يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال بحث جامعي عن الوضوء ، و تعريف الوضوء ومشروعيته ، و فرائض الوضوء ، و شروط الوضوء ، و سنن الوضوء ، و مكروهات الوضوء ، و نواقض الوضوء ، و الطريقة الصحيحة للوضوء ، و فضل الوضوء ، يُعتبر الوضوء شرطاً لصحّة الصّلاة؛ إذ لا تجوز الصّلاة من غير وضوء، فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لا تُقبَلُ صلاةُ أحدِكم إذا أحْدَثَ حتى يَتَوَضَّأَ)، فيما يلي بحث جامعي عن الوضوء.

بحث جامعي عن الوضوء

بحث جامعي عن الوضوء
بحث جامعي عن الوضوء

بحث جامعي عن الوضوء

بحث جامعي عن الوضوء ، يُعتَبَرُ الوضوءُ عبادةٌَ عظيمةٌ، وشعيرةٌ من شعائر الإسلام، وهو شرطٌ لصحة الصلاة وقبولها، فقد قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) وقد أوضحت الآية الكريمة أركان الوضوء، وبينت السنة صفةَ الوضوءِ الصحيحةِ، فحرص الإسلام بدايةَ على طهارة المؤمن المعنوية، والحسية، وفَصَلَ الفقهاءُ شروط الطهارة، وأوردوا أحكام الغُسل وموجباته، فكان أول ما يحرص عليه المؤمن هو الطهارة، فالطهارة تشمل الوضوء والغسل وإزالة النجاسة والتيمم وما يتعلق بها، وحرص الفقهاء على إفراد الوضوء ببابٍ منفردٍ في مؤلفاتِهم، لأن الوضوء شرطٌ لقبول الصلاة، وسائرِ الأعمال، وقد خَص الله سبحانه وتعالى أمة محمد بأنهم يدعون غراً محجلين من آثار الوضوء. وما يلي بحث عن الوضوء، وذلك بالحديث عن تعريفه وأركانه وسننه ونواقضه.

تعريف الوضوء ومشروعيته

الوُضوء في اللّغة بضمّ الواو، هو لفظٌ مشتقٌّ من الوَضاءة، أي النّظافة والطّهارة، والوَضوء بفتح الواو، هو الماء المُعدّ للوضوءِ، وتعريفه في الاصطلاح: هو استخدام الماء الطّاهر على أعضاءٍ حدّدها الشرع، وهي الوجه واليدين والرّأس والرّجلين، من أجل رفع كلّ ما يمنع عن الصّلاة، والوضوء واجبٌ من أجلِ الصّلاة، سواءً كانت الصّلوات فرائض أو نوافل، وقد ثبتت مشروعيّته في القرآن الكريم، قال الله -تعالى-: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ)، وفي السنّة النّبويّة قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لا تُقْبَلُ صَلاةُ مَنْ أحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأ)، كما ثبتت مشروعيّته بإجماع العلماء على أنّ الصّلاة لا تصحّ دون الوضوء لِمن تيسّر له.

فرائض الوضوء

فَرائِضُ الوضوءِ هِي أركانُهُ؛ وذلكَ وِفقاً لِما اِصطَلَحَ عليهِ الفُقهاءُ الأربعةُ مِن أنّ الفَرض والرّكنَ هما وجْهانِ لعملةٍ واحدة، وهوَ بِهذا المعنى: مُجموعة الأشياءِ الّتي يَكُونُ بِها الشّيءُ، إِذ تَختلِفُ حقيقَتُه بِتَخَلُّفِ أحَدِ هذهِ الأشياء -أي مكوناته-، وهي هنا مَجموعةُ الأفعالِ الّتي إذا تَخَلّف أحدها بَطُلَ الوضوء، وهذهِ الفرائِضُ سِتةٌ، مِنها ما ثَبَتَ بالقرآنِ، ومِنها ما ثَبَتَ بالسّنةِ الشَّريفة، نذكرها فيما يأتي:

  • الفريضة الأولى: النية؛ وهيَ فريضةٌ ثابتةٌ بالسّنة النّبوية، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ)، ويُشتَرَطُ لِصِحَّتِها الإسلامُ والتّمييز، وطَريقَتُها أن يَنوي المُتَوَضِّئُ رَفْعَ الحَدَثِ أو ينوي الطّهارةَ للصلاةِ، ويُستَثنى الأحناف من اعتبارها فرضاً من فرائض الوضوءِ، إذ يجعلونها تَبَعاً لسُنَنِ الوضوءِ، ويصحُّ عندهم الوضوءُ دون نيَّةٍ.
  • الفريضة الثانية: غسلُ ظاهرِ الوجه؛ قال -عز وجل- في آية الوضوء: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ)، والوجْهُ ما كانَ طولاً بينَ مَنبَتِ الشَّعرِ إلى أسفلِ الذّقنِ، وعَرْضاً ما بين الأذنين، ويَدْخُلُ فيه ظاهر العينينِ، والشفتينِ، والأنفِ، وشعر الحاجب، والشّارب، وشعر الوجه، و الأهداب -رمش العين-، والسوالِف -ما نبت عند الأذنين من جهة الوجه-، وكلُّ ما هو من حدود المنطقة المذكورة.
  • الفريضة الثالثة: غسل اليدينِ مع المرفقين؛ قال -عز وجل- في آية الوضوء: (وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ)، واليدُ ما كانت أصليّةً أو زائدةً، والمِرفَقُ هو مِفْصَلُ ساعِدِ اليد، ويَدخُلُ في حُكمِه ما عليها من شعرٍ كَثُرَ أو قلَّ.
  • الفريضة الرَّابعة: مسحُ شيءٍ منَ الرّأسِ؛ قال -عز وجل- في آية الوضوء: (وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ)، ويَكفي فِيه إيصالُ البَلَلِ إلى الرَّأس وإن كانَ قليلاً، ولا يَجِبُ فِيهِ استيعابُ الرّأسِ كُلّهِ، إلّا أنّ في ذَلكَ تَفصيلٌ عند الفقهاءِ؛ إذ يَكتفي الأحنافُ فيه بإيصالِ الماءِ إلى رُبْعِ الرّأسِ، بينما يَجِبُ مَسحُهُ كلّه عند المالكيَّةِ والحنابلة، وذلك للرِّجال، أمّا النّساءُ فَيُجَوِّزونَ الاكتفاءَ بمقدّمةِ الرّأسِ، أمّا الشافعية فالواجبُ عندهم مَسحُ بَعْضِ الرّأسِ ولو كانت شعرة واحدة.
  • الفريضة الخامسة: غسل الرِّجلينِ مع الكعْبين؛ قال -عز وجل- في آية الوضوء: (وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ)، ويُذكَرُ فِيها ما يُذكرُ في غسل اليدين، كما يُراعى فِيها ضرورة التّخلُّصِ من شَمْعِ القدمين المُتَجمّع بين الأصابع.
  • الفريضة السادسة: الترتيب؛ وهو رُكنٌ ثابتٌ بالسُّنة، إذ ثبتَ أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لَمْ يُغَيِّر ترتيبَ أفعالِ الوضوءِ قط، ولو لم يكن ذلك فرضاً لغيَّر فيه -صلى الله عليه وسلم-، إلّا أنّ المالكية والحنفيَّة يكتفونَ بِجَعلِ التّرتيبِ سُنَّةً، ولا يَضعونهُ مع أركانِ الوضوءِ، إذ يَصِحُّ الوضوءُ عندهم على خِلافِ الترتيبِ المعهود.

شروط الوضوء

يجبُ لصّحة الوضوء عشرة شروط، وهي كما يأتي:

  • العقل: إذ لا يصحّ الوضوء من غير العاقل؛ لأنّه غير مُكلّف.
  • البلوغ: اتّفق الفقهاء أنّ من شروط وجوب الوضوء البلوغ، فهو لا يجب على الصّبي غير المُميّز، لكنّ الصّبيّ المُميّز فوضوؤه صحيح.
  • الإسلام: يشترط لوجوب وصّحة الوضوء أن يكون مُسلماً، إذ إنّ غير المسلم غير مُخاطب بفروع الشّريعة.
  • النّيّة: فعدّها الحنابلة من الشروط، حيث إنّ الوضوء عبادة، والعبادات لاتصحّ دون نيّة، ولا بد من استحضارها حتى تتم الطّهارة كاملة، وعدم صرفها إلى شيء آخر.
  • انقطاع ما يُنافي الوضوء: فلا يجب الوضوء ولا يصحّ إلا إذا انقطع وتوقّف ما ينفي الوضوء من الحيض أو النّفاس.
  • وجود الماء الطّاهر المُباح: فيجب أن يتوفّر الماء الطّاهر الذي يكفي لإتمامِ الوضوء، كما لا بد أن يعمّ الماء البشرة جميعها، أمّا من فقد الماء فشرع الله له التّيمّم.
  • قُدرة المُتوضّئ على استعمال الماء، فمن كان عاجزاً عن استعمالِ الماء لأيّ سبب كان؛ كوجود الجبيرة أو الحروق أو بتر أحد الأطراف لا يشترط له الوضوء.
  • العِلم بكيفيّة الوضوء، والعلم بسننه وفرائضه، أو العلم بأنَّ فيه فرائض وسُنن، وهو ما ذهب إليه الإمام الشافعي.
  • وجود الحَدَث الذي يوجب الوضوء، فيُشترط الوضوء إن سبقه استجمارٌ أو استنجاء، ولا بد من انقطاع الحدث حال الوضوء.
  • إزالة ما يمنع وصول الماء إلى العضوِ المغسول، كوجود حائلٍ يمنع وصول الماء كطلاءٍ أو دهانٍ أو نحوه، كما يُشترط أن يعمَّ الماء الجزء الواجب غسله، فلو بقيَ منه مقدار إبرة لم يصله الماء، فيجب إعادة الوضوء.
  • دخول الوقت لأصحاب الضّرورة الذين يُعتبر حَدَثهم دائم، كمن يعاني من سَلَس البول ومن تُعاني من الاستحاضة، فهؤلاء لا يصحّ وضوؤهم إلا بعد دخول وقت الصّلاة.

سنن الوضوء

جاءَ في السنُّة الكثير من الأحاديث في الحثِّ على إسباغِ الوضوءِ، -وإسباغُهُ يعني إتقانه وتمامُ فِعله-، وذلكَ اتباعاً لصفةِ وضوءِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والسّننُ هي أمورٌ يُثابُ عليها المسلمُ ولا يُعاقَبُ على تركها، وسُنَنُ الوضوءِ كثيرةٌ، حتى لقد قيل إنّها تبلغُ ستةً وستين سُنّةً، نذكر أهمّها فيما يأتي:

  • سنّة استعمال السِّواكِ قبل الوضوء؛ وهو ما يشبه العُودَ، ويستعملُ لتنظيف الأسنان.
  • سنّة التَّسمية قبل مباشرةِ الوضوء؛ -كقوله بسم الله أو بسم الله الرحمن الرحيم-، وقال الحنابلة التّسميةُ واجبةٌ،وتكونُ بعد النِّية، ودليلهم قول النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (لا صلاةَ لمَن لا وُضوءَ له، ولا وُضوءَ لمَن لم يَذكُرِ اسمَ اللهِ تَعالى عليه)، كما يُسنُّ التّعوذُ منَ الشَّيطانِ قبل التَّسمية -بقوله ربِّ أعوذُ بكَ مِن هَمَزاتِ الشّيطانِ -.
  • سنَّة المَضمضةِ و الاستنشاق؛ وهما عند الغالبية مستحبَّانِ، وللمتوضّئِ أن يَفعلهُما على النَّحوِ الذي يُناسِبُه، وأقلُّهما إيصالُ الماءِ إلى الفمِ والأنفِ، كما يُسنّ فيهما أن يفعلهما ثلاثَ مراتٍ، ويخرج الحنابلة من الأغلبية إذ يعتبرونها تبعاً للوجه في حُكمِ الغسل.
  • سنّةُ تعميم الرَّأس بالماء أثناء مسحه؛ وذلك من مُقدمةِ الرَّأسِ إلى مؤخّرته، ثُمّ العودةُ باليديْن من مؤخّرة الرَّأسِ رجوعاً إلى مقدّمته، لِمن يناسبهُ فعلُ ذلك.
  • سنَّة مسح الأُذُنِ بعد مسح الرَّأس؛ فيُجدِّدُ لها المُتوضِئ ماءً غيرَ ما استعمله لمسحِ رأسه، ويحرصُ على إيصال الماءِ إلى ظاهرها وباطنها.
  • سنّةُ التخليل بين الأصابع، وينطبقُ ذلك على أصابعِ اليدينِ أوالرجلينِ كما هو الحالُ في اللّحيةِ الكثيفة، فإنَّ صاحبها يُخلّلها بالماء دون تَكَلّفٍ.
  • سنّة التثليث في أفعال الوضوء؛ لحديث ابن عمر -رضي الله عنه- في وصفه وضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أنه توضأ ثلاثًا ثلاثًا)، ولا يَضُره أن يفعلها مرّةً وحدةً إذا ضاقَ به وقتُ الصّلاةِ أو خَشِيَ أن لا يكفيهِ الماءُ، أو خشي فواتَ صلاةِ الجماعة.
  • سنّة التّيامُن؛ ومعناها تقديمُ اليدِ اليُمنى على اليسرى في أفعال الوضوء، لحديث عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعْجِبُهُ التَّيَمُّنُ، في تَنَعُّلِهِ، وتَرَجُّلِهِ، وطُهُورِهِ، وفي شَأْنِهِ كُلِّهِ).
  • سنَّة التتابع؛ والتتابع يعني الموالاةُ بينَ الاعضاء، ويكونُ بالشروعِ بغسلِ العضو الثاني قبل جفافِ العضوِ الأوَّل، وهو سنَّة عند الجميع إلّا الحنابلة يجعلونه فرضاً.
  • سنَّة التدليك؛ ويكونُ بمرورِ اليدِ على العضوِ بعدَ إصابةِ الماء.
  • سنَّة الوضوء بمُدٍّ من الماء، كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ بمُدٍّ من الماء، والمُدُّ أقل من لترٍ واحدٍ فهو (0.68 لتر)،
  • سنّة تطويل الغُرَّة والتحجيل: وتطويلُ الغرَّة يعني مُراعاةُ وصولِ الماءِ إلى جميعِ جوانبِ الوجه، أما تطويلُ التحجيلِ فيعني مُراعاةُ وصول الماءِ إلى جميع جوانب اليدينِ والرجلينِ، وورد هذا عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (إنِّي سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّ أُمَّتي يُدْعَوْنَ يَومَ القِيامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِن آثارِ الوُضُوءِ، فَمَنِ اسْتَطاعَ مِنكُم أنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ).
  • سنّة تجديد الوضوء؛ إذ يستحب للمسلم تجديد الوضوء للفروض والنوافل وإن لم ينقضِ وضوءه السابق.
  • سنَّة صلاة ركعتين بعد الوضوء؛ وهي ركعتان يصلّيهما بعد كلِّ وضوء، وقد حثَّ عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفَعَلها الصَّحابة، قال عثمان بن عفان -رضي الله وعنه-: (رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَوَضَّأَ نَحْوَ وضُوئِي هذا ثُمَّ قَالَ: مَن تَوَضَّأَ وُضُوئِي هذا، ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ لا يُحَدِّثُ نَفْسَهُ فِيهِما بشيءٍ، إلَّا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)، ولو كانَ في وقتِ الكراهة؛ وأوقات الكراهة هي أوقاتٌ تُكره الصّلاة فيها وهي عدّة: منها وقت ما بعد العصر إلى غروب الشمس-.
  • سنّة الدُّعاء بعد الوضوء، ويَكُونُ أشبَهَ بِتَشهّدِ الصّلاة، ومن صِيَغِه: (أشْهدُ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، وأشْهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللَّهمَّ اجعَلني منَ التَّوَّابينَ واجعَلني منَ المتطَهِّرينَ).
  • سنّة تحريك الخاتم، وذلك حتّى يصل الماءُ إلى العضو جيداً.
  • سنّةُ استقبال القبلة، وذلك لِمن أراد.

