يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال بحث علمي عن القدس ، و تاريخ القدس ، و أسماء القدس ، و جغرافية القدس ، و أهم معالم القدس ، و أهمية مدينة القدس ، للقدس أهمية خاصة في قلوب الجميع عامة والمسلمين خاصة، ربما لأنّها المكان الذي ضمّ أوّل قبلة لهم قبل أن تتحوّل القبلة بأمر من الله سبحانه وتعالى إلى الكعبة الشريفة، وربما لأنّها المكان المبارك والمُقدّس الذي عرج منه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى السماء في رحلة الإسراء والمعراج، وقد ذكر الله القدس في القرآن الكريم في عدّة مواضع، منها ذكْر المسجد الأقصى، هذه البقعة المقدّسة التي تعدّ أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، فقال تعالى: “سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله”. فيما يلي بحث علمي عن القدس.

بحث علمي عن القدس

بحث علمي عن القدس
بحث علمي عن القدس

بحث علمي عن القدس

هي عاصمة الدولة الفلسطينية وأكبر مدنها التاريخية، وتحتلّ المكان الأكبر بين مدنها، حيث تبلغ المساحة الكلية لها حوالي 19.331كم²، وهي مهد الديانات السماوية الثلاثة الإسلامية والمسيحية واليهودية، وقد تعرّضت المدينة عبر الأزمان للعديد من الهجمات،فقد تمّ تدميرها مرتين وحوصرت ما يقارب 23 مرةً، وتم مهاجمتها 52 مرةً وتعرّضت للغزو ما يقارب 44 مرةً، أسسها الكنعانيون قبل ما يقارب 3000 عام قبل الميلاد، وسكنها اليبوسيون فسُميت نسبة إليهم باسم (يبوس)، وكانت القدس منذ القدم محط أطماع الكثيرين كالصليبيين، والفرس والرومان، وللقدس أسماء عديدة منها: بيت المقدس، وأولى القبلتين، والقدس الشريف.

تاريخ القدس

تحظى مدينة القدس بتاريخ عريق مرّ فيه العديد من الحضارات والأمم التي امتدّت من التاريخ القديم وحتّى التاريخ الحديث، ومن أهمّ وأبرز الحقب التاريخية التي مرّت على مدينة القدس ما يأتي:

