يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال موضوع عن الحداثة ، و تعريف الحداثة ، و بعض مظاهر الحداثة في أول نشأتها ، و خصائص الحداثة ، و مذاهب الحداثة الفكرية ، تعرّف الحداثة على أنّها فترة تاريخية وفنية امتدت منذ عام 1865م حتى نهاية الحرب العالمية الثانية، وتزامنت مع تقدم الصناعة والتكنولوجيا، بِحيث ظهرت كاستجابة لِلتقاليد والمعتقدات والأفكار الموروثة التي عرضها المفكرون العظماء؛ مثل: عالم النفس النمساوي سيجموند فرويد، والفيلسوف الألماني كارل ماركس، والفيلسوف الألماني فريدرك نيتشه، والعالم البريطاني تشارلز داروين، وبهذا أُعيد النظر في معتقدات قديمة سائدة لِمحاولة تغييرها، لذا فإنّ الحداثة تتبنى أفكاراً، ومعتقدات، وعادات الغرب الجديدة، كما أنّها ترتكز على العلم، والمنطق، والديمقراطية.

موضوع عن الحداثة

موضوع عن الحداثة
موضوع عن الحداثة

وتعرف باللغة الإنجليزية باسم (Modernity)، وهي الشيء الجديد، والذي يعطي صورة معاكسة عن الشيء القديم، وتعرف أيضاً بأنها: الانتقال من حالة قديمة إلى حالة جديدة، تشمل وجود تغيير ما، أما عن دور الحداثة في التاريخ، فيعد الفيلسوف هيغل أول شخص اهتم بمفهوم الحداثة، وربطها مع التطوّرات الفكرية التي ظهرت في أوروبا، والتي اتّسمت بظهور تيارات أدبيّة وفنية لم تكن معروفة سابقاً.

وارتبطت أفكار الحداثة مع العلوم، والاختراعات فظهرت العديد من الوسائل التي لم تكن مكتشفة سابقاً، مثل: السيارات، والمصابيح الكهربائية، والهاتف، وغيرها لتساهم الحداثة في نقل العالم لعصر جديد أكثر تطوراً وفاعلية، وهذا ما ظهر في كل من القرنين التاسع عشر، والعشرين وما زال مستمراً حتى يومنا هذا.

وأثرت الحداثة بشكل ملحوظ على مسمّيات العصور التاريخيّة، فظهرَ كل من عصرالتنوير وعصر النهضة في أوروبا كعصرين جديدين، وأشار الفيلسوف هيغل لهذا التطوّر بأنه الانتقال إلى حقبة جديدة تختلف عن الحقب الماضية، وكأي مفهوم مستحدث واجهت الحداثة الكثير من الانتقادات؛ بسبب التغيّرات التي أدت إليها، والتي لا تتناسب مع الأفكار الشعبيّة، وآراء بعض الفلاسفة والمفكّرين.

تعريف الحداثة

التعريف اللغوي للحداثة

تُشتق كلمة الحداثة من جذرها اللغويّ حَدُثَ، ويقال “أَخَذَنِي مِنَ الأَمْرِ ما حَدُثَ وَما قَدُمَ”، أي مايستجد من الأمر وما كان منه قديماً، ويقال أيضاً: حداثة السن، أي أوله، ويعبّر عن بدايات الأمور بحداثتها، فيقال: أخذ الأمر بحداثته، أي بأوله ومبتداه. والحداثة في سياق الفن والأدب، هي مواكبة العصر بمواصلة التجديد في الأشكال الفنية والأساليب الأدبية، فكلمة الحداثة تدل على شيء من الابتكار والإبداع، إذ يقال: هذا أمر مُستحدَث، أي مُبتكَر ومُستجَد، دون مثيل سبقه، ونقيض الحداثة في اللغة القِدَم.

التعريف الاصطلاحي للحداثة

تتنوع تعريفات الحداثة وفقاً لميدان ممارستها، فهي بشكلها العام، توصف بأنّها منهج فكري يتبنى التجديد، وقد نتج عنه أسلوب تعبيري متحيّز لتحديث شكل ومضمون المنتجات الأدبية والفنية، مع إصراره على رفض الصلة بالموروث القديم في الفن والأدب. فقد كانت بدايات هذا المنهج التجديدي مع أواخر القرن التاسع عشر، إلى منتصف القرن العشرين، سيراً على خطى التقدم الصناعي والاجتماعي والفلسفي الذي شهدته القارة الأوروبية والعالم، لاسيما بعد الحرب العالمية الأولى.

