يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال كيف اعرف اتجاه القبله من البوصله ، و كيف أستعمل البوصلة لتحديد القبلة ، و مشروعيّة استخدام البُوصلة لتحديد القِبْلة ، و الخطأ في تحديد القبلة ، و حالات ترك استقبال القبلة في الصلاة ، القِبلة لغةً هي الجهة، وقبلة الشيء ما تستقبله من جهته، والقِبلة في الاصطلاح الشرعيّ هي الوجهة التي يستقبلها المسلمون بوجوههم عند أداءهم للعبادة، وقد دلّت نصوص الكتاب والسنّة على مشروعية القِبلة وكونها شرط من شروط صحّة الصلاة، وهذا محلّ إجماع المسلمين؛ فمن القرآن الكريم قوله -تعالى-: (قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ)، وقد وردت في السنّة النبوية من قول عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: (بيْنَما النَّاسُ في صَلَاةِ الصُّبْحِ بقُبَاءٍ إذْ جَاءَهُمْ آتٍ فَقالَ: إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قدْ أُنْزِلَ عليه اللَّيْلَةَ، وقدْ أُمِرَ أنْ يَسْتَقْبِلَ الكَعْبَةَ فَاسْتَقْبِلُوهَا، وكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إلى الشَّامِ، فَاسْتَدَارُوا إلى الكَعْبَةِ).

كيف اعرف اتجاه القبله من البوصله

كيف اعرف اتجاه القبله من البوصله
كيف اعرف اتجاه القبله من البوصله

يهتم المسلمون بمعرفة اتجاه مكة المكرمة، لأنها قبلتهم في الاتجاه للصلاة، وتختلف اتجاه القبلة من مكان وبلد لآخر، وتوجد بالطبع عدة طرق لتحديد اتجاه القبلة ومنها البوصلة وهي من أدق وأصح الطرق لتحديد اتجاه مكة المكرمة، فمن خلالها يمكن معرفة اتجاه القبلة في أي مكان ومنها في البيت وهذه هي آلية استخدام البوصلة:

  • يجب أولًا معرفة اتجاه مكة المكرمة بالنسبة للموقع المراد معرفة اتجاه القبلة فيه، أي إن كانت مكة تقع شمالًا أو شرقًا أو جنوبًا أو غربًا من الموقع.
  • توضع البوصلة بشكل مسطح على اليدين مثلًا مع مراعاة تثبيتها ومنع حركتها، بهدف أن تستقر البوصلة على الاتجاهات الأربعة، وتحدد القبلة حسب الاتجاه الذي توجد عليه مكة المكرمة، فمثلًا إن كانت مكة تقع في الشمال من الموقع، ينظر للبوصلة أين يتجه الشمال، فتكون القبلة بالاتجاه الذي أشارت إليه.

كيف أستعمل البوصلة لتحديد القبلة

عند استخدام البوصلة حتى يكون تحديد الاتّجاه بشكل دقيق يفضل أن تكون المساحة فارغة أو خارج المنزل لأنّ الإبرة المغناطيسية تتأثّر بالحديد ولا تعكس القرآءة الصحيحة، سنقوم الآن بشرح مكونات البوصلة يوجد فيها مدرج كامل وكل درجة ترمز لرمز دولة معينة وعلى مسطح البوصلة يوجد سهم مرسوم يحدد إنّ السهم يرمز دائماً لاتّجاه الكعبة وهو الشمال وحسب معايير تصنيع البوصلة، والجزء الأهمّ في البوصلة هو الإبرة المغناطيسية.

يتمّ تدوير البوصلة وتحريكها جيداً ويفضل أن تكون واقفاً مع اتّجاه الشمس وبعكس عقارب الساعة قمت بتثبيت البوصلة في يدك ستلاحظ تلقائياً إن الإبرة تحركت باتّجاه الشمال نحو السهم المرسوم الذي يدلّ على اتّجاه الكعبة وهذا تماماً ما نريده هو التقاء الإبرة مع اتّجاه السهم. هكذا تكون قد نجحت بتحديد الاتّجاه الصحيح، ويفضّل عند تحديد الاتّجاه أن ترتدي ساعة حتّى يتمّ توجيه اتّجاه البوصلة حسب عقارب الساعة كيف تدور، وإذا عرفت اتّجاه القبلة مرّة واحدة ستكتفي بمعرفة الاتّجاه دوماً .فالهدف دائماً من البوصلة وصنعت خصيصاً لمعرفة الاتّجاهات خصوصاً اتّجاه الشمال الذي يتحرك بشكل فوري نحو الجذب المغناطيسي.

