يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال الفرق بين التفسير والتأويل ، و مفهوم علم التفسير ، و نشأة علم التفسير، و الفرق بين التفسير والتأويل 2 ثانوي ، و تعريف التفسير والتأويل ، وأنواع تفسير القرآن ، ويمكن القول أن التفسير والتأويل متقاربان جدًا في المعنى، حيث يحملان نفس المعنى تقريبًا إذا ذكرا في العموم، بينما يعتبر التأويل متغايرًا عن التفسير إذا ذكرا في الخصوص.

الفرق بين التفسير والتأويل

الفرق بين التفسير والتأويل
الفرق بين التفسير والتأويل

ولبيانِ الفرق بين التفسير والتأويل، لا بُدَّ من بيانِ التأويل والتعريف بهِ، فقيلَ أنَّهُ التفسير؛ ويقصدُ بذلك توضيحُ ما يرادُ به الكلام، وتفسيرُ معناه، ولا فرقَ إذا كانَ موافقًا لظاهرِ الكلامِ أم لا، ويكونُ بهذا التأويلُ مرادفًا للتفسير، ولا فرقَ بينهما، وقد جاءَ لفظُ التأويل في عدةٍ من الشواهدِ الدينيَّةِ بمعنى التفسير، ومنها قولُ الله تعالى: {نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ}.

والتعريفُ الثاني للتأويل؛ هو إرجاعُ الكلامِ إلى حقيقتهِ، فالكلامُ إما أن يكونَ خبرًا أو طلبًا، فإن كانَ خبرًا، فيكونُ تأويلهُ كحقيقةِ المخبر عنه، ومثالُهُ قولُ الله تعالى: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ}، أيّ ينتظرون وقوع البعث، وهي الحقيقة التي أُخبِروا بها، وإذا كانَ طلبًا فتأويلهُ هو الامتثال لهذا الطلب، ومثالُ ذلك الابتعادُ عن الربا، تأويلًا لقولِ الله تعالى: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا}.

وأمّا المعنى الثالثُ للتأويل وهو ما عليهِ المتأخرين من العلماء، فقالوا بأنَّ المراد بالتأويل هو صَرَفُ اللفظِ عن المعنى الظاهرِ والراجحِ لهُ، إلى المعنى الخفي والمرجوح، لوجودِ دليلٍ صرفَ اللفظ عن معناه، واختلفَ العلماء في الفرق بين التفسير والتأويل، ومن الفروقِ التي ذكرها العلماء ما يأتي:

  • التأويل أعمُّ من التفسير

حيث إنّ لفظُ التأويل جاءَ في كتابِ الله تعالى، بعدةِ معانٍ، أمّا التفسير فلم يُذكر في كتابِ الله -تعالى- إلّا مرةً واحدةً، وهي في قول الله تعالى: {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا}.

  • التأويلُ ما تعلقَ بالدِّرايةِ، والتفسيرُ ما تعلقَ بالرِّوايةِ

حيث إنّ التفسيرُ هو الوضوحُ والبيان، والكشف عن المعنى الذي أرادَهُ الله تعالى في كلامِهِ، وهذا لا يؤخذُ إلا فيما وردَ عن رسول الله، وأصحابه، فالرِّواية من الأقوالِ المُسلمةِ إذا ثبتت صحتها عن رسولِ الله، أو أصحابهِ ممن شهدوا نزولَ الوحي، أمّا التأويل فيحتملُ اللفظ أكثر من معنى، ويُرَجَحُ أحدها بدليلٍ قويٍ صحيحٍ، ويعتمدُ هذا على الاجتهادِ وإعمالِ الفكر.

  • في حالِ اجتماعِ اللفظينِ، أيّ التفسير والتأويل فيما يتعلقُ بالقرآنِ الكريمِ، كانَ المقصودُ من التفسيرهو توضيح المعاني المستفادة مما وضعت لهُ العبارة، والتأويل توضيح المعاني المستفادة بطريقِ الإشارة، وإذا ذُكرَ أحدُ اللفظين منفصلًا عن الآخر، كانَ المقصودُ منه هو المعنى الذي يشملُ اللفظينِ معًا.