  • اليبوسيون: أو سكان القدس الأصليون؛ حيث كان اليبوسيّون من أوائل من سكن مدينة القدس تحديداً في عام 2500 ق.م وأطلقوا عليها اسم يبوس نسبةً لهم، واليبوسيّون هم أحد القبائل الكنعانية العربية.
  • العصر الفرعوني (القرن 16-14 ق.م): وقعت مدينة القدس تحت الحُكم المصري الفرعوني ابتداءً من القرن 16 ق.م، وفي عهد الفرعون المصري أخناتون تعرّضت لغزو قبائل الخابيرو البدوية واستولوا عليها إلى أن عادت تحت النفوذ المصري مرّةً أخرى في عهد الفرعون المصري سيتي الأول الذي امتدّ حُكمه في الفترة ما بين 1317-1301 ق.م.
  • العصر البابلي (977-583 ق.م): استولى البابليون على بلاد الشام وفلسطين وأنهوا الحُكم المصري فيها، وفي تلك الفترة تعرّضت القدس لحملة نبوخذ نصّر (604-561 ق.م) والتي احتلّ فيها القدس وسبى اليهود الذين كانوا فيها.
  • العصر الفارسي (537-333 ق.م): تغلّب الملك الفارسي قورش على الحُكم البابلي وأنهاه عام 539 ق.م، وضُمّت القدس للمملكة الفارسية التي شملت بلاد الشام كاملة.
  • العصر اليوناني (333-63 ق.م): استولى الإسكندر الأكبر على فلسطين بما فيها مدينة القدس التي كانت تحت الحُكم الفارسي وذلك في عام 333 ق.م، وتوفّي الإسكندر بعد ذلك بعشر سنوات، وتوالى على حُكم المدينة البطالمة والمقدونيون، ثمّ ضمّ بطليموس فلسطين مع مدينة القدس لتُصبح جزءاً من مملكته في مصر، وفي عام 198 ق.م تمكّن السلوقيون بقيادة سيلوكس نيكاتور من ضمّ القدس لدولتهم في سوريا، وفي هذه الحقبة الزمنية كان جليّاً تأثّر سكان القدس بالحضارة اليونانية القديمة.
  • الحكم الروماني (63 ق.م-636م): استولى الرومان على القدس عام 63 ق.م وأصبحت جزءاً من إمبراطوريّتهم، وبقيت المدينة تحت حُكمهم حتّى عام 636م، وشهدت هذه الحِقبة حوادث عديدة من أهمّها ولادة السيد المسيح عليه السلام، وبِعثة النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم، وفي الفترة ما بين 66-70م قام اليهود في مدينة القدس بأعمال شغب وعصيان على الحاكم الروماني الذي أخمد محاولاتهم، وفي عهد الإمبراطور هادريان أُخرج اليهود من المدينة ولم يتبقَ فيها إلّا المسيحيين، وأمر بتغيير اسمها إلى إيلياء.
  • العهد البيزنطي وبناء كنيسة القيامة: انتقلت العاصمة الرومانية من روما إلى بيزنطة، وأُعلنت المسيحية ديانةً للدولة، ومثّل ذلك تغييراً جوهرياً بالنسبة لأتباع الطائفة المسيحية في القدس، وأُرِّخت هذه الفترة للمدينة بالتفصيل ضمن خرائط فسيفسائية تاريخية وُجدت في الأردن، وشُيّدت كنيسة القيامة عام 326م، وفي عام 395م انقسمت الإمبراطورية الرومانية ممّا دفع الفُرس لمحاولة احتلال مدينة القدس ونجحوا في ذلك عام 614م، لكنّها عادت للحُكم الروماني بعد 14 عام من سقوطها بأيدي الفُرس حتّى فتحها المسلمون عام 636م.
  • العصر الإسلامي الأول (636-1099م): فُتحت القدس على يد الخليفة عمر بن الخطاب عام 638م بعد أن انتصر المسلمون على الروم في معركة اليرموك، وبعد فتحها كتب عمر لسكّانها المسيحيين وثيقةً عُرفت باسم العهدة العمرية؛ منح فيها الحرية الدينية لسكان القدس مقابل الجزية واشترط ألّا يسكن القدس يهود أبداً، وشهدت مدينة القدس نهضةً حضاريةً في مختلف المجالات وخاصة في العهدين الأموي والعباسي، حيث حظيت باهتمام كبير، واستمرّ الاهتمام بالمدينة في عهد الفاطميين والقرامطة، وفي عام 1071م أصبحت المدينة تحت حُكم السلاجقة.
  • القدس إبّان الحملات الصليبية: سقطت القدس في يد الصليبيين بعد 5 قرون من الحُكم الإسلامي، وكان ذلك نتيجة الحروب بين السلاجقة والفاطميين وخلافات السلاجقة الداخلية التي أضعفت مِن قوّتهم، وعندما احتلّ الصليبيون القدس قتلوا قرابة 70 ألفاً من ساكني المدينة مسلمين ومسيحيين، وانتهكوا مقدّسات المدينة، وأصبحت مدينة القدس في ذلك العهد مملكةً لاتينيةً تقع تحت حُكم ملك كاثوليكي فرض الشعائر الكاثوليكية على من بقي من سكّانها من المسيحيين الأرثوذكس.
  • العصر الإسلامي الثاني (1187-1967م): حرّر صلاح الدين الأيوبي مدينة القدس بعد انتصاره على الصليبيين في معركة حطيّن وعامل أهلها معاملةً حسنةً، واهتمّ بالمدينة وحصّنها، ورمّم المسجد الأقصى من الآثار الصليبية، وأتاح للعائلات العربية المقدسية والأرثوذكس العودة للسكن في القدس، وجعل معظم أجزاء المدينة وَقفاً إسلامياً، وثبّت دعائم الحُكم وأسباب الاستقرار لساكني المدينة ومكّنهم من التعايش السلمي فيها، لكن وبعد وفاة صلاح الدين استعاد الصليبيون مدينة القدس في عهد فريدريك الثاني ملك صقلية، وظلّت القدس تحت الحكم الصليبي 11 عاماً إلى أن حرّرها مرّةً أخرى الملك نجم الدين أيوب عام 1244م.
  • المماليك: تعرّضت القدس لغزو المغول بين عامي 1243-1244م، واستطاع المماليك بقيادة سيف الدين قطز والظاهر بيبرس هزيمة المغول في معركة عين جالوت الواقعة في 1259م، واستعادوا المدينة وباقي فلسطين وضموّها إلى دولة المماليك الذين حكموا الشام ومصر بعد انتهاء الدولة الأيّوبية، وحرص المماليك على إنشاء الكثير من المدارس والمكتبات، وازدهرت في عهدهم حلقات العلم والزوايا التي شهدت حضور المسلمين من أنحاء العالم مثل الزاوية الهندية والنقشبندية، وأقاموا التكايا والأسْبلة، كما تطوّرت أسواق الذهب والفخار والحُصر.
  • العثمانيون: فتح العثمانيون فلسطين بقيادة السلطان سليم الأول بعد انتصارهم في معركة مرج دابق في القرن السادس عشر، وأصبحت القدس مدينةً تابعةً للحُكم العثماني، وفي هذا العهد أعاد السلطان القانوني تشييد أسوار مدينة القدس ورمّم مسجد قبّة الصخرة والجامع القبلي في المسجد الأقصى، وبقيت القدس تحت حُكم العثمانيين حتّى عُزل السلطان عبد الحميد عام 1808م.
  • الانتداب البريطاني (1917-1948م): سقطت مدينة القدس في عام 1917م في يدّ الجيش البريطاني، وأُعلن وعد بلفور في ذات العام، وأعطت عصبة الأمم المتحدة بريطانيا حقّ الانتداب على جميع أرجاء فلسطين وذلك في عام 1920م واستمرّ انتدابها حتّى عام 1948م، وأدّى ذلك إلى هجرة يهودية متزايدة إلى فلسطين عموماً ومدينة القدس خصوصاً.
  • الاحتلال الإسرائيلي: كان لانسحاب بريطانيا من فلسطين دوراً في إعلان قيام ما تُطلق عليها اسم “دولة إسرائيل” على أرض فلسطين، واتخاذ القدس الغربية عاصمةً لها، في حين استطاع الجيش العربي الحفاظ على القدس الشرقية تحت السيادة الأردنية حتّى وقوع حرب 1967م التي انتهت باحتلال سيناء، والجولان، وقطاع غزة، والضفة الغربية، وضمّ القدس الشرقية، لتكون تابعةً لسلطة الاحتلال الإسرائيلي.

