يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال بحث جامعي عن العولمة ، و تاريخ العولمة ، و مجالات العولمة ، و نتائج العولمة ، و إيجابيات العولمة ، و سلبيات العولمة ، يُمكن تعريف العولمة على النحو الآتي: عَولَمة وهي حرِّيَّة انتقال المعلومات وتدفُّق رؤوس الأموال، والسِّلع، والتِّكنولوجيا، والأفكار، والمنتجات الإعلاميّة والثَّقافيّة والبشر أنفسهم بين جميع المجتمعات الإنسانيّة، حيث تجري الحياة في العالم كمكان واحد أو قرية واحدة صغيرة، حيث إن الشركات العملاقة ترفع شعار العولمة لتستطيع التَّوغُّل داخل جميع الدُّول بلا قيود. وفيما يلي سنعرض لكم

بحث جامعي عن العولمة

بحث جامعي عن العولمة
بحث جامعي عن العولمة

تعريف العولمة

العولمة هي ظاهرة عالمية تهدفُ إلى التكامل الاقتصادي، والتجاري، والمالي، والاتصالات لجعل العالم أكثر ترابطاً، وذلك عن طريق تبادل المنتجات، والمعلومات، والتكنولوجيا، والوظائف عبر الحدود الوطنية، وتطوير الاقتصاد العالمي بشكل متكامل والذي يتمثل بالتجارة الحرة على وجه الخصوص، كذلك تدفق رأس المال، والاستفادة من أسواق العمل الأجنبية الرخيصة، كذلك تهتم هذه الحركة بتخفيف أثر الحدود وجعلها أقل أهمية، وهذا لأن البلدان أصبحت تعتمد على بعضها لتنمو وتزدهر، كما تصف العولمة الناحية الاقتصادية في العالم، من خلال الترابط بين الدول حول العالم والذي تهتم به التجارة الحرة.

في تعريف آخر فإن العولمة هي حالة تصبح بها جميع السلع، والخدمات، والآثار الإجتماعية والثقافية المتوفرة متشابهة تدريجياً بين جميع بلدان العالم.

تاريخ العولمة

إنّ النشأة التاريخيّة للعولمة ارتبطت مع كلٍّ من عالمَي الاقتصاد والسياسة؛ إذ بدأ مفهوم رأس المال بالتطوّر مع زيادة الحركات التجاريّة التي ساهمت في الحدّ من العزلة الاقتصاديّة عند الدول، أمّا الظهور الفعليّ للعولمة فيعود إلى القرن الرابع عشر للميلاد مع انتشار الشركات متعددة القوميات في مناطق أوروبا الغربيّة، ويعدُّ ظهور الثورة الصناعيّة أكبر تجلٍّ لظاهرة العولمة؛ بسبب انتشار الشركات المهتمة بالصناعات التحويليّة التي أصبحت تسيطر على موارد العالم.

شهد النمو التجاريّ خلال فترة الحرب العالميّة الأولى تطوراً سريعاً، ولكنه تراجع في عام 1929م نتيجة للأزمة الاقتصاديّة في ذلك الوقت، ولاحقاً بدأ الأكاديميون والباحثون بالتأريخ للعولمة في الفترة بعد الحرب العالميّة الثانيّة، وظهرت عنها هيكليّة عالميّة جديدة في ظلِّ تأثير النظامَين الاشتراكيّ الشيوعيّ الشرقيّ، والرأسماليّ الغربيّ الليبراليّ، ممّا أدى إلى ظهور ما تُعرف بالحرب الباردة التي ظلّت ما يقارب 40 سنة، وانتهت مع انتصار الرأسماليّة على الاشتراكيّة، ممّا أدى إلى ظهور نظام عالميّ جديد تتحكم به الولايات المتحدة الأمريكيّة، وساهم ذلك في تعزيز وجود العولمة عن طريق تأسيس مؤسسات ماليّة عالميّة، مثل صندوق النقد الدوليّ. خلال عقد الثمانينات من القرن العشريّن ظهرت تطورات متنوعة في تقنيات الحاسوب وتكنولوجيا الاتصالات، ممّا أدى إلى تعزيز وجود العولمة لتؤثر في كافة المجالات؛ وتحديداً المجاليَن الماليّ والإعلاميّ.

