يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال بحث علمي عن الجريمة ، و تعريف الجريمة ، وأطراف الجريمة ، و أسباب الجريمة ، و أنواع الجريمة ، و نتائج الجريمة ، و الوقاية من الجريمة ، يُولد الإنسانُ وهو على الفطرة السّليمة التي لا تعرفُ الأذى أو الإجرام، وتُساهم البيئة المحيطة به في تشكيل شخصيته والتأثير فيه، وقد يتعرّض بعض الأشخاص لتأثيرٍ سلبيّ من قِبل البيئة المحيطة بهم، مما يجعلهم ينحرفون نحو فعل السّلوكات غير الجيدة، وارتكاب الممارسات غير المقبولة بالنّسبة لإنسانٍ سويٍّ، مما يقودهم إلى الجرائم.

بحث علمي عن الجريمة

بحث علمي عن الجريمة
بحث علمي عن الجريمة

ممّا لا شكّ فيه أنَّ المجتمع الآمن هو مَطلَب الجَّميع، فالأَمان هو مصدَر بِناء الحَياة في أيّ مجتمع وتطوّره، والإنسان منذ ولادتِه تكون فطرته جيّدة ولا يعلم ما هو الإجرام أو الأذى، ولكن البيئة التي يَنشأ فيها هي ما قد تؤثِّر فيه، وتغرِس فيه سلوكيّات غير جيّدة، ممّا تجعله ينحرِف عن الطريق المستقيم الذي خلقه الله تعالى عليه، فكلّ شخص يلجأ إلى ارتكاب الأفعال غير المقبولة هو إنسانٌ غير سويّ، وينتج عنه الكثير من المشاكِل والمفاسِد في المجتمع.

تعريف الجريمة

تُعرّف الجريمة (بالإنجليزية: Crime) بأنّها أيّ انحراف عن مسار المقاييس الجمعيّة، التي تتميّز بدرجةٍ عاليةٍ من النوعيّة والجبريّة والكليّة؛ ومعناه أنه لا يُمكن للجريمة أنْ تكون إلّا في حالة وجود قيمة تحترمها الجماعة فيها، كما أنّها توجّه عدواني من قِبل الأشخاص الذين يحترمون القيمة الجمعيّة، تجاه الأشخاص الذين لا يحترمونها.

كما عرّفها البعض بأنّها عمل أو امتناع عن عمل شيء ينصُّ القانون عليه، ويُجازي فاعله بعقوبةٍ جنائيّة. ويختلِفُ مفهوم الجريمة كذلك بحسب المنظور الذي يُنظر له من خلاله، ومنها:

الجريمة في الشّريعة الإسلاميّة:

عرّف الماوردي الجريمة بأنها محظور شرعيّ نهى الله عن فعله إما بحدّ أو تعزير، والمحظور هو عملُ أمرٍ نهى الله عنه، أو عدم عمل أمرٍ أَمَرَ به.

الجريمة من النّاحية القانونيّة:

هي عملٌ غير مشروع ناتج عن إرادة جنائيّة، ويُقرّر القانون لها عقوبةً أو تصرّفاً احتياطيّاً.

الجريمة من النّاحية الاجتماعية والنّفسية:

هي عملٌ يخترقُ الأسس الأخلاقية التي وُضعت من قبل الجماعة، وجعلت الجماعة لاختراقها جزاءً رسمياً.

أما تعريفُ المُجرم فهو: الإنسان البالغ الراشد الذي ارتكب فعلاً مؤذياً نصّ عليه قانون مُعيّن؛ مما تترتّب عليه عقوبات جنائية مُحدّدة في القانون ذاته.

أطراف الجريمة

  • الجاني : هو الشخص الذي قام بارتكاب الفعل الإجرامي أو السلوك المنحرف طبقاً للقانون .
  • المجني عليه : هو الشخص الذي يقع عليه فعل الجاني .

أسباب الجريمة

تختلف الأسباب التي تقبع خلف قِيام المُجرِم بفعلته ويمكن حصرها في نوعين :

أسباب عامة لجميع أفراد المجتمع :

  1. أسباب اجتماعية: مثل الفقر والجهل والبطالة، فهذه الأمور عندما تجتمع لدى الفرد، أو عندما يوجد أحدها فإنّ النَّفس والشَّيطان يوسوسان له بالقِيام بما هو خاطئ للتخلّص منها أو للبحث عن الراحة.
  2. أسباب اقتصادية : ترجع إلى الفقر وتقلبات الأسعار وشح المواد المعيشية وغير ذلك مما يمكن أن يكون سبباً في دفع المجرم إلى تكرار الجريمة عدة مرات. من أجل التغلب على هذه الأسباب الاقتصادية التي يعتقد المجرم أنه لا يستطيع تجاوزها إلا بتكرار الجريمة .
  3. أسباب ثقافية وإعلامية وحضارية : تؤدي إلى انفتاح المجتمع على المجتمعات الأخرى مما يكون سبباً في التأثير على الفرد فيما يراه ويسمعه من إجرام – خارجي – ليحاول تقليده والسير في ركب الجريمة بتكرارها وتنوعها .

