يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال مقدمة بحث غزوة مؤتة ، و متى كانت غزوة مؤتة ، و أسباب غزوة مؤتة ، و أحداث غزوة مؤتة ، و نتائج غزوة مؤتة ، تعتبر غزوة مؤتة من أعظم الغزوات التي وقعت في العام الثامن من هجرة الرسول بين المسلمين والصليبين. وفي ذا المقال سنعرض لكم بحثا شاملا عن هذه الغزوة. تابعوا معنا.

مقدمة بحث غزوة مؤتة

مقدمة بحث غزوة مؤتة
مقدمة بحث غزوة مؤتة

غزوة مؤتة من أشهر الغزوات التي غزاها المسلمون في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الميمون، وقد وقعت هذه الغزوة في شهر جمادى الأولى من العام الثامن للهجرة، الموافق لشهر أغسطس من العام ستمئة وتسعة وعشرين من الميلاد.

وأرسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الحارث بن عمير الأزدي إلى عظيم بصرى، فاستوقفه شرحبيل الغساني، وقد كان شرحبيل هذا عاملاً على أرض البلقاء الواقعة في بلاد الشام “الأردن في العصر الحالي” من قبل القيصر، فربطه وقتله، وقد كان قتل السفراء في تلك الأزمنة من أشد أنواع الجرائم على الإطلاق.

وهو دلالة صريحة على إعلان الحرب، فبلغ هذا الخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المدينة المنورة؛ فغضب غضباً شديداً، وجهز جيشاً من ثلاثة آلاف مقاتل مسلم، وقد كان هذا الجيش أكبر جيش إلى ذلك الوقت، فلم يجتمع مثل هذا الجيش إلا في معركة الخندق.

متى كانت غزوة مؤتة

وقعت غزوة مؤتة في العام الثامن من الهجرة النبوية، وكانت مقدمةً لفتح بلاد النصارى، وكان سبب المعركة أنّ رسول عليه الصلاة والسلام أرسل الحارث بن عمير الأزدي برسالة إلى ملك الروم، فتعرض له شرحبيل بن عمرو الغساني وقتله، وكان قتل الرسل من أفظع الجرائم؛ لأنّها بمثابة إعلان للحرب، فغضب الرسول عليه الصلاة والسلام، وقام بتجهيز جيشٍ عدده ثلاثة آلاف مقاتل، وعين زيد بن حارثة عليهم، وقال عليه السلام: (إنْ قُتِلَ زيدٌ فجعفرٌ، وإن قُتِلَ جعفرٌ فعبدُ اللهِ بنُ رَواحَةَ)، وأمرهم أن يذهبوا إلى مكان مقتل الحارث بن عمير، وأن يدعوا من يتواجد هناك إلى الإسلام.

قد يهمك:

أسباب غزوة مؤتة

كانت العلاقة بين الروم والمسلمين قائمة على التوتر؛ حيث استمرّت مُضايقة الروم ومن والاها من العرب للمسلمين بمختلف الطرق، وقد كان من بين هذه المُضايقات محاولة التعرّض لتجارة المسلمين القادمة من الشام، وسلب ونهب القوافل الإسلاميّة التي تسير بطريقهم، ومحاولاتهم مُضايقة كلّ مسلم يقف أمامهم، ووصل الأذى إلى أقصى حدّ عندما أرسل الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم الحارث بن عمير الأزدي إلى ملك بصرى؛ من أجل دعوته إلى الإسلام، ولكن قوبل ذلك الرسول الذي أرسله النبيّ صلى الله عليه وسلم بالقتل، فتأثّر الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم بذلك؛ إذ إنّ هذا أول رسول يُقتل، وهذا الأمر مخالف للعادات الجاريّة، والتي تقوم على إكرام الرسل، وعدم إلحاق أيّ ضرر بهم، وهذا هو سبب غزوة مؤتة فقد أمرَّ النبي بتجهيز جيش لقتال الروم، وصدّهم عن أفعالهم الشنيعة.