مجالات العولمة

هناك عدة مجالات للعولمة من أهمها:

العولمة الاقتصاديّة

تُعرف العَوْلمة الاقتصاديَّة حسب الصندوق الدوليّ بأنّها التّعاون الاقتصادي لجميع دول العالم والذي تتسبب به زيادة حجم التَعامل بالسِّلع والخدمات المُتنوعة عبر الحدود، بالإضافة إلى رؤوس الأموال الدّولية والانتشار المتسارع للتقنية في جميع أنحاء العالم وتظهر العَوْلمة الاقتصادية بوضوح في تبادل الدُّول للاقتصاديَّات القومية، وتظهر في وحدة الأسواق الماليّة وفي المُبادلات التِجاريّة، أمّا ظهوها البارِز فهو في إنشاء مُنظمة التِّجارة الدولية.

العولمة السِّياسيَّة

وتظهر هذه العَولَمة بشكل كبير في الهيمنة المفروضة من قِبَل دُول العالم القويّة على الدُّول النَّامية والضعيفة، وذلك من خلال تأثيرها في اقتصادها واختراقه، مما يدفع الدول النَّامية إلى الخُضوع لِما يُرضي الدُّول القوية ويخدم مصالحها، ويتم ذلك دون الرجوع إلى الرأي العام في الدُّول النَّامية، الأمر الذي يُؤدي إلى حدوث اضطِرابات كبيرة وعدم استقرار.

العولمة الثَّقافية

هي صياغة شاملة تُغطِّي مُعظم جوانب النّشاط الإنسانيّ، وتستمد العَوْلمة الثَّقافية خصوصيتها من تَطوُّر الأفكار والقِيَم والسُّلوك، مثل انفتاح الثَّقافات العالَمية وتأثُّرها ببعضها البعض، وقد برزت بِشكل واضح خلال التِّسعينيات من القرن الماضي، وأمّا انفتاح الواقِع حالياً فلم يحدُث له مثيل في أي فترة من فترات التّاريخ.

كما يُمكِن القَول إنّ العَوْلمة الثَّقافية تعني أن ينتقل اهتمام الإنسان من المجال المحلِّي إلى المجال العالمي، وخروجه من المحيط الدّاخلي إلى المُحيط الخارجي، بالإضافة إلى زيادة الوعي بوحدة البشر، كما توحي العَوْلمة الثَّقافية إلى سيطرة الثَّقافات القوية ونشر قِيَمها وهيمنتها على الثَّقافات الضعيفة.

العولمة الإعلاميّة

يُقصد بالعولمة الإعلاميّة سيادة قيم ومفاهيم الدَّولة القوية والفعَّالة عبر وسائل الإعلام، وللعَوْلمة الإعلامية جذور قديمة مُرتبطة بتغطية الأخبار العالَميَّة، وقد بدأت في منتصف القرن التَّاسع عشر عندما أنشأ شارل هافس مكتبة الأخبار في فرنسا في عام 1832م والتي أصبحت تُدعى وكالة هافس، ومنذ ذلك الوقت أصبح للإعلام دور كبير وفاعل في المُجتمع في كافة الميادين، وإذا نظر الفرد إلى الوقت الذي كان يتطلبه وصول خبر من مكان إلى مكان آخر مقارنة بالوقت الحالي فعندئذٍ سوف يُدرك دور الإعلام في عصر العَولمة الحالية.

نتائج العولمة

ساهم ظهور العولمة في المجتمعات البشريّة المتنوعة في الوصول للعديد من النتائج منها:

