يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال موضوع عن الجمال ، و أنواع الجمال ، و مفهوم الجمال عند العرب ، و الجمال في العصر الحديث ، يعتبر الجمال على أنّه القيم والحاجات التي فطر الإنسان على حبّها والتلذّذ بها، والتي ترتبط بشكلٍ وثيق بالعاطفة، والغريزة، والسلوك الإيجابيّ له، هذا بالإضافة إلى الأمور الحيويّة كالصحّة والسعادة والطيّبة، والخصوبة، والنظرة إلى الجمال لا تقتصر على الإنسان فحسب، بل تشمل الحيوانات، والطبيعة، والجمادات، ومن الجدير بالذكر أنّه لا توجد هناك مقاييس أو معايير دقيقة وثابتة لقياس الجمال، فهو مسألة نسبية تتعلّق بالبيئة، وطريقة التفكير، والذوق الخاصّ وغيرها.

موضوع عن الجمال

موضوع عن الجمال
موضوع عن الجمال

تُعتبر كلمة الجمال معقدة وغير محدودة، ويمكن تعريف الجمال بطريقة سطحية على أنّه إرضاء العين عند رؤية شيء ما، ويكمن الجمال حولنا في كلّ شيء، فهو نوع من الفن يوقظ الدهشة والمشاعر وأعمق أحاسيس الإنسانية داخلنا، وينقسم الجمال إلى نوعين هما الجمال الداخلي والجمال الخارجي، أمّا الجمال الداخلي فهو ما يعتقده الشخص عن نفسه، فعندما يكون واثقاً بنفسه يزيد جماله الداخي، أمّا إذا كان غير واثقٍ بنفسه يقل جماله، والجمال الخارجي هو الذي يتغير تعريفه حسب الموضة الحالية، والتي تتغير بدروها طوال الوقت حسب رأي الناس، كما أنّها تختص بالمظهر الشبابي لذا من الصعب العيش ضمن معايير الموضة.

أنواع الجمال

  • الجمال الماديّ وهو الجمال الحسي الذي يستطيع الإنسان أن يُدركه باستخدام الحواس المختلفة، مثل: جمال الطبيعة، والبشر بالإضافة إلى الأشياء الأخرى التي يستطيع الإنسان رؤيتها والتحقّق منها بشكل مادي، ويتمثل هذا الجمال في تناسق الأشياء وتنظيمها، وهو غير دائم، إذ إنّه يفنى مع الوقت.
  • الجمال المعنوي وهو النوع الأعمق والأشمل مقارنةً بالجمال المادي، وهو مرتبط بالقيم السامية المختلفة كالأخلاق والصدق، وهو جمال مطلق يتناسب مع الفطرة السليمة، هذا بالإضافة إلى أنّه باقٍ وغير زائل مع مرور الزمن.

مفهوم الجمال عند العرب

مفهوم الجمال عند العرب قبل الإسلام كان مقتصراً على الأشياء المادية المحسوسة والتي تُرى بالعين المجردة مثل جمال المرأة، والفرس، والبعير، والأطلال، وقد كانوا يُعبّرون عن هذا الجمال من خلال نظم قصائد الشعر المختلفة والتي تعبر عن الحبّ، والشوق، والحنين، واللوعة، واللهفة على المحبوب، أمّا بعد الإسلام فلم يعد الجمال يقتصر على المظهر الخارجي فحسب، بل أصبح قائماً أيضاً على الاهتمام بالنفس والخُلق، فهو جمال الروح وجمال الشكل، وقد عبّر العالم المسلم أبو حامد الغزالي عن الجمال بقوله:” تدرك الصور الظاهرة بالبصر الظاهر، والصور الباطنة بالبصيرة الباطنة، فمن حُرم البصيرة الباطنة لا يدركها ولا يحبّها، ومن كانت عنده البصيرة غالبة على الحواس الظاهرة كان حبّه للمعاني الباطنة أكثر من حبّه للمعاني الظاهرة، فشتان بين من يحب نقشاً مصوّراً على الحائط بجمال صورته الظاهرة، وبين من يحبّ نبياً من الأنبياء لجمال صورته الباطنة”.

قد يهمك:

الجمال في العصر الحديث

تأثير الصور المُعدلة على مفهوم الجمال

مع الانتشار الواسع لتطبيقات تعديل الصور على الهواتف أصبح الجمال المثالي الذي كان محصوراً على المشاهير وعارضات مجلات الأزياء متاحاً للجميع، ولأنّ تقنية تعديل الصور ترفع مستوى الجمال لحدٍّ لا يمكن الوصول إليه، فقد يكون ضرر هذه الصور أكبر من نفعها، حيث يقول الخبراء أنّ انتشار مفهوم الجمال على أنّه المثالية في المظهر الخارجي يقوم بتغيير تصورات الناس للجمال، وذلك يؤثر بشكل سلبي على نظرة الشخص وتقديره لنفسه، وقد ظهر اضطراب نفسي جديد متعلق بتطبيقات تعديل الصور، يبحث المصابون به عن جراحات تجميلية لمساعدتهم على الظهور مثل النسخ المعدلة لأنفسهم، وتقوم الصور الشخصية المُحسّنة والمُعالجة بإفقاد الشعور بالواقعية، وتجعل الشخص يظن أنّه من المفترض أن يبدو مثالياً مثلها، وتُعدّ أكثر فئة من المجتمع تأثراً بهذه الأفكار هم المراهقين والشباب، ويُعرف اضطراب التشوه الجسمي على أنّه اضطراب عقلي معيق، يقضي بالانشغال بملاحظة العيوب في مظهر الجسم، ومحاولة إخفائها بطرق غير صحية ومبالغ فيها، وزيارة اختصاصي الأمراض الجلدية وجرّاح التجميل بشكل متكرر لتغيير مظهرهم الخارجي، ويصيب هذا الاضطراب 2% من الناس ويُصنّف على أنّه طيف من الوسواس القهري.

الإنفاق على الجمال

تواجه النساء والرجال الكثير من الضغط ليظهروا بأفضل مظهرٍ لهم، حيث وضّح استطلاع في أمريكا أنّ 25% من الرجال و21% من النساء يحتاجون أكثر من نصف ساعة للاستعداد للخروج كلّ صباح، ويتوزع ذلك الوقت ما بين الاستحمام، وتصفيف الشعر، ووضع مستحضرات التجميل، وتُنفق النساء الكثير من النقود على شراء المكياج، حيث تبيّن في تقرير إحصائي عام 2014م أنّ قطاع صناعة مستحضرات التجميل يربح أكثر من 55 بليون دولار سنوياً، وقد أصبح استعمال مستحضرات التجميل جزءاً من روتين حياتنا اليومي، ولا تظن العديد من النساء أن العيش ممكن دونها، وتأخذ مستحضرات التجميل والعناية بالشعر جزءاً ليس بقليل من المصروف، حيث نشرت شركة متخصصة بالجمال تقريراً أنّ النساء ما بين الأعمار 16 و65 سنة يتسوقن لمستحضرات التجميل خمس مرات في السنة على الأقل، ويُنقفن حاولي 43 دولاراً في كلّ مرة، أي ما يعادل 215 دولاراً في السنة، وبالمعدل تنفق المرأة 15,000 دولار على مستحضرات التجميل طوال حياتها.