بعض مظاهر الحداثة في أول نشأتها

رافق الحداثة في المجال الأدبي، ظهور ما يعرف بالشعر الحر، وهو نمط شعري مستحدث، وقد تأثر أسلوب السرد القصصي كذلك بالمنهج الحداثي، حيث أسس بعض الأدباء المناصرين للمنهج الحداثي مايعرف بالمنهج الوصفي، وبالإنجليزية (Imagism) حيث كان أدبهم وشِعرهم معتمد على عدة قواعد، وهي: المباشرة في الطرح الذاتي أو الموضوعي لفكرة النص، وذلك باختيار الكلمات المباشرة بعناية والمعبرة عن نمط المنهج الحداثي، والالتزام بسلاسة الجرْس الموسيقي للقصيدة، دون التقيّد برتابة إيقاع الشعر القديم؛ عكست هذه القواعد مدى الإصرار في تطبيقهم للمنهج المستجد على الشِعر والأدب، إلا أن الحرب العالمية الأولى حالت دون انتشاره السريع، بالرغم من أن الشعر الحر قد نقل معاناة الناس وعبّر عن خيبة الأمل بعد انتهاء الحرب، ولكن سرعان ما نشأ جيل شِعري جديد في خمسينيات القرن العشرين، وقد أطلق العنان لإبداعه في تجديد الأنماط الشعرية شكلاً ومضموناً.

خصائص الحداثة

للحداثة مجموعة من الخصائص، وهي:

  • ساهمت في تطوّر العديد من المجالات الاقتصاديّة، والصناعية.
  • ظهرت أجهزة إلكترونيّة لم تكن معروفة مسبقاً.
  • ساعدت على توفير الوقت، عن طريق الاعتماد على وسائل الاتصال الحديثة.
  • غيّرت الأفكار السائدة عند الناس.
  • تعتبر الأمور التراثيّة والتقليدية أشياء قديمة.
  • غيّرت من الصورة النمطيّة للمجتمعات.
  • طورت من المؤسسات والشركات في كافة المجالات التي تعمل بها.
  • طوّرت المؤسسات التعليمية عن طريق تغيير مفهوم التعليم التقليديّ، والاعتماد على التعليم الحديث.

قد يهمك:

مذاهب الحداثة الفكرية

أثرت وتأثرت الحداثة بمجموعة من المذاهب الفكريّة، فمنها من قَبِل الحداثة ومنها من رفضها، ولكل مذهب أسباب خاصة به، ساهمت في توجيه طبيعة تعامله مع مفهوم الحداثة، ومن هذه المذاهب:

الدادائيّة

هي أسلوب فكري انتشر في سنة 1916م، وتعتمد على احترام المشاعر، والآراء الفردية لكل شخص، وتهاجم الأفكار الحديثة، والتي ارتبطت مع مفهوم الحداثة، وتسعى إلى العودة للحياة التقليديّة، والقديمة بالابتعاد عن أي شيء حديث؛ بسبب أنّه لا يتناسب مع الحياة الاجتماعيّة.

السرياليّة

هي أسلوب فكريّ، ارتبط بالأفكار الفلسفيّة، والعلوم النفسية، التي نتجت عن التأثر بالحداثة الفكريّة، وكانت جزءاً من الدراسات النفسية التي قام بها العالم فرويد، فتعتمد السريالية على العواطف، والعيش بعالم خيالي مليء بالأحلام، كوسيلة أفضل من الوجود في الحياة المنطقية، أو الواقعية التي يعيشها الإنسان.

الرمزية

هي أسلوب فكري يشير إلى أنّ مفهوم الحداثة يرتبط مع الخيال الإنسانيّ، والأوهام التي يعيشها الفرد، وأثر هذا النوع من الأفكار على الحياة الأدبية في أوروبا، وتحديداً على الشعر والرسم، فالشعراء والرسامون الذين اعتمدوا على الحداثة الرمزية، تركوا التقيّد بالقواعد الخاصة بالشعر، وفن الرسم، واستبدلوها بأمور جديدة، ومستحدثة، فواجه هذا المذهب الحداثي انتقاداً في المجتمعات الأوروبيّة.