مفهوم علم التفسير

يُعدّ التّفسير من العلومِ الشرعيَّةِ المعروفةِ، التي يرادُ منها فَهمُ كتابِ اللهِ تعالى، وإيضاحِهِ، وبيانُ مرادِهِ ومقاصِدِهِ، وعلمُ التفسيرِ هو علمٌ يبحثُ في كيفيةِ النُطقِ بكلماتِ كتابِ الله، ودلالاتِها، وأحكامِ الألفاظِ القرآنيةِ، الإفراديةِ والتركيبيةِ، وفهم معانيها.

ومعرفةُ ما يتعلق بهذا العلم من علومٍ أُخرى، كمعرفةِ أسبابِ النزول، وعلمِ الناسخِ والمنسوخ، والمبهم في كتاب الله تعالى، وغيرها من العلوم، وقد وضعَ العُلماء العديدَ من الشروطِ والضوابطِ لعلمِ التفسيرِ، وبينوا أقسامَ التفسيرِ،ومنَ الألفاظِ المُرادفةِ للتفسيرهو لفظُ التأويل،

نشأة علم التفسير

بَدأَ علمُ التفسيرِ بالظهورِ في عهدِ النبي صلّى الله عليه وسلّم، فقد كانَ يفسرُ للصحابةِ ما أُشكلَ عليهم من فهمٍ لآياتِ اللهِ تعالى، وكانَ هذا لبعضِ الآياتِ، عندَ سؤالِهم لرسول الله عنها، أو عندَ وقوعِ نازلةٍ تتطلبُ هذا التفسير، وبعدها جاءَ عهدُ صحابةِ رسول الله، الذين كانوا يتناقلونَ ما فسّرَّهُ لهم رسول الله، من آياتِ القرآن الكريم.

ويجتهدونَ في تفسيرِهم للآيات التي لم يُنقل لهم تفسيرها عن رسول الله، وبعدَ توسُعِ الإسلامِ، وانتشارِ الصحابةِ في المدن، تعدَدت المدارس التي تنقلُ علم الصحابةِ وما توصلوا إليهِ من اجتهاداتٍ، في العلوم الشرعيَّةِ بشكلٍ عام، وفي علمِ التفسيرِ بشكلٍ خاص.

وظهرت مدرسةُ الكوفة، ومكة، والمدينة، وغيرها، فأخذَ هذا العلم من لازمَ صحابةَ رسول الله من التابعين، واتبعوا نهجهم، في تفسيرِ كتابِ الله، فكانوا يبحثونَ عن تفسيرِ الآيةِ في القرآن الكريمِ أولًا، ثمَّ بالسُنَّةِ النبويَّةِ، فإذا لم يجدوا تفسيرًا للآيةِ، اجتهدوا في تفسيرها.

الفرق بين التفسير والتأويل 2 ثانوي

ويمكن القول أن التفسير والتأويل متقاربان جدًا في المعنى، حيث يحملان نفس المعنى تقريبًا إذا ذكرا في العموم، بينما يعتبر التأويل متغايرًا عن التفسير إذا ذكرا في الخصوص، وفيما يلي بيان لبعض أوجه الاختلاف الطفيفة بين المعنيين.

من حيث المعنى

يهتم التفسير ببيان المعنى وتوضيحه بشكل لا يحمل الشك، فيوضح ويحدد إذا ما كان المعنى المراد حقيقيًا أم مجازيًا، بينما التأويل يعتمد على غلبة الظن والاحتمالية بدون ترجيح فلا يستطيع المؤول أن يجزم بحقيقة اللفظ أو المراد منه بشكل قطعي.

من حيث دعم السنة

في الغالب يعتمد التفسير على دعم السنة النبوية المطهرة، بمعنى أن يتم اللجوء إلى السنة أو قو ل النبي صلى الله عليه وسلم أو أقوال الصحبة المعاصرين لفهم المعنى المراد على الوجه المطلوب لذلك يطلق على التفسير أحيانًا التفسير بالرواية، بينما يعتمد التأويل بالاجتهاد أو محاولة الدراية فهو يعتمد على الاستنباط.

من حيث الألفاظ

في الغالب يقتصر التفسير على بيان المعاني والألفاظ الخاصة، كالمقصود بالكلمة الواحدة او اللفظ الواحد بشكل مباشر دون الحاجة إلى كثرة التفكير والتدقيق، بينما التأويل يعتمد على الجمل والمعاني التي قد تتعلق بها، ويتطلب كثير من إعمال العقل والاجتهاد.