أحداث غزوة مؤتة

عين الرسول عليه الصلاة والسلام ثلاثة أمراء على الجيش الذي قام بتجهيزه، وهم زيد، وجعفر، وعبدالله بن رواحة، ثمّ خرج الجيش وتحرك باتجاه الشمال، حيث وصلت إليهم معلومات استخباراتية تخبرهم بوجود هرقل في أرض البلقاء، ومعه مائتي ألف مقاتل من الروم والقبائل المجاورة لهم، لم يتوقع المسلمون أن يكون عدد الروم بهذا الحجم، فاحتاروا في الأمر وأمضوا ليلتين يفكرون في الموضوع ويتشاورون فيما بينهم، فمنهم من اقترح بأن يرسلوا إلى الرسول عليه الصلاة والسلام ويخبروه بعدد العدو فيأمرهم بما يفعلوا بهذا الشأن، ولكنّ عبد الله بن رواحة عارض ذلك بشدة؛ لأنّه كان تواقاً للشهادة في سبيل الله، وفي النهاية استقروا على رأي عبدالله بن رواحة رضي الله عنه.

تحرك المسلمون إلى مؤتة وعسكروا هناك، وتجهزوا لقتال العدو، وبدأ القتال فكان ثلاثة الآف رجل يقاتلون مائتي ألف مقاتل، وقاتل المسلمون ببسالةٍ كبيرة، واستشهد الأمراء الثلاثة، فتسلم خالد بن الوليد الراية، وقاتل بضراوة كبيرة حتّى تكسرت تسعة سيوف في يده من شدّة القتال، واستمر المسلمون في القتال بشجاعةٍ وبروحٍ معنوية عالية، وقام خالد بن الوليد بوضع خطةٍ في اليوم الثاني للمعركة حتّى يخلص المسلمين من العدو.

قام خالد بن الوليد بتغيير أوضاع الجيش من جديد، فجعل من كان في الميمنة في الميسرة، ومن كان في الميسرة جعله في الميمنة، ومن كان في المقدمة جعله في نهاية الجيش ومن كان في النهاية جهله في المقدمة، ولما رأى الأعداء ذلك ظنوا بأنّ المسلمين قد جاءهم الدعم، فخافوا، وعندما تجدد القتال تراجع خالد بالمسلمين قليلاً، فظن الروم بأنّ المسلمين يخدعونهم ويريدون سحبهم للقتال في الصحراء؛ ليسهل عليهم تفريق الروم، فلم يطاردوهم خوفاً من الخدعة التي ظنوا بأنّ المسلمين خططوا لها، وبهذا نجح خالد بن الوليد رضي الله عنه في إنقاذ المسلمين حتّى عادوا إلى المدينة سالمين، ولم يستشهد منهم غير اثنا عشر رجلاً ، أمّا الرومان فكان عدد قتلاهم كبير.

نتائج غزوة مؤتة

تُظهر الروايات الواردة عن معركة مؤتة أنَّ البيزنطيين استولوا على السلطة في المناطق الواقعة شرق نهر الأردن؛ وذلك من أجل ما يأتي:

  • الحفاظ على فلسطين.
  • حماية السكان المحليين.
  • عودة الإمبراطوريّة البيزنطيّة إلى حدود أراضيها السابقة.
  • حماية الحجاج النصارى الذين يحجّون إلى بيت المقدس وجبل نبّو.
  • تأمين طرق التجارة بين البدو وسكان سواحل البحر الأحمر.

دفعت هذه الأمور إلى اتخاذ النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم حملة إلى تبوك الواقعة في شمال الحجاز، وواحة دُومة الجندل، وهكذا كان لا بدَّ من مواجهة خطر الدولة البيزنطيّة في البلقاء، ولتجنّب المشاكل الداخليّة في الجزيرة العربيّة، وكذلك الحفاظ على انتصار المسلمين، وشموليّة الدعوة الإسلاميّة.

لم تجد ما تبحث عنه؟ ابحث هنا