يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال أمثلة عن السجع من الشعر ، و أمثلة على السجع في النثر ، و أنواع السجع ، و أنواع السجع من حيث الطول والقصر ، و خصائص السجع الجميل ، السجع لغةً هو الكلام المقفى، ويعني أيضًا استوى واستقام وشابه بعضه بعضًا، وهو من الفعل سَجَعَ يسجعُ سجعًا، أما السجع اصطلاحًا هو لون من ألوان البديع، ويعني توافق الفاصلتين في الحرف الأخير، ويكون موطنه النثر، وقد يأتي في الشعر.

أمثلة عن السجع من الشعر

أمثلة عن السجع من الشعر
أمثلة عن السجع من الشعر

وقد كان السجع في الشعر الجاهلي كثيرًا؛ نظرًا لما في هذا الفنّ من دليلٍ واضحٍ على الموهبة وحسن الكلام، ومن ذلك قول الخنساء في الجاهليّة:

الحمدُ خُلَّتُهُ، والجودُ عِلَّتُهُ

والصِدْقُ حوْزَتُه، إنْ قِرْنُهُ هابا

ومثال السّجع قول الثعالبي: “الحقدُ صدأ القلوبِ، واللّجاج سببُ الحروبِ“، فقد انتهت الجملتان على حرفٍ واحدٍ وهو الباء، ومنه أيضًا قول أعرابي ذهب السيل بابنه: “اللهم إن كنتُ قد أبليتَ، فإنّك طالما قد عافيتَ“، فقد بنيت الجملتان على نفس الحرف وهو التاء، فالسجع إذًا يكون بتوافق فواصل الكلام على الحرف ذاته.

أمثلة على السجع في النثر

  • جاء في المقامة البغدادية لبديع الزمان الهمذاني

“حَدَّثَنَا عِيَسى بْنُ هِشَامٍ قَالَ: اشْتَهَيْتُ الأَزَاذَ، وأَنَا ببغداد، وَلَيِسَ مَعْي عَقْدٌ عَلى نَقْدٍ، فَخَرْجْتُ أَنْتَهِزُ مَحَالَّهُ حَتَّى أَحَلَّنِي الكَرْخَ، فَإِذَا أَنَا بِسَوادِيٍّ يَسُوقُ بِالجَهْدِ حِمِارَهُ، وَيُطَرِّفُ بِالعَقْدِ إِزَارَهُ، فَقُلْتُ: ظَفِرْنَا وَاللهِ بِصَيْدٍ، وَحَيَّاكَ اللهُ أَبَا زَيْدٍ، مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ وَأَيْنَ نَزَلْتَ؟ وَمَتَى وَافَيْتَ؟ وَهَلُمَّ إِلَى البَيْتِ”.

  • “فَقَالَ السَّوادِيُّ

لَسْتُ بِأَبِي زَيْدٍ، وَلَكِنِّي أَبْو عُبَيْدٍ، فَقُلْتُ: نَعَمْ، لَعَنَ اللهُ الشَّيطَانَ، وَأَبْعَدَ النِّسيان، أَنْسَانِيكَ طُولُ العَهْدِ، وَاتْصَالُ البُعْدِ، فَكَيْفَ حَالُ أَبِيكَ؟ أَشَابٌ كَعَهْدي، أَمْ شَابَ بَعْدِي؟ فَقَالَ: قدْ نَبَتَ الرَّبِيعُ عَلَى دِمْنَتِهِ، وَأَرْجُو أَنْ يُصَيِّرَهُ اللهُ إِلَى جَنَّتِهِ، فَقُلْتُ: إِنَّا للهِ وإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، وَلاَ حَوْلَ ولاَ قُوةَ إِلاَّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيم”.

  • قال أحد الحكماء يوصي أبناءه

يا بنيّ لا تزهدَنَّ في معروف، فإنّ الدّهر ذو صروف، والأيّام ذات نوائب على الشاهد والغائب، فكم من راغبٍ كان مرغوبًا إليه، وطالبٍ أصبح مطلوبًا ما لديه، واعلم أنّ الزمن ذو ألوان، ومن يصحب الزّمان يرَ الهوان.