مكروهات الوضوء

مكرُوهاتُ الوضوءِ؛ هي ما كانت ضدّ مستحباته وسننه، ونوجِزُ أهمها فيما يأتي:

  • كراهيةُ لَطمُ الوجهِ بالماء.
  • كراهيةُ الإسرافْ في صبِّ الماء، كما يكرَهُ التّقتيرُ فيه إلى درجةِ دَهنِ الأعضاءِ بالماء دون تحقُّقِ البلل.
  • كراهيةُ التكلم أثناءَ الوضوءِ بغير ذكر حتَّى لا ينشغل عن التركيزِ فيه إلى شيءٍ منَ الدُّنيا.
  • كراهيةُ الاستعانةِ بالغير بِلا ضرورة.
  • كراهيةُ الوضوءِ في موضعٍ نجسٍ.
  • كراهيةُ مَسحُ الرَّقبةِ بالماء.
  • كراهيةُ المبالغة في المَضمضةِ والاستنشاقِ للصائم.
  • كراهيةُ الوضوءِ بالماءِ شديدِ السُّخونةِ أو شديدِ البرودة.
  • كراهيةُ الوضوءِ في المسجد، ما لم يوجد مكانٌ مخصصٌ لذلك.

نواقض الوضوء

ينتقض وضوء المسلم ويفسد بعدّة أمور، وهي كما يأتي:

  • خروج شيءٍ من أحد السّبيلين، كالبولِ، أو الغائطِ، أو الرّيح، أو المذيّ*، قال الله -تعالى-: (أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا).
  • ذهاب العقل بسببٍ؛ كالسُّكر، أو الإغماء، أو النّوم العميق.
  • مسّ الفرج دون حاجز، سواءً من قُبل أو من دُبر، وقد تعدّدت آراء الفقهاء في هذا، فمنهم من قال أنّ مسّ الفرج بشهوة فقط ينقض الوضوء.
  • لمس المرأة بشهوة، وهذا مختلفٌ فيه أيضاً، فيرى الإمام الشّافعي أن لمس المرأة يُنقض الوضوء حتّى ولو كان دون شهوة، ولكنّ أكثر الفقهاء على أنّه لا ينقض الوضوء، لأنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- والصّحابة كانوا يُقبّلون زوجاتهم دون أن يأمرهم بالوضوء.
  • تغسيل الميّت، إذ ذهب جمهور الفقهاء إلى أنَّ من يقوم بتغسيل الميّت ينتقض وضوءه، وعليه الوضوء بعد الانتهاء من التغسيل.
  • الردة عن الإسلام: وهذا عند المالكية والحنابلة.

الطريقة الصحيحة للوضوء

إنّ للوضوء طريقةً حدّدها الشرع، وفيما يأتي بيانها:

  • ينوي المسلم بقلبه نيّة الوضوء، ثمّ يذكر اسم الله -تعالى-.
  • يغسل يديه ثلاث مرات، ثمّ يتمضمض ويستنشق بغرفةٍ واحدة بيده اليمنى، ويكرّر ذلك ثلاث مرات للمضمضة وأخرى للاستنشاق، ويستنثر بيده اليسرى.
  • يغسل وجهه ثلاث مرات على أن يكون ذلك من الأذن إلى الأذن عرضاً، ومن منبت الشعر إلى اللحيين طولاً، ويشمل ذلك تخليل اللحية بالأصابع.
  • يغسل يديه اليمنى ثمّ اليسرى من أطراف الأصابع إلى المرفقين، ويكرر ذلك ثلاث مرات.
  • يمسح رأسه كلّه مرّة واحدة من مقدّمه إلى قفاه، ثمّ يمسح ظاهر أذنيه وباطنهما.
  • يغسل القدمين مع الكعبين مبتدئاً باليمنى ثمّ اليسرى، ويكرر ذلك ثلاث مرات.
  • يدعو بعد فراغه من الوضوء بالأذكار الواردة في السنّة، ومن ذلك ما ثبت عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: (ما مِنكُم مِن أحَدٍ يَتَوَضَّأُ فيُبْلِغُ، أوْ فيُسْبِغُ، الوَضُوءَ ثُمَّ يقولُ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا عبدُ اللهِ ورَسولُهُ؛ إلَّا فُتِحَتْ له أبْوابُ الجَنَّةِ الثَّمانِيَةُ يَدْخُلُ مِن أيِّها شاءَ).

