يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال متى نقول سبحان الله ، و حكم قول سبحان الله ، و معنى سبحان الله ، و فضائل التسبيح ، كلمة “سبحان الله” لها مكانة عظيمة في الدين، كما تعتبر من أعظم وأشرف الأذكار والعبادات التي تقرّب إلى الله -تعالى-، وقد ورد في فضلها وبيان عظمتها الكثير من الآيات القرآنيّة والأحاديث النبويّة الشريفة، فيما يلي سنتعرف على متى نقول سبحان الله .

متى نقول سبحان الله

متى نقول سبحان الله
متى نقول سبحان الله

يسبح المسلم ربه في العديد من المواضع التي جاءت بدليل إمّا من القرآن الكريم أو السنّة النبوية، فيما يأتي بيان لهذه المواضع على وجه التفصيل:

  • التسبيح أثناء الصلاة وبعدها؛ وقد ورد في السنّة النبويّة الشريفة بأن المسلم يفتتح صلاته بالتسبيح، وذلك من خلال قوله: (سُبحانَكَ اللَّهمَّ وبِحمدِكَ، وتبارَكَ اسمُكَ، وتعالى جدُّكَ ولا إلَهَ غيرُكَ)، كما ويكون التسبيح أثناء القراءة في قيام الليل، وفي الركوع والسجود، ثمّ عند الانتهاء من الصلاة فإنّه يسبّح الله -تعالى- ثلاثاً وثلاثين مرّة، وقد ورد ذلك في الحديث الذي رواه أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (مَن سَبَّحَ اللَّهَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وحَمِدَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وكَبَّرَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ، وقالَ: تَمامَ المِئَةِ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطاياهُ وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ).
  • التسبيح في الصباح والمساء؛ وقد ورد الدليل في القرآن الكريم والسنّة النبويّة على ذلك، قال -تعالى-: (وَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ وَقَبلَ غُروبِها وَمِن آناءِ اللَّيلِ فَسَبِّح وَأَطرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرضى)، وقد ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (مَن قالَ: حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، مِئَةَ مَرَّةٍ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَومَ القِيَامَةِ، بأَفْضَلَ ممَّا جَاءَ به، إِلَّا أَحَدٌ قالَ مِثْلَ ما قالَ، أَوْ زَادَ عليه).
  • التسبيح عند التعجّب؛ فإن سمع المسلم شيئاً غير مألوف، أو وقع أمامه فعل أو سمع قولاً دعاه إلى الاستغراب؛ فقد شرع له أن يسبّح الله -تعالى-؛ فقد ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أخبر: (أنَّهُ لَقِيَهُ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في طَرِيقٍ مِن طُرُقِ المَدِينَةِ، وهو جُنُبٌ فَانْسَلَّ فَذَهَبَ فَاغْتَسَلَ، فَتَفَقَّدَهُ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَلَمَّا جَاءَهُ قالَ: أيْنَ كُنْتَ يا أبَا هُرَيْرَةَ قالَ: يا رَسولَ اللهِ، لَقِيتَنِي وأَنَا جُنُبٌ فَكَرِهْتُ أنْ أُجَالِسَكَ حتَّى أغْتَسِلَ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: سُبْحَانَ اللهِ! إنَّ المُؤْمِنَ لا يَنْجُسُ)، فرسول الله -صلى الله عليه وسلّم- تعجّب من ظنّ أبي هريرة -رضي الله عنه- حين اعتقد أنّ الجنب لا يجالس أحداً ولا يصافح أحداً.
  • التسبيح عند القيام من المجلس، خاصّة المجلس الذي كان في الغلط، والتسبيح هنا مستحبّ، لما ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن الرسول -عليه السلام-، أنّه قال: (مَن جلسَ في مجلِسٍ فَكَثرَ فيهِ لغطُهُ ، فقالَ قبلَ أن يقومَ من مجلسِهِ ذلِكَ : سُبحانَكَ اللَّهمَّ وبحمدِكَ ، أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا أنتَ أستغفرُكَ وأتوبُ إليكَ ، إلَّا غُفِرَ لَهُ ما كانَ في مجلِسِهِ ذلِكَ).

حكم قول سبحان الله

  • فلا مانع شرعا من قول المسلم : سبحان الله، عندما يرى أو يسمع ما يتعجب منه، فكثيرا مايرد هذا اللفظ (سبحان الله) على لسان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وعلى لسان صحابته عند التعجب فمن ذلك ما جاء في الصحيحين: “استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقال: سبحان الله! ماذا أنزل الليلة من الفتن، وماذا فتح من الخزائن، أيقظوا صواحبات الحجر، فرب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة”
  • ومنه قوله صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة عند ما كان جنبا: “… سبحان الله! إن المؤمن لا ينجس” وهو في الصحيحين
  • والتسبيح معناه التنزيه، وسبحان الله معناها : أنزه الله عما لايليق بكماله وعظمته، وهذا من أفضل أنواع الذكر.