وأسباب خاصة بالفرد العائد في جريمته ومنها :

  1. انعدام الوازِع الدِّيني: والناتِج من عدم تثقيف الشَّخص بعلومِ الدِّين الإسلامي الصَّحيحة، فهناك الكثير من الأمور المُدخلَة على الدِّين وهو براء منها جميعها.
  2. ما يرجع إلى الأسرة التي ينشأ فيها : فينطبع بعاداتها وقيمها بحيث تبقى آثار هذا الانطباع في جميع مراحل حياته فإذا كانت هذه الأسرة تحمل في قيمها وعاداتها ما يدعو إلى الجريمة ويرغّب فيها أو يسهّل ارتكابها فإن هذا الشخص يجد نفسه قريباً في الجريمة وراغباً فيها حال توفر ظروف ارتكابها بل ويعاودها مرات .
  3. ومنها ما يرجع إلى البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها : الفرد – مثل بيئة الحي والمدرسة وبيئة العمل, والصداقة, وما يكون في هذه البيئات من خير وشر فإذا كانت البيئة الاجتماعية يغلب فيها طابع الشر والفساد فإن الفرد سيتأثر بذلك وسيدفعه لارتكاب الجريمة ويعود لها مرة تلو المرة .
  4. أسباب اقتصادية خاصة بالفرد : تتمثل في الفقر الذي يدفعه لكسب المال بطرق غير سليمة أو الغنى الذي يدفعه للبحث عن الأموال بأسلوب الطمع والجشع. وكل ذلك يكون سبباً لارتكاب الجريمة عدة مرات .
  5. أسباب ثقافية : ترجع إلى المستوى العلمي والثقافي وإلى نوعية الثقافة التي حصل عليها الفرد فتدني المستوى الثقافي يجعل الإنسان جاهلاً بالأنظمة وبعواقب الجريمة فيقدم عليها بل ويكررها نتيجة لذلك الجهل – كما أن نوعية الثقافة لها دور أيضاً في التأثير الإيجابي أو السلبي في ارتكاب الجريمة فإذا كانت ثقافة الفرد ذات طابع إجرامي – نتيجة التأثر بالفكر الإجرامي – فإنه سيندفع لارتكاب الجريمة – عدة مرات – تحت تأثير هذه الثقافة .
  6. حب السيطرة وتحقيق الذات الشّاذة : فالبعض يظن أنّ بارتكابه الجرائِم يكون قويّاً، ويستطيع أن ُيخيف المحيطين به.
  7. الكره والحقد : الذي يؤدّي بالشخص إلى الإجرام للانتقام من شخصِ ما لسببٍ معيّن.
  8. ثحب الفُضول والمغامرة وتجربة الأمور غير الطبيعيّة : وهذا طبعاً منافٍ للغريزة الطبيعيّة .

لم تجد ما تبحث عنه؟ ابحث هنا

أنواع الجريمة

قُسّمت الجرائم إلى عدّة أقسام اعتماداً على أسسٍ منها:

نوع الباعث: تُقسم الجرائم بحسبِ نوع الباعث الذي أدّى لوقوعها إلى أربعة أقسام، هي:

  • جرائم سياسيّة: وهي الجرائم المُتعلّقة بنظام الحكم أو بالحُكّام بوصفهم حُكّاماً، وقد قام الشّيخ محمد أبو زهرة بتعريفها على أنّها الجريمة التي تحتوي اعتداءً على نظام الحكم أو شخوصه، بوصفهم حُكّاماً، أو على قادة وحاملي الفكر السياسي بسبب آرائهم السياسية.
  • جرائم جنسية: وهي سلوكاتٌ جنسيّة حرّمها قانون الدّولة ويُعاقب عليها، وهي تختلف عن الاعتداء والاستغلال الجنسي بأنّها أوسعُ نطاقاً منهما. وتُعدّ جريمةً مُتعدّدة الجوانب إذ لا يكون تأثيرها في جانبٍ واحدٍ فقط، إنّما في الجوانب النفسية والاقتصادية والدينية والاجتماعية.
  • جرائم اقتصادية: وهي الجرائم المُتعلّقة بالنّظام الاقتصادي للدّولة وبسياسياتها الاقتصادية، وتُعتبرُ أخطر أنواع الجرائم إذْ يشملُ تأثيرها أجيالاً كاملةً.
  • جرائم الانتقام.

تقسيمٌ يُلجأ إليه في الإحصاءات الرسمية، ويشمل:

  • جرائم ضدّ المُلكيّة.
  • جرائم ضدّ الآداب.
  • جرائم ضدّ الأشخاص.

قد يهمك:

نتائج الجريمة

تنتج عن الجريمة مجموعة من النتائج التي تؤثر سلبياً على المجتمع، ومنها:

  • انتشار الخوف، والفزع بين الناس.
  • عدم استقرار الحالة الاجتماعية داخل الأسرة، مما ينعكس سلبياً على المجتمع.
  • الاستهتار بالأحكام، والتشريعات القانونية.

الوقاية من الجريمة

هنالك طرق عدة لوقاية المجتمع من الجريمة كوضع برامج متنوعة لعلاج المنحرفين مثل تحويل الرغبات والميول الخطرة عند الإنسان وعلاجها والعمل على الحد من حالات التعرض للإغراءات، ونشر الثقافة والوعي بين الناس والحد من استهلاك المشروبات الكحولية والمخدرات ومعالجة المدمنين وحل المشاكل الاجتماعية بشكل جذري وبالذات في حالات الطلاق بين الأزواج. بعض الجرائم تحدث نتيجة خلل اجتماعي أو تفكك أسري أو نتيجة مرض نفسي أو لأسباب اقتصادية نتيجة الفقر وبسبب التهميش الاجتماعي.