قد يهمك:

فضل الوضوء

بحث جامعي عن الوضوء ، للوضوء العديد من الفضائل والمزايا، والتي منها:

  • سببٌ لنَيل مَحبّة الله -عزّ وجلّ-؛ وذلك لما يكون فيه من الطهارة، والتطهُّر، وهي أمورٌ يُحصِّل بها العبدُ محبّةَ ربّه؛ حيثُ قال -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)، فكان هذا ما يحمل العبد على ملازمة الوضوء، والحرص عليه؛ لئلّا تفوته محبّة ربّه -عزّ وجلّ-، ألا وهي الغنيمة الكُبرى في الدنيا، والآخرة، ومن نالَها أصاب حظّاً وافراً، ونال سعادةً في الدارَين، ومن الجدير بالذكر أنّ الطهارة تشمل الأمور الحسّية؛ وذلك بالحرص عليها من النجاسات، والرذائل، والأمور المعنويّة؛ وذلك بالتزام الأخلاق الحَسنة.
  • سببٌ في دخول الجنّة، وقد جاء حرص النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- واضحاً في الأحاديث؛ فقد ورد عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- أنّه قال: (كانَتْ عليْنا رِعايَةُ الإبِلِ فَجاءَتْ نَوْبَتي فَرَوَّحْتُها بعَشِيٍّ فأدْرَكْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قائِمًا يُحَدِّثُ النَّاسَ فأدْرَكْتُ مِن قَوْلِهِ: ما مِن مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فيُحْسِنُ وُضُوءَهُ، ثُمَّ يَقُومُ فيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، مُقْبِلٌ عليهما بقَلْبِهِ ووَجْهِهِ، إلَّا وجَبَتْ له الجَنَّةُ قالَ: فَقُلتُ: ما أجْوَدَ هذِه! فإذا قائِلٌ بيْنَ يَدَيَّ يقولُ: الَّتي قَبْلَها أجْوَدُ، فَنَظَرْتُ فإذا عُمَرُ، قالَ: إنِّي قدْ رَأَيْتُكَ جِئْتَ آنِفًا، قالَ: ما مِنكُم مِن أحَدٍ يَتَوَضَّأُ فيُبْلِغُ، أوْ فيُسْبِغُ، الوَضُوءَ ثُمَّ يقولُ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا عبدُ اللهِ ورَسولُهُ؛ إلَّا فُتِحَتْ له أبْوابُ الجَنَّةِ الثَّمانِيَةُ يَدْخُلُ مِن أيِّها شاءَ. وفي رواية: فَذَكَرَ مِثْلَهُ غيرَ أنَّه قالَ: مَن تَوَضَّأَ فقالَ أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ)؛ والحديث يُبيّن شدّةُ رعاية النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لفريضة الوضوءِ، وبيان صفتها في تعليمها لصحابته -رضوان الله عليهم-، وحَضّ المسلمين على تعلُّم صفة الوضوء الصحيحة؛ بياناً لمكانة الصلاة العظيمة.
  • سببٌ في رَفع الدرجات، وبيان هذا ما جاء عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من حديث أبي هريرةَ -رضي الله عنه- حيث قال: (أَلا أدُلُّكُمْ علَى ما يَمْحُو اللَّهُ به الخَطايا، ويَرْفَعُ به الدَّرَجاتِ؟ قالُوا بَلَى يا رَسولَ اللهِ، قالَ: إسْباغُ الوُضُوءِ علَى المَكارِهِ، وكَثْرَةُ الخُطا إلى المَساجِدِ، وانْتِظارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّباطُ)؛ وفي هذا الحديث الشريف أهمّية واضحةٌ، وتأكيدٌ على فضل إتمام الوضوء عند صعوبة ذلك؛ مثل الوضوء وقت البرد؛ فبِه رِفعة درجات المسلم عند ربّه يوم القيامة، ورِفعة المسلم في درجاته في الجنان كنزٌ ثمينٌ يحرص المسلم عليه أشدّ الحرص؛ حتى يرتقيَ بمنزلته في مدارج العُلوّ، ويفوز بوعد ربّه في جنّات السموّ.
