يقدم لكم موقع إقرأ أقوى إيجابيات وسلبيات الانفتاح الثقافي ، و مفهوم الانفتاح في الإسلام ، و أنواع الانفتاح ، و الانفتاح على الثقافات الأخرى ، و شـــــروط الانفتاح ، و سبل ترسيخ الانفتاح في حياة الفرد ، إن التحديات التي تواجه المجتمعات كثيرة ومن أهمها المحافظة على التميز الثقافي والقيمي لتلك المجتمعات حيث إن شدة الاحتكاك والتداخل بين الثقافات ، والانفتاح على ألآخر الذي فرض نفسه على الجميع بفعل ثورة الاتصالات ولم يعد خيارا مثلما كان في السابق ، ينبئ في الحقيقة بخطر الاضمحلال وذوبان الطرف الثقافي الضعيف في بوتقة الطرف الأقوى حضاريا وثقافيا.

إيجابيات وسلبيات الانفتاح الثقافي

الانفتاح على العالم لا مفر منه، ولكن علينا العمل على الحد من سلبيات ذلك ، فماهي إيجابيات وسلبيات الانفتاح الثقافي ؟

إيجابيات وسلبيات الانفتاح الثقافي
إيجابيات وسلبيات الانفتاح الثقافي

إيجابيات وسلبيات الانفتاح الثقافي :

  • يثري نموك الذاتي عندما تتطلع إلى العالم من حولك، وتعرف المزيد عن الثقافات الأخرى، وتتعلم أشياء جديدة، وتزداد درجة وعيك وإدراكك، بالتأكيد سينعكس ذلك على تعاملاتك وتصرفاتك، لأنك ستكتسب اللباقة وحسن التصرف.
  • يصقل عقلك وأفكارك من أهمية الانفتاح على الآخر أنه يجعلك شخصًا أكثر حيوية وفاعلية، إذ تستمر خبراتك ومعرفتك في البناء على بعضها البعض كنتيجة لتراكم الأفكار والتجارب الجديدة.
  • يزيد رصيد خبراتك لا شك أن الانفتاح على الأفكار الأخرى يفتح لك الباب أمام تجارب جديدة، تضيف إلى رصيد خبراتك في الحياة.
  • يشعرك بالتفاؤل لعل من أبرز إيجابيات الانفتاح على الآخر أنه يجعلك أكثر تفاؤلًا تجاه الحياة والمستقبل، فالانغلاق غالبًا ما يكون المسؤول الأول عن النظرة السلبية للأمور.
  • يكسبك مهارات عدة إن التواصل مع الأشخاص ذوي وجهات النظر والخبرات المختلفة سينعش عقلك، ويدفع حدود أفكارك إلى بعيد، وهو ما يشجعك دائمًا للاستمرار في التعلم و اكتساب المهارات.
  • يكسبك الفطنة وبعد النظر إن تحدي الأفكار التقليدية وكثرة البحث والاطلاع على تجارب الآخرين، يمنحك رؤى جديدة حول العالم، ويجعلك تكتشف نفسك من جديد وتنظر إليها بطرق مختلفة.

سلبيات الانفتاح الثقافي :

  • فقدان الشغف والمرونة السلبية قد يؤدي الانفتاح مع المرونة الزائدة في تقبل أي شيء إلى فقدان الانبهار والشغف والاهتمام.
  • فمثل المرونة في صورتها الإيجابية كمثل من يعدلون بيئتهم ومواقفهم لتناسب أفكارهم وإيمانهم، أو كمثل من يتكيف مع منزل في مكان بارد ويتحدى الطقس بالبحث عن حطب يوقده.
  • أما أصحاب المرونة السلبية فيميلون إلى تعديل أنفسهم للتوافق مع الموقف، دون بذل أي جهد في تحدي الموقف ذاته، وكأنه أمر مفروض عليهم ومفروغ من تغيره.
  • فمن أبرز سلبيات الانفتاح على الآخر أن يواكب الناس التيار، ويفقدون شغفهم وإحساسهم بأي التزام، حتى تصير كلماتهم دائمًا “أنا لا أمانع” و”أنا غير مهتم”.
  • التأثر والتطبع قد يتأثر الكثيرون -خاصة المنفتحين على ثقافات أخرى- بأوجه الاختلاف بينهم وبين غيرهم، سواء كان اختلافًا ظاهريًا كطرق العيش والملبس والمأكل، أو اختلافًا جوهريًا في العادات والتقاليد وأساليب التفكير.
  • كما قد تكثر المحفزات والمصادر التي يتعرض لها الشخص، وهو ما يصيبه بحالة من التشتت تضيع وسطها أصالته وهويته ، ويتحول إلى تابع ساذج أشبه بطفل صغير يحبو خلف كل ما يثيره.

