يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال موضوع عن اليتيم ، و تعريف اليتيم ، و أشكال الإحسان إلى اليتيم ، و العناية باليتيم في القرآن الكريم ، و اهتمام الإسلام باليتيم ، و آداب التعامل مع اليتيم ، و فضل كفالة اليتيم وفوائدها ، اليتيم هو من فقد أحد والديه الأم أو الأب، أما إذا فقد كلا والديه فيسمى عندها لطيمًا، وقد حث الإسلام على الاهتمام بحقوق اليتيم، وجعل على ذلك أجرًا كبيرًا، وفي المقابل جعل لإيذائه عقابًا شديدًا، فشدّد على حرمة أكل مال اليتيم وحرمة التسبب بقهره وظلمه. فهو بأمس الحاجة للرعاية والحنان، ومن حقه الحصول على الرعاية كباقي أبناء جيله وأقرانه.

موضوع عن اليتيم

موضوع عن اليتيم
موضوع عن اليتيم

موضوع عن اليتيم

اليتيم، هو الذي والده قبل أن يصل مرحلة البلوغ، وقد أوصى الله سبحانه وتعالى برعاية اليتيم، وتقديم العون له ومساعدته، وتعهده بالعناية، وعدم التسبب بالظلم والقهر له، فقد قال الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ). [الضحى:9]، بالإضافة إلى الكثير من الآيات التي ذكر الله سبحانه وتعالى فيها اليتيم، وحذّر من الإساءة إليه.كما أن رسول الله عليه الصلاة والسلام، تعهد لكافل اليتيم بأن يكون جاره في الجنة، حيث يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف: (أنا وَكافلُ اليتيمِ في الجنَّةِ هَكَذا . وأشارَ بالسَّبَّابةِ والوُسطى ، وفرَّجَ بينَهما شيئًا).[صحيح البخاري] وهذا دليلٌ واضحٌ على عظمة الأجر الذي يناله من يُحسن إلى اليتيم، ويعوّضه عن فقدانوالده، ويجبر كسر قلبه، ويعينه على الدنيا.

تعريف اليتيم

تعريف اليتيم لغةً

يُقصد باليُتم في اللغة الانقطاع والانفراد، ويُراد به انقطاع الصغير عن أبيه وانفراده عنه، ويُقال للصبي: يتيم، وللأنثى: يتيمة، وتطلق صفة اليتم على مَن هو دون سن البلوغ.

تعريف اليتيم اصطلاحاً

اليُتم في الاصطلاح يُقصد به انقطاع وانفصال الصغير عمّن يرعاه ويدبّر أموره ويقضي حوائجه، إذ إنّ حاجة الصغير لمن يرعاه حاجةً ضروريةً لا بدّ منها.

واليتيم عند الفقهاء يطلق على من فقد أباه دون بلوغه مرحلة الحُلُم، وتزول صفة اليُتم عنه بمجرّد الحُلُم، وإن اتّصف من بلغ الحُلُم باليتم فيكون إطلاقاً مجازياً، وذلك باعتبار حاله الذي كان قبل الحُلُم، كما أُطلق على النبي -صلّى الله عليه وسلّم- وهو كبيرٌ: يتيم أبي طالب؛ إذ إنّ أبا طالب من قام على تربيته، وكما ورد في قول الله -تعالى-: (وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)، فأُطلقت صفة اليتيم على البالغ والكبير؛ إذ إنّهم لا يمكلون التصرّف في أموالهم قبل ذلك.

أشكال الإحسان إلى اليتيم

من أشكال الإحسان إلى اليتيم:

  • تقديم النصائح له، والأخذ بيده، وأمره بالمعروف.
  • الإنفاق عليه وعلى تعليمه حتّى يُصبح قادراً على الإنفاق على نفسه.
  • تنمية ماله وزيادته حتّى يبلغ أشدّه.
  • المسح على رأسه لإشعاره بالعطف والحنان، وفي كلّ مسحةٍ أجرٌ عظيمٌ.
  • تقديم الهدايا والعطايا له كي يشعر بالفرح.
  • معاملته باللطف والبرّ والإحسان.
  • تجنب زجره أو شتمه، او رفع الصوت عليه.
  • عدم ضربه أو جرحه معنوياً، والتسبب له بالأذى الماديّ أو المعنويّ.
  • عدم إشعاره بالنقص أو الحرمان.
  • تعليمه أمور دينه، مثل: الصلاة، والصيام، والزكاة، وقراءة القرآن الكريم، وتشجيعه على أداء جميع السنن والفرائض التي أمرنا الدين بها، وتقوية الوازع الدينيّ عنده، وتنمية انتمائه لدينه وربّه.
  • تعليمه أمور دنياه فيما يخصّ العلاقات الاجتماعيّة، وطريقة التعامل مع الناس، والأمور التي تُعينه على مواصلة الحياة.
  • إعطاؤه من مال الزكاة والصدقات لإعانته على ظروف الحياة..