  • سببٌ للورود على حوض النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، كما ورد في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- حيث قال: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أتَى المَقْبُرَةَ، فقالَ: السَّلامُ علَيْكُم دارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وإنَّا إنْ شاءَ اللَّهُ بكُمْ لاحِقُونَ، ودِدْتُ أنَّا قدْ رَأَيْنا إخْوانَنا قالوا: أوَلَسْنا إخْوانَكَ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: أنتُمْ أصْحابِي وإخْوانُنا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ فقالوا: كيفَ تَعْرِفُ مَن لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِن أُمَّتِكَ؟ يا رَسولَ اللهِ، فقالَ: أرَأَيْتَ لو أنَّ رَجُلًا له خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ ألا يَعْرِفُ خَيْلَهُ؟ قالوا: بَلَى يا رَسولَ اللهِ، قالَ: فإنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الوُضُوءِ). والشاهد في قوله: “غرّاً مُحجَّلين منَ الوضوء” حيث تتجلّى فضيلةٌ الوضوء وعظمةُ أجره؛ وهذا تأكيد على أنّ الصلاةَ التي يعدّ الوضوء شرط لصحتها ستكون سبباً في ملاقاة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.
  • سبب من أسباب تكفير الذنوب، لحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- الذي رواه عن النبيّ -صلى الله عليه وسلّم-؛ إذ قال: (مَن تَطَهَّرَ في بَيْتِهِ، ثُمَّ مَشَى إلى بَيْتٍ مَن بُيُوتِ اللهِ لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِن فَرَائِضِ اللهِ، كَانَتْ خَطْوَتَاهُ إحْدَاهُما تَحُطُّ خَطِيئَةً، وَالأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً)، والفضل المُترتِّب على ذلك جماليّة التطهُّر والتحلّي بالوضوء قبل الخروج إلى المسجد، وهذا ممّا يُشجّع المسلم على الطهارة في خروجه من بيته؛ حتى يحطَّ اللهُ من ذنوبه، وخطاياه.
  • دليلٌ من الأدلّة على الإيمان؛ فالمسلم الذي يحافظ على وضوئه، ويأتيه حُبّاً يسمو بمرتبته إلى مرتبة الإيمان، فيغدو العلم عملاً مُطبَّقاً، ممّا يُحقّق الإيمان، ويقودُ إليه.
  • النوم على وضوءٍ من أسباب الموت على الفطرة؛ إذ إنّ نوم المسلم على طهارةٍ يُعَدّ من الآداب القَيِّمة كما ثبت في حديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إذ قال: (ذا أتَيْتَ مَضْجَعَكَ، فَتَوَضَّأْ وضُوءَكَ لِلصَّلاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ علَى شِقِّكَ الأيْمَنِ، وقُلْ: اللَّهُمَّ أسْلَمْتُ نَفْسِي إلَيْكَ، وفَوَّضْتُ أمْرِي إلَيْكَ، وأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إلَيْكَ، رَهْبَةً ورَغْبَةً إلَيْكَ، لا مَلْجَأَ ولا مَنْجا مِنْكَ إلَّا إلَيْكَ، آمَنْتُ بكِتابِكَ الذي أنْزَلْتَ، وبِنَبِيِّكَ الذي أرْسَلْتَ، فإنْ مُتَّ مُتَّ علَى الفِطْرَةِ فاجْعَلْهُنَّ آخِرَ ما تَقُولُ).
  • الوضوء قبل النوم من أسباب إجابة الدعوات؛ فقد رُوِي عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (ما من مسلمٍ يَبِيتُ على ذِكْرٍ طاهرًا فيَتعارَّ من الليلِ فيسألُ اللهَ خيرًا من الدنيا والآخرةِ إلا أعطاه إياه).

لم تجد ما تبحث عنه؟ ابحث هنا