من بين مناهج البحث العلمي المختلفة، يأتي المنهج التاريخي كواحد من أهم هذه المناهج، والباحث الذي يستخدم المنهج التاريخي في كتابة مضمون بحثه يكون قد سلك طريق عبر الزمان، فيبدأ بعملية الوصف والكتابة للمعلومات في سياق تاريخي شيق وممتع، و سنقوم في سياق الفقرات القادمة بالوقوف على ماهيته خطوات المنهج التاريخي وأمور أخرى تساعدك على فهم المنهج التاريخي فهماً وافيا.

خطوات المنهج التاريخي

تقوم مناهج البحث العلمي كل منها بشكل منفرد على مجموعة من الخطوات المتسلسلة و المراحل التي تفيد في الوصول للنتيجة المرتبطة بالبحث ، و هذا الشيء بالتأكيد ينطبق على المنهج التاريخي الذي يقوم على عدد من الخطوات لبناء دراسة ناجحة و مميزة في حال اتباعها ، و هذه الخطوات هي كالتالي :

خطوات المنهج التاريخي
خطوات المنهج التاريخي
  • تحديد مشكلة الدراسة و هذه المرحلة هي بداية اي عملية بحثية و يمكن القول أنها الخطوة التي تسبق أي حزء في البحث و المنهج البحثي المتبع، و على الباحث في هذه الخطوة تحديد مشكلة البحث التي اختارها و الزمن التي تقع به و الأسباب التي جعلت الباحث يختارها، و البحث عن الدراسات المشابهة و المتعلقة بها ، فهي قد تكون دراسة سابقة و موجودة في الأصل و الباحث تعرض لها نتيجة الحاجة لتطويرها و إضافة الاعتبارات الحديثة و مقارنتها مع تلك التي حدثت في الماضي من كافة نواحيها و مؤثراتها.
  • جمع المعلومات و البيانات في المنهج البحثي تعتبر هذه المرحلة أساسية و سهلة في نفس الوقت مقارنة مع غيرها من مناهج البحث العلمي، فالباحث يصف الجاهرة و يحدد أبعادها و الجوانب التي تهمه و المرتبطة بالدراسة،. و بعد ذلك ينطلق للبحث عن الدراسات و الأبحاث التي عملت في هذا المجال، و تدوين النتائج التي توصوا إليها و التي تعتبر بيانات لهذه الدراسة الحديثة.
  • كما يأخذ بعض البيانات من تلك الدراسات و يقوم بتطبيقها و تجريبها على المعايير المعاصرة و مقارنة تلك البيانات و الجوانب التي تؤثر بها ، و النقاط التي تختلف معها و اعتبارها البيانات التي سيسير الباحث على أساسها، و هذه المقارنة ضرورية في المنهج التاريخي، بحيث يعتبر البعض من الباحثين أن المنهج المقارن منهج مشترك بشكل أساسي مع المنهج التاريخي.
  • نقد البيانات و الدراسات السابقة و هي أساسية في عمليات و خطوات المنهج التاريخي للتأكد من صحة المعلومات و البيانات التي قام الباحث بجمعها و النتائج التي اطلع عليها من الدراسات السابقة قبل أن يقوم باعتمادها في الدراسة، و الهدف من هذا النقد تأكيد المصداقية في الدراسة و النهوض ببحث علمي متين و آمن ،و يقسم النقد هذا إلى نوعين أساسيين:
  • النقد الخارجي و الذي يتأكد من مصداقية و صحة الدراسة التي عاد إليها الباحث و استشفا منها أحد المعلومات ، و نسب هذه الدراسة إلى صاحبها و خاصة مع خروج العديد من الدراسات غير السليمة و المليئة بالمعلومات المزيفة بقصد زيادة عدد صفحات الدراسة.
  • النقد الداخلي و هو المراجعة الدقيقة للأوراق البحثية و معلوماتها للتأكد من صحتها و صحة النتائج التي خرجت بها الدراسة، و الظروف التي أحاطت بالمشكلة في زمن كتابة البحث.
  • مرحلة الفرضيات و هي مرحلة وضع بعض الفروض من قبل الباحث و التي تنبع من خبرته و ثقافته و دراسته للظاهرة و جوانبها و اعتماد الفرضيات المتبعة في دراسات سابقة ، و هذه الفرضيات تعتبر حلول مؤقتة لمشكلة البحث و التي تقوم عليها الدراسات التي تقود للحل الجزري.
  • التحليل و التفسير و التركيب و هي مرحلة تحليل البحث و وضع الخلاصة الرئيسية و هي صلب المنهج التاريخي ، و فيها يقوم الباحث بتحليل الظاهرة وفق البيانات التي جمعها و الفرضيات التي وضعها و تفسير الظواهر و المشكلات التي ترافق الظاهرة، و جمع كل هذه المعلومات و استخلاص الأهم فيها و الانطلاق إلى تدوين النتائج التي توصل إليها.
  • نتائج البحث و تدوين هذه النتائج تعني كتابة خلاصة المعلومات التي جمعها الباحث و ربط هذه النتائج مع أجزاء البحث و التساؤلات المتعلقة بها ، و هذه النتائج يجب أن تكون واضحة مميزة و دقيقة ، و أن يتم كتابتها بطريقة احترافية و تحمل مضمون حلول مشاكل البحث و المقترحات التي يوصي بها الباحث، وقد تصبح هذه النتائج مبرهنات يتم الاستعانة بها ، لذا ينصح بكتابتها بطريقة علمية واضحة.