أسماء القدس

أُطلق على مدينة القدس العديد من الأسماء عبر التاريخ؛ حيث سُمّيت يبوس نسبةً إلى اليبوسيين، وفي عام 1049 ق.م أُطلق عليها مدينة داود نسبةً إلى عهد النبي داود عليه السلام، وفي حُكم البابليين أُطلق عليها أورسالم وذاك عام 559 ق.م، وفي عهد الإسكندر الأكبر تحديداً في عام 332 ق.م، سُمّيت باسم يروشاليم، وفي الفتح الإسلامي عُرفت باسميّ القدس وبيت المقدس، وأطلق العثمانيون عليها اسم القدس الشريف.

جغرافية القدس

تقع مدينة القدس في قلب فلسطين ووسطها إلى الجهة الشرقية من البحر المتوسط على بعد 60كم عن البحر الأبيض المتوسط، وتبعد عن العاصمة الأردنية عمّان حوالي 88كم، وتبعد عن دمشق حوالي 290كم، وعن بيروت حوالي 241 كم، وتقع القدس على سلسلة جبال هضبة الخليل والتي تتكون من مجموعةٍ من الجبال منها: جبل الطور الواقع شرقي المدينة، وجبل الزيتون، وجبل المشارف الواقع غربي المدينة، وترتفع المدينة حوالي 750م فوق مستوى سطح البحر المتوسط وحوالي 1150م عن مستوى سطح البحر الميت، ويحيط بها عددٌ من الأودية منها: وادي سلوان، ووادي الجوز، ونبع أم الدرج.

تمتاز المدينة بغابات الصنوبر وأشجار الجوز والزيتون والتي تعرّضت للكثير من الدمار بسبب الحروب والاستغلال البشري لها ممّا أثر سلباً عليها، ومن أبرز الآبار فيها: بئر أيوب، ومن المدن الفلسطينية التي تحيط بها مدينة بيت لحم، ومدينة بيت جالا، ومدينة رام الله، وأبو ديس.