العناية باليتيم في القرآن الكريم

دلّت العديد من المواضع في القرآن الكريم على ضرورة الحرص والعناية باليتيم، بيان البعض منها فيما يأتي:

  • ضرورة حفظ مال اليتيم من الضياع، ومُحاربة أيّ عادةٍ قد تعود على اليتيم بالسوء والاحتيال، وقد اختصّ الله -تعالى- ذلك بقَوْله: (وَلا تَقرَبوا مالَ اليَتيمِ إِلّا بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ حَتّى يَبلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوفُوا الكَيلَ وَالميزانَ بِالقِسطِ لا نُكَلِّفُ نَفسًا إِلّا وُسعَها وَإِذا قُلتُم فَاعدِلوا وَلَو كانَ ذا قُربى وَبِعَهدِ اللَّـهِ أَوفوا ذلِكُم وَصّاكُم بِهِ لَعَلَّكُم تَذَكَّرون)، وقَوْله: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا).
  • جواز الوصاية على مال اليتيم، والتصرّف به بِما يحقّق المصلحة والخير له ولأهله، حتى يبلغ اليتيم سنّ الرُّشد، فقد بيّن الله -تعالى- ذلك بقَوْله: (وَابْتَلُوا الْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُوا وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ حَسِيبًا)، وقَوْله -تعالى-: (وَلا تَقرَبوا مالَ اليَتيمِ إِلّا بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ حَتّى يَبلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوفوا بِالعَهدِ إِنَّ العَهدَ كانَ مَسئولًا).
  • مُراعاة مشاعر اليتيم، ومُلاطفته، والعطف عليه، وتجنّب إلحاق الأذى به، سواءً بالأقوال، أو الأفعال، فقد حّر الله -تعالى- عباده من الإساءة لليتيم بقَوْله: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ)، وقَوْله: (كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ)، وقَوْله أيضاً: (فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ).
  • الحثّ على رعاية اليتيم، ونُصحه، وإرشاده، وتربيته على القيم والأخلاق الحميدة، قال -تعالى-: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَىٰ قُلْ إِصْلَاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
  • خدمة اليتيم، وقضاء حوائجه، فذلك من صفات خير النّاس وأصفاهم، وممّا يدلّ على سموّ منزلة اليتيم، فقد قال الله -تعالى- في قصّة نبيّه موسى -عليه السلام- مع الخضر: (وَأَمَّا الجِدارُ فَكانَ لِغُلامَينِ يَتيمَينِ فِي المَدينَةِ وَكانَ تَحتَهُ كَنزٌ لَهُما وَكانَ أَبوهُما صالِحًا فَأَرادَ رَبُّكَ أَن يَبلُغا أَشُدَّهُما وَيَستَخرِجا كَنزَهُما رَحمَةً مِن رَبِّكَ وَما فَعَلتُهُ عَن أَمري ذلِكَ تَأويلُ ما لَم تَسطِع عَلَيهِ صَبرًا).
  • تخصيص نصيبٌ من الأموال للأيتام، كما بيّنه الله -تعالى- بقَوْله: (وَاعلَموا أَنَّما غَنِمتُم مِن شَيءٍ فَأَنَّ لِلَّـهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسولِ وَلِذِي القُربى وَاليَتامى وَالمَساكينِ وَابنِ السَّبيلِ)، وقَوْله: (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّـهَ بِهِ عَلِيمٌ)، وقَوْله أيضاً: (مَّا أَفَاءَ اللَّـهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّـهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).
  • أقرّ الشارع حقّ اليتيم في كتابه العزيز في كثير من المواضع؛ لِما قد يطرأ عليه من ظلمٍ، وعدم الرَّحمة والشَّفقة به، فضَمِنَ حقّه، وحَفِظَه من الضياع، وأنكر أي سلوكٍ قد ينتقص منه، قال -تعالى-: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ*فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ*وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ)، وقال: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا).
  • لم تخلُ مواضع القرآن الكريم من الآيات التي تُبرز حقوق الأيتام، والواجبات المُترتّبة على العباد تِجاههم، كما حذّر الله -عزّ وجلّ- في بعض الآيات القرآنيّة من إهمال حقوق الأيتام، أو عدم أدائها، والتقصير فيها؛ وذلك ممّا يدلّ على شموليّة الدِّين، وتكامله، ممّا يُساهم في بناء مجتمعٍ قويٍّ لا يُفرّق بين أحدٍ من أفراده.