قد يهمك :

مفهوم الانفتاح في الإسلام

  • إن الانفتاح بمفهومي هو الانفتاح على مناهج العلوم والطب وكافة المجالات، ونتقبل فكرة التغيير التي لا تتعارض مع تعاليم ديننا الإسلامي، فالانفتاح ليس الخروج عن عباءة الدين وليس الانحطاط الأخلاقي أو التعري وفصخ الحياء.
  • الانفتاح الذي ننشده هو الذي نستقي منه التطور في الحركة العلمية والعملية وتبادل الثقافات بين الشعوب إما الانغلاق فلن يؤتي أبداً بثماره بل سيجلب التخلف والتشدّد المُفرط، لذلك علينا أن نكون متوازنين بين الانفتاح والانغلاق وحتى يصبح المجتمع واعياً متزناً، ومن هنا يبرز دور المثقفين وغيرهم ممن يؤثرون في المجتمع وهنا أقصد الشخص الواعي المُدرك لحقيقة الانفتاح الذي سنجني منه الخير.
  • إن انفتاح الفكر يؤدي إلى انفتاح عقولنا التي تحتاج إلى التطوير والتحديث فالتطور الذي نشهده يحتّم علينا أن نبرمج أنفسنا للانفتاح بكافة مجالاته وأن لا يكون مخالفاً للشريعة الإسلامية.
  • في عصرنا الحاضر وما نشهده من وسائل التواصل الاجتماعي والشبكات المعلوماتية التي تتيح كثيراً للشعوب الانفتاح على بعضهم والتعرّف عليهم من حيث العادات والتقاليد واللغات والثقافات فينبغي هنا على بعض الأفراد أن يحكموا عقولهم وأن يقطفوا من كل بستان وردة وعليهم الاستفادة من الجميع وأخذ الأفكار المناسبة وتبادل الخبرات.

أنواع الانفتاح

  • يمتد الانفتاح إلى ما هو أكثر من كونه صفة فردية، ليصبح مفهومًا أعم وأشمل؛ ويضم الانفتاح الاجتماعي، والانفتاح الحضاري أو الثقافي، والانفتاح الاقتصادي وغيرهم.
  • فيظهر مفهوم الانفتاح الاجتماعي مؤخرًا كنتيجة للثورة التكنولوجية وتطور وسائل الاتصالات، إذ أصبح بإمكان أهل الشرق معرفة أدق تفاصيل حياة أهل الغرب بكل سهولة، بل إقامة العلاقات معهم.
  • أما عن مفهوم الانفتاح الحضاري على الثقافات الأخرى، فهو الذي يدعو للاطلاع على علوم الآخرين ومعارفهم، للاستفادة من تطورهم العلمي والتكنولوجي بما يتناسب مع بيئتنا وثقافتنا، للحاق بركب التقدم.
  • ومهما تعددت أنواع الانفتاح ومفاهيمه يظل التقليد الأعمى صفة مذمومة، فاستنساخ سلوكات وأفكار مجتمع آخر لمجرد أنه أكثر تقدمًا ما هو إلا فعل أحمق، فما قامت حضارة إلا على ثورة علمية وصناعية حقيقية بعقول وأيادي أبنائها.

الانفتاح على الثقافات الأخرى

في علم الاتصال الثقافي، مفهوم التعايش مع الثقافات العالمية لا يعني إلغاء الهوية الوطنية.. ولا يعني تعطيل الثقافة المحلية.. ولا يعني – بالتالي – الذوبان في الثقافات الأخرى على حساب الثقافة الفردية.

  • التعايش مع الثقافات العالمية يعني إعادة صياغة الفكر الإنساني للوصول لمرحلة التكامل.. وتحقيق السلام العالمي؛ وهو رسالة الأديان التي لم تمسها يد التحريف البشري.
  • هذا المفهوم؛ التعايش مع الثقافات العالمية، ليس من مطالب الترف.. أو المسائل الجانبية التي تناقش في أوقات الفراغ.. إنما هو أولوية ضرورية لتقارب المفاهيم وتقريب المسافات الحضارية بين بني البشر.
  • خطاب خالق البشر سبحانه وتعالى: (..وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا..) الحجرات 13، هو خطاب لكل الناس بكل أطيافهم: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ..).
  • فالاعتراف بالثقافات الأخرى يعني الاعتراف بشخصية الآخر بكل خصائصها ومكوناتها.. وهذا بالضرورة يقود إلى إظهار الذات وتطويرها وتحسينها.
  • أما محاولة التهميش والإلغاء وعدم الاعتراف، فلا تؤدي إلا إلى مفاقمة حجم وجود الآخر وتضخيمه وتغلغله في تنغيص مبدأ (السلام العالمي) بين الشعوب التي خلقها إله واحد.