أهم معالم القدس

تضمّ مدينة القدس العديد من المعالم الأثرية والتاريخية والدينية، ومن أبرز وأهمّ معالم القدس ما يأتي:

  • المسجد الأقصى: يُعدّ المسجد الأقصى ثالث أكثر المساجد قُدسيّةً للمسلمين بعد المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة المنورة، ويُشكّل حرم المسجد الأقصى خُمس مدينة القدس القديمة بمساحة تبلغ 140,900م2 تقريباً، حيث يضمّ المسجد ضمن ساحاته مسجد قبّة الصخرة والأعمدة والحدائق، إذ إنّ كلّ ما يوجد داخل سور المسجد الأقصى يُعدّ جزءاً منه، وشُيّد بناء المسجد أوّل مرّة ما بين 709-715م في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك، وأُعيد بناؤه 6 مرّات على الأقل.
  • مسجد قبة الصخرة: يقع مسجد قبّة الصخرة في الحيّ الإسلامي للبلدة القديمة، وتُمثّل الصخرة المكان الذي صعد منه النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم إلى السماوات في رحلة الإسراء والمعراج، ويُعدّ المسجد أحد أبرز المعالم الإسلامية في القدس، فهو يمتاز بتصميم معماري فريد من نوعه؛ حيث يتكوّن من بناء مُثمَّن الشكل تعلوه قبّة مكسوة بالذهب، وبُني المسجد في نهاية القرن السابع للميلاد على يد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان.
  • كنيسة القيامة: تُعدّ هذه الكنيسة أقدس الكنائس للمسيحين في العالم، وتقع الكنيسة في الحيّ المسيحي بالمدينة القديمة، ويعود بناؤها لأوّل مرّة إلى القرن الرابع على يد والدة الإمبراطور قسطنطين.
  • قرية النبي صموئيل: تقع القرية على قمّة جبلية ترتفع 890 متر عن سطح البحر وتبعد 4 كم شمال مدينة القدس، وتضمّ القرية قبر النبي صموئيل عليه السلام الذي سُمّيت القرية نسبةً له، وبُنيت القرية حول المسجد الذي يُعدّ مَعلماً فيها، حيث تمتاز مئذنته بإطلالة مميزة على تلال القدس، وفي عهد البيزنطيين بُني دير النبي صموئيل حيث كان يُمثّل نُزلاً للمسيحيين القادمين إلى القدس بغرض الحج.
  • وادي قدرون: يفصل وادي قدرون جبل الزيتون عن مدينة القدس، وللوادي مكانة دينية للمسيحين.
  • جبل الزيتون: يقع جبل الزيتون شرق مدينة القدس، ويُمكن الوصول إليه عبر المرور بوادي قدرون، ويتميزّ الجبل بإطلالته الساحرة على مدينة القدس القديمة وكلٍّ من البحر الميت وجبال مؤاب، ومن أهم معالم الجبل كنيسة القدّيسة مريم المجدلية، الأمر الذي يجعل للجبل مكانةً خاصةً لدى المسيحيين.
  • كنيسة وحدائق الجثمانية: تقع الكنيسة على سفح جبل الزيتون، ويعود بناؤها إلى الفترة البيزنطية تحديداً في عام 379م، وتُعدّ هذه الكنيسة من أجمل كنائس مدينة القدس، وأُعيد بناؤها في الفترة ما بين 1919-1924م، وتُسمّى بكنيسة كل الأمم وذلك لمشاركة 16 دولة في بنائها.
  • قبر البستان: يقع القبر خارج أسوار مدينة القدس بالقرب من باب العامود، ويُعدّ هذا المكان مُفضّلاً للمسيحيين لممارسة الصلاة والتأمل نظراً لجماله ولأجوائه الهادئة.

قد يهمك:

أهمية مدينة القدس

  • القدس هي مركز الديانات السماوية الثلاث الإسلام والمسيحية واليهودية، فقد كانت هذه المدينة أولى القبلتين بالنسبة للمسلمين وثالث الحرمين الشريفين، وأُسري إليها بالنبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، كما تعد مكان مولد سيدنا عيسى -عليه السلام-، ومكان هجرة سيدنا موسى -عليه السلام-.
  • تعتبر القدس مركزاً سياحياً لجميع الناس من كافة أنحاء العالم؛ بسبب أهميتها الدينية، والتاريخية، والأثرية، وهي تضم معالم كثيرة أبرزها: المسجد الأقصى، قبة الصخرة، كنيسة القيامة.
  • تعد مدينة القدس أكثر مدينة ضمت حضاراتٍ مختلفة، فهي ذات طابع حضاري متنوع؛ لكثرة الشعوب التي سكنت أرضها، مما أعطاها أهمية تاريخية كبيرة.
  • إن للقدس أهمية إقتصادية كبيرة، فالسوق القديم يعد مركزاً تجارياً عالمياً، وهو متنوع في سلعه ومحلاته التي تبيع التحف الخشبية التي تجذب السياح وتخلّد تاريخ هذه المدينة.

لم تجد ما تبحث عنه؟ ابحث هنا