خصائص المنهج التاريخي

يوجد للمنهج التاريخي مجموعة من الخصائص التي تميزه عن غيره من المناهج، ومن أهم هذه الخصائص :

  • اعتماد المنهج التاريخي على ملاحظات الباحثين الذين قاموا بدراسات تاريخية فيه.
  • يتميز المنهج التاريخي بقدرته على التحليل والوصف والتفسير.
  • كما أن المنهج التاريخي يعد من المناهج الشاملة والعميقة وذلك نظرا لأنه يدرس الماضي والحاضر معا.
  • كما أن المنهج التاريخي يدرس الظاهرة في فترة معينة محددة.

أدوات المنهج التاريخي

أدوات المنهج التاريخي تعتبر الوسائل والأساليب التي يستخدمها المؤرخون والباحثون في دراسة التاريخ وفهم الأحداث وتحليلها. تهدف هذه الأدوات إلى جمع البيانات التاريخية وتحليلها للوصول إلى استنتاجات موثوقة ومعرفة أفضل فهم للماضي ، وفيما يلي بعض أدوات المنهج التاريخي الأساسية :

  • التحليل التاريخي : يتضمن تحليل المؤرخ للمصادر التاريخية وتفسيرها واستنباط الحقائق والمعلومات منها. يعتمد التحليل التاريخي على المنطق والمنهجية العلمية وقدرة المؤرخ على وضع الأحداث في سياقها وتفسيرها بناءً على المعرفة المتاحة.
  • المصادر التاريخية : تشمل المصادر التاريخية المادة الأولية والثانوية. المادة الأولية هي المصادر التاريخية التي تم إنشاؤها في الوقت الذي يتم دراسته، مثل الوثائق الرسمية والمراسلات واليوميات والصور والرسومات والتسجيلات الصوتية والفيديو. أما المادة الثانوية فتشمل الكتب والمقالات والدراسات التي تم إنشاؤها بعد الحدث المدروس وتعتمد على المصادر الأولية.
  • النقد التاريخي : يعتبر النقد التاريخي جزءًا مهمًا من المنهج التاريخي حيث يتم تقييم المصادر التاريخية وتحليلها بشكل نقدي. يشمل النقد التاريخي تقييم موثوقية المصادر وتحليل الانحيازات المحتملة والتأثيرات الثقافية والسياسية والاجتماعية على تشكيل المصادر.
  • المقارنة التاريخية : يتضمن المقارنة بين مختلف الحقائق والأحداث التاريخية لفهم العلاقات السببية والتأثيرات المتبادلة. يساعد استخدام المقارنة التاريخية على توضيح الأنماط والتغيرات عبر الزمن وتحديد الأسباب والعوامل التي تؤثر في تطور الأحداث.
  • التفسير التاريخي : يتعلق بفهم الأحداث وتفسيرها بناءً على الأدلة المتاحة. يستخدم المؤرخون مجموعة متنوعة من النظريات والمفاهيم لتفسير الأحداث التاريخية وفهم دوافع الفرد والجماعة والقوى السياسية والاجتماعية في الماضي.

قد يهمك :

أهمية المنهج التاريخي

تبرز أهمية المنهج التاريخي بما يلي :

  • يستخدم هذا المنهج لحل عددٍ من العقبات والمشاكل المعاصرة على ضوء خبرات الأحداث الماضية.
  • تؤكّد هذا المنهج الأهميّة النسبيّة لعددٍ من التفاعلات المختلفة، والتي وجدت في الأزمنة الماضية، ومدى تأثيرها.
  • يمكّن من إلقاء الضوء على أحداث واتجاهات في الحاضر والمستقبل.
  • يهيئ الفرص لإعادة تقييم المعلومات والبيانات، بالاستناد إلى مجموعةٍ من الفروض أو نظريّاتٍ أو تعميماتٍ معينة قد ظهرت في الزمن الحاضر ولم تعرف بالماضي.

عيوب المنهج التاريخي

هنا سنذكر أبرز عيوب المنهج التاريخي :

  • تعرض المصادر التاريخية سواء كانت أولية أو ثانوية لأخطاء مقصودة أو تحريفات هادفة، فالوثائق قد تكتب بتأثير من سلطة ما أو حسب وجهة نظر فئة ما.
  • المعرفة التي يصل إليها الباحث التاريخي معرفة جزئية تستند إلى أدلة جزئية وليست معرفة كاملة.
  • عدم إمكانية إخضاع الظاهرة التاريخية للتجريب. وبذلك يصعب إثبات الفروض أو التحقق من صحتها.
  • الحقائق التي يتوصل إليها الباحث التاريخي غير دقيقة بمعايير البحث العلمي.
  • صعوبة الحصول على معرفة كاملة للماضي، وذلك بسبب طبيعة مصادر المعرفة التاريخية وتعرضها للتلف والتزوير.
  • وبالرغم من هذه المآخذ على استخدام المنهج التاريخي، إلا أن ذلك لا يمنع من الثقة في الأسلوب التاريخي، بل سيبقي هو الأسلوب الوحيد الذي يدرس ظواهر التطور الإنساني والطبيعي في مختلف مجالات الحياة، كما أنه يعتمد على خطوات البحث العلمي من تحديد المشكلة وصولاً إلى النتائج.

بحث حول المنهج التاريخي PDF

نماذج بحث حول المنهج التاريخي PDF :

لم تجد ما تبحث عنه؟ ابحث هنا