شـــــروط الانفتاح

قد يتحول الانفتاح إلى سلاح ذي حدين عندما يكون هذا الانفتاح متجسداً باستيراد القيم الفاسدة والاخلاقيات المريضة والاستهلاكية النهمة والتبعية الاقتصادية والسياسية، لذلك لابد من تحقيق لشروط في كل فرد ومن ثم في الأمة للاستفادة من هذه الحالة بشكل إيجابي؛ ومن هذه الشروط :

  • التوازن في الانفتاح؛ إذ إن عملية الانفتاح هي عملية تبادلية تعتمد على الأخذ والعطاء، فلا يمكن القبول بكل ما يفرزه الآخرون من نتاجات دون وجود انعكاس مباشر، ودون عملية تمحيص ونقد، وبنقدنا للآخرين نقداً موضوعياً نستطيع أن نفهمهم بشكل واضح، وان نتعامل معهم على ضوء هذا الأفق النقدي التبادلي.
  • لذلك نرى أن الغزو الاستعماري لم يكن مجرد عملية اتصال استعماري، أو عملية تبادل تأثير قيمي حُر، أو تفاعل متكافئ بين مجتمعين يقفان على مستوى متماثل أو متقارب من حيث السيادة وحرية القرار واستقلالية المواقف، بل إنه انعكاس دقيق لعملية غزو حضاري في محاولة لفرض قيمها على هذه المجتمعات.
  • إن ما نراه اليوم في الكثير من المناطق في عالمنا الإسلامي، هو انفتاح سلبي غير متوازن يعتمد على التلقي فقط من الآخرين دون وجود استجابة انعكاسية تعتمد على النقد والحوار، وهذا النوع من الانفتاح خطير يؤدي إلى مسخ هوية الأمة حضارياً ويقضي على روحها الإبداعية، ويوقف نشاطها الحيوي المتبادل.
  • الثقة والإيمان الوثيق؛ فمع الروح الانهزامية، وفقدان الثقة بالنفس، التي هي نتيجة أساسية لعدم الثقة بالله والثقة بحضارتنا وتراثنا، يتحول الفرد إلى مجرد تابع مطلق للآخرين، لكن إيمان الإنسان بالله وبنفسه وقدرته، بعد أن يتسلح بالعلم والمعرفة الواعية يجعله قادرا على فهم عملية الانفتاح بشكل متوازن دون إفراط أو تفريط، فعن الإمام الصادق (ع): (ثق بالله تكن عارفا).
  • المؤسسات كبنية للانفتاح، يمكن أن تؤدي دوراً كبيراً في عملية الانفتاح المدروس، حيث يحصن الفرد بشكل جيد على النقد الواعي في عملية التبادل؛ فالفرد عندما ينمو في مؤسسات تربوية ناضجة ينمو وهو يمتلك الأسس والثوابت التي تجعله قوياً في معترك الاتصال، واللقاء مع الآخرين.
  • وهذه المؤسسات التي يجب أن تكون ديمقراطية في سلوكها وتوجهها، وتعتمد على التنوع الإبداعي الفعال تستطيع أن تربي الفرد على قيم متنوعة ومختلفة ومناهج معرفية شاملة بحيث يمتلك الفرد ثقافة نوعية أساسية تكون في جوهرها ثقافة انفتاحية على الآخرين وفي أسلوبها هي مواجهة ندية وموضوعية.

سبل ترسيخ الانفتاح في حياة الفرد

من أقوى سبل ترسيخ الانفتاح في حياة الفرد :

  • السعي وراء التنوع : من المهم جداً السعي للتعرف على أشخاص جدد والاطلاع على تقاليدهم ومعتقداتهم وتجربة أطباقهم فالانفتاح على التنوع يساعد تدريجياً على تقبل الاختلاف والتعايش مع العديد من أنماط الناس.
  • ممارسة الرياضة أو التأمل : عندما يجد الفرد نفسه في ظروف يعاني فيها من الضغط والتوتر، يمكنه اللجوء إلى ممارسة الرياضة أو التأمل أو اليوغا. فالنشاط البدني يساعد على إراحة الأعصاب وتعزيز الشعور الإيجابي تجاه الظروف الخارجة عن الإرادة.
  • التأني في التصرف وردود الأفعال : قد يحتاج الفرد إلى تحليل السبب الذي يجعله لا يحب شخصاً ما أو لا يتقبل سلوكه.
  • فمثلاً، إذا انزعج من تصرف زميل له في العمل، عليه أن يبحث عن أسباب انزعاجه، وأن يفكر فيما إذا كان الأمر يستحق فعلاً الخوض في مشادة كلامية حوله، فذلك قد يساعد في اتخاذ القرار الصائب.
  • تقبل الاختلاف : عليه أن يتذكر دوماً أنه لا يعرف كل شيء ولا يدرك السبب الحقيقي وراء سلوك الآخرين، فذلك يبعده عن التفكير السلبي ويجعله أكثر تفهماً وتعاطفاً.

لم تجد ما تبحث عنه؟ ابحث هنا