  • جاء في المقامة الجاحظية للهمذاني

ومعنا رجلٌ تسافرُ يده على الخوان، وتُسفِر بين الألوان، وتأخذ وجوه الرغفان، وترعى أرض الجيران.

  • قيل لعنترة

“أأنتَ أشجع العرب وأشدّها؟ قال: لا، قيل: فبماذا شاع لك هذا في الناس؟ فقال: كنتُ أقدم إذا رأيتُ الإقدام عزمًا، وأحجم إذا رأيتُ الإحجام حزمًا، ولا أدخل موضعًا لا أرى منه مخرجًا، وكنتُ أعتمد الضّعيف الجبان فأضربه الضربة الهائلة، يطير لها قلب الشجاع، فأنثني عليه، فأقتله”.

  • قال حكيم

إنّ الدّنيا تقبل إقبال الطالب، وتدبر إدبار الهارب، وتصل وصال الملول، وتفارق فراق العجول، فخيرها يسير، وعيشها قصير، وإقبالها خديعة، ولذاتها فانية، وتبعاتها باقية، فاغتنم غفوة الزمان، وانتهز فرصة الإمكان، وخذ من نفسك لنفسك، وتزوّد من يومك لغدك.

أنواع السجع

تتلخص أقسام السجع فيما يأتي:

  • السجع المطرف

هو السجع الذي تختلف فيه الفواصل وزنًا، وتتفق رويًا، حيث تكون السجعات غير موزونة عروضيًا لكن رويها روي القافية، نحو قوله تعالى: {مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا*وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا}، فهنا اتفق الروي بين السجعتين واختلف الوزن.

  • السجع المُرصّع

هو السجع الذي تتوافق فيه الألفاظ في الوزن والقافية، نحو قوله تعالى: {إِنَّ إِلَيْنَا إيابهم * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ}.

  • السجع المتوازي

هو السجع الذي تتوافق فيه آخر كلمة في الفقرتين في الوزن والقافية، نحو قول الحريري: “وأودى بي النّاطق والصّامت، ورثى لي الحاسد والشّامت“.

  • السجع المشطور

هو السجع الذي يكون لكل شطر من البيت قافيتان مختلفتان عن قافيتي الشطر الثاني، وهو خاص بالشعر، مثل قول أبي تمام:

تدبير معتصم بالله منتقم

لله مرتغب في الله مرتقب

أنواع السجع من حيث الطول والقصر

من أهمّ الأمثلة على السجع من جهة الطول والقصر ما يأتي:

السجع القصير

قال بعضهم: “الإنسان بآدابه، لا بزيّهِ وثيابه“، فالجملتان اللتان وقع فيهما السجع مؤلّفتان من كلمتين، وأيضًا كقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} ، فقد بنيت فواصل الآية السّابقة على حرف الراء، وجميع الجمل السّابقة قصيرة.

السجع المتوسط

يقول تعالى في سورة طه: {طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى * تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى * الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى * لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى * وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى}.

الآية الثانية مبنية على خمسة ألفاظ، والثالثة مبنية على أربعة ألفاظ، والرابعة مبنية على ستة ألفاظ، والخامسة مبنية على أربعة ألفاظ، والسادسة مبنية على اثني عشر لفظًا، والسابعة مبنية على سبعة ألفاظ، والثامنة مبنية على ثمانية ألفاظ، وهكذا قد بنيت أغلب الآيات المسجوعة على أربعة إلى عشرة ألفاظ فكانت متوسّطة الطول.

السجع الطويل

كقوله تعالى: {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا ۖ وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَٰكِنَّ اللهَ سَلَّمَ ۗ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا ۗ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ}، فالآية الأولى مؤلّفة من عشرين كلمة أمّا الثّانية فمؤلّفة من تسع عشرة كلمة.

قد يهمك:

خصائص السجع الجميل

يمتلك السجع العديد من الخصائص التي تميّزهُ عن غيرهِ من المُحسِّنات البديعية وهي كالآتي:

  • تتساوى الفقرات في السَّجع بالطول.
  • وروده طبيعياً من غير تكلّف أو تصنُّع.
  • متانة التركيب.
  • ليس فيه تكرار.

لم تجد ما تبحث عنه؟ ابحث هنا