يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال موضوع عن الوحدة والعزلة ، و أسباب العزلة الاجتماعية ، و أعراض العزلة الاجتماعية ، و كيفية التغلب على العزلة ، و علاج العزلة الاجتماعية ، الإنسان بفطرته كائن اجتماعي، لا يستطيع العيش بمفرده، وللبقاء والتطور على المستوى الاجتماعي والعقلي، فهو يحتاج للآخرين لتكوين العلاقات معهم، وللتواصل والتفاعل، ولمشاركتهم اللحظات السعيدة وحتى الصعبة، فيُساندوه ويُهونوا عليه مصابه، وهذه هي الحالة الطبيعية والصحية، لكن إذا ما قرر الإنسان العيش بمفرده بعيداً عن الآخرين، نكون أمام مشكلة “العزلة الاجتماعية”، والتي تتطلب العلاج لما لها من عواقب سلبية على صحتنا الجسدية والنفسية.

موضوع عن الوحدة والعزلة

موضوع عن الوحدة والعزلة
موضوع عن الوحدة والعزلة

يعد البشر من المخلوقات الاجتماعية التي تحتاج إلى العلاقات والتواصل مع الآخرين للبقاء والتطور على المستوى الإجتماعي والعقلي، ولكن مع التقدم بالعمر يميل العديد من الناس إلى البقاء لوحدهم ومع أنفسهم والإبتعاد عن الناس والعلاقات الاجتماعية، وذلك قد يسبب العديد من الأمراض الصحية مثل؛ أمراض القلب، والأمراض العقلية، مثل الإكتئاب، أو العزلة الاجتماعية، وقد تم القيام بالعديد من الأبحاث الي تتحدث عن الفرق بين العزلة الاجتماعية، والوحدة، وأسباب حدوثها وكيفة مساعدة الأشخاص المصابين بهذه الإضطرابات، وقد وجد العلماء العديد من الروابط بين العزلة الاجتماعية والإصابة بالعديد من الأمراض مثل؛ ارتفاع الضغط، وأمراض القلب، والسمنة، وضعف المناعة.

أسباب العزلة الاجتماعية

لا يعرف العلماء أو الأطباء الأسباب التي تؤدي إلى العزلة الاجتماعية أو الخوف الإجتماعي بشكل واضح، ولكن يعتقد أنها بسبب عدد من العوامل البيئية أو الوراثية، وأسباب العزلة الاجتماعية هي كالآتي:

  • التعرض للتسلط أو الإضطهاد في الصغر من قبل الآباء أو الأصدقاء.
  • المعاناة من الصراع العائلي أو المشاكل العائلة الكبيرة أو التواجد في وسط هذه الصراعات.
  • التعرض للعنف أو الإعتداء الجنسي في عمر صغير.
  • قد تؤدي بعض المشاكل الجسدية مثل وجود خلل في إفراز مادة السيروتونين، وهي مادة كيميائية تساعد تنظيم وتحسين الحالة المزاجية.
  • وجود زيادة في تحفيز اللوزة الدماغية، وجزء موجود في الدماغ يعمل على التحكم في الإستجابة للخوف والقلق، ويمكن أن يؤدي هذا التحفيز إلى الإصابة ببعض الإضطرابات النفسية، ومنها إلى الإصابة بالعزلة الاجتماعية.
  • قد يصاب الأطفال بالعزلة الاجتماعية نتيجة ملاحظة سلوك أو تصرفات آبائهم المصابين بهذا الإضطراب، أو يمكن أن يكون أحد أسباب إصابة الأطفال بهذا الإضطراب هو وجود الأطفال في بيئة ذات سيطرة أو شديدة، أو مفرطة الحماية التي يتم ممارستها من قبل الآباء.

