وفود الحجّاج ليعلّمهم مناسك الحج، وعندما مُنِع المشركون من الحجّ في سورة براءة أرسل أبو بكر -رضي الله عنه- رجالاً يخبرون الناس بأنه لا يجوز أن يحجّ بعد هذا العام مشركاً، ولا يجوز أن يطوف بالبيت شخصاً عارياً.
  • استقبل الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد عودته من غزوة تبوك عدداً كبيراً من الوفود، ووصلوا إلى سبعين وفداً، ولم تمضِ السنة التاسعة للهجرة إلا وقد سيطر الإسلام على الجزيرة العربية بالرغم من كبر مساحتها، فلم يوحّدها أحدٌ قبل رسول الله -صلوات الله عليه-.
  • استطاع الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد عودته من غزوة تبوك رفع معنويات المسلمين وإقناعهم أنَّ بإمكانهم محاربة الروم وحلفائهم والانتصار عليهم، وهذا الأمر لم يكن العرب ليحلَموا به قبل قدوم الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ولكنَّهم أصبحوا يعتقدون أنَّ بمقدورهم الانتصار على الروم في عقر دارهم.
  • قضى الانتصار المعنوي الذي حقّقه الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد عودته من غزوة تبوك على التردّد الذي كان منتشراً بين بعض العرب في الدخول إلى الإسلام، لعلمهم بقوّة المسلمين وأنَّهم لن يستطيعوا الثبات أمامهم بعد ذلك، فأخذت الوفود بالقدوم إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- لتعلن إسلامها حتى سُمّيَ هذا العام بعام الوفود.
  • عقد الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد عودته من غزوة تبوك بعض التحالفات مع سكان المناطق الحدودية الشمالية التي تربط شبه الجزيرة العربية مع بلاد الشام، حتى أنَّ بعضهم أقبل على الإسلام، وقد سهّلت هذه المهمة على الخلفاء الراشدين -فيما بعد- من خلال إرسال الجيوش عبر هذه النقاط لفتح بلاد الشام.

دروس وعبر من غزوة تبوك

توجد العديد من الدُّروس والعِبر المُستفادة من غزوة تبوك، ومنها ما يأتي:

  • قذف الرُّعب في قُلوب الأعداء، وبيان حقيقة الإسلام عند بعض النّاس؛ فقد كان البعض منهم يعتقد أن الإسلام سيزول، اعتِقاداً منهم أنّه كسحابة صيفٍ عابرة ما أن تلبث ثُمّ ستزول.
  • كشف حقيقة المُنافقين، وفضح أسرارهم ونفوسهم الخبيثة ضد الإسلام، وجرائِمهم بحق النبي -عليه الصلاة والسلام-.
  • كشف النّفاق في وقت الشدّة بعد خوف المُنافقين من شدّة الحرّ، وتثبيطهم لمعنويّات المؤمنين، فنزل فيهم قول الله -تعالى-: (قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ* فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيراً جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ).
  • توبة الله -تعالى- على المُذنبين الذين اعترفوا بذنوبهم، وهم الذين تخلّفوا عن المعركة، فندموا وتابوا.
  • تربية المؤمنين على التّضحية؛ لأنّ المعركة جاءت في وقت اقتراب جني الثمار، وكان الحرّ شديد، والمسافة بعيدة.
  • إعطاء الهيبة للدولة الإسلاميّة، ومُقارنتها بأعظم قوّتين في ذلك الوقت؛ وهُما الفُرس والرُّوم.
  • تأثير غزوة تبوك من الناحيّة الإعلاميّة، فقد كان لقوّتها الإعلاميّة أثرٌ كبيرٌ في مُسالمة قبائل نصارى العرب، وعقدهم الهُدنة مع النبي -عليه الصلاة والسلام-، ممّا يؤكد على أهمية الإعلام في الإسلام ووجوب حمايته وحماية رجاله.