معنى سبحان الله

يُطلق لفظ “سبحان” على ما يُراد به التنزيه، والله -سبحانه وتعالى- منزّه عن كلّ نقص، وقد اتّصف -عزّ وجلّ- بكلّ صفات الكمال والجلال، أمّا مصطلح “سبحان الله”؛ فهو أمر بالتسبيح؛ أي سبّحوا الله -تعالى-، وقد قال ابن عبّاس -رضي الله عنه- أنّ كل تسبيحة في القرآن تدخل في معنى الصلاة.

وقال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنّ سبحان الله اسم يمتنع عن تسمية أيّ مخلوق به، ومعناها تعظيم الله -تعالى- وتقديسه، وحين سُئل رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- عن معنى -سبحان الله-، فسّرها بأنّها براءة الله -تعالى- من كلّ سوء.

إنّ الله -سبحانه وتعالى- بريء من كلّ نقص، وكامل في كلّ شيء؛ أسمائه وصفاته وأفعاله؛ فأسماؤه حسنى لا أسماء أحسن منها، وصفاته عليا ولا يوجد أعلى منها، قال -تعالى-: (وَلِلَّـهِ الأَسماءُ الحُسنى)، وقال أيضاً: (وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى)؛ أي أنّ وصفه كامل.

أمّا أفعاله فهي أيضاً كاملة حكيمة، يفعل كلّ ما يفعله بحكمة، وهو -سبحانه- المنزّه عن كل عيب ونقص ولعب وعبث وباطل، قال -تعالى-: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا)، وبناءً عليه فالتسبيح يتضمّن تنزيه الله -تعالى- عن كلّ نقصٍ وعيب، وهو أصلٌ عظيم من أصول الدين، وركنٌ أساسيّ من أركان الإيمان بالله -عزّ وجلّ-.

قديهمك:

فضائل التسبيح

إنّ للتسبيح فضلاً عظيماً، وقد جاء في القرآن الكريم جملةٌ من الآيات القرآنية، وفي السنة النبوية المطهرة عددٌ من الأحاديث النبوية التي تدلُّ على فضل هذا الذكر، ومنها ما يأتي:

  • إنّ التسبيح سببٌ في تكفير الذنوب عن المسلم، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من قال: سبحان اللهِ وبحمدِه مائةَ مرةٍ غُفرَتْ له ذنوبُه وإنْ كانتْ مثلَ زبَدِ البحرِ).
  • إنّ المداومة على التسبيح صباحًا ومساءً سببٌ لمفاضلة العباد بعضهم على بعضٍ يومَ القيامة، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن قالَ: حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، مِئَةَ مَرَّةٍ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَومَ القِيَامَةِ، بأَفْضَلَ ممَّا جَاءَ به، إِلَّا أَحَدٌ قالَ مِثْلَ ما قالَ، أَوْ زَادَ عليه).
  • إنّ التسبيح سببٌ لكسب الحسنات وسبب في مغفرة الذنوب، وجاء ذلك عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- حيث قال: (كُنَّا عِنْدَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ، كُلَّ يَومٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِن جُلَسَائِهِ: كيفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ قالَ: يُسَبِّحُ مِئَةَ تَسْبِيحَةٍ، فيُكْتَبُ له أَلْفُ حَسَنَةٍ، أَوْ يُحَطُّ عنْه أَلْفُ خَطِيئَةٍ).
  • إنّ التسبيح سببٌ في ثقل ميزان المسلم يوم القيامة، بالرغم من سهولة قولها وخفتها على اللسان، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (كَلِمَتانِ خَفِيفَتانِ علَى اللِّسانِ، ثَقِيلَتانِ في المِيزانِ، حَبِيبَتانِ إلى الرَّحْمَنِ: سُبْحانَ اللَّهِ العَظِيمِ، سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ).
  • إنّ التسبيح سببٌ لغرس النخلِ في الجنة للمسلم، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من قال: (سبحان اللهِ وبحمدِه)؛ غُرِسَتْ له نخلةٌ في الجنَّةِ).
  • إنّ التسبيح سببٌ لشرح صدور المسلمين، ودليل ذلك قوله -تعالى-: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ* فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ* وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ).
  • إنّ التسبيح من أعظم أسباب تفريج الهموم والكروب، ومما يدلُّ على ذلك قول الله -تعالى-: (فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ* لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ).
  • إنّ التسبيح يعدُّ من أحب الكلام إلى الله -عزَّ وجلَّ-، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أَحَبُّ الكَلامِ إلى اللهِ أرْبَعٌ: سُبْحانَ اللهِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ).

لم تجد ما تبحث عنه؟ ابحث هنا