من حيث عدد المعاني

يعمد التفسير إلى إعطاء الطالب الجواب الشافي، فيقدم للباحث معنى واحد فقط ولا يترك له مجالًا لمحاولة إعمال العقل أو الانقياد وراء الاحتمالات، بينما يقدم التأويل للباحث عدة معان مختلفة ويمكنه تخير المعنى الذي يميل إليه قلبه، كما يمكنه استنباط آراء جديدة لكن عليه إيجاد دليل يدعمها.

قديهمك:

تعريف التفسير والتأويل

ما هو علم التفسير؟

هو علم يختص بالبحث في معاني كلمات القرآن الكريم ومحاولة الوصول إلى أقصي درجات التعمق بها وفهم ما تحتوي عليه من معان وأحكام ومقاصد شريفة وغايات نبيلة، ويعرف التفسير في اللغة بالكشف والتوضيح والبيان، وقد ذكر لفظ التفسير في القرآن الكريم مرة واحدة في سورة الفرقان حيث قال تعالى( ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا).

أما التفسير في الإصطلاح فقد اختلف العلماء بشكل كبير في تعريفه، لكنهم اتفقوا جميعًا على أنه يختص بنزول السور وأحوال الكتاب الكريم وترتيب ما يحتوي عليه من سور والتعريف بالناسخ والمنسوخ والخاص والعام وأسباب النزول، وأفضل وأوجز ما قد يقال فيه أنه علم يختص بالقرآن وبيان ما فيه من مقاصد وغايات.

ما هو التأويل؟

التأويل في اللغة هو الرجوع، وقد ورد لفظ التأويل في القرآن أكثر من مرة حيث قال تعالى( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به)، فذكر هنا في لفظ مصدره، وأحيانًا يذكر بمعنى التحقق والوقوع كما جاء على لسان يوسف عليه السلام( هذا تأويل رؤياي من قبل).

والتأويل أعم وأشمل من التفسير حيث يحتاج إلى قوة في الملاحظة، ودقة في الإشارة لإستلهام المعاني الخفية التي لا تدرك بالحواس ولهذا فلابد من أن يكون المؤول على إطلاع تام بشروط التأويل حتى لا يقود المعنى إلى معنى آخر غير المراد أو يحقق شيء يخالف مراد الله عز وجل من الألفاظ.

أنواع تفسير القرآن

لا يقتصر علم التفسير على نوع واحد فله عدة أنواع منها:

أنواع تفسير القرآن
أنواع تفسير القرآن

1ـ التفسير بالقرآن

ويقصد به أن يتم اللجوء إلى آية قرآنية لفهم المراد من آية أخرى، كما في قوله تعالى( فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم) فقد تم فهم المراد منها أو تفسيرها بقوله تعالى( قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين)

2ـ التفسير بالرأي

وفيه يكون المفسر عالمًا بلغة العرب وعلى إطلاع واسع بمعاني الألفاظ وما قد تحمله من معان، كما ينبغي أن يكون له باع في معرفة الناسخ والمنسوخ ، وعالم بمعرفة نزول الآيات، وعلى مقدرة بأن يستنبط التفسير أو المعنى دون تحريفه عن المقصود منه، كما يسمى بالتفسير بالاجتهاد.

3ـ التفسير بالسنة

وفي هذا النوع يتم اللجوء إلى السنة النبوية المطهرة لمعرفة المقصود من الآية القرآنية، ومثال ذلك لما نزل قوله تعالى ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) شق على الصحابة معرفة المراد منها وتوجهوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قائلين يا رسول الله(أينا لم يظلم نفسه) فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليس كما تظنون، إنما هو كما قال لقمان لابنه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم)

4ـ التفسير بالإشارة

وهذا النوع من التفسير يحتاج إلى عدة ضوابط، فلا يستطيع سوى من اختصهم الله بفهم  خاص ودراية كبيرة بالقول فيه، حيث قد يلجأ المفسر في هذه الحالة إلى تفسير اللفظ على غير ظاهره، لذلك لابد من اشتراط بعض الضوابط التي تمكن المفسر من اعتماد هذا النوع من التفسير وقد ذكر ابن القيم بعضها مثل أن لا يناقض التفسير معنى الآية، وغيرها.

5ـ التفسير بما أثر عن الصحابة

وهو أحد أنواع التفسير التي يتم الاستعانة فيه بما أثر عن الصحابة من أقوال، وقد يأخذ حكم المرفوع إذا لم يكن للرأي فيه مجال، وقد يأخذ حكم الموقوف لأنه لم يسند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أو كان للرأي مجال فيه.