أعراض العزلة الاجتماعية

الشعور بالإبتعاد عن الناس وعن الأصدقاء بالعمل من اكثر أشكال وأعراض العزلة الاجتماعية، وهنالك العديد من الأعراض الأخرى التي تكون مصاحبة للعزلة الاجتماعية وهي كالآتي:

  • معظم الأشخاص المصابين بهذا الإضطراب يتجنبون التفاعل مع الناس أو الذهاب إلى الجلسات الاجتماعية خوفًا من الخجل إو الإحراج أو الإكتئاب.
  • قيام الشخص بقضاء أوقات طويلة لوحدهم من غير التعامل أو الإختلاط مع الناس أو الأشخاص.
  • الشعور بالقلق أو الخوف من الوحدة أو الفراق عند التفكير بالإختلاط مع الناس الآخرين، ووجود علاقات اجتماعية قليلة جدًا أو سطحية.
  • الشعور بالضيق الشديد أو الوحدة من وقت لآخر، وعدم وجود أي علاقات مع رفقاء العمل أو الأصدقاء بشكل عام.

كيفية التغلب على العزلة

1- الإكثار من المطالعة والمعرفة

فهذا يزيد كثيرًا من لباقة الشخص وقدرته على الحديث مع الآخرين وبالتالي زيادة الثقة في النفس، وهذا يؤدي إلى اهتمام وشغف الأشخاص المحيطين بالتواصل مع الشخص الذي يميل للعزلة.

2- الانضمام إلى مجموعات

سواء في النادي أو الأنشطة المختلفة، فيجب البحث عن نشاط جماعي تقوم به لتعتاد على التواجد وسط أشخاص آخرين والعمل في فريق، فهذا يساعد كثيرًا في التغلب على العزلة والانطواء.

ويمكن ممارسة رياضة جماعية، فهي من الطرق الفعّالة لتكوين علاقات اجتماعية، كما أن الرياضة تساعد في زيادة الثقة بالنفس.

3- التعرف على بعض الأصدقاء

حتى وإن كان عددهم محدود فوجود بعض الأشخاص في حياتك سيساعد في مقاومة شعور الميل إلى العزلة والانطواء على أن يكون هناك تواصل دائم معهم.

ويمكن أن يكون في حياتك صديق وفيّ تخبره بالمشكلة ليساعدك في التغلب عليها ويشجعك على عدم البقاء بمفردك.

4- وضع أهداف في الحياة

فعندما يكون لدى الشخص خطط وأهداف يسير عليها يتمكن من تجاوز هذه المشكلة لأنه يسعى جاهدًا لتحقيق هذه الأهداف.

5- التغلب على المشكلات

حيث أن المرور بمشكلة ما لا يعني توقف الحياة، بل يجب أن تواجه ما حدث وتبدأ في تفادي أسبابه مستقبلًا، كما أن التواصل مع الأشخاص سيساعد كثيرًا في نسيان ما حدث بشكل أسهل وأسرع.

قد يهمك:

علاج العزلة الاجتماعية

1-في البداية يجب العمل على تعزيز ثقة الفرد في نفسه، ونبذ كل الأفكار السلبية التي كونها عن شخصيته وجعلته غير قادراً على التواصل مع الآخرين، ومساعدته لاكتشاف نفسه وإدراك مهاراته ونقاط قوته وتقويتها، الأمر الذي سيعزز من ثقته بنفسه وسيجعله يرغب في مشاركة الآخرين في الأنشطة المختلفة.

2-كما يُنصح بجعل الأفراد الذين يعانون من مشكلة العزلة بالدخول في الأنشطة الاجتماعية التي تجعلهم يندمجون مع الناس، مثل الاشتراك في النوادي الرياضية، ولعب كرة القدم.

3-ومن أفضل الطرق التي تساعد على حل مشكلة العزلة، هي المشاركة في الأعمال التطوعية التي تجعل الفرد يشعر بوجود هدف يسعى من أجله، كما أن تلك الأعمال تمكنه من التواصل مع الناس والتعرف عليهم وتكوين العلاقات.

4-تواصل الأبوين مع أبنائهم دائماً، والحرص على سماع مشاكلهم، وفتح النقاشات معهم، وترك مساحة للأبناء للتعبير عن آرائهم.

القيام بحملات التوعية في المدارس بضرورة مساعدة الأشخاص الذين يعانون من مشكلة العزلة والتقرب لهم بالأفعال الحسنة، وغرس القيم الدينية والأخلاقية في عدم التنمر على الآخرين وإلحاق الأذى بهم.