يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال مقدمة بحث عن هارون الرشيد ، و خلافة هارون الرشيد ، و صورة هارون الرشيد في عيون الأمم ، و بعض صفات هارون الرشيد ، و وفاة هارون الرشيد ، الدولة العباسية هي ثاني سلالة عربية تحكم الدولة الإسلامية بعد السلالة الأموية، وكلاهما من قريش أبناء عمومة، بدأ حكم العباسيين للدولة الإسلامية عام 750م بعد القضاء على الأمويين بالكامل، واستمرَّت فعليًّا حتى عام 1258م، وبقيَت خلافة رمزية تحت وصاية مملوكية حتى عام 1517م وتنازل الخليفة العباسي عن الخلافة لصالح السلطان العثماني سليم الأول، يعود نسب العباسيين إلى العباس بن عبد المطلب عم النبي -صلى الله عليه وسلم-، استطاع أبو العباس السفاح أن يقضي على الأمويين وبمساعدة أخيه أبي جعفر المنصور أن يُحكم قبضة العباسيين على البلاد الإسلامية، وفي هذا المقال سيدور الحديث حول بحث عن هارون الرشيد.

مقدمة بحث عن هارون الرشيد

مقدمة بحث عن هارون الرشيد
مقدمة بحث عن هارون الرشيد

تلمعُ في التاريخِ أسماء لبعضِ الشخصيّاتِ التي كانَ لها أثرٌ طيّبٌ في حياة الناس، حيث تركت للأجيالِ دروساً، وعِبَراً في القوّة، والعَزمِ، والحكمة، ويُعَدُّ هارون الرشيد، الخليفة العباسيّ الخامس للمسلمين، إحدى هذهِ الشخصيّات، وهو هارون، بن محمّد المهديّ، بن عبد الله أبي جعفر المنصور، بن محمد، بن علي، بن عبد الله، بن عبّاس الهاشميّ، كان يُكنَّى بأبي موسى، ثمّ أصبح يُكنّى بأبي جعفر، وُلِد هارون الرشيد في مدينة الريّ سنة 148هـ/765م، لوالديه: المهديّ، وأمّ الهادي (وتدعى الخيزران)، وقد نشأ هارون في كنفِ والده الخليفة؛ فاهتمّ بتعليمه، وتثقيفه لغةً، وأَدَباً، كما زَرَعَ فيه حبّ الجهاد، فنشأ شجاعاً وقويّاً، كما أنّ والده أرسله إلى الفتوحات وحوله قادةٌ أكفياء لتعليمه، ومن الجدير بالذكر أنّ هارون الرشيد تزوَّجَ من ابنة عمّه جعفر بن أبي جعفر المنصور، وكانت تُدعَى زبيدة، وذلك في عام 165هـ/782م، حيث أنجبَت له الأمين، والمأمون.

خلافة هارون الرشيد

بعد وفاة الهادي؛ وهو الأخ الأكبر لهارون الرشيد، انتقلَت الخلافة إليه، فتولّاها سنة 170هـ/786م، ليُصبح خليفةً على إمبراطوريّة تمتدّ من وسط آسيا، حتى المحيط الأطلسيّ، وهو لا يزالُ في الخامسة والعشرين من عُمره، حيث عَيّنَ هارون الرشيد يحيى البرمكيّ وزيراً له، علماً بأنّ خلافة هارون الرشيد كانت مكسباً للأمّة الإسلاميّة؛ وذلك بسبب أعماله العظيمة التي قدّمها للأمّة، فقد قِيل إنّ فترة خلافته هي الأفضل خلال فترة الخلافة العباسيّة التي دامت خمسة قرون، ومن أهمّ ما قدّمه الخليفة الرشيد في فترة حُكْمه:

  • الارتقاء بالعلوم، والفنون، والآداب.
  • كثرة أموال الخراج، حتى بلغت ذروتها؛ إذ بلغت ما مقداره 400 مليون درهم، بحسب تقدير بعض المُؤرِّخين، لتُشكِّل أعلى مبلغ في تاريخ الخلافة الإسلاميّة، وقد كانَت النقود تُجمَع دونَ أيّ اعتداء، أو ظُلم، وكانت تُنفَق بصورة تَخدمُ الأمّة.
  • تشجيع رجال الدولة في زمنه على بناء الأحواض، وحَفْر الأنهار، وشَقّ الطُّرُق، وبناء المساجد، والقصور الفخمة، والمباني الجميلة.
  • نُموّ الدولة، واتّساع عمرانها، وازدياد عدد سكّانها؛ حيث بلغَ مليون نسمة.
  • استقبال البضائع في بغداد، والمجيء بها من كلّ مكان، حتى أصبحت أكبر مركز للتجارة في الشرق في عَهْده.
  • ازدهار العِلم حتى أصبحت بغداد مركزاً للعِلم، والعلماء؛ حيث كانت المساجد تُشكِّلُ ما يشبه جامعاتٍ لطلّاب العِلم الذينَ يتلقَّونَ العِلم من أكابر الفُقَهاء، والمُحدِّثين، والقُرّاء، كما كانَ يأتيها الأطبّاء، والمهندسون من كلّ مكان.
  • إنشاء هارون الرشيد لمكتبة تَضمُّ أعداداً ضخمة من الكُتُب، حيث أطلقَ عليها اسم “بيت الحكمة”.

صورة هارون الرشيد في عيون الأمم

حاول أعداء التاريخ تشويه صورة هارون الرشيد، حيث شرعوا في تصويره على أنَّه ماجن، وشارب للخمر، وصاحب الليالي الحمراء والجواري، كما صوروه بأنَّه عسوف وظلوم، ولكن رغم كل هذه الادعاءات والوشايات كان من أعظم خلفاء الدولة العباسيّة، حيث يُعتبر هارون هاشم الرشيد من أخير الخلفاء، فقد كان يحج عاماً، ويغزو في العام الآخر، وفي زمنه فتح الله على يديه الكثير من البلاد، وشهد عصره اتساع رقعة البلاد الإسلاميّة، واستتب الأمن، وانتشر الرخاء، وزاد الخير، كما كان هارون حسن السيرة والسلوك، وحريصاً على مجالسة العلماء، والأخذ منهم، وسماع المواعظ، وكان يتأثر بعد سماع المواعظ ويبكي، كما كان خاشعاً، وكثير العبادة، والتهجد، والقراءة، والذكر.

قد يهمك:

بعض صفات هارون الرشيد

تميّز هارون الرشيد بعدد من الأمور، ومنها ما يلي:

  • عابد لله تعالى، فقد كان يُصلي 100 ركعة كلّ يوم، واستمر على هذا النهج حتّى مماته.
  • متصدق بماله في سبيل الله، إذ كان يتصدق من ماله كل يوم ألف درهم.
  • محب للفقه والفقهاء.
  • محب للعلم والعلماء.
  • محب للشعر والشعراء.
  • مقدِّر للأدب والأدباء.
  • كاره للمرائين في الدين.
  • كان هارون يرتدي خاتمه المكتوب عليه (لا إله إلا الله) بالنقش الحميري.

وفاة هارون الرشيد

تعرَّضَ هارون الرشيد لمرضٍ لا شفاءَ له، وكانت حالته الصحِّية تسوء مع الوقت، إلّا أنّه اضطرَّ إلى السفر إلى خراسان؛ لوَضْعِ حلّ للاضطّرابات والتمرُّد الذي كان بقيادة الأمويّ رافع بن الليث، وفي طريقه إلى هناك، وتحديداً في مدينة (مَشهد) التي كانَ يُطلَق عليها اسم (طوس)، لَفَظَ الخليفة هارون الرشيد آخرَ أنفاسِه، وتُوفِّيَ عام 193هـ/809م، عن عُمرٍ يُناهزُ الثالثة والأربعين.

لم تجد ما تبحث عنه؟ ابحث هنا