  • اكتساح تيار العولمة للعديد من المناطق، والمجتمعات، والأمم التي كانت تتجنّب تأثيرها، ومن هذه الأمم الصين وأوروبا الشرقيّة التي تخلّت عن عزلتها وتجنّبها للعولمة.
  • زيادة تنوّع الخدمات والسلع التي يتمُّ تبادلها بين الدول، مع ظهور تنوع في المجالات الاستثماريّة التي يعتمد عليها انتقال رؤوس الأموال من دولة إلى أخرى، كما لم تظلّ صادرات أو واردات الدول محصورة في مادة واحدة أو عدد قليل من المنتجات، بلّ تنوعت الصادرات والواردات مع تنوع المجالات الخاصة في انتقال رأس المال؛ من أجل البحث عن فرص للربح.
  • ارتفاع عدد الأفراد الذين يتفاعلون ويتأثرون مع العالم الخارجيّ داخل مجتمع أو دولة ما.
  • ظلّ التبادل المرتبط برؤوس الأموال والمنتجات هو المسيطر على طبيعة العلاقات السائدة بين الدول، ومن ثمّ أصبح تبادل المعلومات هو العنصر المسيطر على هذه العلاقات؛ بسبب طبيعة النمو السريع الذي يشهده.
  • أصبحت الشركات متعددة الجنسيات هي الوسيلة الفعالة لنقلّ المعلومات، ورؤوس الأموال، والسلع بين الدول؛ إذ اتخذت هذه الشركات العالم كله ليصبح مكاناً لتطبيق عملياتها الخاصة في التسويق والإنتاج.

إيجابيات العولمة

هنالك مجموعة من الجوانب الإيجابية للعولمة منها:

  • تحقيق النجاح الاقتصادي، ورفع المستوى المعيشي في البلدان النامية، بسبب ضخ المزيد من الأموال في تلك البلدان.
  • إبقاء أسعار السلع والخدمات تحت المراقبة، وزيادة الإبداع والإبتكار من خلال زيادة المنافسة العالمية.
  • قدرة البلدان النامية من الاستفادة من التكنولوجيا المتوفرة حالياً دون الحاجة إلى التفكير بالجوانب المتعلقة بتطوير هذه التقنيات.
  • عمل الحكومات بشكل أفضل من أجل تحقيق أهداف مشتركة، ورفع مستوى التعاون، والقدرة على التفاعل والتنسيق، وزيادة الوعي العالمي بالقضايا.

قد يهمك:

سلبيات العولمة

فيما يأتي أهم آثار العولمة التي انعكست سلباً على المجتمعات:

  • خلق عبء على موظّفي الموارد البشرية في البحث عن أفضل المرشّحين لشغل الوظائف من مختلف الدول، والتعامل مع الفروق الزمنية، والثقافية، واللغوية.
  • صعوبة متابعة شؤون هجرة الموظفين وتأمين تأشيرات دخول للموظفين الأجانب.
  • زيادة تكلفة بيع المنتجات في الدول الخارجية؛ وذلك بسبب فرض الرسوم الجمركية ورسوم التصدير.
  • صعوبة إدارة رواتب الموظفين، ومتابعة إلتزامهم بالتعليمات، والقوانين المتعلقة بتشغيل العمالة، وتنظيم الضرائب، وذلك بسبب تعدّد الأسواق.
  • فقدان الهوية الثقافية؛ نظراً لسهولة التنقل بين الدول، حيث أصبح من السهل الاندماج في ثقافات المجتمعات الأخرى، ومحاولة تقليد الثقافات الأخرى الأكثر نجاحاً، ممّا يُهدّد الملامح المميزة للثقافة الأصلية وفقدان التنوّع الثقافي العالمي.
  • استغلال العمالة الوافدة؛ حيث تدفع المنافسة الشديدة بين الشركات لتقديم سلع منخفضة التكلفة لكسب أكبر عدد من العملاء على حساب إيجاد عمالة وافدة بتكاليف أقل واستغلال طاقاتهم.
  • صعوبات توسّع الشركات عالمياً؛ حيث يحتاج ذلك إلى رأس مال كبير، بالإضافة الى مرونة عالية، وقدرة على مواكبة قوانين العمل المتغيّرة والخاصة بكلّ دولة.
  • خطر فقدان الوظائف المحلية نظراً إلى تفضيل بعض الشركات للعمالة الوافدة أو نقلها مجال عملها خارج نطاق الدولة.
  • تركيز القوة والثروة في أيدي فئة محددة من الشركات الكبرى، والتي قضت بدورها على منافسيها من الشركات الصغرى حول العالم.
  • التأثير السلبي على البيئة؛ حيث أدّت العولمة إلى زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة غير المتجددة، ممّا أدّى الى ارتفاع مستويات التلوث، والاحتباس الحراري، حيث تبحث الشركات عن البلدان التي تكون فيها القوانين البيئية أقل صرامة؛ لتتمكّن من التوسّع في إنتاجها دون رقابة مشددة.