اهتمام الإسلام باليتيم

اعتنى الإسلام بالأيتام، وحثَّ على ضرورة رعايتهم، وتأديبهم، والدُّفاع عنهم، والحفاظ على حقوقهم، والإحسان إليهم، إذ إنّ اليتيم يحتاج للعطف والحنان واللين ممّن حوله، كما يلزمه الإرشاد والتوجيه في حياته، ليخرج بصورةٍ حسنةٍ، متخلّقٍ بأسمى وأحسن الأخلاق والصفات، وقد نبّه الله -عزّ وجلّ- على ضرورة العطف على اليتيم في القرآن الكريم، فقال: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ)، كما قال أيضاً: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَىٰ قُلْ إِصْلَاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ)، كما وردت العديد من الأحاديث النبويّة الشريفة التي ترغّب وتحثّ على رعاية حقوق اليتيم، والعطف عليه، وكفالته، منها: ما أخرجه الإمام البخاريّ في صحيحه، عن سهل بن سعد الساعديّ -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (أنا وكافِلُ اليَتِيمِ في الجَنَّةِ هَكَذا وقالَ بإصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ والوُسْطَى).

آداب التعامل مع اليتيم

إن للتعامل مع اليتيم العديد من الآداب التي يُحسن التحلّي بها حين التعامل معه، يُذكر منها:

  • ملاطفته والبشاشة في وجهه، ولين الجانب والمزاح معه، وإدخال السرور إلى قلبه.
  • تعزيز الجوانب الإيجابية وغرس الثقة في نفس اليتيم، وتنمية القدرات والإبداعات لديه.
  • التربية الإيمانية السليمة، وتعميق فهم العقيدة الصحيحة، وتنمية القيم والأخلاق الفاضلة لديه، وزيادة حبّه وتمسّكه بكتاب الله وسنة رسوله -صلّى الله عليه وسلّم-، وعرض بعض القصص القرآنية عليه التي تبيّن قدرة الله -تعالى- ورحمته، والقصص النبوية التي تجعله قدوةً لغيره في المجتمع.
  • التوجيه والإرشاد وتعديل السلوكات الخاطئة بالتي هي أحسن ما أمكن ذلك.
  • تحفيزه لأداء الأعمال النافعة والثناء عليه بعد أدائه لها، وترغيبه بالاستمرار والمداومة على الخير والبرّ والوصول إلى الدراجت الرفيعة.
  • التواضع لليتيم وعدم التعالي عليه بأي فعلٍ أو قولٍ، والتحلّي بالأخلاق التي تحلّى بها الرسول -عليه الصلاة والسلام-.

قد يهمك:

فضل كفالة اليتيم وفوائدها

إنّ لكفالة اليتيم العديد من الفضائل والفوائد، ومنها ما يأتي:

  • الأجر العظيم، ودُخول الجنة، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أنا وكافِلُ اليَتِيمِ في الجَنَّةِ هَكَذا وقالَ بإصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ والوُسْطَى).
  • علاجٌ لقسوة القلب، وسببٌ في رقّته، فقد شكى رَجُلٌ قسوة قلبه إلى النبي -عليه الصلاة والسلام-، فأوصاه بالمسح على رأس اليتيم، وإطعام المسكين.
  • كسب الحسنات، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَن مَسَحَ رَأسَ يَتيمٍ لم يَمسَحْه إلَّا للهِ، كان له بكلِّ شَعرةٍ مَرَّتْ عليها يدُه حَسناتٌ).
  • دليلٌ على الطبع السليم والفطرة النقية والقلب الرحيم، كما تُساهم في تراحم المُجتمع وترابطه، ونشر المحبة والمودة بين أفراده، كما أنّ فيها إكرامٌ لمن شارك النبي -عليه الصلاة والسلام- في صفة اليُتم.
  • كفالة اليتيم تُزكّي مال الكافل وتُطهّره، وهي من الأخلاق الحميدة التي دعا إليها الإسلام، كما أنّ في ذلك حفظ لذرية الكافل بعد موته؛ وذلك بإحسان الآخرين إليهم، قال -تعالى-: (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّـهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا).
  • كفالة الأيتام من الأعمال التي حثَّ عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- ورغّب فيها.

لم تجد ما تبحث عنه؟ ابحث هنا