مشروعيّة استخدام البُوصلة لتحديد القِبْلة

تُعرف البُوصلة بأنّها جهازٌ يُستخدم لتعيين وتحديد الجهات الجغرافيّة، وقال الحنفيّة بجواز الاعتماد على الآلات الهندسيّة في تحديد القِبلة، أمّا الشافعية فقالوا بالوجوب، فممّا يسوّغ استخدام مثل تلك الأدوات؛ أنّها تساعد في معرفة اتّجاه القبلة، كذلك معرفة أوقات الصلوات، لذلك فإنّها تقدّم على غيرها من الأدوات؛ إذ إنّها تُفيد القطع، وإن لم تُفْده؛ فإنّها تفيد ظنّاً، ودون النظر لما تًفيده، فإنّها تقوى على غيرها من العلامات والأمارات، ولا بأس بعدم الأخذ بتلك الأجهزة مع القدرة على استخدامها، والاكتفاء بأدّلةٍ أخرى، ولا يؤثّر ذلك على صحّة الصلاة، وقال الحنفيّة، والشافعيّة؛ إنّ معرفة القِبلة، عن طريق النجوم، والشمس، والقمر؛ فرض كفايةٍ، بينما تجب عند السفر.

أجاز العلماء استخدام البوصلة في عملية تحديد القبلة، للتسهيل على الناس وتمكينهم من تحديد قبلة الصلاة في مكان، إذ يملك جميع الناس تقريبًا هواتف ذكية في وقتنا الحالي، وتوجد عدة تطبيقات يمكن استخدامها، تحتوي على بوصلات الكترونية، يمكنها المساعدة في تحديد الاتجاهات والقبلة، كما يمكن الاستدلال على القبلة بالاستعانة بالنجوم أو موقع الشمس أو القمر.

الخطأ في تحديد القبلة

إنّ استقبال القبلة شرطٌ لصحّة الصّلاة كما تبيّن سابقًا، ولكن إذا تبيّن الخطأ بعد مضيّ الصلاة، فالقول الأوّل في ذلك: لا إعادة للصّلاة إذا تبيّن الخطأ في تحديد القبلة؛ واستدلوا بقوله تعالى: (فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ)، وأمّا بالنّسبة للقول الثاني: فالإعادة على المخطئ واجبةٌ؛ لأنّ القبلة من الشروط الرئيسة لقبول الصلاة.

قد يهمك:

حالات ترك استقبال القبلة في الصلاة

فيما يأتي بيانٌ لحالات ترك استقبال القبلة في الصلاة:

  • العاجز الذي لا يستطيع الحركة، والذي لا يوجد عنده من يوجّهه؛ ودليل ذلك قوله تعالى: (لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا)..
  • المجتهد الذي لم يجد من يدلّه على القبلة، ودليل ذلك ما ورد في حديث ابن عمر: (فَاسْتَدَارُوا إلى الكَعْبَةِ)..
  • عند الخوف من العدوّ؛ ودليل ذلك قوله -تعالى-: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلّهِ قَانِتِينَ* فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً)..
  • عند الركوب على الدابة، لكنّ هذا لا يشمل الفرائض، وإنّما فقط للنوافل؛ ودليل ذلك ما جاء : (كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يُسَبِّحُ علَى الرَّاحِلَةِ قِبَلَ أَيِّ وَجْهٍ تَوَجَّهَ، وَيُوتِرُ عَلَيْهَا، غيرَ أنَّهُ لا يُصَلِّي عَلَيْهَا المَكْتُوبَةَ)..

لم تجد ما تبحث عنه؟ ابحث هنا